مع بدء العد التنازلي لنهاية عام 2022 نظم مركز الحوار العربي بواشنطن ندوة عن بعد حول انعكاسات التطورات الإقليمية والدولية الراهنة على مصير أزمات الشرق الأوسط بمشاركة عدد من الخبراء والمحللين بينهم رئيس مركز الحوا العربي بواشنطن صبحي غندور والدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والناشط الفلسطيني في المجتمع المدني الدكتور نور أحمد موسى من غزة المحاصرة والمحلل السياسي وليد كيلاني من تكساس والخبير والكاتب جرجس جرجس من واشنطن.
وفي استعراضه لتطورات الأحداث إقليميا ودوليا في علاقة بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا في شهرها التاسع وتداعيات الانتخابات النصفية الأمريكية وتداعيات الانتخابات الإسرائيلية، اعتبر الأستاذ حسن نافعة انه بعد تسعة أشهر لا تلوح نهاية لهذه الحرب في الأفق القريب، وشدد على أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية كارثية وقد تدفع حكومة ناتنياهو إلى هدم الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم.. وفي قراءته للتطورات قال إن الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن تستمر أكثر من المتوقع وخلص إلى أنه ربما كان في تقديرات الروس أن الأمر سيحسم في أسابيع قليلة ولكن دخول الغرب بتلك القوة غير ذلك وشدد على أن الأزمة ليست بين روسيا والناتو بل بين الغرب وروسيا التي تواجه كل القوى المتحالفة، معتبرا أن العالم أمام حالة استقطاب شديدة، كما أوضح نافعة أن ما يحدث ليس حربا توسعية فروسيا لا تحتاج لضم أراض ولكنها تعتبر أنها أمام قضية وجودية مع امتداد الناتو إلى حدودها والتهديد النووي على أبوابها وأكد أن الصراع يدور على تغيير موازين القوى في النظام الدولي للإطاحة بالهيمنة الأمريكية ومن اجل تعددية قطبية. كما توقف الأستاذ حسن نافعة عند ما تنشره الصحافة الغربية، وشدد نافعة على أن تعاطي الإعلام الغربي مع الحرب في أوكرانيا يفتقر للدقة ولا يسمح باستخلاص النتائج من الحرب.
واعتبر أن القارئ أمام مشهد تتجه فيه روسيا إلى هزيمة وشيكة وأن المبادرة بيد أوكرانيا وأن رئيس أوكرانيا يرفض أي مفاوضات مع روسيا طالما بقي بوتين في السلطة وهو أيضا يتحدث عن تحرير كل الأراضي بما في ذلك القرم وأن من يستمع لهذا الخطاب يعتقد أن روسيا أمام هزيمة عسكرية وشيكة وهو ما تذهب إليه تصريحات قيادات الناتو التي تعتبر أن الحلف لن يسمح بانتصار روسيا. وأشار إلى أن انسحاب روسيا الأخير من بعض المواقع انسحاب تكتيكي لإعادة ترتيب الأوراق وأنه لا يزال بإمكان روسيا القدرة على تدمير البنية التحتية لأوكرانيا. واستبعد أن يكون الموقف الروسي على وشك الانهيار كما توقع أن يكون لروسيا إستراتيجية جديدة لحسم الأمور قبل الشتاء وقال ربما يتغير الوضع قريبا وأضاف أن روسيا صمدت أمام عقوبات الغرب ولم يحدث الانهيار وقال إن الحرب ستطول أكثر مما كان متوقعا لها ولكن لن يكون بالإمكان التكهن بنتائجها أو توقع هزيمة لروسيا إلا إذا تطورت الحرب وتحولت إلى حرب عالمية ثالثة وهو أمر مستبعد والسلاح النووي لا يزال سلاحا رادعا.
