ليس من أمر أخطر من المقدّس والأخلاق الحميدة في المجتمعات المحافظة كما أن تناولهما أو البحث فيهما أو المسّ منهما يُعدّ من الموضوعات المحرمة.
دائمًا ما يكون للمقدس أصل ينشأ من تقليد عرقي ويمكن أن يكون أسطوريًا أو دينيًا أو أيديولوجيًا (أي غير ديني). إنه يحدد ما لا يمكن الوصول إليه، غير المتاح، يخرج من العالم الطبيعي، يمكن أن يكون موضوع الإخلاص والخوف، فمفهوم المقدس قديم قدم الوعي الإنساني.
يغزو المقدس جميع مجالات الوجود الفردي والجماعي، والتي تعمل إيماءاتها وكلماتها على تنظيمها من خلال المحظورات، وطقوس الاسترضاء، والتضحيات، على خلفية من المعتقدات التي تسود مجتمعا ما.
قام سنة 2012 جدل قانوني وحقوقي وسياسي كبير في سياق ما أقرته يومها حركة "النهضة" من مقترح مشروع قانون حول "تجريم المسّ بالمقدسات" و سن عقوبة تصل إلى أربع سنوات.
فصّل القانون هذه المقدّسات بالذات الإلهية والرّسل والكتب السماوية وسنن الرسول (ص) والكعبة المشرفة والمساجد والكنائس وبيعات اليهود.
انتفض العالم الإسلامي لجريمة إحراق اليميني المتطرف السويدي الدانماركي "راسموس بالودان" نسخة من القرآن خلال مظاهرة في ستوكهولم.
أدان رئيس الوزراء السويدي "أولف كريسترسون" هذا الفعل الشنيع وقال إنه :"يتعاطف مع المسلمين" وأن "حرق كتب مقدسة يعتبر بالنسبة لكثر عملا غير محترم للغاية".
ليست هذه المرّة الأولى التي يتمّ فيها استفزاز المسلمين بالمسّ من مقدساتهم، عشنا أحداثا سابقة أبرزها الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية وكتابات سلمان رشدي، بالمناسبة أشير إلى أن مدينة بروكسيل تحتضن في شهر فيفري القادم ندوة فكرية دولية مساندة لصاحب كتاب "آيات شيطانية" من بين الأسماء المشاركة شخصيات تونسية اذكر مثلا كاتبة الدولة السابقة في حكومة الترويكا فوزية الشرفي !.
اعتقد أن اخطر موقف يمسّ المسلمين صدر خلال الأعوام الأخيرة ما أتاه بابا الفاتيكان السابق "بنديكت السادس عشر" المعروف بمواقفه الدينية السلفية وكان عمل مع الجيش النازي وتم سجنه سنة 1945.
في محاضرة ألقاها في مسقط رأسه بألمانيا تحديدا بجامعة بون حول موضوع علاقة العقل والإيمان، نفى هذا البابا عن المسلمين أو معتنقي الديانة الإسلامية إِعمالهم لعقل بما هو موصول بالشأن الديني، يتنادى هذا الموقف الباباوي إلى استحضار صراع انتروبولوجي قديم قدم نزول الديانات السماوية.
فتاريخيا لطالما عملت الكنيسة على احتكار فكرة أنها وحدها من دون بقية الأديان توفقت إلى الحسم في هذه المسالة وتفرّدها بما يسمّى فلسفيا بالمنظومة الأرسطية.
فموقف البابا واضح فيه إساءة للإسلام في أهم ملكة أعطاها الله وخصّ بها الإنسان ألا وهو العقل. وفي هذا الموقف رغبة في الإقصاء والرفض.
لقد أعظم الإسلام أمر العقل وأعلى شأنه ورفع مكانته، وجعله الأساس في التّكليف، والأمر الذي تقوم عليه الأهليّة، كما أمر في كثير من المواضع بالنّظر والتّفكر والتدبّر واعتماد العقل للحسم في المسائل الخلافية.
ليس المقدّس في حدّ ذاته الذي يجمع ويوحّد امّة بقدر ما هو ذلك الرّابط الذي ينشئه العقل بين البشر من خلال نسج أمانة القبول والحضور مع الآخر في الحياة اليومية كما في الصلاة، بما يفتح باب التعايش السلمي والتقارب والتعارف، حيث تكون قداسة الإنسان الذي هو أصلا خليفة اللّه في أرضه.
إنها لراحة كبيرة، هدية إلهية، أن ندرك أننا نعمل من أجل الآخرين من اجل إفادتهم. لا يهم السبب: بدافع الحب، أو من منطلق الشعور بالواجب أو بالإيمان بالمقدس.. أيا كان، ما دمنا نكرس أنفسنا لذلك. ليس لدينا أي قلق آخر غير ذلك العمل الجيد، وعندما ننجح في القيام بذلك، فإننا نستمد منه رضًى كبيرًا.
