إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. "موش وقته …! "

بقلم: أبوبكر الصغير

نعيش في عالم لا يكفي فيه المزيد أبدا، حيث تنتشر الانتهازية والجشع، لا شيء يشبع نهم السياسي .

الجميع انتهازيون، لكن لا يعرف الجميع كيف يتحينون وينتهزون الفرصة ويستغلونها ويوظفونها .

هؤلاء المستفيدون، هؤلاء المستغلون للظروف، هم بمقام الحرباء الانتخابية، يسايرون رياح الطقس السياسي، هم باتفاق متبادل، وقبل كل شيء لا يتجهون إلا بما ينسجم مع مصلحتهم .

هذا هو الحال مع جميع الجوانب وجميع التجمعات انطلاقا من قاعدة "عليك أن تدير الطاحونة عندما تهب الرياح".. هذا هو شعارهم أمس واليوم وغدا ..

يبدو تحليل ما يمكن تسميته بالانتهازية السياسية والشعور بالتسوية هامشيًا نسبيًا في الدراسة الشاملة لـلأخلاق الحميدة، ربما بسبب الجدية الأقل التي تُنسب إلى هذا النوع من السلوك، مقارنة بأشكال أخرى من الانتهاك أو عدم احترام القاعدة مثل الفساد ! أو ممارسات المحسوبية .

تبقى الحقيقة أن تصنيف الفرد على أنه انتهازي يفترض مسبقًا أن الفرد قد لجأ إلى مخططات التقدير القائمة على التخوف الأخلاقي من السياسة بديهيا  .

إن القول عن شخص ما بأنه انتهازي أو أنه يمارس التسوية بسهولة يرقى إلى تصنيف شخص عديم الضمير لا يتردد، في بعض الأحيان، في التراجع عن كلمته، أو خيانة أصدقائه أو التحرر منهم وكذلك من جميع القواعد التي تنظم اللعبة السياسية من أجل الحفاظ على موقع متميز بالنسبة له أو للحصول على الموارد التي من شأنها أن تحرمه من الامتثال للأخلاق، إنها بالطبع ليست مسألة ادعاء أن هذا النوع من السلوك له أي علاقة بـ"الطبيعة البشرية الزائفة"  .

خطفت الكاميرا من شفاه حمة الهمامي كلمات كان  أثرها وفعلها كالزلزال، لتكشف ما سماه البعض بالفضيحة أو السقطة السياسية والأخلاقية التي لم تكن في حسبان من يريد أن ينصّب نفسه زعيما لليسار الراديكالي .

لا أريد أن انخرط في جوقة الذين لم يرحموا من وصفوا  "حمّة" بالمتلون أو المخادع أو الجاهل وبأي ساق يرقص في حلبة السياسة .

فللرجل تاريخ نضالي لا يزايد عليه اثنان .

فهو يعدّ اليوم أقدم أمين عام لتنظيم سياسيي ليس في تونس  فحسب،  بل في العالم وهو جدير بان يدرج  اسمه ضمن كتاب الأرقام القياسية "غينس بوك" .

كان حمّة ضمن مسيرة المعارضة  ليوم الأحد الماضي عندما تعالت أصوات  تتّهم رئيس "النهضة" بـ"قتل الأرواح" موقف أو بالأحرى تهمة لم ترق لرئيس حزب  العمال، بدا ذلك بارزا على ملامح وجهه لينطق بتلك  الجملة بانّ رفع هذا الشعار "موش وقته " !!.

لا اعتقد أن بهذا الإعلان سيصبح "حمّة" ضمن المؤلفة قلوبهم مع سيدهم الشيخ  بالتالي يلتحقون بجبهة الخلاص المعارضة .

كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حاسما في الكثير من مواقفه بل صادما أحيانا، اتهم حمة الهمامي   الى حدّ وصفه بـ”الفاسق” والمعارضة الرافضة لتمرير قانون المصالحة الإدارية يومها بـ”المخربة ” لكن تبقى مقولته الخالدة بخصوص إمكان التحالف بين النهضة والنداء أنهما: "خطّان متوازيان لا يلتقيان"،  من كوارث  السياسة  في تونس، ليتضح بعد ذلك أنهما اندمجا في خطّ واحد ذاب داخله النداء وانتهى كالصرح الذي هوى  على أصحابه .

قد لا يرتاح المرء من طريقة عمل "ماكينة" السياسة وما  تحمله لنا من مفاجآت وغرائب وعجائب، لمن غاب عنه  انّ القاعدة الأولى في السياسة هي المصالح، ليست الأخلاق أو المبادئ أو المثاليات  .

من أخطر أشكال الترابط بين المصلحة والسياسة هو الجمع بين النقيضين  .

أتعس العباد هو ذلك الذي بقسوة مواقفه يضر نفسه ويضرّ الناس.

