قيمة الحقيقة طبيعية مثل الشمس أو ندى الصباح، لم تعد نتيجة صراع القوى بين الطبقات الاجتماعية. بالتالي، حلت مجموعة أدوات قوة السلطة محل أفكار ورغبات التغيير في عالم أصبح فيه المال والاستهلاك والجشع والأنانية الهدف الأسمى للإنسانية، حتى لو كان باسم "الحداثة" في حين أن ما يضرّ الإنسان هو الأكثر رجعية وتخلفا .
إن التواجد يسارا اليوم هو الانتصار لأجمل ما في هذه الحياة من قيم، بمعنى الترويج للمثل التقدمية والمساواة، وانتقاد النظام الاجتماعي، والاهتمام بمزيد من العدالة الاجتماعية وحقوق الناس .
انّه موقف أخلاقي، ثوري، نشط، مبدع وأممي .
يعود استخدام مصطلحات اليسار واليمين الى فرنسا، في الواقع، خلال السنوات المحيطة بالثورة الفرنسية، أراد وقتها الجالسون على يسار الملك التغيير ، كانوا تقدميين وإصلاحيين وأراد أولئك الذين على يمين الملك الحفاظ على النظام القائم .
لتونس تاريخ عريق مع اليسار، مرّت أكثر من مائة سنة (1920) على تأسيس أول حزب يساري بها. اليسار التونسي. أساسا امتداد ثقافي وشعبية محدودة، تمّ اختزال حضوره في حركة طلابية ومنظمة نقابية وجمعيات نسائية .
كان لليسار مشروعا مجتمعيا حضاري لتونس قبل حتى المشروع الإسلامي، لكن لم ير النور !.
لا يختلف اثنان، في أنّ شخصيتين مناضلتين تختزلان في راهننا السياسي، أهم مراحل المعارضة ببلادنا هما: احمد نجيب الشابي وعز الدين الحزقي ابرز من تبقى من رموز اليسار الوطني، رأيناهما أول أمس الأحد في مقدّمة من تظاهروا باسم "جبهة الخلاص" بكلّ ذلك الإصرار والتصعيد، يقفان اليوم وفي مفارقة تثير الاهتمام جنبا الى جنب مع من يوصفون بأعداء الأمس، قيادات الإسلام السياسي، يدافعون عنهم ويسندونهم، ليتجه سؤال اللحظة الحارق، هل يجوز ليساري أن يكون في نفس صف يميني "رجعي" يدافع عنه؟
يذكر الجميع عداء الأمين العام للتجمع الاشتراكي التقدمي احمد نجيب الشابي في ثمانينات القرن الماضي ومن خلال الخط التحريري لمجلة ثم جريدة "الموقف" لحركة الاتجاه الإسلامي، لنشهد معارك معلنة ضارية عشنا على وقعها في عشرية ثمانينات القرن الماضي .
نفس تقدير الموقف لعز الدين الحزقي ومعاركه وخصوماته الفكرية والسياسية التي عرفتها فضاءات النضال والحراك السياسي في مدينة صفاقس .
كما أن النهضة لمّا آل إليها الحكم بالبلاد انتصرت على خصوم الشابي، لم تدعم هذا الأخير أو تقف بجانب حزبه في أي محطة أو استحقاق انتخابي شهدته البلاد ، بل أقصي الشابي من كلّ جلسات تقاسم كعكة الحكم في مختلف المراحل والظروف، كان من راهنت عليهما قيادات النهضة ثنائي فقط هما مصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي، الأول صعدته على رأس المجلس الوطني التأسيسي والثاني استجابت عن مضض لطموحه اللاّمحدود لكرسي الرئاسة الى حدّ والقول للهادي التيمومي مع حمزة البلومي أول أمس انّه يريد هذا المنصب حتى لو كان في "جمعية لأحباء العصافير" !!.
من طبيعة السياسة أنها تعارض الأخلاق، كما تعارض الفلسفة السذاجة .
بالتالي لا سياسي ثبت عن موقف أو حسم نهائيا في علاقة حتى لو كنت مع عدو .
طبيعة المرحلة وما يسمها من تطورات وتحولات، لا يمكن أن تقابلها إلا هذه التناقضات المثيرة التي نعيش على وقعها اليوم، عملا بمقولة ذلك العظيم ماو تسي تونغ في كتابه الأحمر "عدو عدوّي صديقي .. " .
في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة، أو منصب أو كرسي الجميع في سباق من اجل الفوز به .
إن سلوك الإنسان، أكثر ما يدل على سياسته .
