افتتح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لحقوق الإنسان بتونس | فيلم "بيروت في عين العاصفة" لمي المصري وثيقة حول "عبقرية" السلطة في تحويل الحلم إلى تراجيديا
فيلم يسلط الضوء على استفاقة شباب بلد ظل طويلا يرزح تحت ثقل الصراعات الطائفية
صورة واقعية عن انتفاضة سيكون لها ما بعدها
تونس- الصباح
يظل لبنان في ذهننا ذلك البلد الجميل الرائع الذي كان بإمكانه أن يكون قدره أفضل بكثير مما هو عليه اليوم. ونزداد قناعة بان الأمر كذلك بعد مشاهدة فيلم "لبنان في عين العاصفة" لمي المصري الذي افتتح أمس الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لحقوق الإنسان بتونس. نعم لم تفعل المخرجة اللبنانية مي المصري وبطلاتها الأربع في فيلمها الوثائقي الذي يدوم حوالي ساعة وربع سوى تأكيد هذه الفكرة. فلبنان بموقعه الجغرافي المميز وبذكاء شعبه وبروح شبابه الفائرة وبتطلع بناته وأبنائه إلى الحياة التي تليق بالشعوب المتحضرة وبكرههم للحرب وللفساد وبتوقهم للديمقراطية، يستحق الخير كله، لكن قدره وضعه بين براثن حكومات متسلطة، فاسدة وناقمة على الشعب حولت الحياة في لبنان إلى تراجيديا حقيقية.
فقد صار اللبنانيون غير قادرين على دفع ثمن الخبز كما ان المصارف اغلقت ابوابها بعد ان ضيعت اموال من وضع ماله امانة لديها. "ما معنا ولا ليرة" هكذا روت سيدة في الفيلم وهي والدة نويل وميشال، شخصيتان أساسيتان في الفيلم إلى جانب حنين الطالبة بكلية الإعلام ببيروت ولجين المخرجة العراقية المقيمة في العاصمة بيروت. كانت تسرد تفاصيل التراجيديا التي عاشتها عائلتها مثل العديد من العائلات اللبنانية التي دفعت ثمن فساد السلطة والحكم على لبنان أن يبقى ضحية الصراعات العقائدية والمشاكل الطائفية، والذي جعل يرزح تحت البؤس حتى جاعت الناس وصارت الحياة لا تطاق.
انطلقت الأحداث بصور عن ثورة أو انتفاضة الشباب ببيروت التي بدأت في 17 أكتوبر 2019 التي استمرت لأشهر رغم قمع البوليس. انتفاضة هلل لها العالم لأنها كانت عفوية مستقلة عن الأحزاب وهي من صنع الشباب الذي أعلن بصراحة عن سأمه من الفقر والصراعات الطائفية موجها حمم غضبه ضد النظام القائم. كان أهم شعار هو رفض دولة اللصوصية وحكومة الفساد. وقد حققت الانتفاضة في البداية البعض من أهدافها. فقد سقطت حكومة الحريري القائمة حينها، لكن لكأن القدر يتحالف مجددا ضد لبنان. فأولا، اضطر الشباب لمغادرة ميدان الشهداء ببيروت معقل الانتفاضة بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم وغلق لبنان لحدودها وثانيا اثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أوت 2020 مخلفا دمارا هائلا وحزنا اكبر بين سكان بيروت وكافة أنحاء البلاد.
وكما تجولت الكاميرا في شوارع بيروت المقفرة بسبب تفشي كورونا حيث لم يبق من الثورة الا اثارها، رسومات حائطية وزجاج مهشم لعدد من المحلات في الشوارع الرئيسية لبيروت تاركة لدى المشاهد شعور بالبرد يقرص البدن، فإنها صورت ايضا آثار الدمار الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت. صور كفيلة بأن تقدم فكرة دقيقة حول التراجيديا التي يعيشها بلد الأرز وتأبى أن تغادره.
