إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أول وزير يعلن استقالته قبل إقالته من سعيد .. هل أمّن شرف الدين شرف الخروج؟

 

 

تونس – الصباح

اتخذت طريقة تقديم وزير الداخلية الأسبق توفيق شرف الدين استقالته أول أمس الجمعة شكلا مختلفا، إذ اعتدنا على اقتصار صفحة رئاسة الجمهورية على نشر أخبار تتعلق بإقالات أو إعفاءات لبعض أعضاء الحكومة الحالية، لكن يبدو أن هذه المرة الأمر اختلف مع وزير الداخلية الذي عرف عنه قربه وعلاقته المتطورة برئيس الدولة قيس سعيد منذ كان في حكومة هشام مشيشي.

وكان شرف الدين وزيرا للداخلية في حكومة هشام مشيشي قبل أن يتم إعفاءه في جانفي2021 من مهامه وتولي مشيشي نفسه المنصب بالنيابة.. وقد زادت إقالة شرف الدين خلال تلك الفترة من توتر العلاقات بين سعيد ومشيشي.

ونذكر انه لم يتم آنذاك الكشف عن أسباب إقالة مشيشي لتوفيق شرف الدين باستثناء ما أشارت إليه بعض التقارير الإعلامية إلى أن القرار جاء على خلفية إقدام شرف الدين على إعفاء عدد من الكوادر العليا لوزارة الداخلية بعد التنسيق مع رئيس الجمهورية ودون الرجوع إلى رئيس الحكومة هشام مشيشي آنذاك.

وعاد شرف الدين لتقلد منصب وزير الداخلية من جديد في حكومة نجلاء بودن في الأول من أكتوبر 2021 إلى غاية أول أمس الجمعة حيث أعلن الوزير الأسبق في تصريحات صحفية، استقالته لأسباب "عائلية وشخصية".

وقال شرف الدين على هامش إشرافه أول أمس على حفل تخرج الدفعة 73 لعرفاء الحرس الوطني ببئر بورقبة من ولاية نابل "شاءت الأقدار أن يكون هذا آخر لقاء إعلامي لي.. سعيد أن يكون إعلاني عن الاستقالة في مدرسة الحرس الوطني لسبب بسيط هو أن الأمانة ساقتني إلى وزارة الداخلية وخلع عليّ رئيس الجمهورية قيس سعيد عباءة ومسؤولية وأمانة الوزارة والأمانة هي التي حرصتُ أن تطبع عملي داخل وزارة الداخلية ولم يكن ذلك أمرا هيّنا".

وأضاف قائلا:"كان عليّ أن أكون قدّيسا أحيانا وراهبا أحيانا أخرى وجنديّا لا ينزع بزّته العسكرية في أحيان كثيرة والأمانة أيضا شاءت أن أخلع عن نفسي الآن رداء وزارة الداخلية وهذا بإذن من السيد رئيس الجمهورية".

وتوجه شرف الدين بالشكر إلى رئيس الجمهورية قائلا: "الرئيس تفهّم وضعيتي وأذن بأن أخلع عن نفسي وزارة الداخلية لأن هناك أمانة أخرى نادتني والأمانة أمانات.. تونس أمانة ووطننا أمانة وأمنُنا أمانة وابتسامة الطفل في المهد أمانة وأحلام الشباب التي ضاعت في البحر أمانة وانتظارات الأم لأبنائها أمانة والمصدح أمام الإعلام أمانة والمعلّم الذي يواجه التلاميذ في القسم أمانة والفلاح في أرضه أمانة والقاضي في مكتبه أمانة… هناك أمانات يمكن لأي شخص أن يقوم بها وهناك أمانات لا يقوم بها إلا شخص بعينه.. وأنا نادتني أمانة أخرى لا يمكن لأحد تعويضي في تحملها… الرجال كثيرون والنساء كثيرات ولكن الأب واحد. هناك أمانة تركتها لي زوجتي رحمها الله وهي أمانة الأبناء وأزفت اللحظة لأعود إلى الأبناء وأتحمل الأمانة التي لا يمكن لأحد تعويضي فيها".