يرويها: أبو بكر الصغير
ليس من أمر أخطر من المقدّس والأخلاق الحميدة في المجتمعات المحافظة كما أن تناولهما أو البحث فيهما أو المسّ منهما يُعدّ من الموضوعات المحرمة.
دائمًا ما يكون للمقدس أصل ينشأ من تقليد عرقي ويمكن أن يكون أسطوريًا أو دينيًا أو أيديولوجيًا (أي غير ديني). إنه يحدد ما لا يمكن الوصول إليه، غير المتاح، يخرج من العالم الطبيعي، يمكن أن يكون موضوع الإخلاص والخوف، فمفهوم المقدس قديم قدم الوعي الإنساني.
يغزو المقدس جميع مجالات الوجود الفردي والجماعي، والتي تعمل إيماءاتها وكلماتها على تنظيمها من خلال المحظورات، وطقوس الاسترضاء، والتضحيات، على خلفية من المعتقدات التي تسود مجتمعا ما.
قام سنة 2012 جدل قانوني وحقوقي وسياسي كبير في سياق ما أقرته يومها حركة "النهضة" من مقترح مشروع قانون حول "تجريم المسّ بالمقدسات" و سن عقوبة تصل إلى أربع سنوات.
فصّل القانون هذه المقدّسات بالذات الإلهية والرّسل والكتب السماوية وسنن الرسول (ص) والكعبة المشرفة والمساجد والكنائس وبيعات اليهود.
انتفض العالم الإسلامي لجريمة إحراق اليميني المتطرف السويدي الدانماركي "راسموس بالودان" نسخة من القرآن خلال مظاهرة في ستوكهولم.
أدان رئيس الوزراء السويدي "أولف كريسترسون" هذا الفعل الشنيع وقال إنه :"يتعاطف مع المسلمين" وأن "حرق كتب مقدسة يعتبر بالنسبة لكثر عملا غير محترم للغاية".
ليست هذه المرّة الأولى التي يتمّ فيها استفزاز المسلمين بالمسّ من مقدساتهم، عشنا أحداثا سابقة أبرزها الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية وكتابات سلمان رشدي، بالمناسبة أشير إلى أن مدينة بروكسيل تحتضن في شهر فيفري القادم ندوة فكرية دولية مساندة لصاحب كتاب "آيات شيطانية" من بين الأسماء المشاركة شخصيات تونسية اذكر مثلا كاتبة الدولة السابقة في حكومة الترويكا فوزية الشرفي !.
اعتقد أن اخطر موقف يمسّ المسلمين صدر خلال الأعوام الأخيرة ما أتاه بابا الفاتيكان السابق "بنديكت السادس عشر" المعروف بمواقفه الدينية السلفية وكان عمل مع الجيش النازي وتم سجنه سنة 1945.
في محاضرة ألقاها في مسقط رأسه بألمانيا تحديدا بجامعة بون حول موضوع علاقة العقل والإيمان، نفى هذا البابا عن المسلمين أو معتنقي الديانة الإسلامية إِعمالهم لعقل بما هو موصول بالشأن الديني، يتنادى هذا الموقف الباباوي إلى استحضار صراع انتروبولوجي قديم قدم نزول الديانات السماوية.
فتاريخيا لطالما عملت الكنيسة على احتكار فكرة أنها وحدها من دون بقية الأديان توفقت إلى الحسم في هذه المسالة وتفرّدها بما يسمّى فلسفيا بالمنظومة الأرسطية.
فموقف البابا واضح فيه إساءة للإسلام في أهم ملكة أعطاها الله وخصّ بها الإنسان ألا وهو العقل. وفي هذا الموقف رغبة في الإقصاء والرفض.
لقد أعظم الإسلام أمر العقل وأعلى شأنه ورفع مكانته، وجعله الأساس في التّكليف، والأمر الذي تقوم عليه الأهليّة، كما أمر في كثير من المواضع بالنّظر والتّفكر والتدبّر واعتماد العقل للحسم في المسائل الخلافية.
ليس المقدّس في حدّ ذاته الذي يجمع ويوحّد امّة بقدر ما هو ذلك الرّابط الذي ينشئه العقل بين البشر من خلال نسج أمانة القبول والحضور مع الآخر في الحياة اليومية كما في الصلاة، بما يفتح باب التعايش السلمي والتقارب والتعارف، حيث تكون قداسة الإنسان الذي هو أصلا خليفة اللّه في أرضه.
إنها لراحة كبيرة، هدية إلهية، أن ندرك أننا نعمل من أجل الآخرين من اجل إفادتهم. لا يهم السبب: بدافع الحب، أو من منطلق الشعور بالواجب أو بالإيمان بالمقدس.. أيا كان، ما دمنا نكرس أنفسنا لذلك. ليس لدينا أي قلق آخر غير ذلك العمل الجيد، وعندما ننجح في القيام بذلك، فإننا نستمد منه رضًى كبيرًا.