أعلنت شركة نقل تونس، أنها سجلت إلى حدود الأحد الماضي تخريب القطع المتعلقة بالتحكم الآلي الخاصة بـ132 بابا لعربات المترو من جملة 300 بابا ضمن ظاهرة متنامية تتطلب تعاون مختلف الأطراف الفاعلة خاصة وأنها أضرت بالشركة.
وقالت الشركة، إن عدد عربات المترو المتجوّلة بلغت 30 عربة يوم الأحد 5 مارس 2023 من نوعية سيمانس وقد تعرضت هذه العربات إلى تخريب تجهيزات 23 بابا وتهشيم 12 لوحة بلورية للأبواب.
وشددت الشركة على "خطورة بعض السلوكيات غير الواعية التي تنتهجها فئة من حرفائها والتي تعود بالضرر على الحرفاء وعلى الشركة وأعوانها".
وبينت الشركة أنّ هذه العمليات التخريبية تتسبب في وقوع حوادث البعض منها قاتل، خاصة في صفوف المراهقين الذين يعمدون إلى التأرجح والمترو في حالة سير بعد تعمّد العبث بأجهزة التحكم مما يتسبب في سقوطهم من العربة.
وأكدت أنها قامت بإحداث فريق دعم لمعاضدة فريق المناوبة الليلية حتى تتمكن الشركة من مجابهة هذه الظاهرة والمحافظة على مستوى جاهزية الأسطول المتوفر وتدعيم صلابة أقفال أغطية الأبواب ولاحظت انها قامت كذلك بتكليف أعوان الحماية والتأمين للتدخل وغلق هذه الأبواب بالمحطات الرئيسية والتنسيق مع المصالح المختصة لشرطة النجدة من أجل التدخل بين المحطات وعلى امتداد الشبكة.
عمليات تخريب
وأشارت إلى أن خطي المترو رقم 5 و2 اللذين يسجلان أغلب عمليات تخريب الأبواب وفقا لإحصائيات الشركة علما وانه تم القبض على عدد من الفاعلين الذين غالبا ما يكونون قصّرا.
وأكدت الشركة أنها تسعى حسب الإمكانيات المتاحة للتصدي لظاهرة الاعتداءات وتخريب الأبواب دعوتها الى المواطنين والحرفاء وخاصة الأولياء منهم والإعلاميين والمجتمع المدني إلى مساعدتها في مجهودها التوعوي من أجل التصدي لمثل هذه السلوكيات.
أكّدت المكلفة بالإعلام في شركة نقل تونس حياة الشّنطوري، أنّ الاعتداءات التّي طالت عربات المترو تسببت خلال سنة 2022 في خسائر مادية تجاوزت المليون دينار.
وكشفت حياة الشنطوري أن الاعتداءات على الأعوان، كلّفت شركة نقل تونس حوالي 4 آلاف يوم راحة، مشيرة إلى أن الشركة تعاني من خسائر مادية كبيرة التي تتسبب فيها عمليات التخريب لأسطول المترو الخفيف، وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات تطورت لتطال الأرواح البشرية.
وقالت في تصريح لإذاعة شمس أف ام إن الشّركة أصبحت تهدف اليوم إلى حماية الأرواح البشرية.
وتوجهت المكلفة بالإعلام في نقل تونس بنداء إلى الأولياء والعائلات والمربين ووسائل الإعلام لمعاضدة مجهود الشركة في التوعية بخطورة العديد من الممارسات وتداعياتها على المواطن بالدرجة أولى.
ركائز منظومة التنقلات الحضرية
وتعتبر شركة "نقل تونس" من ركائز منظومة التنقلات الحضرية بتونس الكبرى وتسعى رغم إمكانياتها المحدودة الراهنة إلى تأمين مرفق عام يغطّي حوالي 80 % من النقل العمومي المنتظم الحضري وذلك رغم الصعوبات التي أصبحت تواجهها على مستوى توفير السيولة المالية اللازمة للإيفاء بتعهداتها المالية حيث بلغ حجم ديونها1880 مليون دينار سنة 2022 منها 230 مليون دينار لفائدة البنوك ومزودي قطع الغيار، هذا بالإضافة إلى صعوبة الإيفاء بتعهداتها تجاه المزودين العموميين، وفق تقرير نشرته الشركة على موقعها الالكتروني.
