إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم..  الحمد لله على نعمة الفقر ..!

يرويها: أبو بكر الصغير

    لنتفق بدءا، في تقدير موقف شخصي، إن الفقر الحقيقي هو فقر الروح، وهو الفقر الذي يكون فيه العقل دائمًا في زوبعة تخلقها الشكوك والهموم والمخاوف.

      الفقر رفيق حي وقوي ومرعب، عدد قليل جدا يستحق ذلك هي صفة التصقت بأقدم نبلاء العالم.

 يكفي النظر، إن أعظم من خلدوا أسماءهم في البشرية عبر كلً التاريخ من حكماء وفلاسفة وحتى رسل وأنبياء كانوا من عامة الشعب، فقراء، زاهدين في هذه الدنيا ونعمها وخيراتها.

     أن تكون فقيرا ليس خيارا بل نتيجة. يظهر البؤس الإنساني، حيث تتفكك العقد التي عانى منها الفقر. انقسام اجتماعي يستمر في الازدياد، ومع هذه الفترة من الأزمة، يصبح من الأكثر وصما وتقليلا لقيمة أن يكون المرء فقيرا.

      في ثقافتنا نقول عن الفقير بأنه «مسكين" وهو موقف تعجب رحيم بالشفقة .

     أثارتني  متابعة تطورات قضية إفلاس بنك وادي السيليكون (سيليكون فاليSVB)، الذي فتحت بشأنه وزارة العدل الأمريكية تحقيقا يستهدف خصوصا شبهات حول مبيعات الأسهم، بما شكل أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008. إن اكتشف ما كان لهذا الإفلاس من تداعيات خطيرة على آلاف الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال الذين من بينهم رجل أعمال تونسي معروف باستثماراته في الولايات المتحدة والخليج ومناطق أخرى من العالم كانت له ودائع بحوالي خمسين مليون دولار أي قرابة 175 مليارا من مليماتنا، خسرها في لحظة  ليبلغه البنك انّه لن يمكنه إلا استرجاع مبلغ 250 ألف دولار  فقط  وينسى البقية  .

  كلف رجل الأعمال التونسي بعدها فريقا من المحامين الأمريكيين للدفاع عن مصالحه ضدّ البنك .

  خسر تونسيون آخرون أموالهم من بينهم عديد الشبان راهنوا على الاستثمار في عالم "السوشيال ميديا"، أحد هؤلاء ابن رجل الأعمال التونسي خسر حوالي 20 مليون دينار .

  أمام هذه الأخبار الكارثية يتمنى المرء انفراج الأزمة ورفع البلاء عن هؤلاء من أبناء وطننا والدعاء لجلاله بالسؤال بعدم ردّ القضاء ولكن اللطف فيه .

 يحمد المرء أحيانا الله ربّه على نعمة الفقر :

- بألاّ يصاب بوجع رأس على ثروة يخشى فقدانها.

- بألاّ يزداد هما كلما ازداد غنى.

- بألاّ يصبح محسودا، مغبوطا بسبب مظاهر الثراء.

- بالاّ تحوم حوله شبهات فساد أو احتكار أو يُحسب من الواصلين المقرّبين.

- بألاّ يدرج في قائمة المستكرشين أو القطط السّمان.

- بألاّ يكون ضحية الطّامعين والمتحيّلين .

- بألاّ يوصف بأنه يستر رذيلته بأمواله.

- بألاّ ينعت بالبخيل لا يؤجر على فقره.

- بألاّ يكون متّهما بالتهرّب الجبائي حتى تثبت براءته.

- بألاّ يفكر في امرأة  ثانية عشيقة أو حبيبة ويرضى بما كتب له من ملك يمينه، حتى لو كانت زوجة شمطاء نكدية !. .

 إن الناس الأثرياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء، ليسوا أكثر غباء من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء !. 

 يبقى الناس من خوف الفقر في فقر ومن خوف الذل في ذل، طوبى للفقير فبفضله يمكننا أن نتقرب إلى الله.

تحدث الحروب بين الدول لتغيير الخرائط، لكن حروب الفقر تخاض للانتصار للإنسان وحقّه في العيش الكريم .

نحن دوما فقراء لأمر أو لحاجة أو لشخص ما، لكننا أغنياء بأنفسنا.