لكن لحسن حظ المشاهد، أن المخرجة مي المصري سعت إلى أن تبعث حيوية في الشوارع المقفرة بذلك الضجيج المحبب الذي تحدثه بطلاتها الأربع وهن تعدن إلى مسرح الانتفاضة. فقد اختارت أربع بنات لهن من القدرة على ملء الفراغ الشيء الكثير ليحدثن الجمهور عما يحدث في لبنان وعن حقوق الشعب المغتصبة وعن أحلامهم المسروقة وعن عدم استعدادهم لتكرار تجربة الاباء مع الحرب الاهلية. هكذا كانت البنات تكرر وكن يرددن ما يعتمل في أذهان أغلبية الأجيال الجديدة التي ولدت بعد الحرب وهي أجيال ليست مستعدة للتضحية بأرواحها كما جاء على لسان إحدى المتحدثات التي قالت أن آباءهم كانوا وهم يضحون بأحلامهم ويصبرون، كانوا يتوقعون تجنيب أولادهم خيبات الأمل التي عاشوها هم. لكن المصيبة ودائما حسب نفس المتحدثة أن الأبناء ظلوا يعيشون نفس المأساة وهو ما جعل الشباب ينزل للميدان ليقول: قف انتهى، وذلك ذات يوم في أكتوبر 2019.
صحيح لم تحقق الثورة شيئا بسبب عوامل موضوعية مثل كورونا وعوامل ذاتية، حيث كانت الثورة المضادة أقوى، لكن لقد انطلق السهم ولا شيء يوقف حالة الرفض التي أصبح عليها شباب لبنان المدعومين بالأمهات والآباء وحتى الأجداد الذي قال احدهم في الفيلم: لقد حان الوقت للتخلص من حكم العائلات ليتسلم أبناء لبنان (مركزا على البنات) زمام الأمر.
صورت مي المصري التي لديها في رصيدها من الأفلام الوثائقية الناجحة وهي مهتمة بالخصوص بالتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أجواء الثورة على المباشر (فيديوهات تم تصويرها على عين المكان) وقد استعمل فيها الشباب طرقا سلمية مبتكرة وحضرت فيها الأنماط الفنية الجديدة و"الغرافيتي" ورأينا من خلال كاميرا المخرجة شبابا متحمسا وواثقا وواعيا بالوضع. وقد برزت الشقيقتان نويل وميشال بأغانيهما التي وجدت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنقدان فيها الحكومة وقرارات السلطة الخاطئة بروح الدعابة والفكاهة.
أما الطالبة حنين، فقد كان هاجسها في تدخلاتها "فضح" النفاق " في العاصمة بيروت. هي فتاة محجبة من منطقة البقاع، ورغم أنها تعيش في عائلة منفتحة، وفق قولها، تترك لبناتها الخيار في علاقة بوضع الحجاب من عدمه (أختها الكبرى مثلا غير محجبة) فإنها لاحظت أنها مرفوضة في بيروت، المدينة التي لا تقبل بالاختلاف، وفق قولها، حتى أنها فهمت أن حضورها في المظاهرات التي شهدها ميدان الشهداء خلال ما يعرف بالثورة، لم يكن يروق لبعضهم وقالت في هذا الشأن أنها شعرت بالبعض يتساءلون عن سبب حضور فتاة محجبة وكأنه لا يحق لها وفق قولها أن تشارك في الثورة وأن تعبر عن رفضها لما يقترف في حقها وحق اللبنانيين من جرائم.
أما المخرجة العراقية لجين، فكان دورها وكما قالت بنفسها التوثيق لما يحدث وقد وثقت بالخصوص مشاهد الدمار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت الذي تم تصويره في الفيلم وكأنه "تتويج" للمأساة. فقد كان الحدث على مأساويته متوقعا وفق المتحدثات في الفيلم. فالكم من الفساد والظلم الذي عاشته أجيال متلاحقه من اللبنانيين لا يمكن أن يقود إلا للكارثة. لكن أن كانت شخصيات الفيلم تتحدثن بكل ثقة عما يحدث في لبنان، فإن الأمر لديهن لا يكون كذلك عندما تتحدثن عن المستقبل. فهن لا تعرفن إلى أين تسير الأمور فعلا. كل ما تعرفنه أن ابسط ضروريات الحياة غير متوفرة الآن في بلد مفلس بسبب فساد الحكام، لكنهن لا تدرين إلى أين سيقودهن الوضع.
