ردود أفعال عاصفة رافقت تلك الصورة التي تسرّبت من الاحتفالية التي نظمتها سفارة دولة إيران بتونس بمناسبة الذكرى 44 للثورة الإيرانية، وجمعت فاعلين سياسيين تونسيين من السلطة والمعارضة رغم الخصومات المعلنة ورفض الجلوس الى طاولة الحوار لحلّ الأزمة السياسية المتواصلة منذ أشهر.. حيث كان الإجماع أن التقارب المنشود بين مختلف الأطراف السياسية المتنازعة والذي فشل في أن يتحقق على أرض الواقع.. حققه سفير إيران وهو يجمع حول "كعكة" الاحتفال الفرقاء بين سلطة يمثلها وزيرا التربية والشؤون الدينية ومعارضة يمثلها راشد الغنوشي وعصام الشابي !
وكانت سفارة إيران نظمت أول أمس الجمعة احتفالا بمناسبة الذكرى 44 للثورة الإيرانية وذلك بإشراف السفير الإيراني بتونس وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والحكومية.. وكان من بين أبرز الحاضرين وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي ووزير التربية المعين حديثا محمد علي البوغديري ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي والنائبة السابقة مباركة البراهمي.
ولكن أكثر ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والنقد اللاذع هي تلك التي جمعت كلا من سفير إيران ووزير التربية محمد علي البوغديري ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي وراشد الغنوشي وعصام الشابي وهم بصدد قطع كعكة المرطبات.. وهي الصورة التي تم تداولها إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، في حين اختلفت التعليقات بشأنها بين من اعتبرها لقاء بروتوكولي عادي وبين ومن رأى فيها خداعا من أطراف سياسية تبدو متصارعة في الواقع ولكنها لا تجد حرجا في اللقاء في مناسبات رسمية .
الصورة الحدث ..
في ذروة الصراع السياسي القائم اليوم وتتالي المبادرة لإيجاد حلّ وإصرار الرئيس قيس سعيد على المضي في مشروعه السياسي وتركيز برلمان جديد دون اكتراث لصوت القوى المعارضة التي فشلت في تثوير الشارع ضدّه وما زالت الى اليوم تتكبّد الخسائر في مواجهة قيس سعيّد وفي خضمّ كل هذا التنافر السياسي ورفض الحوار الذي تقترحه المنظمات الوطنية.. تتسلّل صورة الفرقاء مع سفير إيران بتونس.. ولئن اعتبرها البعض صورة عادية لا تخرج عن البروتوكول ولا تعني تواصل أو إذابة جليد بين الفرقاء خاصة وان الصورة ضمت وزيرين من حكومة نجلاء بودن كانت لها تداعياتها في علاقة بعدة مواقف وانطباعات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي .
ولم تخرج ردود الأفعال عن دائرة التهكم والرفض لهذه الصورة خاصة من طرف الداعمين لمسار 25 جويلية الذين انتقدوا بشدة سلوك الوزيرين البوغديري والشايبي لقبلوهما بالتصوير مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حين حاولت النائبة السابقة وأرملة الشهيد محمد البراهمي، مباركة البراهمي في تدوينة لها والتي حضرت الاحتفالية أن الصورة "خبيثة" وأن السفير الإيراني كان سيقطع الكعكة مع الوزيرين فقط، إلا أن راشد الغنوشي قفز من مكانه بعد أن ابتسم له السفير وتبعه عصام الشابي.
في المقابل لم تعلّق حركة النهضة أبدا عن تلك الصورة وتصرّفت كأن شيئا لم يكن، ونفس الشيء بالنسبة للحزب الجمهوري ورئيسه عصام الشابي الذي لم يعلق على الأمر، مثله مثل بقية القوى المعارضة المحسوبة سواء على الأحزاب الاجتماعية أو جبهة الخلاص خاصة وان المعارضة كانت تطالب بإلحاح في الأشهر الأخيرة بإقالة الحكومة ولا تعترف لا بمسار قيس سعيد ولا بحكومته .
