إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. كتلة "الديماكس" ..!.

بقلم: أبوبكر الصغير 

 
يقول المثل، إن تفكيك أيّ خلية ثورية يحتاج فقط لقائد عصابة يعرف كيف يهيمن عليها .
  في جانب مهم من تاريخ أمريكا هو تاريخ عصاباتها، إثر اكتشاف القارة هاجرت عصابات من أوروبا وتنامت  وتحوّلت فيما بعد إلى أحزاب سياسية تقود الولايات قبل أن تتوحد .
  في دولة الإكوادور قامت تجربة مهمّة، فريدة ومثيرة من خلال حلول مبتكرة وناجعة ببادرة من المنظمة غير الحكومية "سر باز" ترجمتها (ثمة سلام) للحد من جرائم العنف بدمج العصابات وذلك بإعادة ترسيخ وتقوية الروابط بين أفراد العصابة ومجتمعاتهم المحلية.    
عندنا في بعض المناطق الريفية، لا تقبل الفتيات الزواج إلا من ذلك الشاب الذي ملك السيارة  الشاحنة "الديماكس"  عنوان وعلامة الثراء وضمان رخاء واستقرار وعيش هاني ومستقبل أسرة سعيدة .
 بـ"الديماكس" وحدها تأتي كلّ الخيرات، هي أساس الحركة والعمل والتجارة والتهريب وتكديس الأموال الخ ..
 كلّ المضاربين أو الأثرياء الجدد او إن شئتم "الكناطرية" بدؤوا مسيرتهم الى طريق الثروة بتلك العروسة "الديماكس".
  الطريف انه غالبا ما يتقاطع أفراد العصابات في هوية مشتركة  ينخرطون في سلوك تهريب، تتميز أنشطتهم بمستوى معين من  السرية والتنظيم والاستمرارية وكذلك  " توريط"  رجالات امن  وحرس وجمارك وحتى ساسة في أنشطتهم وأعمالهم. 
  أحزاب وحتى شخصيات بارزة اقتربت من عوالم هذه المجموعات وتحالفت معها في سياق أجندات سياسية محددة أو محطّات انتخابية معيّنة.
 أكثر من يدافع عن هؤلاء، وزيران سابقان لا يزالان  ضمن مشهدنا السياسي الوطني في تقدير موقفهما انّ التصالح المالي مع هذه المجموعات يحلّ كلّ المشاكل المالية ويخلّص تونس من ديونها !!.
  بعض المصادر تنقل أن ما يتوفّر عند هذه جماعة "الكناطرية" من سيولة يفوق بكثير ما لدى بنك أو بنكين.
  قبل سنوات تواطأت إحدى الحكومات مع هذه الأطراف وعقدت أحلاف معها، الى حدّ وضع تعريفة مقابل كلّ موقف أو معاملة معها، بدءا من غضّ الطرف عن تجاوزاتها، فحمايتها فتوفير الحصانة لـ"زعمائها" وكذلك  الفوز بمقعد في البرلمان كأرقى المكافآت وأثمنها نقدا.. الى حدّ أصبح هنالك حديث تحت قبّة باردو في مجلس نيابي سابق عن "كتلة نواب الديماكس" يقال إنها كانت  الأقوى والأكثر نفوذا  !!.
يحدد الفساد بكونه النشاط غير المشروع المتمثل في تحويل المصلحة العامة لتحقيق منفعة شخصية. 
   هذا هو  بالضبط ما هو على المحك في وضعنا الراهن، حيث يشتبه في أن بعض السياسيين كانوا قد فضلوا رجال عصابات وأثروا هم وأحزابهم بفضل" خيرها" على  حساب مصلحة الدولة مقابل حقائب كاملة من الأوراق النقدية تنقل سرًا الى مقرّات  أحزابهم  .
 انّ الفساد الذي يتم دفع ثمنه في شكل رشاوى مشكلة مستعصية، قديمة قدم العالم  أو على الأقل قديمة قدم المدينة، التي يهدد عملها بشكل صحيح. 
     هذه هي الطريقة التي أظهر بها أفلاطون، على سبيل المثال، في الكتاب الثاني عشر من عمله، نفسه عنيدا بشكل خاص فيما يتعلق بأولئك الذين يتلقون هذه الرشاوى .
     أراد فاسد أن يلبس يوما ثوب الورع والصدق والأمانة.. فلبسه بالمقلوب .
 
