تنطلق الاثنين المقبل في كافة المدارس والاعداديات والمعاهد الثانوية امتحانات الثلاثي الثاني.. هذه الامتحانات التي يغيب عنها مبدأ التكافؤ في الفرص بما أن التلاميذ المنتسبين للقطاع العمومي يعيشون ضغطا مضاعفا جراء تواصل سياسة التعنت وانسداد قنوات الحوار بين سلطة الإشراف وباقي الأطراف الاجتماعية بما يجعل التّلميذ بمثابة "رهينة".. بهدف الضغط على المفاوضات وتفعيل مختلف الاتفاقيات العالقة...
من هذا المٌنطلق تأتي المحطة التقييمة الثانية دون أن يعرف لا التلميذ ولا الولي مٌعدّله أو رتبته خلال امتحانات الثلاثي الأول بعد أن قرّرت الجامعة العامة للتعليم الأساسي مواصلة حجب الأعداد بالنسبة للثلاثي الثاني أيضا.. وضعيّة تجعل التلميذ يعيش ضغطا مضاعفا ويتساءل أي جدوى من الامتحانات ومن آلية التقييم برمتها؟
تفاعٌلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي والمربي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" إلى أن التجاذبات الحاصلة بين مختلف الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف قد عمقت من الهوة الموجودة بين التعليم العمومي والتعليم الخاص على اعتبار أن مبدأ تكافؤ الفرص في التقييم قد انعدم جراء التجاذبات الحاصلة. واعتبر المربي أن الامتحانات ومنظومة التقييم من أعداد ومعدلات ورتب لها قٌدوسية لدى الولي الذي يعتبر الامتحانات آلية هامة يتعرّف من خلالها على المستوى الفعلي لابنه ومدى تمكنه من مختلف المهارات التعليمية الملقنة داخل القسم، معتبرا أن حرمانه من المعدل ومن الأعداد بمثابة اعتداء صارخ على ابسط حقوقه. ودعا السديري في هذا الخصوص سلطة الإشراف الى إيجاد أرضية للتفاهم مع باقي الأطراف الاجتماعية دون أن يكون التلميذ أو الولي ضحية.
تجدر الإشارة إلى أن الجامعة العامة التعليم الأساسي وبعد أن لوحت بمقاطعة الامتحانات قد حسمت أول أمس أمرها معلنة عن التراجع عن مقاطعة الامتحانات والتشبث بحجب أعداد الثلاثي الثاني والمواصلة في حجب أعداد الثلاثي الأول وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم الجامعة العامة توفيق الشابي.
وبين الشابي على هامش تصريحاته لإذاعة "جوهرة أف أم" اثر انتهاء الهيئة الإدارية التي انعقدت بالحمامات تحت إشراف، الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي محمد الشابي، أن الهيئة قيمت مخرجات الجلسة مع وزير التربية ودرست واقع القطاع بكل ترو وتعقل وحرصا على تمكين المتعلمين من حقهم في التعليم والتقييم، ارتأت إلغاء مقاطعة الامتحانات. وأشار إلى أن اتخاذ هذا القرار لتحييد الأولياء والتلاميذ عما وصفه بالمعركة مع وزارة التربية. كما دعا الشابي وزارة التربية ورئاسة الحكومة الى التفاوض لتجنيب السنة الدراسية كل التوترات.
وفي نفس السياق جدير بالذكر أيضا أن المنظمة التونسية للتربية والأسرة كانت قد دعت أول أمس رئيسة الحكومة نجلاء بودن، والأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، للتدخل بصفة عاجلة من أجل إيجاد حل لأزمة التعليم في تونس.
وطالبت المنظمة في رسالتين وجهتهما بشكل منفصل الى كل من رئيسة الحكومة والأمين العام لإتحاد الشغل، بضمان حق التلاميذ في التعليم، معبّرة عن انشغالها إزاء قرارات نقابات التعليم حجب الأساسي والثانوي مواصلة حجب أعداد الامتحانات للثلاثي الأول والثاني من العام الدراسي.
وأعربت المنظمة التونسية للتربية والأسرة في الرسالة التي وجهتها الى اتحاد الشغل، عن قلقها من قرار الجامعة العامة للتعليم الأساسي التلويح بعدم إجراء الامتحانات خلال الثلاثي الثاني، معتبرة أن تواصل أزمة المنظومة التربوية يعمّق من نفور التلاميذ من المدرسة العمومية.
وحذّرت المنظمة من أن تفاقم الأزمة التربوية سيدفع بمن وصفتهم بالميسورين الى التوجّه الى التعليم الخاص نتيجة فقدانهم الأمل في المصعد الاجتماعي العمومي بما من شأنه أن يضرب مبدأ العدالة الاجتماعية، ملاحظة أن تأزم الوضع التربوي أدى الى تراجع مستوى التحصيل المعرفي لدى التلاميذ.
ودعت المنظمة التونسية للأسرة في الرسالة الموجهة إلى رئيسة الحكومة، إلى التدخل بشكل سريع من أجل وضع حد لهذا المشكل المتفاقم بما يمكّن المربي من استعادة ثقته في التفاوض على أساس التزام الدولة بتعهداتها من جهة وكذلك بما يبدّد حالة الحيرة لدى الأولياء على مستقبل أبنائهم التلاميذ من جهة أخرى.
منال حرزي.