كثيرة الصور القاتمة في الفيلم لا سيما صور شوارع بيروت وهي مقفرة أثناء تفشي كورونا أو صور الدمار الذي لحق بمرفأ بيروت وبمحيطه بسبب انفجار 4 أوت، لكن المخرجة اختارت أن تخفف مستوى القتامة بصور اقل حدة من بينها صور عائلة نويل وميشال ووالدتهما في حقل العائلة أو صور الحديقة الخضراء في منزل حنين بمنطقة البقاع أو صور الشباب يتفاعل ويرقص على إيقاع الأغاني الفكاهية الحماسية لنويل وميشال. فكأنها شعاع من النور ينبعث من العتمة من شأنها أن تدفع اللبنانيين للتشبث بالأمل.
ولنا أن نشير إلى أن الدورة الجديدة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان الذي يديره السينمائي الناصر السردي تعرض 37 فيلما تمثل 16 بلدا هي المغرب ولبنان ومصر والعراق وفلسطين وإيران وتركيا وكولومبيا وكوريا وكندا وفنلندا وفرنسا وبلجيكا والنمسا واسبانيا إلى جانب تونس طبعا. وتحتفي هذه الدورة بمجموعة من المبدعات التونسيات في مجال الفن السابع وهن على التوالي المخرجتان سلمى بكار وناجية بن مبروك والممثلة أنيسة لطفي والمطربة والممثلة الراحلة حسيبة رشدي وهايدي تمزالي التي تعتبر اول ممثلة سينمائية في تونس.
ويمنح المهرجان خمس (5) جوائز وهي أفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل فيلم وثائقي قصير وجائزة «أفضل فيلم تحريك» التي وقع إحداثها بمناسبة هذه الدورة.
حياة السايب
فيلم يسلط الضوء على استفاقة شباب بلد ظل طويلا يرزح تحت ثقل الصراعات الطائفية
صورة واقعية عن انتفاضة سيكون لها ما بعدها
تونس- الصباح
يظل لبنان في ذهننا ذلك البلد الجميل الرائع الذي كان بإمكانه أن يكون قدره أفضل بكثير مما هو عليه اليوم. ونزداد قناعة بان الأمر كذلك بعد مشاهدة فيلم "لبنان في عين العاصفة" لمي المصري الذي افتتح أمس الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لحقوق الإنسان بتونس. نعم لم تفعل المخرجة اللبنانية مي المصري وبطلاتها الأربع في فيلمها الوثائقي الذي يدوم حوالي ساعة وربع سوى تأكيد هذه الفكرة. فلبنان بموقعه الجغرافي المميز وبذكاء شعبه وبروح شبابه الفائرة وبتطلع بناته وأبنائه إلى الحياة التي تليق بالشعوب المتحضرة وبكرههم للحرب وللفساد وبتوقهم للديمقراطية، يستحق الخير كله، لكن قدره وضعه بين براثن حكومات متسلطة، فاسدة وناقمة على الشعب حولت الحياة في لبنان إلى تراجيديا حقيقية.
فقد صار اللبنانيون غير قادرين على دفع ثمن الخبز كما ان المصارف اغلقت ابوابها بعد ان ضيعت اموال من وضع ماله امانة لديها. "ما معنا ولا ليرة" هكذا روت سيدة في الفيلم وهي والدة نويل وميشال، شخصيتان أساسيتان في الفيلم إلى جانب حنين الطالبة بكلية الإعلام ببيروت ولجين المخرجة العراقية المقيمة في العاصمة بيروت. كانت تسرد تفاصيل التراجيديا التي عاشتها عائلتها مثل العديد من العائلات اللبنانية التي دفعت ثمن فساد السلطة والحكم على لبنان أن يبقى ضحية الصراعات العقائدية والمشاكل الطائفية، والذي جعل يرزح تحت البؤس حتى جاعت الناس وصارت الحياة لا تطاق.