أما عن نتائج هذه الحرب فقد اعتبر أن هناك خطورة وارتدادات على الاقتصاد العالمي كما أن الاقتصاد في الغرب يعاني أكثر مما هو عليه الحال في روسيا وأشار إلى تآكل في الموقف الأوروبي موضحا أن أمريكا وظفت الحرب لأحكام قبضتها على حلفائها في الناتو وفي شرق آسيا واليابان واستراليا أما على صعيد العالم الثالث والشرق الأوسط فهناك تآكل أيضا في الموقف الأمريكي وهو ما اتضح من خلال الفتور الذي رافق زيارة بايدن إلى السعودية واتفاق الرياض مع أوبيك +، وخلص إلى أن هناك تآكل أيضا للنفوذ الأمريكي في الشرق دون أن يصل حد الانسحاب أو التخلي عن المنطقة التي تعيش حالة استقطاب وصراع خاصة حول الطاقة وأشار إلى أن استمرار الحرب سيؤدي إلى نتائج متباينة فهناك دول عربية استفادت من الأزمة وأخرى تأثرت تأثرا بالغا بالحرب.
وعلى صعيد المستقبل أشار إلى أن ما يجري في أوكرانيا سيؤدي إلى مزيد الاستقطابات ولا يمكن توقع حلحلة في سوريا أو اليمن أو ليبيا واعتبر أن لنتائج الانتخابات الأمريكية النصفية تأثيرها أيضا على الأحداث وإن إدارة بايدن وإن لم تكن في وضع سيء مع فشل المد الأحمر فانه قد لا يكون بإمكانها اتخاذ مواقف وقرارات كنت تبدو ممكنة قبل سنتين.
وشدد على أن فرص ترامب في الترشح 2024 تضاءلت وأغلب الشخصيات التي راهن عليها الرئيس الأمريكي السابق فشلت في تحقيق فوز في الانتخابات كما تضاءلت أيضا فرص اليمين الأمريكي الذي كان يهدد الديموقراطية الأمريكية وخلص إلى أن الانتخابات الإسرائيلية ستؤثر على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دون تغيير في الوضع كما اعتبر أن تعثر الاتفاق النووي الإيراني يفتح الباب على مصراعيه لتـأبيد الأزمات موضحا أن من أسباب الانتكاسة في الملف النووي أن إسرائيل دخلت بقوة على خط المفاوضات في فينا ومنعت العودة إلى اتفاق 2015 مع إيران وقال إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل التعايش مع إمكانية حصول إيران على تكنولوجيا السلاح النووي وأشار إلى أن الوضع مأزوم وإيران تتجه إلى زيادة معدلات التخصيب إلى 60 بالمائة وأشار إلى أن الأزمة في اليمن ستزداد تعقيدا واحتمال تعاون إيران في هذه المسألة ضئيل تماما كما أن مسالة حلحلة الحوار الإيراني السعودي تبقى عالقة.. واعتبر أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تشكل كارثة حقيقية وهي مصدر اضطرابات إضافية في المنطقة وهناك انتقال من اليمين الصهيوني المتطرف إلى اليمين الديني الأكثر تطرفا بما يعني مزيد الاعتداءات والمشاريع الاستيطانية والضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا.
كما حذر الأستاذ حسن نافعة من توجه حكومة ناتنياهو إلى تدمير الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم وتساءل إن كانت هذه التطورات ستؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة وتدفع الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها على اعتبار أنه الخيار الوحيد المتبقي في غياب الرهانات على التسوية السلمية. وانتقد الموقف العربي الذي ينتظر ما يحدث في الخارج وما ستتجه إليه الأزمات والصراعات بين إيران وإسرائيل أو تركيا وكأن العالم العربي فضاء مشاع أو مخبر لهذه القوى، وقال انه لا وجود لقوة عربية دافعة نحو التغيير، معتبرا أن مؤتمر لم الشمل بالجزائر اوجد إيقاعات ديبلوماسية توحي بأن العالم العربي ليس في وضع انهيار ولكنها تبقى صياغات خادعة لا تحمل تقدما ..
