في الملاسين الشعبية ومنذ نعومة أظفاره كان حمادي المزي والطيب السهيلي ورضا بن عزيزة والحبيب شبيل وغيرهم من أفذاذ الفكر والفنون أقرب أصدقاء الفنان فتحي الهداوي.. صداقات ومناخ كانا بمثابة الشعلة étincelle التي أنارت مشواره الدراسي كما الفني في مراحل متقدمة.. ثم شاءت الأقدار أن يستقر رأيه -بعد الظفر بشهادة الباكالوريا- على المعهد العالي للفن المسرحي رغم أن دراسة الحقوق والمحاماة كانت من بين أمانيه..
طموحات وأحلام كأنها لم تراوده ولم تطرق باب مخيلته أصلا، بل سرعان ما سطع نجمه من خلال مسرحيتي "عرب" لفاضل الجعايبي و"عوادة" للجعايبي وفاضل الجزيري التي لم تمحيا من ذاكرة التونسيين وعشاق الفن الرابع..
فتحي الهداوي لم يكتف بأبي الفنون ولم تقتصر مسيرته على المسرح ليشد الجماهير الواسعة بأدوار متميزة في "صفايح ذهب" لنوري بوزيد و"عصفور سطح" لفريد بوغدير و"شني شيتا" لابراهيم لطيف، فضلا عن أفلام أجنبية متنوعة..
هكذا كانت تقريبا بدايات ابن الملاسين وحي التحرير وبن شرف الممثل القدير فتحي الهداوي البارع في تقمص الأدوار المركبة، المندرجة ضمن "السهل الممتنع".. ذلك أن أدواره التي لا تحصى ولا تعد، تحلت بكثير من "الصنعة" والحرفية إلى درجة أنك لا تستطيع ترجيح ممثل آخر لتقمصها..
ليس بالغريب إذن أن "يهابه" الكثير من الممثلين أثناء التصوير باعتبار كاريزميته وتمكنه اللذين من شأنهما أن يخلقا نوعا من الالتزام و"الجدية" في التعامل معه ليجد الطرف الآخر نفسه أمام أمرين، إما أن تضمحل ملامحه ويُقزم مردوده أو أن تطبعه عبقرية الهداوي إيجابا..
ثم من منا كأحباء ومتتبعي الدراما التونسية باستطاعته نسيان دور عفيف الملاكم.. او محمود في "قمرة سيدي محروس"، او رئيف في "صيد الريم" او وليف رئيس جمهورية البرمقلي..او الأعمال الأخيرة على غرار "أولاد الغول" و"النوبة1و2".. التي وصل فيهما فتحي الهداوي إلى مقام level آخر في تقمص الشخصيات والغوص في أدق التفاصيل التي تجعلك تنسى أنه بصدد التمثيل..
حتما سيبقى دور "دندي" في "النوبة" لعبد الحميد بوشناق خالدا بعقده النفسية، بـ"وجيعتو" و"ضمارو" لأن الهداوي استطاع أن يجعل للشخصية حيزا في قلوب المتفرجين في دور مختلف تماما عن سابقيه..
حقيقة، أعمال حُفرت في الذاكرة الشعبية ،"نوستالجيك" ومدعاة للفخر والاعتزاز سواء على المستوى المحلي او العربي..ولئن انتقد البعض قدرات فتحي الهداوي الفنية خلال السنوات الأخيرة باعتباره "يعاود في نفسو" ولم يقدم الإضافة عليهم أن يتمعنوا جيدا في تفاصيل الأعمال والتساؤل حول ما إذا كان من الممكن الاستغناء عنه في أدوار معينة أم لا.. فضلا عن مدى تأثيره على الأجيال الصاعدة من خلال النصح والتوجيه..
فتحي الهداوي سيظل أيقونة التمثيل في تونس والعالم العربي و"فلتة" من "فلتات" التقمص ولعب الأدوار وترشيحه لأدوار البطولة في مسلسلات تاريخية عربية ضخمة والعديد من الاعمال المسرحية الأجنبية ليس من باب الصدفة او من باب المحاباة بل يبقى دليلا على تفرده وتميزه ..
ونحسب أنه سيقدم الإضافة من خلال مشاركته في الأعمال الدرامية الرمضانية لهذه السنة وأن يعيش داخل الشخصيات كما هو المعتاد..