حكاياتهم .. كتلة "الديماكس"  ..!.

بقلم: أبوبكر الصغير 

 
يقول المثل، إن تفكيك أيّ خلية ثورية يحتاج فقط لقائد عصابة يعرف كيف يهيمن عليها .
  في جانب مهم من تاريخ أمريكا هو تاريخ عصاباتها، إثر اكتشاف القارة هاجرت عصابات من أوروبا وتنامت  وتحوّلت فيما بعد إلى أحزاب سياسية تقود الولايات قبل أن تتوحد .
  في دولة الإكوادور قامت تجربة مهمّة، فريدة ومثيرة من خلال حلول مبتكرة وناجعة ببادرة من المنظمة غير الحكومية "سر باز" ترجمتها (ثمة سلام) للحد من جرائم العنف بدمج العصابات وذلك بإعادة ترسيخ وتقوية الروابط بين أفراد العصابة ومجتمعاتهم المحلية.    
عندنا في بعض المناطق الريفية، لا تقبل الفتيات الزواج إلا من ذلك الشاب الذي ملك السيارة  الشاحنة "الديماكس"  عنوان وعلامة الثراء وضمان رخاء واستقرار وعيش هاني ومستقبل أسرة سعيدة .
 بـ"الديماكس" وحدها تأتي كلّ الخيرات، هي أساس الحركة والعمل والتجارة والتهريب وتكديس الأموال الخ ..
 كلّ المضاربين أو الأثرياء الجدد او إن شئتم "الكناطرية" بدؤوا مسيرتهم الى طريق الثروة بتلك العروسة "الديماكس".
  الطريف انه غالبا ما يتقاطع أفراد العصابات في هوية مشتركة  ينخرطون في سلوك تهريب، تتميز أنشطتهم بمستوى معين من  السرية والتنظيم والاستمرارية وكذلك  " توريط"  رجالات امن  وحرس وجمارك وحتى ساسة في أنشطتهم وأعمالهم. 
  أحزاب وحتى شخصيات بارزة اقتربت من عوالم هذه المجموعات وتحالفت معها في سياق أجندات سياسية محددة أو محطّات انتخابية معيّنة.
 أكثر من يدافع عن هؤلاء، وزيران سابقان لا يزالان  ضمن مشهدنا السياسي الوطني في تقدير موقفهما انّ التصالح المالي مع هذه المجموعات يحلّ كلّ المشاكل المالية ويخلّص تونس من ديونها !!.
  بعض المصادر تنقل أن ما يتوفّر عند هذه جماعة "الكناطرية" من سيولة يفوق بكثير ما لدى بنك أو بنكين.
  قبل سنوات تواطأت إحدى الحكومات مع هذه الأطراف وعقدت أحلاف معها، الى حدّ وضع تعريفة مقابل كلّ موقف أو معاملة معها، بدءا من غضّ الطرف عن تجاوزاتها، فحمايتها فتوفير الحصانة لـ"زعمائها" وكذلك  الفوز بمقعد في البرلمان كأرقى المكافآت وأثمنها نقدا.. الى حدّ أصبح هنالك حديث تحت قبّة باردو في مجلس نيابي سابق عن "كتلة نواب الديماكس" يقال إنها كانت  الأقوى والأكثر نفوذا  !!.
يحدد الفساد بكونه النشاط غير المشروع المتمثل في تحويل المصلحة العامة لتحقيق منفعة شخصية. 
   هذا هو  بالضبط ما هو على المحك في وضعنا الراهن، حيث يشتبه في أن بعض السياسيين كانوا قد فضلوا رجال عصابات وأثروا هم وأحزابهم بفضل" خيرها" على  حساب مصلحة الدولة مقابل حقائب كاملة من الأوراق النقدية تنقل سرًا الى مقرّات  أحزابهم  .
 انّ الفساد الذي يتم دفع ثمنه في شكل رشاوى مشكلة مستعصية، قديمة قدم العالم  أو على الأقل قديمة قدم المدينة، التي يهدد عملها بشكل صحيح. 
     هذه هي الطريقة التي أظهر بها أفلاطون، على سبيل المثال، في الكتاب الثاني عشر من عمله، نفسه عنيدا بشكل خاص فيما يتعلق بأولئك الذين يتلقون هذه الرشاوى .
     أراد فاسد أن يلبس يوما ثوب الورع والصدق والأمانة.. فلبسه بالمقلوب .