بدوره اعتبر الأستاذ صبحي غندور المحلل السياسي ومدير مركز الحوار العربي في واشنطن، أن منطقة الشرق الأوسط إزاء رؤيتين متباينتين تذكر المتتبع بما يحدث مطلع كل قرن من صراعات وأزمات وتفاعلات خطيرة من القوى المتحكمة في العالم كما حدث في الحرب العالمية الأولى بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وما تلاه من إعادة رسم للحدود الجغرافية ومن سقوط كيانات ونشوء أخرى واعتبر أن الرئيس الأسبق كلينتون كان صرح بان القرن 20 قرن أمريكا وأن القرن الـ21 يجب أن يكون قرن أمريكا وهو ما قاله من جاء بعده وتجدد الخطاب ذاته بعد هجمات 11 سبتمبر.. وتوقع غندور مزيد التأزم في أوروبا بين روسيا والناتو ومزيد التعقيد في الملف الإيراني ومزيد التأزم في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن إدارة بايدن راهنت على استنزاف سوريا سريعا ولكن واقع الحال أن أوروبا تتحمل تداعيات ما يحدث وأن ما تشهده عواصم أوروبية من احتجاجات شعبية غير ما شهدته خلال الحرب في العراق وأن مصالح أوروبا الاقتصادية مهددة في ظل ارتفاع الأسعار، وأشار إلى أن داخل الكونغرس الأمريكي هناك نواب جمهوريون باتوا يتساءلون عن صرف المليارات على الحرب في أوكرانيا وأن الرئيس الأمريكي بدأ تغيير موقفه من تايوان بعد تصريحه بشأن تايوان خلال لقائه الرئيس الصيني وإشارته انه لا مجال لمحاكمة بن سلمان ولا مجال أيضا لصرف الأموال الروسية المودعة في أمريكا. وأشار إلى أن هناك أيضا توجها من الإدارة الأمريكية نحو تجميد الأزمات في سوريا في ظل إشارات عن مصالحة محتملة بين سوريا وتركيا ...
-"الوطن العربي الافتراضي" بديل للفراغ العربي
"مبادرة الوطن العربي الافتراضي" هي قراءة غير مألوفة ومحاولة للاستعاذة عن الفراغ العربي الحاصل من الباحث والناشط في المجتمع المدني الفلسطيني الغزاوي د. أنور محمد موسى الذي أنشأ منصة للغرض لتأسيس ما أطلق عليه الولايات العربية المتحدة، فكرة ولدت من الإحباط واليأس القائم وتسعى للتحليق وإن افتراضيا مع حلم الوطن العربي على أساس العدل والعلم والسلام، هي تستند إلى أن الوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية يثبت من الناحية الواقعية عدم إمكانية تحقيق الاستقرار فيها، وبالتالي النهضة الشاملة والدفاع عن مقدراتها وصيانة حقوق وكرامة شعبها، إلاّ بوجود كيان متّحد (اتحاد فيدرالي كامل). ولهذا نجد القوى العالمية-التي تدرك ذلك جيداً- تعمل كل جهدها لعرقلة قيام إتحاد عربي على أسس ثابتة. وحيث أنّ الوضع العربي الحالى والمفكّك لا يستطيع مواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية، فان المبادرة تقوم على أساس أنّه إذا اقتنع الشعب العربي بضرورة الإتحاد -بصورة عقلانية– فلن تستطيع أي قوة خارجية منعه من تحقيق ذلك، ولا يقتصر دور المبادرة على هدف إنجاز الوحدة المأمولة بصورة فعلية على الأرض فقط، وإنما تهتم أيضاً بطبيعة ومستقبل هذا الكيان الناشئ. ولذلك فهي تعمل على تطوير نموذج لما سيبدو عليه الوطن العربي في المستقبل “النموذج المستقبلي للوطن العربي” بحيث يجاري التطورات المتسارعة في العالم. وطنٌ يُرسم مستقبله كما يأمل مواطنوه، ليس فقط من ناحية توفّر أساسيات الحياة الكريمة للمواطن العربي، وإنما أيضا توفّر سبل وإمكانات الإبداع والطموح وتحقيق الذات. وحتى إذا كان هذا النموذج المأمول لا يمكن تطبيقه في الوقت الحاضر أو في المستقبل المنظور بسبب الظروف الحالية، فمن المنطقي أن يأمل الإنسان العربي في الوصول إليه في المستقبل بشكل تدريجي بعد أن يتمكن من تغيير ظروفه إلى الأفضل.
حرصت المبادرة على تضمين عبارة ”إقامة العدل” في ديباجة الدستور المؤقت للوطن العربي الافتراضي لأنّ العدل هو أساس قوة الدولة.
والمبادرة ترى أنّ مختبرات البحث والتطوير في كافة المجالات هي من أهم أساسيات النهضة الشاملة، مما يؤدي لظهور الصناعات المتطورة في كافة المجالات. وهذا يضمن الاكتفاء الذاتي للضروريات من غذاء ودواء وعلاج بالإضافة لمستلزمات أنظمة الدفاع المختلفة، وبما يسهم في رفع وتيرة الصادرات وزيادة الدخل.