وليد عبد اللاوي
تونس- الصباح
في الملاسين الشعبية ومنذ نعومة أظفاره كان حمادي المزي والطيب السهيلي ورضا بن عزيزة والحبيب شبيل وغيرهم من أفذاذ الفكر والفنون أقرب أصدقاء الفنان فتحي الهداوي.. صداقات ومناخ كانا بمثابة الشعلة étincelle التي أنارت مشواره الدراسي كما الفني في مراحل متقدمة.. ثم شاءت الأقدار أن يستقر رأيه -بعد الظفر بشهادة الباكالوريا- على المعهد العالي للفن المسرحي رغم أن دراسة الحقوق والمحاماة كانت من بين أمانيه..
طموحات وأحلام كأنها لم تراوده ولم تطرق باب مخيلته أصلا، بل سرعان ما سطع نجمه من خلال مسرحيتي "عرب" لفاضل الجعايبي و"عوادة" للجعايبي وفاضل الجزيري التي لم تمحيا من ذاكرة التونسيين وعشاق الفن الرابع..
فتحي الهداوي لم يكتف بأبي الفنون ولم تقتصر مسيرته على المسرح ليشد الجماهير الواسعة بأدوار متميزة في "صفايح ذهب" لنوري بوزيد و"عصفور سطح" لفريد بوغدير و"شني شيتا" لابراهيم لطيف، فضلا عن أفلام أجنبية متنوعة..
هكذا كانت تقريبا بدايات ابن الملاسين وحي التحرير وبن شرف الممثل القدير فتحي الهداوي البارع في تقمص الأدوار المركبة، المندرجة ضمن "السهل الممتنع".. ذلك أن أدواره التي لا تحصى ولا تعد، تحلت بكثير من "الصنعة" والحرفية إلى درجة أنك لا تستطيع ترجيح ممثل آخر لتقمصها..
ليس بالغريب إذن أن "يهابه" الكثير من الممثلين أثناء التصوير باعتبار كاريزميته وتمكنه اللذين من شأنهما أن يخلقا نوعا من الالتزام و"الجدية" في التعامل معه ليجد الطرف الآخر نفسه أمام أمرين، إما أن تضمحل ملامحه ويُقزم مردوده أو أن تطبعه عبقرية الهداوي إيجابا..
ثم من منا كأحباء ومتتبعي الدراما التونسية باستطاعته نسيان دور عفيف الملاكم.. او محمود في "قمرة سيدي محروس"، او رئيف في "صيد الريم" او وليف رئيس جمهورية البرمقلي..او الأعمال الأخيرة على غرار "أولاد الغول" و"النوبة1و2".. التي وصل فيهما فتحي الهداوي إلى مقام level آخر في تقمص الشخصيات والغوص في أدق التفاصيل التي تجعلك تنسى أنه بصدد التمثيل..
حتما سيبقى دور "دندي" في "النوبة" لعبد الحميد بوشناق خالدا بعقده النفسية، بـ"وجيعتو" و"ضمارو" لأن الهداوي استطاع أن يجعل للشخصية حيزا في قلوب المتفرجين في دور مختلف تماما عن سابقيه..
حقيقة، أعمال حُفرت في الذاكرة الشعبية ،"نوستالجيك" ومدعاة للفخر والاعتزاز سواء على المستوى المحلي او العربي..ولئن انتقد البعض قدرات فتحي الهداوي الفنية خلال السنوات الأخيرة باعتباره "يعاود في نفسو" ولم يقدم الإضافة عليهم أن يتمعنوا جيدا في تفاصيل الأعمال والتساؤل حول ما إذا كان من الممكن الاستغناء عنه في أدوار معينة أم لا.. فضلا عن مدى تأثيره على الأجيال الصاعدة من خلال النصح والتوجيه..
فتحي الهداوي سيظل أيقونة التمثيل في تونس والعالم العربي و"فلتة" من "فلتات" التقمص ولعب الأدوار وترشيحه لأدوار البطولة في مسلسلات تاريخية عربية ضخمة والعديد من الاعمال المسرحية الأجنبية ليس من باب الصدفة او من باب المحاباة بل يبقى دليلا على تفرده وتميزه ..
ونحسب أنه سيقدم الإضافة من خلال مشاركته في الأعمال الدرامية الرمضانية لهذه السنة وأن يعيش داخل الشخصيات كما هو المعتاد..