حكاياتهم.. "موش وقته …! "

بقلم: أبوبكر الصغير

نعيش في عالم لا يكفي فيه المزيد أبدا، حيث تنتشر الانتهازية والجشع، لا شيء يشبع نهم السياسي .

الجميع انتهازيون، لكن لا يعرف الجميع كيف يتحينون وينتهزون الفرصة ويستغلونها ويوظفونها .

هؤلاء المستفيدون، هؤلاء المستغلون للظروف، هم بمقام الحرباء الانتخابية، يسايرون رياح الطقس السياسي، هم باتفاق متبادل، وقبل كل شيء لا يتجهون إلا بما ينسجم مع مصلحتهم .

هذا هو الحال مع جميع الجوانب وجميع التجمعات انطلاقا من قاعدة "عليك أن تدير الطاحونة عندما تهب الرياح".. هذا هو شعارهم أمس واليوم وغدا ..

يبدو تحليل ما يمكن تسميته بالانتهازية السياسية والشعور بالتسوية هامشيًا نسبيًا في الدراسة الشاملة لـلأخلاق الحميدة، ربما بسبب الجدية الأقل التي تُنسب إلى هذا النوع من السلوك، مقارنة بأشكال أخرى من الانتهاك أو عدم احترام القاعدة مثل الفساد ! أو ممارسات المحسوبية .

تبقى الحقيقة أن تصنيف الفرد على أنه انتهازي يفترض مسبقًا أن الفرد قد لجأ إلى مخططات التقدير القائمة على التخوف الأخلاقي من السياسة بديهيا  .

إن القول عن شخص ما بأنه انتهازي أو أنه يمارس التسوية بسهولة يرقى إلى تصنيف شخص عديم الضمير لا يتردد، في بعض الأحيان، في التراجع عن كلمته، أو خيانة أصدقائه أو التحرر منهم وكذلك من جميع القواعد التي تنظم اللعبة السياسية من أجل الحفاظ على موقع متميز بالنسبة له أو للحصول على الموارد التي من شأنها أن تحرمه من الامتثال للأخلاق، إنها بالطبع ليست مسألة ادعاء أن هذا النوع من السلوك له أي علاقة بـ"الطبيعة البشرية الزائفة"  .

خطفت الكاميرا من شفاه حمة الهمامي كلمات كان  أثرها وفعلها كالزلزال، لتكشف ما سماه البعض بالفضيحة أو السقطة السياسية والأخلاقية التي لم تكن في حسبان من يريد أن ينصّب نفسه زعيما لليسار الراديكالي .

لا أريد أن انخرط في جوقة الذين لم يرحموا من وصفوا  "حمّة" بالمتلون أو المخادع أو الجاهل وبأي ساق يرقص في حلبة السياسة .

فللرجل تاريخ نضالي لا يزايد عليه اثنان .

فهو يعدّ اليوم أقدم أمين عام لتنظيم سياسيي ليس في تونس  فحسب،  بل في العالم وهو جدير بان يدرج  اسمه ضمن كتاب الأرقام القياسية "غينس بوك" .

كان حمّة ضمن مسيرة المعارضة  ليوم الأحد الماضي عندما تعالت أصوات  تتّهم رئيس "النهضة" بـ"قتل الأرواح" موقف أو بالأحرى تهمة لم ترق لرئيس حزب  العمال، بدا ذلك بارزا على ملامح وجهه لينطق بتلك  الجملة بانّ رفع هذا الشعار "موش وقته " !!.

لا اعتقد أن بهذا الإعلان سيصبح "حمّة" ضمن المؤلفة قلوبهم مع سيدهم الشيخ  بالتالي يلتحقون بجبهة الخلاص المعارضة .

كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حاسما في الكثير من مواقفه بل صادما أحيانا، اتهم حمة الهمامي   الى حدّ وصفه بـ”الفاسق” والمعارضة الرافضة لتمرير قانون المصالحة الإدارية يومها بـ”المخربة ” لكن تبقى مقولته الخالدة بخصوص إمكان التحالف بين النهضة والنداء أنهما: "خطّان متوازيان لا يلتقيان"،  من كوارث  السياسة  في تونس، ليتضح بعد ذلك أنهما اندمجا في خطّ واحد ذاب داخله النداء وانتهى كالصرح الذي هوى  على أصحابه .

قد لا يرتاح المرء من طريقة عمل "ماكينة" السياسة وما  تحمله لنا من مفاجآت وغرائب وعجائب، لمن غاب عنه  انّ القاعدة الأولى في السياسة هي المصالح، ليست الأخلاق أو المبادئ أو المثاليات  .

من أخطر أشكال الترابط بين المصلحة والسياسة هو الجمع بين النقيضين  .

أتعس العباد هو ذلك الذي بقسوة مواقفه يضر نفسه ويضرّ الناس.