بين تصعيد وتصعيد، يولد تصعيد جديد، ذلك راهن تونس اليوم .
تصعيد في مجالات وبأشكال مختلفة ومتعدّدة.
أصبحنا وطنا تمزّقه الخلافات، يرتع فيه دعاة مزيد من التخريب والتدمير خاصة هؤلاء الجدد الذين خرجوا علينا بنظريات وممارسات أبدعوا في اختلاقها والأخطر أن أطرافا تمكنهم من أسلحة ممارسة ذلك بما يصبغ على أعمالهم مصداقية ونوعا من المشروعية.!!
معارضة سياسية، نقابات، هياكل قضائية الخ …
في السياسة، تحدد المعارضة جميع الحركات التي تعترض على القرارات التي تتخذها الحكومة .
أيّ نظام ديمقراطي يعني الاعتراف والتعبير الحر لقوى المعارضة، داخل المؤسسات يجسد المسؤولون المنتخبون الذين ليسوا جزءًا من الأغلبية البرلمانية هذه المعارضة، لكن خارج هذه السياقات يكون الفضاء العام أو الشارع هو مسرحها .
تجد البلاد نفسها اليوم مجددا محور شد حبال بين سلطة متمسّكة بـ"مشروعها الإصلاحي" ومعارضة هجينة، صعّد الطرفان خطابهما خلال الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق، وبينهما أهم منظمة اجتماعية الاتحاد العام التونسي للشغل الذي في تقدير موقفه وبعد حادثتي طرد مسؤولين نقابيين أوروبيين يجد نفسه في أصعب وضعية يعيشها منذ سنة 2011 .
في الطرف المقابل هنالك شعب يتألم من أوضاعه المعيشية ومن ضبابية المستقبل والأهم من عجز من بيدهم مصيره عن القطع مع هذه الأزمات المتتالية.
غابت الحكمة وإعمال العقل في وضعية تنذر بمزيد من تأزم في أوضاع البلاد الداخلية.
لا أرى شخصيا الرئيس قيس سعيد وبعد أن عرف الجميع طبيعة شخصيته وبمنظور منهجه في الحكم خلال الأعوام الأخيرة انّه سيتراجع عن تمشّ أراده للبلاد واختاره لها أو مراسيم أو قرارات اتّخذها.
لطالما أكد رئيس الدولة في كلّ مناسبة انّه لا رجوع إلى الوراء وأن البلاد ستنتصر على "الخونة والعملاء والفاسدين"، وبالتالي لا يرجى منه تنازلا أو قبولا بمبادرة بما في ذلك التي يعمل عليها الاتحاد العام التونسي للشغل مع منظمات وهيئات أخرى رغم تحفظاتنا عليها .
كم نحن اليوم بحاجة إلى "حكمة الأقوياء" هذه في نقيض الاستسلام، التي تتمثل في وضع أرواحنا وطاقاتنا في خدمة ما هو ضروري، ما هو أوكد حاجاتنا، دون محاولة "القتال" عبثًا ضد ما لا يمكننا تغييره ..
لا يجب أن نضيف المعاناة الأخلاقية والنفسية للألم عندما نكون في رفض الحقيقة والقدر والأزمة.
بدلاً من أن نكون في "المشاعر الحزينة" كما يعرّفها سبينوزا مثل الخوف والغضب، لدينا هذه الإمكانية للعمل على حالتنا الداخلية، والعمل على هؤلاء للاستفادة منها وتحديدا للحدّ الأدنى الممكن في هذا الظرف .
من الأزمة التي نمر بها ونعيش، يمكننا استخلاص العديد من الدروس التي ينبغي أن تنيرنا للمستقبل. عندما تتعقّد أوضاعنا، نجد أنفسنا ضعفاء للغاية .
عندما تحل كارثة، يعاني المجتمع ككل، أول الضحايا هم الأضعف، الأفقر، الأشد خصاصة.
إن الحياة يملكها هؤلاء الذين يتقنون ترويضها ويواجهونها دون خوف، ففي بعض الأحيان يسكن المستقبل فينا دون أن ندري، يكفي قليلا من الأمل وإرادة قوية لصنعه ونحته كما نرغب ونريد ليكون التجاوز ممكنا.