مستقبل الوزيرين..
بعض الآراء ذهبت الى اعتبار أن قبول الوزيرين البوغديري والشايبي بأن تجمعهما صورة واحدة مع راشد الغنوشي سيوتّر علاقتهما برئيس الجمهورية قيس سعيد وقد يكلفهما مغادرة الحكومة، خاصة بالنسبة لوزير الشؤون الدينية الذي فشل في أداء مهامه وخلق أزمات في وزارته وخاصة في طريقة التعامل مع الطرف النقابي وهو من الوزراء المرشحين بقوة للمغادرة في إطار سياسية التحوير التدريجي التي اعتمدها قيس سعيّد في علاقة بعدد من الوزراء .
ولكن الأمر يختلف بالنسبة محمد علي البوغديري المعيّن حديثا في الحكومة خلفا لوزير التربية السابقة والذي أثار بدوره تعيينه العديد من ردود الفعل خاصة في علاقة باتحاد الشغل ناهيك وان البوغديري من الرافضين للفصل 20 ومن المناوئين للأمين العام نور الدين الطبوبي. وكل ذلك جعل الأغلبية تجمع وخاصة أنصار مسار 25 جويلية على أن الوزيرين أساءا التقدير في علاقة بالصورة، في حين رأت أقلية أن هذه الصورة قد تكون بداية تقارب بين منظومة قيس سعيد وحركة النهضة رغم ما يبدو من خصومة معلنة، إلا أن هذا الرأي بقي مشوبا بكثير من المبالغة خاصة وان الوزيرين البوغديري والشايبي لا تأثير لهما في منظومة الحكم الحالية ولا تأثير لهما أيضا على قرارات الرئيس قيس سعيد .
وبين مختلف هذه الآراء تبرز دائما حقيقة واحدة وهي ضرورة الحوار بين مختلف الفرقاء لإيجاد حلول للأزمة الراهنة والتي تتجسّد على جميع المستويات .
منية العرفاوي
تونس- الصباح
ردود أفعال عاصفة رافقت تلك الصورة التي تسرّبت من الاحتفالية التي نظمتها سفارة دولة إيران بتونس بمناسبة الذكرى 44 للثورة الإيرانية، وجمعت فاعلين سياسيين تونسيين من السلطة والمعارضة رغم الخصومات المعلنة ورفض الجلوس الى طاولة الحوار لحلّ الأزمة السياسية المتواصلة منذ أشهر.. حيث كان الإجماع أن التقارب المنشود بين مختلف الأطراف السياسية المتنازعة والذي فشل في أن يتحقق على أرض الواقع.. حققه سفير إيران وهو يجمع حول "كعكة" الاحتفال الفرقاء بين سلطة يمثلها وزيرا التربية والشؤون الدينية ومعارضة يمثلها راشد الغنوشي وعصام الشابي !
وكانت سفارة إيران نظمت أول أمس الجمعة احتفالا بمناسبة الذكرى 44 للثورة الإيرانية وذلك بإشراف السفير الإيراني بتونس وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والحكومية.. وكان من بين أبرز الحاضرين وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي ووزير التربية المعين حديثا محمد علي البوغديري ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي والنائبة السابقة مباركة البراهمي.
ولكن أكثر ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والنقد اللاذع هي تلك التي جمعت كلا من سفير إيران ووزير التربية محمد علي البوغديري ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي وراشد الغنوشي وعصام الشابي وهم بصدد قطع كعكة المرطبات.. وهي الصورة التي تم تداولها إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، في حين اختلفت التعليقات بشأنها بين من اعتبرها لقاء بروتوكولي عادي وبين ومن رأى فيها خداعا من أطراف سياسية تبدو متصارعة في الواقع ولكنها لا تجد حرجا في اللقاء في مناسبات رسمية .
الصورة الحدث ..
