إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وسط دعوات لفتح قنوات حوار وتأطير مطالبهم .. لماذا تعاقب المنظومة التربوية "التعبيرات" التلمذية وتصادر حقهم في التعبير؟

 

تونس الصباح

تفاعلا مع الفيديو الذي تم نشره من قبل مجموعة من التلميذات طالبن فيه بالمساواة بينهن وبين الذكور في ارتداء الميدعات، أصدر مدير المعهد الثانوي بخزندار قرار طردهن لثلاثة أيام. وحسب تصريحه الإعلامي تم الاتفاق مع أوليائهن على عدم تفعيله. وبيّن المدير أن عدم انضباط الإناث للزي المفروض من قبل وزارة التربية وتحججهن بضرب المؤسسات التربوية لمبدأ المساواة قد تحول الى ظاهرة. مذكرا أنهم كمؤسسات تربوية ليسوا إلا سلطة تنفيذية من واجبهم التقيد بتنفيذ قوانين داخلية تفرضها وزارة الإشراف فقط.

ولا تعد حادثة معهد خزندار الأولى من نوعها في علاقة بمطلب توحيد الزي المدرسي والتعامل مع الإناث والذكور على قدم المساواة في الملبس كما لا يعتبر تعامل معهد خزندار مع التعبيرات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي كجرم يجب قمعه وإسكات صوته مستجدا. بل سبقته أكثر من دعوى وتحرك تلمذي من قبل لم يتم التفاعل معها إلا في إطار المنظومة العقابية.. ولم تسجل السنوات الأخيرة أي قرار أو حوار يذكر من قبل وزارة التربية فيما يهم هذا الإشكال أو المطلب المطروح من قبل التلميذات وبقي الأمر حبيس مبادرات فردية تلمذية بالأساس توحد الزي وتقدم صورة تجمع في نفس الوقت بين المساواة الجندرية والفئوية على حد السواء أو تنقد سلوكات وقوانين يرون انه من الضروري تغييرها.

ويعتبر الباحثون في الشأن التربوي أن الوضع لا يمكن أن يتواصل على هذا الحال فمن الضروري في تعاملنا مع التلاميذ اليوم أن نخرج من عقلية الوصاية والمقاربة الأبوية والسلطوية. ويذكر منذر عافي الباحث في علم الاجتماع والتربية، انه من مبدأ حرية التعبير للتلاميذ والشباب التي لا تكون بالمعنى الطوباوي المطلق، أنه من حقهم التعبير عن آرائهم في الفضاءات العامة لكن دون تجاوز وضمن احترام ضوابط العيش المشترك. وفي نفس الوقت يرى منذر عافي أن من واجب المجتمع والمدرسة أن ترافق التلاميذ للتعبير عن آرائهم في إطار النوادي والفضاءات الحوارية. فهذا المواطن ـ التلميذ ـ الذي نمنع عنه التفكير الحر والتعبير ولا يتم تأطيره البيداغوجي ومرافقته ندفعه نحو التمرد والعصيان.

ويشدد الباحث في علم الاجتماع التربوي أن المدرسة تعيش تحولات كبرى وتحتاج الى رؤية شاملة جديدة لجميع مساراتها البيداغوجية بشكل تواكب معه التحولات والتغيرات الحاصلة، ويكون فيها التلميذ عنصرا مشاركا في صياغة بعض نصوصها ويعاد معها بناء علاقة الثقة بين مختلف الأطراف التي تكون المؤسسة التربوية. علاقة تبنى على أساس المكاشفة دون الالتجاء الى العقاب.

وهذا التغيير هو الطريق الأسلم حسب رأي منذر عافي لتغيير وضع المؤسسة التربوية من فضاء منفرا وقاتلا لكل طموح الى إطار جاذب، فهذه الفئة (التلاميذ) عندما يفكرون بصوت مرتفع سيتراجع لديهم منسوب العنف والتمرد وهو السبيل الى خلق التوازن النفسي لديهم وإعادتهم الى منطق الحوار وحرية التعبير على الأفكار ومن هذا المنطق يتم تكوين مواطن الغد القادر على تشكيل وعي اجتماعي ونضجا أمام عديد القضايا.