في المقابل جاء بيان رئاسة الجمهورية مختلفا عما أدلى به شرف الدين الذي قال انه استقال في حين أن صفحة الرئاسة جاء فيها انه تم إعفاء وزير الداخلية وهو ما يطرح سؤالا هل استقال شرف الدين أم أقيل؟

مع العلم انه لأول مرة في حكومة بودن يقدم احد أعضائها ويستبق إعلان استقالته فكل من وزراء التجارة والخارجية والتشغيل والفلاحة كان الإعلان عن إنهاء مهامهم من خلال صفحة رئاسة الجمهورية دون العودة على أسباب هذه القرارات.

وعلق خالد شوكات الناشط السياسي عن استقالة شرف الدين أو إعفائه قائلا:"قد يكون إنهاء أو إعفاء شرف الدين اخذ شكلا آخر هذه المرة باستباق الوزير إعلان استقالته لأن شرف الدين ربما هو الوزير الوحيد في حكومة بودن الذي يمكن اعتباره عضوا قياديا في حزب الرئيس وقد شارك في إدارة حملته الرئاسية وتجمعه به علاقة صداقة سابقة عن تولي الرئاسة، كما أنه الوحيد الذي كان يتكلّم من معجم الرئيس بذات النبرة التخوينية للخصوم السياسيين، ولهذه الاعتبارات أظن انه جرى تمتيعه بحق إعلان استقالته، في ظل نظام لا يسمح عادة بهكذا حقوق، حيث الرئيس يقيل ولا يستقيل من تكليفه أحد.. ومع ذلك لم يخل الأمر من "بهذلة" اتفق مع طبيعة مثل هذه الأنظمة، حيث جاء بيان الرئاسة مقيلا للوزير لا قابلا لاستقالته كما ورد في تصريحه الإعلامي.. وعموما فإن المسؤول في الأنظمة الفردية يستمد وجوده وسلطته من ذات الرئيس مطلق الصلاحيات، وليست له أي حقوق معنوية أو مكانة اعتبارية مثل الوزير في الأنظمة الديمقراطية".

وفي نفس يوم إعلان شرف الدين استقالته من على رأس وزارة الداخلية، أصدر الرئيس قيس سعيد أمرين رئاسيين يقضي الأول بإنهاء مهام شرف الدين والثاني بتولي والي تونس الحالي كمال الفقي حقيبة وزارة الداخلية.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 أول وزير يعلن استقالته قبل إقالته من سعيد .. هل أمّن شرف الدين شرف الخروج؟

 

 

تونس – الصباح

اتخذت طريقة تقديم وزير الداخلية الأسبق توفيق شرف الدين استقالته أول أمس الجمعة شكلا مختلفا، إذ اعتدنا على اقتصار صفحة رئاسة الجمهورية على نشر أخبار تتعلق بإقالات أو إعفاءات لبعض أعضاء الحكومة الحالية، لكن يبدو أن هذه المرة الأمر اختلف مع وزير الداخلية الذي عرف عنه قربه وعلاقته المتطورة برئيس الدولة قيس سعيد منذ كان في حكومة هشام مشيشي.

وكان شرف الدين وزيرا للداخلية في حكومة هشام مشيشي قبل أن يتم إعفاءه في جانفي2021 من مهامه وتولي مشيشي نفسه المنصب بالنيابة.. وقد زادت إقالة شرف الدين خلال تلك الفترة من توتر العلاقات بين سعيد ومشيشي.

ونذكر انه لم يتم آنذاك الكشف عن أسباب إقالة مشيشي لتوفيق شرف الدين باستثناء ما أشارت إليه بعض التقارير الإعلامية إلى أن القرار جاء على خلفية إقدام شرف الدين على إعفاء عدد من الكوادر العليا لوزارة الداخلية بعد التنسيق مع رئيس الجمهورية ودون الرجوع إلى رئيس الحكومة هشام مشيشي آنذاك.

وعاد شرف الدين لتقلد منصب وزير الداخلية من جديد في حكومة نجلاء بودن في الأول من أكتوبر 2021 إلى غاية أول أمس الجمعة حيث أعلن الوزير الأسبق في تصريحات صحفية، استقالته لأسباب "عائلية وشخصية".

