إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم: الاستثناء التونسي.. التنبلة !!

 يرويها: أبو بكر الصغير

  يمكن للمرء أن يخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنّه لن يستطيع خداع كل الناس كل الوقت. الإنسان كائن حي، لذلك فهو يعمل. يمارس نشاطا بدنيا أو فكريا، أو تأملا أو إبداعا أو خلقا.

   إنّ العمل أيضًا شكل من أشكال العلاقة بين الإنسان والعالم، انّه عامل تحويل البيئة الاجتماعية أو الطبيعية.

  لا يأخذ كأسٍّ فقط القيد الموجود في المقابل أي الأجر بل أن نصيب الحرية في العمل كبير ومهمّ جدّا  .

    يظهر العمل الأبعاد الثلاثة للفرد: الفعل والوجود والتملك.

   هذا المفهوم العصري لكلّ مجتمع يميل إلى جعل من قيمة العمل  العنصر الأهم للتطور  وتحقيق الذات  لأفراده، بما يعدّ مصدرًا  للإثراء من حيث المعرفة والأصول  .

   ليس اخطر على بلاد ما، من هدر الطاقات والقدرات وهو الأشد تخريبا وضررا وأكثر وطأة على ثرواتها ومواردها من هدر الأموال عبر سفه الإنفاق أو التبذير  ..

       من المهم محاربة الفساد، لكن كذلك وما أراه  الأهم  لا  بدّ من وضع حدّ لهذا التسيّب، وهذه العقليات التي تلبّست  في  الكثير  منّا  بـ"رزق البيليك" و"مسمار في حيط"  أو ممارسة  ما يوصف  بـ "التنبلة"  التي هي  في  الأصل كلمة تركية،  تقابلها  في لغتنا العربية الكسل والخمول والتواكل ..

   حطّمت  تونس الرقم القياسي العالمي في ضعف  أداء  العامل  إنتاجا  وإنتاجية، بل كذلك  في  عدد "العاملين"  وعددهم  بعشرات  الآلاف  بما يسمّى  بشركات  البيئة  والغراسات والبستنة  والتي  اعتبرها اكبر خديعة حصلت لبلادنا في هذه العشرية التي توصف بالسوداء، عاطلون  يتسلّمون أجورا  وهم  لم يغرسوا  فسيلة واحدة ولم يشقوا  أو يتعبوا  ساعة واحدة،  أجورهم أو منحهم  تفوق اجر طبيب اختصاص متخرّج حديثا، بمعنى شاب قضى قرابة عشرين سنة على مقاعد الدراسة.

 هنالك أنباء  وطرائف  كثيرة  تبلغنا  عن حجم  الفساد  في هذه   الشركات  كأموات  تحول  أجور لحساباتهم  أو أشخاص  "حرقوا" وغادروا   البلاد  أو  حتى  من التحق  بوظيف  أو  عمل    وبقي   ضمن   قائمة   المستفيدين  …

  لم  يتوقّف "الإبداع  التونسي" عند هذا  الحدّ بل شكّل ظاهرة  تثير  اهتمام  خبراء الاجتماع  والعمل، فما معنى أن تقاطع نقابة امتحانات  تلاميذ، أو  أن  تحجب أعداد  فروضهم  وتحرمهم من التعرّف على  مدى استيعابهم  للمعارف  بالتالي تقييم  أدائهم  المدرسي، بل  وصلنا  إلى درجة  استنباط أشكال جديدة  من الاحتجاج  وتعطيل مراكز  الخدمة  والعمل   كغلق  أبواب  مراكز  الإنتاج  والمصانع  أو  تخريب  إقفال  الأبواب  أو  حتى  بناء  جدار  إسمنتي على سكّة  حديدية  تلك  الصورة  التي فضحتنا  في هذا العالم ..

     إن  الإنسان مطالب بإثبات كفاءته وفائدته لكي يكون اجتماعيًا، بالنسبة لغالبية العمال، يمر هذا الاعتراف من خلال عقد العمل أو  الارتباط  بماكينة  الإنتاج  أو الخدمة، إما بالنسبة لأولئك الذين لا يعملون، فإن التسجيل المؤسّسي هو الذي يعطيهم  ويوفّر لهم الوضع الاجتماعي السليم، لا  يتمّ  ذلك  إلا  عبر  التكوين  أو  الاجتهاد  في  المبادرة  أو اقلّها الرغبة في البحث والسّعي  نحو  آفاق أفضل .

  يعود خراب معظم الدول إلى لحظة خمول  أبنائها، إذا ظهر الكسل، تأمل جيدا فانّ من يسير وراءه الفقر  والخصاصة وكذلك الجريمة .

  فالنجاح ليس مكاناً تصل إليه، بل هو طريق ورحلة طويلة تقطعها  بالعمل والكدّ والاجتهاد.