ريم سوودي

وسط دعوات لفتح قنوات حوار وتأطير مطالبهم .. لماذا تعاقب المنظومة التربوية "التعبيرات" التلمذية وتصادر حقهم في التعبير؟

 

تونس الصباح

تفاعلا مع الفيديو الذي تم نشره من قبل مجموعة من التلميذات طالبن فيه بالمساواة بينهن وبين الذكور في ارتداء الميدعات، أصدر مدير المعهد الثانوي بخزندار قرار طردهن لثلاثة أيام. وحسب تصريحه الإعلامي تم الاتفاق مع أوليائهن على عدم تفعيله. وبيّن المدير أن عدم انضباط الإناث للزي المفروض من قبل وزارة التربية وتحججهن بضرب المؤسسات التربوية لمبدأ المساواة قد تحول الى ظاهرة. مذكرا أنهم كمؤسسات تربوية ليسوا إلا سلطة تنفيذية من واجبهم التقيد بتنفيذ قوانين داخلية تفرضها وزارة الإشراف فقط.

ولا تعد حادثة معهد خزندار الأولى من نوعها في علاقة بمطلب توحيد الزي المدرسي والتعامل مع الإناث والذكور على قدم المساواة في الملبس كما لا يعتبر تعامل معهد خزندار مع التعبيرات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي كجرم يجب قمعه وإسكات صوته مستجدا. بل سبقته أكثر من دعوى وتحرك تلمذي من قبل لم يتم التفاعل معها إلا في إطار المنظومة العقابية.. ولم تسجل السنوات الأخيرة أي قرار أو حوار يذكر من قبل وزارة التربية فيما يهم هذا الإشكال أو المطلب المطروح من قبل التلميذات وبقي الأمر حبيس مبادرات فردية تلمذية بالأساس توحد الزي وتقدم صورة تجمع في نفس الوقت بين المساواة الجندرية والفئوية على حد السواء أو تنقد سلوكات وقوانين يرون انه من الضروري تغييرها.

ويعتبر الباحثون في الشأن التربوي أن الوضع لا يمكن أن يتواصل على هذا الحال فمن الضروري في تعاملنا مع التلاميذ اليوم أن نخرج من عقلية الوصاية والمقاربة الأبوية والسلطوية. ويذكر منذر عافي الباحث في علم الاجتماع والتربية، انه من مبدأ حرية التعبير للتلاميذ والشباب التي لا تكون بالمعنى الطوباوي المطلق، أنه من حقهم التعبير عن آرائهم في الفضاءات العامة لكن دون تجاوز وضمن احترام ضوابط العيش المشترك. وفي نفس الوقت يرى منذر عافي أن من واجب المجتمع والمدرسة أن ترافق التلاميذ للتعبير عن آرائهم في إطار النوادي والفضاءات الحوارية. فهذا المواطن ـ التلميذ ـ الذي نمنع عنه التفكير الحر والتعبير ولا يتم تأطيره البيداغوجي ومرافقته ندفعه نحو التمرد والعصيان.

ويشدد الباحث في علم الاجتماع التربوي أن المدرسة تعيش تحولات كبرى وتحتاج الى رؤية شاملة جديدة لجميع مساراتها البيداغوجية بشكل تواكب معه التحولات والتغيرات الحاصلة، ويكون فيها التلميذ عنصرا مشاركا في صياغة بعض نصوصها ويعاد معها بناء علاقة الثقة بين مختلف الأطراف التي تكون المؤسسة التربوية. علاقة تبنى على أساس المكاشفة دون الالتجاء الى العقاب.

وهذا التغيير هو الطريق الأسلم حسب رأي منذر عافي لتغيير وضع المؤسسة التربوية من فضاء منفرا وقاتلا لكل طموح الى إطار جاذب، فهذه الفئة (التلاميذ) عندما يفكرون بصوت مرتفع سيتراجع لديهم منسوب العنف والتمرد وهو السبيل الى خلق التوازن النفسي لديهم وإعادتهم الى منطق الحوار وحرية التعبير على الأفكار ومن هذا المنطق يتم تكوين مواطن الغد القادر على تشكيل وعي اجتماعي ونضجا أمام عديد القضايا.

ريم سوودي