انطلقت الأحداث بصور عن ثورة أو انتفاضة الشباب ببيروت التي بدأت في 17 أكتوبر 2019 التي استمرت لأشهر رغم قمع البوليس. انتفاضة هلل لها العالم لأنها كانت عفوية مستقلة عن الأحزاب وهي من صنع الشباب الذي أعلن بصراحة عن سأمه من الفقر والصراعات الطائفية موجها حمم غضبه ضد النظام القائم. كان أهم شعار هو رفض دولة اللصوصية وحكومة الفساد. وقد حققت الانتفاضة في البداية البعض من أهدافها. فقد سقطت حكومة الحريري القائمة حينها، لكن لكأن القدر يتحالف مجددا ضد لبنان. فأولا، اضطر الشباب لمغادرة ميدان الشهداء ببيروت معقل الانتفاضة بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم وغلق لبنان لحدودها وثانيا اثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أوت 2020 مخلفا دمارا هائلا وحزنا اكبر بين سكان بيروت وكافة أنحاء البلاد.
وكما تجولت الكاميرا في شوارع بيروت المقفرة بسبب تفشي كورونا حيث لم يبق من الثورة الا اثارها، رسومات حائطية وزجاج مهشم لعدد من المحلات في الشوارع الرئيسية لبيروت تاركة لدى المشاهد شعور بالبرد يقرص البدن، فإنها صورت ايضا آثار الدمار الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت. صور كفيلة بأن تقدم فكرة دقيقة حول التراجيديا التي يعيشها بلد الأرز وتأبى أن تغادره.
لكن لحسن حظ المشاهد، أن المخرجة مي المصري سعت إلى أن تبعث حيوية في الشوارع المقفرة بذلك الضجيج المحبب الذي تحدثه بطلاتها الأربع وهن تعدن إلى مسرح الانتفاضة. فقد اختارت أربع بنات لهن من القدرة على ملء الفراغ الشيء الكثير ليحدثن الجمهور عما يحدث في لبنان وعن حقوق الشعب المغتصبة وعن أحلامهم المسروقة وعن عدم استعدادهم لتكرار تجربة الاباء مع الحرب الاهلية. هكذا كانت البنات تكرر وكن يرددن ما يعتمل في أذهان أغلبية الأجيال الجديدة التي ولدت بعد الحرب وهي أجيال ليست مستعدة للتضحية بأرواحها كما جاء على لسان إحدى المتحدثات التي قالت أن آباءهم كانوا وهم يضحون بأحلامهم ويصبرون، كانوا يتوقعون تجنيب أولادهم خيبات الأمل التي عاشوها هم. لكن المصيبة ودائما حسب نفس المتحدثة أن الأبناء ظلوا يعيشون نفس المأساة وهو ما جعل الشباب ينزل للميدان ليقول: قف انتهى، وذلك ذات يوم في أكتوبر 2019.
صحيح لم تحقق الثورة شيئا بسبب عوامل موضوعية مثل كورونا وعوامل ذاتية، حيث كانت الثورة المضادة أقوى، لكن لقد انطلق السهم ولا شيء يوقف حالة الرفض التي أصبح عليها شباب لبنان المدعومين بالأمهات والآباء وحتى الأجداد الذي قال احدهم في الفيلم: لقد حان الوقت للتخلص من حكم العائلات ليتسلم أبناء لبنان (مركزا على البنات) زمام الأمر.
صورت مي المصري التي لديها في رصيدها من الأفلام الوثائقية الناجحة وهي مهتمة بالخصوص بالتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أجواء الثورة على المباشر (فيديوهات تم تصويرها على عين المكان) وقد استعمل فيها الشباب طرقا سلمية مبتكرة وحضرت فيها الأنماط الفنية الجديدة و"الغرافيتي" ورأينا من خلال كاميرا المخرجة شبابا متحمسا وواثقا وواعيا بالوضع. وقد برزت الشقيقتان نويل وميشال بأغانيهما التي وجدت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنقدان فيها الحكومة وقرارات السلطة الخاطئة بروح الدعابة والفكاهة.