يرويها: أبو بكر الصغير
بين تصعيد وتصعيد، يولد تصعيد جديد، ذلك راهن تونس اليوم .
تصعيد في مجالات وبأشكال مختلفة ومتعدّدة.
أصبحنا وطنا تمزّقه الخلافات، يرتع فيه دعاة مزيد من التخريب والتدمير خاصة هؤلاء الجدد الذين خرجوا علينا بنظريات وممارسات أبدعوا في اختلاقها والأخطر أن أطرافا تمكنهم من أسلحة ممارسة ذلك بما يصبغ على أعمالهم مصداقية ونوعا من المشروعية.!!
معارضة سياسية، نقابات، هياكل قضائية الخ …
في السياسة، تحدد المعارضة جميع الحركات التي تعترض على القرارات التي تتخذها الحكومة .
أيّ نظام ديمقراطي يعني الاعتراف والتعبير الحر لقوى المعارضة، داخل المؤسسات يجسد المسؤولون المنتخبون الذين ليسوا جزءًا من الأغلبية البرلمانية هذه المعارضة، لكن خارج هذه السياقات يكون الفضاء العام أو الشارع هو مسرحها .
تجد البلاد نفسها اليوم مجددا محور شد حبال بين سلطة متمسّكة بـ"مشروعها الإصلاحي" ومعارضة هجينة، صعّد الطرفان خطابهما خلال الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق، وبينهما أهم منظمة اجتماعية الاتحاد العام التونسي للشغل الذي في تقدير موقفه وبعد حادثتي طرد مسؤولين نقابيين أوروبيين يجد نفسه في أصعب وضعية يعيشها منذ سنة 2011 .
في الطرف المقابل هنالك شعب يتألم من أوضاعه المعيشية ومن ضبابية المستقبل والأهم من عجز من بيدهم مصيره عن القطع مع هذه الأزمات المتتالية.
غابت الحكمة وإعمال العقل في وضعية تنذر بمزيد من تأزم في أوضاع البلاد الداخلية.
لا أرى شخصيا الرئيس قيس سعيد وبعد أن عرف الجميع طبيعة شخصيته وبمنظور منهجه في الحكم خلال الأعوام الأخيرة انّه سيتراجع عن تمشّ أراده للبلاد واختاره لها أو مراسيم أو قرارات اتّخذها.
لطالما أكد رئيس الدولة في كلّ مناسبة انّه لا رجوع إلى الوراء وأن البلاد ستنتصر على "الخونة والعملاء والفاسدين"، وبالتالي لا يرجى منه تنازلا أو قبولا بمبادرة بما في ذلك التي يعمل عليها الاتحاد العام التونسي للشغل مع منظمات وهيئات أخرى رغم تحفظاتنا عليها .
كم نحن اليوم بحاجة إلى "حكمة الأقوياء" هذه في نقيض الاستسلام، التي تتمثل في وضع أرواحنا وطاقاتنا في خدمة ما هو ضروري، ما هو أوكد حاجاتنا، دون محاولة "القتال" عبثًا ضد ما لا يمكننا تغييره ..
لا يجب أن نضيف المعاناة الأخلاقية والنفسية للألم عندما نكون في رفض الحقيقة والقدر والأزمة.
بدلاً من أن نكون في "المشاعر الحزينة" كما يعرّفها سبينوزا مثل الخوف والغضب، لدينا هذه الإمكانية للعمل على حالتنا الداخلية، والعمل على هؤلاء للاستفادة منها وتحديدا للحدّ الأدنى الممكن في هذا الظرف .
من الأزمة التي نمر بها ونعيش، يمكننا استخلاص العديد من الدروس التي ينبغي أن تنيرنا للمستقبل. عندما تتعقّد أوضاعنا، نجد أنفسنا ضعفاء للغاية .
عندما تحل كارثة، يعاني المجتمع ككل، أول الضحايا هم الأضعف، الأفقر، الأشد خصاصة.
إن الحياة يملكها هؤلاء الذين يتقنون ترويضها ويواجهونها دون خوف، ففي بعض الأحيان يسكن المستقبل فينا دون أن ندري، يكفي قليلا من الأمل وإرادة قوية لصنعه ونحته كما نرغب ونريد ليكون التجاوز ممكنا.