إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بسبب موجات الغلاء والضغوطات والأزمات .. أكثر من 3 ملايين تونسي يعانون من ضغط الدم!

 

تونس-الصباح

لا يختلف اثنان على أن التونسي يٌعاني اليوم الويلات جراء "ضيق الحال" وصعوبة تأمين متطلبات الحياة  بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار والذي طال جميع المجالات دون استثناء الأمر الذي جعل فئة هامة من التونسيين وبسب هذه الضغوطات تعاني من أمراض عدة. في هذا الخصوص أورد أمس الأخصائي النفسي طارق السعيدي أن الكثير من التونسيين يعيشون ضٌغوطا نفسية يومية سواء كان بسبب توفير متطلبات الحياة أو عوامل خاصة تختلف فيها ردات الفعل، مؤكدا أن التعرض للضغط النفسي يؤدي الى ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤثر ارتفاعه على المدى الطويل على صحة القلب ويتسبب في الأمراض السرطانية.

وفسر طارق السعيدي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الجسم يتعرف على الخطر الداهم من خلال ردات فعل فسيولوجية تتمثل في ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤثر على المدى الطويل على الصحة الجسدية للإنسان وكذلك على مزاجه الى جانب حدوث اضطرابات في النوم وعلى القدرات الفكرية.

وللإشارة يعتبر الكورتيزول هرمون التوتر بسبب دوره في استجابة الجسم للتوتر ويتكون في الغدد الكظرية، ومعظم الخلايا في الجسم لها مستقبلات الكورتيزول التي تستخدم الكورتيزول لمجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك تنظيم السكر في الدم وتقليل الالتهاب وتنظيم الأيض وصياغة الذاكرة.

وحذر السعيدي من أن تواصل الضغط النفسي الذي يتجاوز القدرات الدماغية يمكن له في المستقبل أن يتحول الى اضطرابات نفسية، لافتا الى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت في إحصائيات خلال السنوات الأخيرة إلى أن 52 بالمائة من التونسيين يعانون من اضطرابات نفسية.

وللتحصين النفسي وتجنّب جملة المخاطر الصحية جراء التوتر  دعا الأخصائي النفسي إلى التعامل بمرونة إزاء المشاكل والتدرب على التقبل وليس التحمل لأن التحمل مصيره الانفجار والتقليص من المساحة الزمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمطالعة وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس لتقليل الضغط النفسي، مؤكدا في الإطار نفسه على ضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء التي يعتبرها مفيدة أحيانا أكثر من حصص العلاج النفسي وتجنب استهلاك المخدرات والتبغ والكحول.

وبالتّوازي مع تصريحات الأخصائي النفسي جدير بالذكر انه وجراء الضغط النفسي الحاد التي تعيشه اليوم فئة هامة من التونسيين (باستثناء قلة قليلة) فقد سجلنا على مدار السنوات الماضية ارتفاعا مهولا في نسبة الأمراض التي تعتبر على علاقة مباشرة بالضغط والتوتر النفسي على غرار أمراض ضغط الدم  والسكري حيث تشير آخر الأرقام وفقا لما أفادت به  رئيسة الجمعية التونسية لطب القلب وجراحة القلب والشرايين ليليا زخامة  بالمستشفى المحلي بالتضامن من ولاية أريانة على هامش تصريحاتها الإعلامية لعدد من الأوساط الإعلامية  أن تونسيا واحدا على ثلاثة يعاني من ارتفاع ضغط الدم أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملايين تونسي من فئة الكهول، ولا يعلم الثلثان منهم أنهم مصابون بهذا المرض الذي وصفته بـ"الصامت"...

أما فيما يهمّ مرض السكري فان آخر الأرقام تٌشير الى  أنّ خٌمس التونسيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 20 سنة مٌصابون بمرض السكري وهو رقم يتجاوز المعدل العالمي بحسب ما أكدته الدكتورة أنيسة قاسم طبيبة مختصة في أمراض السكري مشيرة الى أن أعداد مرضى السكري تتزايد بشكل مفزع في العالم وفي تونس رغم التطورات العلاجية، ملاحظة وأنّ أكثر من 15 بالمائة من التونسيين البالغين من العمر 15 سنة فما فوق مصابون بداء السكري وترتفع هذه النسبة إلى 35 بالمائة لدى الفئة التي تزيد أعمارها عن  50 سنة...

 فيما يشكو 20 بالمائة من التونسيين البالغين 20 سنة فما فوق من مرض السكري. ويتوقّع أن تبلغ نسبة الكهول المصابين بهذا المرض إلى أكثر 27 بالمائة في 2027..

والى جانب أمراض السكري وضغط الدم وبالعودة الى  مسح أنجز سنة 2016 فان 76 بالمائة من التونسيين يحملون عاملا من عوامل الاختطار المتسبّبة في أمراض القلب والشرايين حسب ما كشف عنه مسح وطني قامت به الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول تصلّب الشرايين، في 24 ولاية و150 منطقة في البلاد...

في هذا الخضم يرى كثيرون أن تطور الضغط النفسي والأمراض السالفة الذكر من سنة الى أخرى يعتبر نتاجا طبيعيا لحالة "الضيق" التي أصبح يٌعاني منها غالبية التونسيين ونتاجا طبيعيا لصعوبة تأمين مستلزمات العيش وهو ما يفسر الحجم المهول للأشخاص الذين يتوافدون يوميا إلى عيادات الكب النفسي..، فمتى تنقشع هذه الغمامة  أم أن الوضع  وإزاء عجز الدولة عن كبح جماح غلاء الأسعار سيتطور من سيء إلى أسوإ؟

منال حرزي 

بسبب موجات الغلاء والضغوطات والأزمات .. أكثر من 3 ملايين تونسي يعانون من ضغط الدم!

 

تونس-الصباح

لا يختلف اثنان على أن التونسي يٌعاني اليوم الويلات جراء "ضيق الحال" وصعوبة تأمين متطلبات الحياة  بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار والذي طال جميع المجالات دون استثناء الأمر الذي جعل فئة هامة من التونسيين وبسب هذه الضغوطات تعاني من أمراض عدة. في هذا الخصوص أورد أمس الأخصائي النفسي طارق السعيدي أن الكثير من التونسيين يعيشون ضٌغوطا نفسية يومية سواء كان بسبب توفير متطلبات الحياة أو عوامل خاصة تختلف فيها ردات الفعل، مؤكدا أن التعرض للضغط النفسي يؤدي الى ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤثر ارتفاعه على المدى الطويل على صحة القلب ويتسبب في الأمراض السرطانية.

وفسر طارق السعيدي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الجسم يتعرف على الخطر الداهم من خلال ردات فعل فسيولوجية تتمثل في ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤثر على المدى الطويل على الصحة الجسدية للإنسان وكذلك على مزاجه الى جانب حدوث اضطرابات في النوم وعلى القدرات الفكرية.

وللإشارة يعتبر الكورتيزول هرمون التوتر بسبب دوره في استجابة الجسم للتوتر ويتكون في الغدد الكظرية، ومعظم الخلايا في الجسم لها مستقبلات الكورتيزول التي تستخدم الكورتيزول لمجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك تنظيم السكر في الدم وتقليل الالتهاب وتنظيم الأيض وصياغة الذاكرة.

وحذر السعيدي من أن تواصل الضغط النفسي الذي يتجاوز القدرات الدماغية يمكن له في المستقبل أن يتحول الى اضطرابات نفسية، لافتا الى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت في إحصائيات خلال السنوات الأخيرة إلى أن 52 بالمائة من التونسيين يعانون من اضطرابات نفسية.

وللتحصين النفسي وتجنّب جملة المخاطر الصحية جراء التوتر  دعا الأخصائي النفسي إلى التعامل بمرونة إزاء المشاكل والتدرب على التقبل وليس التحمل لأن التحمل مصيره الانفجار والتقليص من المساحة الزمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمطالعة وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس لتقليل الضغط النفسي، مؤكدا في الإطار نفسه على ضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء التي يعتبرها مفيدة أحيانا أكثر من حصص العلاج النفسي وتجنب استهلاك المخدرات والتبغ والكحول.

وبالتّوازي مع تصريحات الأخصائي النفسي جدير بالذكر انه وجراء الضغط النفسي الحاد التي تعيشه اليوم فئة هامة من التونسيين (باستثناء قلة قليلة) فقد سجلنا على مدار السنوات الماضية ارتفاعا مهولا في نسبة الأمراض التي تعتبر على علاقة مباشرة بالضغط والتوتر النفسي على غرار أمراض ضغط الدم  والسكري حيث تشير آخر الأرقام وفقا لما أفادت به  رئيسة الجمعية التونسية لطب القلب وجراحة القلب والشرايين ليليا زخامة  بالمستشفى المحلي بالتضامن من ولاية أريانة على هامش تصريحاتها الإعلامية لعدد من الأوساط الإعلامية  أن تونسيا واحدا على ثلاثة يعاني من ارتفاع ضغط الدم أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملايين تونسي من فئة الكهول، ولا يعلم الثلثان منهم أنهم مصابون بهذا المرض الذي وصفته بـ"الصامت"...

أما فيما يهمّ مرض السكري فان آخر الأرقام تٌشير الى  أنّ خٌمس التونسيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 20 سنة مٌصابون بمرض السكري وهو رقم يتجاوز المعدل العالمي بحسب ما أكدته الدكتورة أنيسة قاسم طبيبة مختصة في أمراض السكري مشيرة الى أن أعداد مرضى السكري تتزايد بشكل مفزع في العالم وفي تونس رغم التطورات العلاجية، ملاحظة وأنّ أكثر من 15 بالمائة من التونسيين البالغين من العمر 15 سنة فما فوق مصابون بداء السكري وترتفع هذه النسبة إلى 35 بالمائة لدى الفئة التي تزيد أعمارها عن  50 سنة...

 فيما يشكو 20 بالمائة من التونسيين البالغين 20 سنة فما فوق من مرض السكري. ويتوقّع أن تبلغ نسبة الكهول المصابين بهذا المرض إلى أكثر 27 بالمائة في 2027..

والى جانب أمراض السكري وضغط الدم وبالعودة الى  مسح أنجز سنة 2016 فان 76 بالمائة من التونسيين يحملون عاملا من عوامل الاختطار المتسبّبة في أمراض القلب والشرايين حسب ما كشف عنه مسح وطني قامت به الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول تصلّب الشرايين، في 24 ولاية و150 منطقة في البلاد...

في هذا الخضم يرى كثيرون أن تطور الضغط النفسي والأمراض السالفة الذكر من سنة الى أخرى يعتبر نتاجا طبيعيا لحالة "الضيق" التي أصبح يٌعاني منها غالبية التونسيين ونتاجا طبيعيا لصعوبة تأمين مستلزمات العيش وهو ما يفسر الحجم المهول للأشخاص الذين يتوافدون يوميا إلى عيادات الكب النفسي..، فمتى تنقشع هذه الغمامة  أم أن الوضع  وإزاء عجز الدولة عن كبح جماح غلاء الأسعار سيتطور من سيء إلى أسوإ؟

منال حرزي