في ذروة الصراع السياسي القائم اليوم وتتالي المبادرة لإيجاد حلّ وإصرار الرئيس قيس سعيد على المضي في مشروعه السياسي وتركيز برلمان جديد دون اكتراث لصوت القوى المعارضة التي فشلت في تثوير الشارع ضدّه وما زالت الى اليوم تتكبّد الخسائر في مواجهة قيس سعيّد وفي خضمّ كل هذا التنافر السياسي ورفض الحوار الذي تقترحه المنظمات الوطنية.. تتسلّل صورة الفرقاء مع سفير إيران بتونس.. ولئن اعتبرها البعض صورة عادية لا تخرج عن البروتوكول ولا تعني تواصل أو إذابة جليد بين الفرقاء خاصة وان الصورة ضمت وزيرين من حكومة نجلاء بودن كانت لها تداعياتها في علاقة بعدة مواقف وانطباعات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي .
ولم تخرج ردود الأفعال عن دائرة التهكم والرفض لهذه الصورة خاصة من طرف الداعمين لمسار 25 جويلية الذين انتقدوا بشدة سلوك الوزيرين البوغديري والشايبي لقبلوهما بالتصوير مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حين حاولت النائبة السابقة وأرملة الشهيد محمد البراهمي، مباركة البراهمي في تدوينة لها والتي حضرت الاحتفالية أن الصورة "خبيثة" وأن السفير الإيراني كان سيقطع الكعكة مع الوزيرين فقط، إلا أن راشد الغنوشي قفز من مكانه بعد أن ابتسم له السفير وتبعه عصام الشابي.
في المقابل لم تعلّق حركة النهضة أبدا عن تلك الصورة وتصرّفت كأن شيئا لم يكن، ونفس الشيء بالنسبة للحزب الجمهوري ورئيسه عصام الشابي الذي لم يعلق على الأمر، مثله مثل بقية القوى المعارضة المحسوبة سواء على الأحزاب الاجتماعية أو جبهة الخلاص خاصة وان المعارضة كانت تطالب بإلحاح في الأشهر الأخيرة بإقالة الحكومة ولا تعترف لا بمسار قيس سعيد ولا بحكومته .
مستقبل الوزيرين..
بعض الآراء ذهبت الى اعتبار أن قبول الوزيرين البوغديري والشايبي بأن تجمعهما صورة واحدة مع راشد الغنوشي سيوتّر علاقتهما برئيس الجمهورية قيس سعيد وقد يكلفهما مغادرة الحكومة، خاصة بالنسبة لوزير الشؤون الدينية الذي فشل في أداء مهامه وخلق أزمات في وزارته وخاصة في طريقة التعامل مع الطرف النقابي وهو من الوزراء المرشحين بقوة للمغادرة في إطار سياسية التحوير التدريجي التي اعتمدها قيس سعيّد في علاقة بعدد من الوزراء .
ولكن الأمر يختلف بالنسبة محمد علي البوغديري المعيّن حديثا في الحكومة خلفا لوزير التربية السابقة والذي أثار بدوره تعيينه العديد من ردود الفعل خاصة في علاقة باتحاد الشغل ناهيك وان البوغديري من الرافضين للفصل 20 ومن المناوئين للأمين العام نور الدين الطبوبي. وكل ذلك جعل الأغلبية تجمع وخاصة أنصار مسار 25 جويلية على أن الوزيرين أساءا التقدير في علاقة بالصورة، في حين رأت أقلية أن هذه الصورة قد تكون بداية تقارب بين منظومة قيس سعيد وحركة النهضة رغم ما يبدو من خصومة معلنة، إلا أن هذا الرأي بقي مشوبا بكثير من المبالغة خاصة وان الوزيرين البوغديري والشايبي لا تأثير لهما في منظومة الحكم الحالية ولا تأثير لهما أيضا على قرارات الرئيس قيس سعيد .
وبين مختلف هذه الآراء تبرز دائما حقيقة واحدة وهي ضرورة الحوار بين مختلف الفرقاء لإيجاد حلول للأزمة الراهنة والتي تتجسّد على جميع المستويات .