حكاياتهم..  الحمد لله على نعمة الفقر ..!

يرويها: أبو بكر الصغير

    لنتفق بدءا، في تقدير موقف شخصي، إن الفقر الحقيقي هو فقر الروح، وهو الفقر الذي يكون فيه العقل دائمًا في زوبعة تخلقها الشكوك والهموم والمخاوف.

      الفقر رفيق حي وقوي ومرعب، عدد قليل جدا يستحق ذلك هي صفة التصقت بأقدم نبلاء العالم.

 يكفي النظر، إن أعظم من خلدوا أسماءهم في البشرية عبر كلً التاريخ من حكماء وفلاسفة وحتى رسل وأنبياء كانوا من عامة الشعب، فقراء، زاهدين في هذه الدنيا ونعمها وخيراتها.

     أن تكون فقيرا ليس خيارا بل نتيجة. يظهر البؤس الإنساني، حيث تتفكك العقد التي عانى منها الفقر. انقسام اجتماعي يستمر في الازدياد، ومع هذه الفترة من الأزمة، يصبح من الأكثر وصما وتقليلا لقيمة أن يكون المرء فقيرا.

      في ثقافتنا نقول عن الفقير بأنه «مسكين" وهو موقف تعجب رحيم بالشفقة .

     أثارتني  متابعة تطورات قضية إفلاس بنك وادي السيليكون (سيليكون فاليSVB)، الذي فتحت بشأنه وزارة العدل الأمريكية تحقيقا يستهدف خصوصا شبهات حول مبيعات الأسهم، بما شكل أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008. إن اكتشف ما كان لهذا الإفلاس من تداعيات خطيرة على آلاف الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال الذين من بينهم رجل أعمال تونسي معروف باستثماراته في الولايات المتحدة والخليج ومناطق أخرى من العالم كانت له ودائع بحوالي خمسين مليون دولار أي قرابة 175 مليارا من مليماتنا، خسرها في لحظة  ليبلغه البنك انّه لن يمكنه إلا استرجاع مبلغ 250 ألف دولار  فقط  وينسى البقية  .

  كلف رجل الأعمال التونسي بعدها فريقا من المحامين الأمريكيين للدفاع عن مصالحه ضدّ البنك .

  خسر تونسيون آخرون أموالهم من بينهم عديد الشبان راهنوا على الاستثمار في عالم "السوشيال ميديا"، أحد هؤلاء ابن رجل الأعمال التونسي خسر حوالي 20 مليون دينار .

  أمام هذه الأخبار الكارثية يتمنى المرء انفراج الأزمة ورفع البلاء عن هؤلاء من أبناء وطننا والدعاء لجلاله بالسؤال بعدم ردّ القضاء ولكن اللطف فيه .

 يحمد المرء أحيانا الله ربّه على نعمة الفقر :

- بألاّ يصاب بوجع رأس على ثروة يخشى فقدانها.

- بألاّ يزداد هما كلما ازداد غنى.

- بألاّ يصبح محسودا، مغبوطا بسبب مظاهر الثراء.

- بالاّ تحوم حوله شبهات فساد أو احتكار أو يُحسب من الواصلين المقرّبين.

- بألاّ يدرج في قائمة المستكرشين أو القطط السّمان.

- بألاّ يكون ضحية الطّامعين والمتحيّلين .

- بألاّ يوصف بأنه يستر رذيلته بأمواله.

- بألاّ ينعت بالبخيل لا يؤجر على فقره.

- بألاّ يكون متّهما بالتهرّب الجبائي حتى تثبت براءته.

- بألاّ يفكر في امرأة  ثانية عشيقة أو حبيبة ويرضى بما كتب له من ملك يمينه، حتى لو كانت زوجة شمطاء نكدية !. .

 إن الناس الأثرياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء، ليسوا أكثر غباء من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء !. 

 يبقى الناس من خوف الفقر في فقر ومن خوف الذل في ذل، طوبى للفقير فبفضله يمكننا أن نتقرب إلى الله.

تحدث الحروب بين الدول لتغيير الخرائط، لكن حروب الفقر تخاض للانتصار للإنسان وحقّه في العيش الكريم .

نحن دوما فقراء لأمر أو لحاجة أو لشخص ما، لكننا أغنياء بأنفسنا.