تونس-الصباح
تنطلق الاثنين المقبل في كافة المدارس والاعداديات والمعاهد الثانوية امتحانات الثلاثي الثاني.. هذه الامتحانات التي يغيب عنها مبدأ التكافؤ في الفرص بما أن التلاميذ المنتسبين للقطاع العمومي يعيشون ضغطا مضاعفا جراء تواصل سياسة التعنت وانسداد قنوات الحوار بين سلطة الإشراف وباقي الأطراف الاجتماعية بما يجعل التّلميذ بمثابة "رهينة".. بهدف الضغط على المفاوضات وتفعيل مختلف الاتفاقيات العالقة...
من هذا المٌنطلق تأتي المحطة التقييمة الثانية دون أن يعرف لا التلميذ ولا الولي مٌعدّله أو رتبته خلال امتحانات الثلاثي الأول بعد أن قرّرت الجامعة العامة للتعليم الأساسي مواصلة حجب الأعداد بالنسبة للثلاثي الثاني أيضا.. وضعيّة تجعل التلميذ يعيش ضغطا مضاعفا ويتساءل أي جدوى من الامتحانات ومن آلية التقييم برمتها؟
تفاعٌلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي والمربي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" إلى أن التجاذبات الحاصلة بين مختلف الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف قد عمقت من الهوة الموجودة بين التعليم العمومي والتعليم الخاص على اعتبار أن مبدأ تكافؤ الفرص في التقييم قد انعدم جراء التجاذبات الحاصلة. واعتبر المربي أن الامتحانات ومنظومة التقييم من أعداد ومعدلات ورتب لها قٌدوسية لدى الولي الذي يعتبر الامتحانات آلية هامة يتعرّف من خلالها على المستوى الفعلي لابنه ومدى تمكنه من مختلف المهارات التعليمية الملقنة داخل القسم، معتبرا أن حرمانه من المعدل ومن الأعداد بمثابة اعتداء صارخ على ابسط حقوقه. ودعا السديري في هذا الخصوص سلطة الإشراف الى إيجاد أرضية للتفاهم مع باقي الأطراف الاجتماعية دون أن يكون التلميذ أو الولي ضحية.
تجدر الإشارة إلى أن الجامعة العامة التعليم الأساسي وبعد أن لوحت بمقاطعة الامتحانات قد حسمت أول أمس أمرها معلنة عن التراجع عن مقاطعة الامتحانات والتشبث بحجب أعداد الثلاثي الثاني والمواصلة في حجب أعداد الثلاثي الأول وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم الجامعة العامة توفيق الشابي.
وبين الشابي على هامش تصريحاته لإذاعة "جوهرة أف أم" اثر انتهاء الهيئة الإدارية التي انعقدت بالحمامات تحت إشراف، الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي محمد الشابي، أن الهيئة قيمت مخرجات الجلسة مع وزير التربية ودرست واقع القطاع بكل ترو وتعقل وحرصا على تمكين المتعلمين من حقهم في التعليم والتقييم، ارتأت إلغاء مقاطعة الامتحانات. وأشار إلى أن اتخاذ هذا القرار لتحييد الأولياء والتلاميذ عما وصفه بالمعركة مع وزارة التربية. كما دعا الشابي وزارة التربية ورئاسة الحكومة الى التفاوض لتجنيب السنة الدراسية كل التوترات.
وفي نفس السياق جدير بالذكر أيضا أن المنظمة التونسية للتربية والأسرة كانت قد دعت أول أمس رئيسة الحكومة نجلاء بودن، والأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، للتدخل بصفة عاجلة من أجل إيجاد حل لأزمة التعليم في تونس.
وطالبت المنظمة في رسالتين وجهتهما بشكل منفصل الى كل من رئيسة الحكومة والأمين العام لإتحاد الشغل، بضمان حق التلاميذ في التعليم، معبّرة عن انشغالها إزاء قرارات نقابات التعليم حجب الأساسي والثانوي مواصلة حجب أعداد الامتحانات للثلاثي الأول والثاني من العام الدراسي.
وأعربت المنظمة التونسية للتربية والأسرة في الرسالة التي وجهتها الى اتحاد الشغل، عن قلقها من قرار الجامعة العامة للتعليم الأساسي التلويح بعدم إجراء الامتحانات خلال الثلاثي الثاني، معتبرة أن تواصل أزمة المنظومة التربوية يعمّق من نفور التلاميذ من المدرسة العمومية.
وحذّرت المنظمة من أن تفاقم الأزمة التربوية سيدفع بمن وصفتهم بالميسورين الى التوجّه الى التعليم الخاص نتيجة فقدانهم الأمل في المصعد الاجتماعي العمومي بما من شأنه أن يضرب مبدأ العدالة الاجتماعية، ملاحظة أن تأزم الوضع التربوي أدى الى تراجع مستوى التحصيل المعرفي لدى التلاميذ.
ودعت المنظمة التونسية للأسرة في الرسالة الموجهة إلى رئيسة الحكومة، إلى التدخل بشكل سريع من أجل وضع حد لهذا المشكل المتفاقم بما يمكّن المربي من استعادة ثقته في التفاوض على أساس التزام الدولة بتعهداتها من جهة وكذلك بما يبدّد حالة الحيرة لدى الأولياء على مستقبل أبنائهم التلاميذ من جهة أخرى.