وضعية مالية صعبة
وتمرّ الشركة بصعوبات هيكلية لتحقيق التوازنات المالية تتمثّل أساسا في ضعف القدرة على تغطية أعباء الاستغلال عبر مداخيل الاستغلال بما في ذلك الدّعم السنوي المرصود من الدّولة، ذلك أنه بعنوان سنة 2022 بلغت مداخيل الاستغلال 10% و44% باعتبار منحة دعم الدولة بعنوان النقل المدرسي والجامعي من حجم أعباء الاستغلال، مع تسجيل عجز سنوي يناهز 235 مليون دينار.
وتشكو الشركة من ارتفاع كلفة الاستغلال جرّاء الأعطاب المرتبطة بالصيانة التي تتطلّب اعتمادات كبرى لإعادة استغلال الأسطول المعطّب، وعلاوة على ذلك فقد ساهمت الزيادات المتتالية في سعر المحروقات والارتفاع المتواصل في أسعار قطع الغيار في مزيد تعقيد الوضعية المالية.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أنّ أبرز أسباب التدهور الملحوظ للفارق بين مؤشري المداخيل وتكاليف الاستغلال هو عدم الزيادة في التعريفة استجابة لسياسة الحفاظ على المقدرة الشرائية للمواطن حيث يناهز المفعول المالي لتجميد التعريفة 700 مليون دينار خلال الفترة 2011-2020 وتراجع مؤشر تغطية أعباء الأعوان باعتبار الدّعم من 67% سنة 2010 إلى 49% سنة 2022.
كما تطوّر مجموع الأعباء بمعدّل سنوي يناهز 5,3% حيث ارتفعت من 236 مليون دينار سنة 2010 إلى 437 مليون دينار سنة 2022 وذلك بسبب ارتفاع كتلة الأجور بمعدّل سنوي يناهز 8,2% خلال الفترة 2010 -2022حيث تمثل69,3% من مجموع الأعباء لسنة 2022 مقابل 50% لسنة 2010.
من جانب آخر ساهم تراجع عدد الأسطول وتفاقم ظاهرة الترسكية في تراجع المداخيل المباشرة التي تبلغ حوالي 40 مليون دينار سنة 2022 مقابل ما يفوق 70 مليون دينار سنة 2010، وتمثل ظاهرة الترسكية من قبل المخالفين الذين يمثلون 40 % من المسافرين أحد أسباب تراجع المداخيل متسببة في خسائر تقدّر بـ20 مليون دينار سنويا، وفق ذات المصدر.
تفاقم الاعتداءات
سجلت الشركة 1573 اعتداء سنة 2021 كبّد الشركة خسائر بلغت أكثر من مليار من المليمات أي أكثر من 1 مليون دينار لتتجاوز هذه الخسائر هذا الرقم سنة 2022 وذلك دون احتساب كلفة النقص في المداخيل طيلة فترة التوقف عن الاستغلال.
فبالرغم من مساعي الشركة ومجهودات أعوانها المتواصلة من أجل تحسين جاهزية الأسطول اعتمادا على الإمكانيات المتوفرة في ظل الوضعية المالية الراهنة، فإنّ تكرّر الاعتداءات التي تستهدف أعوانها وأسطول عرباتها وحافلاتها زاد في تعميق أزمتها لنظرا لتداعياتها من حيث كلفة العطل المرضية وتكاليف العلاج بالإضافة إلى توقف استغلال الأسطول إلى حين القيام بعمليات الصيانة وهو ما يؤدي حتما إلى التخفيض في الأسطول المتجوّل وبالتالي تقليص العرض.
وتتكرّر عمليات التخريب لممتلكات الشركة وعمليات الرشق بالحجارة بصفــة تكـاد تكون يـومية بالإضافة إلى تـفـشي ظـاهرة غلـق الطريق واحتجاز الحافلات والأعوان على متنها للمطالبة بسفرات إضافية وما يستوجبه ذلك في كلّ مرّة من تغيير للمسلك ومن خسارة الوقت وتعميق صعوبات التنقل بالنسبة للحرفاء، وهذا السيناريو نفسه تشهده عربات المترو حيث يتم احتجازها عند تأخر السفرات المسجّلة لأعطاب أثناء تأمينها على أحد الخطوط.