في هذه الحياة قد تخسر حلما، وقد تفقد حلما، وقد تتنازل عن فكرة او مشروع، لكن تأكد ألاّ تخسر نفسك ومن أنت وتكون أبداً …
يرويها: أبوبكر الصغير
قيمة الحقيقة طبيعية مثل الشمس أو ندى الصباح، لم تعد نتيجة صراع القوى بين الطبقات الاجتماعية. بالتالي، حلت مجموعة أدوات قوة السلطة محل أفكار ورغبات التغيير في عالم أصبح فيه المال والاستهلاك والجشع والأنانية الهدف الأسمى للإنسانية، حتى لو كان باسم "الحداثة" في حين أن ما يضرّ الإنسان هو الأكثر رجعية وتخلفا .
إن التواجد يسارا اليوم هو الانتصار لأجمل ما في هذه الحياة من قيم، بمعنى الترويج للمثل التقدمية والمساواة، وانتقاد النظام الاجتماعي، والاهتمام بمزيد من العدالة الاجتماعية وحقوق الناس .
انّه موقف أخلاقي، ثوري، نشط، مبدع وأممي .
يعود استخدام مصطلحات اليسار واليمين الى فرنسا، في الواقع، خلال السنوات المحيطة بالثورة الفرنسية، أراد وقتها الجالسون على يسار الملك التغيير ، كانوا تقدميين وإصلاحيين وأراد أولئك الذين على يمين الملك الحفاظ على النظام القائم .
لتونس تاريخ عريق مع اليسار، مرّت أكثر من مائة سنة (1920) على تأسيس أول حزب يساري بها. اليسار التونسي. أساسا امتداد ثقافي وشعبية محدودة، تمّ اختزال حضوره في حركة طلابية ومنظمة نقابية وجمعيات نسائية .
كان لليسار مشروعا مجتمعيا حضاري لتونس قبل حتى المشروع الإسلامي، لكن لم ير النور !.
لا يختلف اثنان، في أنّ شخصيتين مناضلتين تختزلان في راهننا السياسي، أهم مراحل المعارضة ببلادنا هما: احمد نجيب الشابي وعز الدين الحزقي ابرز من تبقى من رموز اليسار الوطني، رأيناهما أول أمس الأحد في مقدّمة من تظاهروا باسم "جبهة الخلاص" بكلّ ذلك الإصرار والتصعيد، يقفان اليوم وفي مفارقة تثير الاهتمام جنبا الى جنب مع من يوصفون بأعداء الأمس، قيادات الإسلام السياسي، يدافعون عنهم ويسندونهم، ليتجه سؤال اللحظة الحارق، هل يجوز ليساري أن يكون في نفس صف يميني "رجعي" يدافع عنه؟
يذكر الجميع عداء الأمين العام للتجمع الاشتراكي التقدمي احمد نجيب الشابي في ثمانينات القرن الماضي ومن خلال الخط التحريري لمجلة ثم جريدة "الموقف" لحركة الاتجاه الإسلامي، لنشهد معارك معلنة ضارية عشنا على وقعها في عشرية ثمانينات القرن الماضي .
نفس تقدير الموقف لعز الدين الحزقي ومعاركه وخصوماته الفكرية والسياسية التي عرفتها فضاءات النضال والحراك السياسي في مدينة صفاقس .
كما أن النهضة لمّا آل إليها الحكم بالبلاد انتصرت على خصوم الشابي، لم تدعم هذا الأخير أو تقف بجانب حزبه في أي محطة أو استحقاق انتخابي شهدته البلاد ، بل أقصي الشابي من كلّ جلسات تقاسم كعكة الحكم في مختلف المراحل والظروف، كان من راهنت عليهما قيادات النهضة ثنائي فقط هما مصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي، الأول صعدته على رأس المجلس الوطني التأسيسي والثاني استجابت عن مضض لطموحه اللاّمحدود لكرسي الرئاسة الى حدّ والقول للهادي التيمومي مع حمزة البلومي أول أمس انّه يريد هذا المنصب حتى لو كان في "جمعية لأحباء العصافير" !!.
من طبيعة السياسة أنها تعارض الأخلاق، كما تعارض الفلسفة السذاجة .
بالتالي لا سياسي ثبت عن موقف أو حسم نهائيا في علاقة حتى لو كنت مع عدو .
طبيعة المرحلة وما يسمها من تطورات وتحولات، لا يمكن أن تقابلها إلا هذه التناقضات المثيرة التي نعيش على وقعها اليوم، عملا بمقولة ذلك العظيم ماو تسي تونغ في كتابه الأحمر "عدو عدوّي صديقي .. " .
في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة، أو منصب أو كرسي الجميع في سباق من اجل الفوز به .
إن سلوك الإنسان، أكثر ما يدل على سياسته .
في هذه الحياة قد تخسر حلما، وقد تفقد حلما، وقد تتنازل عن فكرة او مشروع، لكن تأكد ألاّ تخسر نفسك ومن أنت وتكون أبداً …