حكاياتهم: الاستثناء التونسي.. التنبلة  !!

 يرويها: أبو بكر الصغير

  يمكن للمرء أن يخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنّه لن يستطيع خداع كل الناس كل الوقت. الإنسان كائن حي، لذلك فهو يعمل. يمارس نشاطا بدنيا أو فكريا، أو تأملا أو إبداعا أو خلقا.

   إنّ العمل أيضًا شكل من أشكال العلاقة بين الإنسان والعالم، انّه عامل تحويل البيئة الاجتماعية أو الطبيعية.

  لا يأخذ كأسٍّ فقط القيد الموجود في المقابل أي الأجر بل أن نصيب الحرية في العمل كبير ومهمّ جدّا  .

    يظهر العمل الأبعاد الثلاثة للفرد: الفعل والوجود والتملك.

   هذا المفهوم العصري لكلّ مجتمع يميل إلى جعل من قيمة العمل  العنصر الأهم للتطور  وتحقيق الذات  لأفراده، بما يعدّ مصدرًا  للإثراء من حيث المعرفة والأصول  .

   ليس اخطر على بلاد ما، من هدر الطاقات والقدرات وهو الأشد تخريبا وضررا وأكثر وطأة على ثرواتها ومواردها من هدر الأموال عبر سفه الإنفاق أو التبذير  ..

       من المهم محاربة الفساد، لكن كذلك وما أراه  الأهم  لا  بدّ من وضع حدّ لهذا التسيّب، وهذه العقليات التي تلبّست  في  الكثير  منّا  بـ"رزق البيليك" و"مسمار في حيط"  أو ممارسة  ما يوصف  بـ "التنبلة"  التي هي  في  الأصل كلمة تركية،  تقابلها  في لغتنا العربية الكسل والخمول والتواكل ..

   حطّمت  تونس الرقم القياسي العالمي في ضعف  أداء  العامل  إنتاجا  وإنتاجية، بل كذلك  في  عدد "العاملين"  وعددهم  بعشرات  الآلاف  بما يسمّى  بشركات  البيئة  والغراسات والبستنة  والتي  اعتبرها اكبر خديعة حصلت لبلادنا في هذه العشرية التي توصف بالسوداء، عاطلون  يتسلّمون أجورا  وهم  لم يغرسوا  فسيلة واحدة ولم يشقوا  أو يتعبوا  ساعة واحدة،  أجورهم أو منحهم  تفوق اجر طبيب اختصاص متخرّج حديثا، بمعنى شاب قضى قرابة عشرين سنة على مقاعد الدراسة.

 هنالك أنباء  وطرائف  كثيرة  تبلغنا  عن حجم  الفساد  في هذه   الشركات  كأموات  تحول  أجور لحساباتهم  أو أشخاص  "حرقوا" وغادروا   البلاد  أو  حتى  من التحق  بوظيف  أو  عمل    وبقي   ضمن   قائمة   المستفيدين  …

  لم  يتوقّف "الإبداع  التونسي" عند هذا  الحدّ بل شكّل ظاهرة  تثير  اهتمام  خبراء الاجتماع  والعمل، فما معنى أن تقاطع نقابة امتحانات  تلاميذ، أو  أن  تحجب أعداد  فروضهم  وتحرمهم من التعرّف على  مدى استيعابهم  للمعارف  بالتالي تقييم  أدائهم  المدرسي، بل  وصلنا  إلى درجة  استنباط أشكال جديدة  من الاحتجاج  وتعطيل مراكز  الخدمة  والعمل   كغلق  أبواب  مراكز  الإنتاج  والمصانع  أو  تخريب  إقفال  الأبواب  أو  حتى  بناء  جدار  إسمنتي على سكّة  حديدية  تلك  الصورة  التي فضحتنا  في هذا العالم ..

     إن  الإنسان مطالب بإثبات كفاءته وفائدته لكي يكون اجتماعيًا، بالنسبة لغالبية العمال، يمر هذا الاعتراف من خلال عقد العمل أو  الارتباط  بماكينة  الإنتاج  أو الخدمة، إما بالنسبة لأولئك الذين لا يعملون، فإن التسجيل المؤسّسي هو الذي يعطيهم  ويوفّر لهم الوضع الاجتماعي السليم، لا  يتمّ  ذلك  إلا  عبر  التكوين  أو  الاجتهاد  في  المبادرة  أو اقلّها الرغبة في البحث والسّعي  نحو  آفاق أفضل .

  يعود خراب معظم الدول إلى لحظة خمول  أبنائها، إذا ظهر الكسل، تأمل جيدا فانّ من يسير وراءه الفقر  والخصاصة وكذلك الجريمة .

  فالنجاح ليس مكاناً تصل إليه، بل هو طريق ورحلة طويلة تقطعها  بالعمل والكدّ والاجتهاد.