صلاح الدين كريمي
تونس-الصباح
أعلنت شركة نقل تونس، أنها سجلت إلى حدود الأحد الماضي تخريب القطع المتعلقة بالتحكم الآلي الخاصة بـ132 بابا لعربات المترو من جملة 300 بابا ضمن ظاهرة متنامية تتطلب تعاون مختلف الأطراف الفاعلة خاصة وأنها أضرت بالشركة.
وقالت الشركة، إن عدد عربات المترو المتجوّلة بلغت 30 عربة يوم الأحد 5 مارس 2023 من نوعية سيمانس وقد تعرضت هذه العربات إلى تخريب تجهيزات 23 بابا وتهشيم 12 لوحة بلورية للأبواب.
وشددت الشركة على "خطورة بعض السلوكيات غير الواعية التي تنتهجها فئة من حرفائها والتي تعود بالضرر على الحرفاء وعلى الشركة وأعوانها".
وبينت الشركة أنّ هذه العمليات التخريبية تتسبب في وقوع حوادث البعض منها قاتل، خاصة في صفوف المراهقين الذين يعمدون إلى التأرجح والمترو في حالة سير بعد تعمّد العبث بأجهزة التحكم مما يتسبب في سقوطهم من العربة.
وأكدت أنها قامت بإحداث فريق دعم لمعاضدة فريق المناوبة الليلية حتى تتمكن الشركة من مجابهة هذه الظاهرة والمحافظة على مستوى جاهزية الأسطول المتوفر وتدعيم صلابة أقفال أغطية الأبواب ولاحظت انها قامت كذلك بتكليف أعوان الحماية والتأمين للتدخل وغلق هذه الأبواب بالمحطات الرئيسية والتنسيق مع المصالح المختصة لشرطة النجدة من أجل التدخل بين المحطات وعلى امتداد الشبكة.
عمليات تخريب
وأشارت إلى أن خطي المترو رقم 5 و2 اللذين يسجلان أغلب عمليات تخريب الأبواب وفقا لإحصائيات الشركة علما وانه تم القبض على عدد من الفاعلين الذين غالبا ما يكونون قصّرا.
وأكدت الشركة أنها تسعى حسب الإمكانيات المتاحة للتصدي لظاهرة الاعتداءات وتخريب الأبواب دعوتها الى المواطنين والحرفاء وخاصة الأولياء منهم والإعلاميين والمجتمع المدني إلى مساعدتها في مجهودها التوعوي من أجل التصدي لمثل هذه السلوكيات.
أكّدت المكلفة بالإعلام في شركة نقل تونس حياة الشّنطوري، أنّ الاعتداءات التّي طالت عربات المترو تسببت خلال سنة 2022 في خسائر مادية تجاوزت المليون دينار.
وكشفت حياة الشنطوري أن الاعتداءات على الأعوان، كلّفت شركة نقل تونس حوالي 4 آلاف يوم راحة، مشيرة إلى أن الشركة تعاني من خسائر مادية كبيرة التي تتسبب فيها عمليات التخريب لأسطول المترو الخفيف، وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات تطورت لتطال الأرواح البشرية.
وقالت في تصريح لإذاعة شمس أف ام إن الشّركة أصبحت تهدف اليوم إلى حماية الأرواح البشرية.
وتوجهت المكلفة بالإعلام في نقل تونس بنداء إلى الأولياء والعائلات والمربين ووسائل الإعلام لمعاضدة مجهود الشركة في التوعية بخطورة العديد من الممارسات وتداعياتها على المواطن بالدرجة أولى.
ركائز منظومة التنقلات الحضرية
وتعتبر شركة "نقل تونس" من ركائز منظومة التنقلات الحضرية بتونس الكبرى وتسعى رغم إمكانياتها المحدودة الراهنة إلى تأمين مرفق عام يغطّي حوالي 80 % من النقل العمومي المنتظم الحضري وذلك رغم الصعوبات التي أصبحت تواجهها على مستوى توفير السيولة المالية اللازمة للإيفاء بتعهداتها المالية حيث بلغ حجم ديونها1880 مليون دينار سنة 2022 منها 230 مليون دينار لفائدة البنوك ومزودي قطع الغيار، هذا بالإضافة إلى صعوبة الإيفاء بتعهداتها تجاه المزودين العموميين، وفق تقرير نشرته الشركة على موقعها الالكتروني.