وقال شرف الدين على هامش إشرافه أول أمس على حفل تخرج الدفعة 73 لعرفاء الحرس الوطني ببئر بورقبة من ولاية نابل "شاءت الأقدار أن يكون هذا آخر لقاء إعلامي لي.. سعيد أن يكون إعلاني عن الاستقالة في مدرسة الحرس الوطني لسبب بسيط هو أن الأمانة ساقتني إلى وزارة الداخلية وخلع عليّ رئيس الجمهورية قيس سعيد عباءة ومسؤولية وأمانة الوزارة والأمانة هي التي حرصتُ أن تطبع عملي داخل وزارة الداخلية ولم يكن ذلك أمرا هيّنا".

وأضاف قائلا:"كان عليّ أن أكون قدّيسا أحيانا وراهبا أحيانا أخرى وجنديّا لا ينزع بزّته العسكرية في أحيان كثيرة والأمانة أيضا شاءت أن أخلع عن نفسي الآن رداء وزارة الداخلية وهذا بإذن من السيد رئيس الجمهورية".

وتوجه شرف الدين بالشكر إلى رئيس الجمهورية قائلا: "الرئيس تفهّم وضعيتي وأذن بأن أخلع عن نفسي وزارة الداخلية لأن هناك أمانة أخرى نادتني والأمانة أمانات.. تونس أمانة ووطننا أمانة وأمنُنا أمانة وابتسامة الطفل في المهد أمانة وأحلام الشباب التي ضاعت في البحر أمانة وانتظارات الأم لأبنائها أمانة والمصدح أمام الإعلام أمانة والمعلّم الذي يواجه التلاميذ في القسم أمانة والفلاح في أرضه أمانة والقاضي في مكتبه أمانة… هناك أمانات يمكن لأي شخص أن يقوم بها وهناك أمانات لا يقوم بها إلا شخص بعينه.. وأنا نادتني أمانة أخرى لا يمكن لأحد تعويضي في تحملها… الرجال كثيرون والنساء كثيرات ولكن الأب واحد. هناك أمانة تركتها لي زوجتي رحمها الله وهي أمانة الأبناء وأزفت اللحظة لأعود إلى الأبناء وأتحمل الأمانة التي لا يمكن لأحد تعويضي فيها".

في المقابل جاء بيان رئاسة الجمهورية مختلفا عما أدلى به شرف الدين الذي قال انه استقال في حين أن صفحة الرئاسة جاء فيها انه تم إعفاء وزير الداخلية وهو ما يطرح سؤالا هل استقال شرف الدين أم أقيل؟

مع العلم انه لأول مرة في حكومة بودن يقدم احد أعضائها ويستبق إعلان استقالته فكل من وزراء التجارة والخارجية والتشغيل والفلاحة كان الإعلان عن إنهاء مهامهم من خلال صفحة رئاسة الجمهورية دون العودة على أسباب هذه القرارات.

وعلق خالد شوكات الناشط السياسي عن استقالة شرف الدين أو إعفائه قائلا:"قد يكون إنهاء أو إعفاء شرف الدين اخذ شكلا آخر هذه المرة باستباق الوزير إعلان استقالته لأن شرف الدين ربما هو الوزير الوحيد في حكومة بودن الذي يمكن اعتباره عضوا قياديا في حزب الرئيس وقد شارك في إدارة حملته الرئاسية وتجمعه به علاقة صداقة سابقة عن تولي الرئاسة، كما أنه الوحيد الذي كان يتكلّم من معجم الرئيس بذات النبرة التخوينية للخصوم السياسيين، ولهذه الاعتبارات أظن انه جرى تمتيعه بحق إعلان استقالته، في ظل نظام لا يسمح عادة بهكذا حقوق، حيث الرئيس يقيل ولا يستقيل من تكليفه أحد.. ومع ذلك لم يخل الأمر من "بهذلة" اتفق مع طبيعة مثل هذه الأنظمة، حيث جاء بيان الرئاسة مقيلا للوزير لا قابلا لاستقالته كما ورد في تصريحه الإعلامي.. وعموما فإن المسؤول في الأنظمة الفردية يستمد وجوده وسلطته من ذات الرئيس مطلق الصلاحيات، وليست له أي حقوق معنوية أو مكانة اعتبارية مثل الوزير في الأنظمة الديمقراطية".

وفي نفس يوم إعلان شرف الدين استقالته من على رأس وزارة الداخلية، أصدر الرئيس قيس سعيد أمرين رئاسيين يقضي الأول بإنهاء مهام شرف الدين والثاني بتولي والي تونس الحالي كمال الفقي حقيبة وزارة الداخلية.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews