عقدت امس الأول هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ندوة صحفية بجنيف بسويسرا عنونتها بـ"المعطيات الجديدة حول الاغتيالات السياسية لشكري بلعيد ومحمد البراهمي" وكشفت من خلالها اخر تطورات ملفي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وكشف رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد خلال الندوة بأن هيئة الدفاع بدأت من خلال الاطلاع على المعطيات الأخيرة تكتشف ان هناك علاقة مباشرة وجدية بين اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي والمشروع الذي سينفذ في تونس من خلال تسفير الفتيات والشباب التونسي إلى ليبيا وسوريا ومحاولة إسقاط الانظمة وتعويضها بأنظمة مساندة للاتجاه الاسلامي ولحركة الاخوان المسلمين وللموسوعة الإخوانية عموما.
واوضح الرداوي بأن هذا المشروع نجح جزئيا في تونس وليبيا ومصر وكان بصدد النجاح في سوريا وكانت حجرة العثرة لتنفيذ هذا المشروع هما الشهيدين بلعيد والبراهمي وأضاف بان العالم الغربي -هذه الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط - ساهمت بشكل كبير في ارساء هذا المشروع في داخل الأوطان العربية وساندته ودعمته ماديا ولا زالت تفعل في بعض الحالات.
وأكد بأن هذه الندوة تنعقد في إطار إيصال صوتهم للرأي العام الدولي وستكون هناك ندوة كذلك في باريس في بداية شهر جانفي القادم وأخرى في بروكسال وثالثة في نيويورك بالولايات المتحدة لدعم هذا الملف وللتعريف بهذه القضية العادلة التي لم تنل العدل في تونس منذ عشر سنوات داخل اروقة المحاكم.
وأضاف الرداوي بأن هيئة الدفاع اخذت على عاتقها ان تتحول جيلا بعد جيل إلى حركة مقاومة لهذا المشروع الاخواني في ضفته الجنوبية في تونس وقد قاموا بعشرات الندوات الصحفية والملتقيات في تونس وكذلك أيضا بضفة البحر الأبيض المتوسط الأوروبية فهم بصدد القول ان الدفاع عن هذه القضية هو الذي يحدد شكلها فعندما كان يجب أن يتكلموا في تونس فعلوا.. ولكن يجب اليوم ان تتوسع رؤية هيئة الدفاع واستراتيجيتها الجديدة في الوصول إلى الرأي العام العالمي.
محاماة استقصائية..
وقال الرداوي :" لا ننسى ابدا هذا الدم الذي سال عزيزا علينا في تونس وهو الذي يقود معركتنا وحركتنا في اتجاه المستقبل" ، وقام بالتذكير بمسار ملفي اغتيال بلعيد والبراهمي مؤكدا بأن المعطيات تكاثرت وتشابكت وتداخلت لذلك كان لزاما عليهم التذكير ببعض المعطيات الرئيسية وأوضح انه بالإضافة للملفين الرئيسيين المتعلقين باغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي هناك عشرات الملفات المرتبطة بهاذين الملفين الذين يحملان خصوصية لم يشاهدا مثلها في تاريخ القضاء التونسي لان المعطيات المتعلقة بملف الاغتيال سواءً في ملف البراهمي او بلعيد ليست موجودة في الملف أمام حاكم التحقيق وتمت بعثرتها ووضعها في ملفات جانبية وهامشية حتى لا يكتشفوا الحقيقة.
ملف الجهاز السري..
وذكر الرداوي في خصوص الملفات التي لها علاقة بملف الاغتيالات ملف الجهاز السري لحركة النهضة وأوضح بانه جهاز تم اكتشافه بعد الثورة من خلال وثائق تم العثور عليها مع مصطفى خذر وهي وثائق تتعلق بالحياة الشخصية لمجموعة كبيرة من التونسيين ومراقبة الأشخاص وتتبعهم والتجسس عليهم وهو ملف تم فتحه لأول مرة امام المحكمة العسكرية بتونس لكنها تخلت عنه سريعا وتحول إلى المحكمة الابتدائية وتمت إحالة عشرة متهمين فقط فيه من ضمن 26 مشتكى بهم وكانت المحاولة في ذلك الوقت من قبل وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي لإنقاذ راشد الغنوشي.
وقد تم سماع راشد الغنوشي في هذه الشكاية أمام الفرقة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالعوينة حيث أنكر ان يكون له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمصطفى خذر كما انكر ان يكون اتصل به في اي وقت من الأوقات.
الغرفة السوداء..
اما الملف الثاني في علاقة بملف الاغتيال فهو المتعلق بالغرفة السوداء وهو مجموعة من الوثائق تم العثور عليها واكتشافها في قاعة مغلقة بوزارة الداخلية لم يتم جردها ولا احصاؤها ولا احد يعرف محتواها.
وأضاف الرداوي بأن وزير الداخلية حينها هشام الفوراتي نفى في ذلك الوقت وجود غرفة سوداء وقال الرداوي "وكأن خلافنا معهم خلاف هندسي يتعلق بلون الغرفة" وأضاف بأنه في ملف الغرفة السوداء وبعد سماع أعضاء هيئة الدفاع وسماع بعض النواب المرتبطين بهذه الغرفة تم استدعاء جملة من المتهمين من أمنيين والمرتبطين بحركة النهضة وتم فتح بحث في ملف الغرفة السوداء منشور حاليا أمام المحكمة الابتدائية باريانة.
المستجدات..
وحول اخر المستجدات في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد ذكر بأنه بتاريخ 9 فيفري الفارط قامت هيئة الدفاع بندوة صحفية حول ما اسمته بالجهاز السري المالي وفي هذه الندوة قاموا بعرض الكشوفات المالية لناجح الحاج لطيف في حسابه البنكي في قطر وكانت حركة النهضة قد طرحت سؤالا حينها من أين لهم بهذه الوثائق؟ ولم تكذب ما تم عرضه لان ما تم عرضه كان متعلقا بجملة من "الايمايلات" المتبادلة بين راشد الغنوشي وقيادات حركة النهضة وناجح الحاج لطيف وكانت هناك صور لوثائقهم الرسمية من جوزات سفر وغيرها وقد اتهموا حينها راشد الغنوشي بتبييض الأموال واستعمالها للقيام بجرائم إرهابية لانه تبين في ذلك الوقت بأن جزءا منها من حسابات ناجح الحاج لطيف قد تم توجيهها إلى تركيا إلى المجموعات التي ستلتحق لاحقا بسوريا.
وأكد الرداوي بأن هذه المعطيات مستقاة من محاضر قضائية ولا يمكن القول مطلقا بأنها مجرد اتهامات وهذه المحاضر الرسمية تم التعاطي معها باعتبار أنه تم الحصول عليها أمام أعوان الضابطة العدلية وحكام التحقيق دون عنف او تعسف وبحضور عشرات المحامين ، وأضاف بأن المعطى الأول الجديد متعلق بشكري بن عثمان الذي كان اماما لجامع الرحمة بحي الخضراء والذي استقبل خلال فترة امامته لجامع الرحمة بحي الخضراء كل الذين ساهموا في اغتيال شكري بلعيد من بينهم كمال القضقاضي ومحمد العوادي وعز الدين عبد اللاوي وياسر المولهي ومحمد علي دمق كما أن امام جامع الرحمة هو الذي قدم فتوى اغتيال شكري بلعيد وكان من المفروض ان يكون من المتهمين ولكن فاجأهم وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي بأن تم سماع شكري بن عثمان كشاهد.
ولم يفهموا لماذا لم يوجه بشير العكرمي حاكم التحقيق في ذلك الوقت الاتهام الى شكري بن عثمان رغم انه كان ضمن المجموعة التي اغتالت ولكن البشير العكرمي بغرابة شديدة لم يوجه إليه الاتهام وتركه يغادر تونس دون أن يحجر عليه السفر باعتبار أنه غير متهم.
وأكد الرداوي ان شخصا يلقب بـ" أمير الوطن القبلي" هو من قام بتسفير شكري بن عثمان وإعداد وثائق السفر ومكنه من شهادة عمل وهو الذي ساعده على مغادرة تونس.
واكد الرداوي بانه كان الاتفاق بين تنظيم أنصار الشريعة وحركة النهضة ان يلغي تنظيم أنصار الشريعة مؤتمره الذي كان سيقوم به في شهر ماي 2013 وفي المقابل تتكفل حركة النهضة بضمان مغادرة شكري بن عثمان للأراضي التونسية دون توجيه الاتهام إليه في قضية شكري بلعيد.
واكتشفوا لاحقا بأنه تم الغاء مؤتمر أنصار الشريعة سنة 2013 بطلب من حركة النهضة التي تعهدت في المقابل بأن لا يتم سماع شكري بن عثمان كمتهم ويتعين سماعه كشاهد وذلك ما تم بالفعل، والمعلومات التي توصلت إليها هيئة الدفاع في هذا الملف تفيد بوجود مكالمة هاتفية بين الحبيب اللوز وحسن بن بريك تثبت ان هذا الاتفاق قد تم بين الطرفين ولم يكن واردا ان يتم كشفها لأنهم كانوا في الحكم حينها ولم يكن هناك اعتبار ان يتم التجسس عليهم ولكن تم تسجيل هذه المكالمة التي تمت بتاريخ 8 ماي 2013.
وأكد الرداوي على تدخل حركة النهضة مباشرة من خلال الحبيب اللوز والتفاوض مع أنصار الشريعة التي تعهدت بالغاء المؤتمر في المقابل تعهدت حركة النهضة بأن لا يتم سماع شكري بن عثمان كمتهم وهذا ما تم اي ان حاكم التحقيق بشير العكرمي متورط أيضا في هذا الفعل الإجرامي وسيكون محل تتبع وشكاية اول رجوعهم إلى تونس - حسب ما ذكره الرداوي - .
علاقة حركة النهضة بانصار الشريعة
وتحدث الرداوي عن نورالدين قندوز الذي كان اعترف في تصريحاته القضائية السابقة بأن راشد الغنوشي قام بتكليفه بالتدخل لدى ابو عياض لانهاء الإعتصام الذي تم في منوبة من أجل تمكين المنقبات من مواصلة دراستهم وتدخل في المرة الثانية للوقوف أمام محاولات بعض أنصار الشريعة ان يقوموا بعزل امام جامع وتدخله كان بطلب من راشد الغنوشي لدى ابو عياض الذي استجاب لهذا الطلب وقام بالصلاة وراء هذا الإمام مما جعل بقية السلفيين يقبلون الصلاة وراءه.
وأوضح الرداوي بأن احد المتهمين في قضية شكري بلعيد قدم خلال شهر سبتمبر الفارط معطيات في خصوص نورالدين قندوز حيث ذكر بانه كان يمثل جزءا من المجموعة التي كانت تلتقي في جامع "ديبوزفيل" بالوردية والتي خططت لاغتيال شكري بلعيد وهو الذي كان يشرف على هذه المجموعة وقام بتمويل بعض أفرادها، وأضاف الرداوي بأن هذه المعطيات والمعلومات الجديدة مكنت من تحديد دور ومكان نور الدين قندوز الذي يجمع بين حركة النهضة من جهة وتنظيم أنصار الشريعة من جهة وهي معطيات لم تكن تملكها هيئة الدفاع إلى حد هذه التصريحات الأخيرة في شهر سبتمبر الفارط. مؤكدا بأن المجموعة المذكورة تتكون من ابوبكر الحكيم وعز الدين عبد اللاوي ومحمد العوادي ومحمد الخياري وابو عياض ونور الدين قندوز وكمال القضقاضي المتهم بالتنفيذ.
وتحدث الرداوي عن كمال البدوي وذكر بانه أحد المتهمين في ملف الجهاز السري لحركة النهضة من ضمن الـ34 متهما الذين شملتهم شكاية هيئة الدفاع والذين تم توجيه الاتهام وملفهم أمام حاكم التحقيق باريانة والذي رأى بأن يتم تحجير السفر عليهم جميعا ومن بينهم راشد الغنوشي ورضا الباروني وكمال البدوي وقد قامت وزارة الداخلية بتحجير السفر على 33 متهما واحتفظت بمتهم فقط لم تنفذ فيه هذا القرار وهو كمال البدوي وصرحت بأنها لا تعرفه واستغرب الرداوي هذا الأمر .
وأكد الرداوي بأن راشد الغنوشي نفى معرفته بمصطفى خضر مؤكدا بأنه لم يتصل به مطلقا ولكن ثبت اليوم حسب ما تحصلت عليه مؤخرا هيئة الدفاع من محاضر قضائية ان هناك مكالمات هاتفية مباشرة بين راشد الغنوشي ومصطفى خضر وقدم الرداوي خلال الندوة جدولا يشمل اهم المكالمات الهاتفية المباشرة بين مصطفى خضر وراشد الغنوشي وكمال البدوي مما يثبت ارتباط مصطفى خضر بالقيادات الرئيسية لحركة النهضة مؤكدا بأن خضر له علاقة مباشرة ومكالمات هاتفية مباشرة مع راشد الغنوشي ونجله معاذ الغنوشي وعبد الحميد الجلاصي وغيرهم.
فاطمة الجلاصي
تونس- الصباح
عقدت امس الأول هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ندوة صحفية بجنيف بسويسرا عنونتها بـ"المعطيات الجديدة حول الاغتيالات السياسية لشكري بلعيد ومحمد البراهمي" وكشفت من خلالها اخر تطورات ملفي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وكشف رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد خلال الندوة بأن هيئة الدفاع بدأت من خلال الاطلاع على المعطيات الأخيرة تكتشف ان هناك علاقة مباشرة وجدية بين اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي والمشروع الذي سينفذ في تونس من خلال تسفير الفتيات والشباب التونسي إلى ليبيا وسوريا ومحاولة إسقاط الانظمة وتعويضها بأنظمة مساندة للاتجاه الاسلامي ولحركة الاخوان المسلمين وللموسوعة الإخوانية عموما.
واوضح الرداوي بأن هذا المشروع نجح جزئيا في تونس وليبيا ومصر وكان بصدد النجاح في سوريا وكانت حجرة العثرة لتنفيذ هذا المشروع هما الشهيدين بلعيد والبراهمي وأضاف بان العالم الغربي -هذه الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط - ساهمت بشكل كبير في ارساء هذا المشروع في داخل الأوطان العربية وساندته ودعمته ماديا ولا زالت تفعل في بعض الحالات.
وأكد بأن هذه الندوة تنعقد في إطار إيصال صوتهم للرأي العام الدولي وستكون هناك ندوة كذلك في باريس في بداية شهر جانفي القادم وأخرى في بروكسال وثالثة في نيويورك بالولايات المتحدة لدعم هذا الملف وللتعريف بهذه القضية العادلة التي لم تنل العدل في تونس منذ عشر سنوات داخل اروقة المحاكم.
وأضاف الرداوي بأن هيئة الدفاع اخذت على عاتقها ان تتحول جيلا بعد جيل إلى حركة مقاومة لهذا المشروع الاخواني في ضفته الجنوبية في تونس وقد قاموا بعشرات الندوات الصحفية والملتقيات في تونس وكذلك أيضا بضفة البحر الأبيض المتوسط الأوروبية فهم بصدد القول ان الدفاع عن هذه القضية هو الذي يحدد شكلها فعندما كان يجب أن يتكلموا في تونس فعلوا.. ولكن يجب اليوم ان تتوسع رؤية هيئة الدفاع واستراتيجيتها الجديدة في الوصول إلى الرأي العام العالمي.
محاماة استقصائية..
وقال الرداوي :" لا ننسى ابدا هذا الدم الذي سال عزيزا علينا في تونس وهو الذي يقود معركتنا وحركتنا في اتجاه المستقبل" ، وقام بالتذكير بمسار ملفي اغتيال بلعيد والبراهمي مؤكدا بأن المعطيات تكاثرت وتشابكت وتداخلت لذلك كان لزاما عليهم التذكير ببعض المعطيات الرئيسية وأوضح انه بالإضافة للملفين الرئيسيين المتعلقين باغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي هناك عشرات الملفات المرتبطة بهاذين الملفين الذين يحملان خصوصية لم يشاهدا مثلها في تاريخ القضاء التونسي لان المعطيات المتعلقة بملف الاغتيال سواءً في ملف البراهمي او بلعيد ليست موجودة في الملف أمام حاكم التحقيق وتمت بعثرتها ووضعها في ملفات جانبية وهامشية حتى لا يكتشفوا الحقيقة.
ملف الجهاز السري..
وذكر الرداوي في خصوص الملفات التي لها علاقة بملف الاغتيالات ملف الجهاز السري لحركة النهضة وأوضح بانه جهاز تم اكتشافه بعد الثورة من خلال وثائق تم العثور عليها مع مصطفى خذر وهي وثائق تتعلق بالحياة الشخصية لمجموعة كبيرة من التونسيين ومراقبة الأشخاص وتتبعهم والتجسس عليهم وهو ملف تم فتحه لأول مرة امام المحكمة العسكرية بتونس لكنها تخلت عنه سريعا وتحول إلى المحكمة الابتدائية وتمت إحالة عشرة متهمين فقط فيه من ضمن 26 مشتكى بهم وكانت المحاولة في ذلك الوقت من قبل وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي لإنقاذ راشد الغنوشي.
وقد تم سماع راشد الغنوشي في هذه الشكاية أمام الفرقة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالعوينة حيث أنكر ان يكون له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمصطفى خذر كما انكر ان يكون اتصل به في اي وقت من الأوقات.
الغرفة السوداء..
اما الملف الثاني في علاقة بملف الاغتيال فهو المتعلق بالغرفة السوداء وهو مجموعة من الوثائق تم العثور عليها واكتشافها في قاعة مغلقة بوزارة الداخلية لم يتم جردها ولا احصاؤها ولا احد يعرف محتواها.
وأضاف الرداوي بأن وزير الداخلية حينها هشام الفوراتي نفى في ذلك الوقت وجود غرفة سوداء وقال الرداوي "وكأن خلافنا معهم خلاف هندسي يتعلق بلون الغرفة" وأضاف بأنه في ملف الغرفة السوداء وبعد سماع أعضاء هيئة الدفاع وسماع بعض النواب المرتبطين بهذه الغرفة تم استدعاء جملة من المتهمين من أمنيين والمرتبطين بحركة النهضة وتم فتح بحث في ملف الغرفة السوداء منشور حاليا أمام المحكمة الابتدائية باريانة.
المستجدات..
وحول اخر المستجدات في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد ذكر بأنه بتاريخ 9 فيفري الفارط قامت هيئة الدفاع بندوة صحفية حول ما اسمته بالجهاز السري المالي وفي هذه الندوة قاموا بعرض الكشوفات المالية لناجح الحاج لطيف في حسابه البنكي في قطر وكانت حركة النهضة قد طرحت سؤالا حينها من أين لهم بهذه الوثائق؟ ولم تكذب ما تم عرضه لان ما تم عرضه كان متعلقا بجملة من "الايمايلات" المتبادلة بين راشد الغنوشي وقيادات حركة النهضة وناجح الحاج لطيف وكانت هناك صور لوثائقهم الرسمية من جوزات سفر وغيرها وقد اتهموا حينها راشد الغنوشي بتبييض الأموال واستعمالها للقيام بجرائم إرهابية لانه تبين في ذلك الوقت بأن جزءا منها من حسابات ناجح الحاج لطيف قد تم توجيهها إلى تركيا إلى المجموعات التي ستلتحق لاحقا بسوريا.
وأكد الرداوي بأن هذه المعطيات مستقاة من محاضر قضائية ولا يمكن القول مطلقا بأنها مجرد اتهامات وهذه المحاضر الرسمية تم التعاطي معها باعتبار أنه تم الحصول عليها أمام أعوان الضابطة العدلية وحكام التحقيق دون عنف او تعسف وبحضور عشرات المحامين ، وأضاف بأن المعطى الأول الجديد متعلق بشكري بن عثمان الذي كان اماما لجامع الرحمة بحي الخضراء والذي استقبل خلال فترة امامته لجامع الرحمة بحي الخضراء كل الذين ساهموا في اغتيال شكري بلعيد من بينهم كمال القضقاضي ومحمد العوادي وعز الدين عبد اللاوي وياسر المولهي ومحمد علي دمق كما أن امام جامع الرحمة هو الذي قدم فتوى اغتيال شكري بلعيد وكان من المفروض ان يكون من المتهمين ولكن فاجأهم وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي بأن تم سماع شكري بن عثمان كشاهد.
ولم يفهموا لماذا لم يوجه بشير العكرمي حاكم التحقيق في ذلك الوقت الاتهام الى شكري بن عثمان رغم انه كان ضمن المجموعة التي اغتالت ولكن البشير العكرمي بغرابة شديدة لم يوجه إليه الاتهام وتركه يغادر تونس دون أن يحجر عليه السفر باعتبار أنه غير متهم.
وأكد الرداوي ان شخصا يلقب بـ" أمير الوطن القبلي" هو من قام بتسفير شكري بن عثمان وإعداد وثائق السفر ومكنه من شهادة عمل وهو الذي ساعده على مغادرة تونس.
واكد الرداوي بانه كان الاتفاق بين تنظيم أنصار الشريعة وحركة النهضة ان يلغي تنظيم أنصار الشريعة مؤتمره الذي كان سيقوم به في شهر ماي 2013 وفي المقابل تتكفل حركة النهضة بضمان مغادرة شكري بن عثمان للأراضي التونسية دون توجيه الاتهام إليه في قضية شكري بلعيد.
واكتشفوا لاحقا بأنه تم الغاء مؤتمر أنصار الشريعة سنة 2013 بطلب من حركة النهضة التي تعهدت في المقابل بأن لا يتم سماع شكري بن عثمان كمتهم ويتعين سماعه كشاهد وذلك ما تم بالفعل، والمعلومات التي توصلت إليها هيئة الدفاع في هذا الملف تفيد بوجود مكالمة هاتفية بين الحبيب اللوز وحسن بن بريك تثبت ان هذا الاتفاق قد تم بين الطرفين ولم يكن واردا ان يتم كشفها لأنهم كانوا في الحكم حينها ولم يكن هناك اعتبار ان يتم التجسس عليهم ولكن تم تسجيل هذه المكالمة التي تمت بتاريخ 8 ماي 2013.
وأكد الرداوي على تدخل حركة النهضة مباشرة من خلال الحبيب اللوز والتفاوض مع أنصار الشريعة التي تعهدت بالغاء المؤتمر في المقابل تعهدت حركة النهضة بأن لا يتم سماع شكري بن عثمان كمتهم وهذا ما تم اي ان حاكم التحقيق بشير العكرمي متورط أيضا في هذا الفعل الإجرامي وسيكون محل تتبع وشكاية اول رجوعهم إلى تونس - حسب ما ذكره الرداوي - .
علاقة حركة النهضة بانصار الشريعة
وتحدث الرداوي عن نورالدين قندوز الذي كان اعترف في تصريحاته القضائية السابقة بأن راشد الغنوشي قام بتكليفه بالتدخل لدى ابو عياض لانهاء الإعتصام الذي تم في منوبة من أجل تمكين المنقبات من مواصلة دراستهم وتدخل في المرة الثانية للوقوف أمام محاولات بعض أنصار الشريعة ان يقوموا بعزل امام جامع وتدخله كان بطلب من راشد الغنوشي لدى ابو عياض الذي استجاب لهذا الطلب وقام بالصلاة وراء هذا الإمام مما جعل بقية السلفيين يقبلون الصلاة وراءه.
وأوضح الرداوي بأن احد المتهمين في قضية شكري بلعيد قدم خلال شهر سبتمبر الفارط معطيات في خصوص نورالدين قندوز حيث ذكر بانه كان يمثل جزءا من المجموعة التي كانت تلتقي في جامع "ديبوزفيل" بالوردية والتي خططت لاغتيال شكري بلعيد وهو الذي كان يشرف على هذه المجموعة وقام بتمويل بعض أفرادها، وأضاف الرداوي بأن هذه المعطيات والمعلومات الجديدة مكنت من تحديد دور ومكان نور الدين قندوز الذي يجمع بين حركة النهضة من جهة وتنظيم أنصار الشريعة من جهة وهي معطيات لم تكن تملكها هيئة الدفاع إلى حد هذه التصريحات الأخيرة في شهر سبتمبر الفارط. مؤكدا بأن المجموعة المذكورة تتكون من ابوبكر الحكيم وعز الدين عبد اللاوي ومحمد العوادي ومحمد الخياري وابو عياض ونور الدين قندوز وكمال القضقاضي المتهم بالتنفيذ.
وتحدث الرداوي عن كمال البدوي وذكر بانه أحد المتهمين في ملف الجهاز السري لحركة النهضة من ضمن الـ34 متهما الذين شملتهم شكاية هيئة الدفاع والذين تم توجيه الاتهام وملفهم أمام حاكم التحقيق باريانة والذي رأى بأن يتم تحجير السفر عليهم جميعا ومن بينهم راشد الغنوشي ورضا الباروني وكمال البدوي وقد قامت وزارة الداخلية بتحجير السفر على 33 متهما واحتفظت بمتهم فقط لم تنفذ فيه هذا القرار وهو كمال البدوي وصرحت بأنها لا تعرفه واستغرب الرداوي هذا الأمر .
وأكد الرداوي بأن راشد الغنوشي نفى معرفته بمصطفى خضر مؤكدا بأنه لم يتصل به مطلقا ولكن ثبت اليوم حسب ما تحصلت عليه مؤخرا هيئة الدفاع من محاضر قضائية ان هناك مكالمات هاتفية مباشرة بين راشد الغنوشي ومصطفى خضر وقدم الرداوي خلال الندوة جدولا يشمل اهم المكالمات الهاتفية المباشرة بين مصطفى خضر وراشد الغنوشي وكمال البدوي مما يثبت ارتباط مصطفى خضر بالقيادات الرئيسية لحركة النهضة مؤكدا بأن خضر له علاقة مباشرة ومكالمات هاتفية مباشرة مع راشد الغنوشي ونجله معاذ الغنوشي وعبد الحميد الجلاصي وغيرهم.