وضعية مالية صعبة
وتمرّ الشركة بصعوبات هيكلية لتحقيق التوازنات المالية تتمثّل أساسا في ضعف القدرة على تغطية أعباء الاستغلال عبر مداخيل الاستغلال بما في ذلك الدّعم السنوي المرصود من الدّولة، ذلك أنه بعنوان سنة 2022 بلغت مداخيل الاستغلال 10% و44% باعتبار منحة دعم الدولة بعنوان النقل المدرسي والجامعي من حجم أعباء الاستغلال، مع تسجيل عجز سنوي يناهز 235 مليون دينار.
وتشكو الشركة من ارتفاع كلفة الاستغلال جرّاء الأعطاب المرتبطة بالصيانة التي تتطلّب اعتمادات كبرى لإعادة استغلال الأسطول المعطّب، وعلاوة على ذلك فقد ساهمت الزيادات المتتالية في سعر المحروقات والارتفاع المتواصل في أسعار قطع الغيار في مزيد تعقيد الوضعية المالية.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أنّ أبرز أسباب التدهور الملحوظ للفارق بين مؤشري المداخيل وتكاليف الاستغلال هو عدم الزيادة في التعريفة استجابة لسياسة الحفاظ على المقدرة الشرائية للمواطن حيث يناهز المفعول المالي لتجميد التعريفة 700 مليون دينار خلال الفترة 2011-2020 وتراجع مؤشر تغطية أعباء الأعوان باعتبار الدّعم من 67% سنة 2010 إلى 49% سنة 2022.
كما تطوّر مجموع الأعباء بمعدّل سنوي يناهز 5,3% حيث ارتفعت من 236 مليون دينار سنة 2010 إلى 437 مليون دينار سنة 2022 وذلك بسبب ارتفاع كتلة الأجور بمعدّل سنوي يناهز 8,2% خلال الفترة 2010 -2022حيث تمثل69,3% من مجموع الأعباء لسنة 2022 مقابل 50% لسنة 2010.
من جانب آخر ساهم تراجع عدد الأسطول وتفاقم ظاهرة الترسكية في تراجع المداخيل المباشرة التي تبلغ حوالي 40 مليون دينار سنة 2022 مقابل ما يفوق 70 مليون دينار سنة 2010، وتمثل ظاهرة الترسكية من قبل المخالفين الذين يمثلون 40 % من المسافرين أحد أسباب تراجع المداخيل متسببة في خسائر تقدّر بـ20 مليون دينار سنويا، وفق ذات المصدر.
تفاقم الاعتداءات
سجلت الشركة 1573 اعتداء سنة 2021 كبّد الشركة خسائر بلغت أكثر من مليار من المليمات أي أكثر من 1 مليون دينار لتتجاوز هذه الخسائر هذا الرقم سنة 2022 وذلك دون احتساب كلفة النقص في المداخيل طيلة فترة التوقف عن الاستغلال.
فبالرغم من مساعي الشركة ومجهودات أعوانها المتواصلة من أجل تحسين جاهزية الأسطول اعتمادا على الإمكانيات المتوفرة في ظل الوضعية المالية الراهنة، فإنّ تكرّر الاعتداءات التي تستهدف أعوانها وأسطول عرباتها وحافلاتها زاد في تعميق أزمتها لنظرا لتداعياتها من حيث كلفة العطل المرضية وتكاليف العلاج بالإضافة إلى توقف استغلال الأسطول إلى حين القيام بعمليات الصيانة وهو ما يؤدي حتما إلى التخفيض في الأسطول المتجوّل وبالتالي تقليص العرض.
وتتكرّر عمليات التخريب لممتلكات الشركة وعمليات الرشق بالحجارة بصفــة تكـاد تكون يـومية بالإضافة إلى تـفـشي ظـاهرة غلـق الطريق واحتجاز الحافلات والأعوان على متنها للمطالبة بسفرات إضافية وما يستوجبه ذلك في كلّ مرّة من تغيير للمسلك ومن خسارة الوقت وتعميق صعوبات التنقل بالنسبة للحرفاء، وهذا السيناريو نفسه تشهده عربات المترو حيث يتم احتجازها عند تأخر السفرات المسجّلة لأعطاب أثناء تأمينها على أحد الخطوط.