أما الطالبة حنين، فقد كان هاجسها في تدخلاتها "فضح" النفاق " في العاصمة بيروت. هي فتاة محجبة من منطقة البقاع، ورغم أنها تعيش في عائلة منفتحة، وفق قولها، تترك لبناتها الخيار في علاقة بوضع الحجاب من عدمه (أختها الكبرى مثلا غير محجبة) فإنها لاحظت أنها مرفوضة في بيروت، المدينة التي لا تقبل بالاختلاف، وفق قولها، حتى أنها فهمت أن حضورها في المظاهرات التي شهدها ميدان الشهداء خلال ما يعرف بالثورة، لم يكن يروق لبعضهم وقالت في هذا الشأن أنها شعرت بالبعض يتساءلون عن سبب حضور فتاة محجبة وكأنه لا يحق لها وفق قولها أن تشارك في الثورة وأن تعبر عن رفضها لما يقترف في حقها وحق اللبنانيين من جرائم.
أما المخرجة العراقية لجين، فكان دورها وكما قالت بنفسها التوثيق لما يحدث وقد وثقت بالخصوص مشاهد الدمار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت الذي تم تصويره في الفيلم وكأنه "تتويج" للمأساة. فقد كان الحدث على مأساويته متوقعا وفق المتحدثات في الفيلم. فالكم من الفساد والظلم الذي عاشته أجيال متلاحقه من اللبنانيين لا يمكن أن يقود إلا للكارثة. لكن أن كانت شخصيات الفيلم تتحدثن بكل ثقة عما يحدث في لبنان، فإن الأمر لديهن لا يكون كذلك عندما تتحدثن عن المستقبل. فهن لا تعرفن إلى أين تسير الأمور فعلا. كل ما تعرفنه أن ابسط ضروريات الحياة غير متوفرة الآن في بلد مفلس بسبب فساد الحكام، لكنهن لا تدرين إلى أين سيقودهن الوضع.
كثيرة الصور القاتمة في الفيلم لا سيما صور شوارع بيروت وهي مقفرة أثناء تفشي كورونا أو صور الدمار الذي لحق بمرفأ بيروت وبمحيطه بسبب انفجار 4 أوت، لكن المخرجة اختارت أن تخفف مستوى القتامة بصور اقل حدة من بينها صور عائلة نويل وميشال ووالدتهما في حقل العائلة أو صور الحديقة الخضراء في منزل حنين بمنطقة البقاع أو صور الشباب يتفاعل ويرقص على إيقاع الأغاني الفكاهية الحماسية لنويل وميشال. فكأنها شعاع من النور ينبعث من العتمة من شأنها أن تدفع اللبنانيين للتشبث بالأمل.
ولنا أن نشير إلى أن الدورة الجديدة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان الذي يديره السينمائي الناصر السردي تعرض 37 فيلما تمثل 16 بلدا هي المغرب ولبنان ومصر والعراق وفلسطين وإيران وتركيا وكولومبيا وكوريا وكندا وفنلندا وفرنسا وبلجيكا والنمسا واسبانيا إلى جانب تونس طبعا. وتحتفي هذه الدورة بمجموعة من المبدعات التونسيات في مجال الفن السابع وهن على التوالي المخرجتان سلمى بكار وناجية بن مبروك والممثلة أنيسة لطفي والمطربة والممثلة الراحلة حسيبة رشدي وهايدي تمزالي التي تعتبر اول ممثلة سينمائية في تونس.
ويمنح المهرجان خمس (5) جوائز وهي أفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل فيلم وثائقي قصير وجائزة «أفضل فيلم تحريك» التي وقع إحداثها بمناسبة هذه الدورة.