“النموذج المستقبلي للوطن العربي”، تهدف المبادرة إلى أن تكون الولايات العربية المتحدة- المأمولة- دولة مؤسسات يتم فيها تبادل سلس وسلمي للسلطات كافة عبر الطرق الديمقراطية. ومن أجل الوصول لهذا الهدف، تركّز المبادرة، ليس فقط على بناء ثقافة الديمقراطية فحسب، وإنما أيضا على النشر الممنهج والشامل لثقافة التسامح وقبول واحترام الآخر على مستوى الأفراد في الوطن العربي ونبذ الميل للعنف والعنصرية بكافة أشكالها..
اسيا العتروس
تونس- الصباح
مع بدء العد التنازلي لنهاية عام 2022 نظم مركز الحوار العربي بواشنطن ندوة عن بعد حول انعكاسات التطورات الإقليمية والدولية الراهنة على مصير أزمات الشرق الأوسط بمشاركة عدد من الخبراء والمحللين بينهم رئيس مركز الحوا العربي بواشنطن صبحي غندور والدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والناشط الفلسطيني في المجتمع المدني الدكتور نور أحمد موسى من غزة المحاصرة والمحلل السياسي وليد كيلاني من تكساس والخبير والكاتب جرجس جرجس من واشنطن.
وفي استعراضه لتطورات الأحداث إقليميا ودوليا في علاقة بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا في شهرها التاسع وتداعيات الانتخابات النصفية الأمريكية وتداعيات الانتخابات الإسرائيلية، اعتبر الأستاذ حسن نافعة انه بعد تسعة أشهر لا تلوح نهاية لهذه الحرب في الأفق القريب، وشدد على أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية كارثية وقد تدفع حكومة ناتنياهو إلى هدم الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم.. وفي قراءته للتطورات قال إن الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن تستمر أكثر من المتوقع وخلص إلى أنه ربما كان في تقديرات الروس أن الأمر سيحسم في أسابيع قليلة ولكن دخول الغرب بتلك القوة غير ذلك وشدد على أن الأزمة ليست بين روسيا والناتو بل بين الغرب وروسيا التي تواجه كل القوى المتحالفة، معتبرا أن العالم أمام حالة استقطاب شديدة، كما أوضح نافعة أن ما يحدث ليس حربا توسعية فروسيا لا تحتاج لضم أراض ولكنها تعتبر أنها أمام قضية وجودية مع امتداد الناتو إلى حدودها والتهديد النووي على أبوابها وأكد أن الصراع يدور على تغيير موازين القوى في النظام الدولي للإطاحة بالهيمنة الأمريكية ومن اجل تعددية قطبية. كما توقف الأستاذ حسن نافعة عند ما تنشره الصحافة الغربية، وشدد نافعة على أن تعاطي الإعلام الغربي مع الحرب في أوكرانيا يفتقر للدقة ولا يسمح باستخلاص النتائج من الحرب.
واعتبر أن القارئ أمام مشهد تتجه فيه روسيا إلى هزيمة وشيكة وأن المبادرة بيد أوكرانيا وأن رئيس أوكرانيا يرفض أي مفاوضات مع روسيا طالما بقي بوتين في السلطة وهو أيضا يتحدث عن تحرير كل الأراضي بما في ذلك القرم وأن من يستمع لهذا الخطاب يعتقد أن روسيا أمام هزيمة عسكرية وشيكة وهو ما تذهب إليه تصريحات قيادات الناتو التي تعتبر أن الحلف لن يسمح بانتصار روسيا. وأشار إلى أن انسحاب روسيا الأخير من بعض المواقع انسحاب تكتيكي لإعادة ترتيب الأوراق وأنه لا يزال بإمكان روسيا القدرة على تدمير البنية التحتية لأوكرانيا. واستبعد أن يكون الموقف الروسي على وشك الانهيار كما توقع أن يكون لروسيا إستراتيجية جديدة لحسم الأمور قبل الشتاء وقال ربما يتغير الوضع قريبا وأضاف أن روسيا صمدت أمام عقوبات الغرب ولم يحدث الانهيار وقال إن الحرب ستطول أكثر مما كان متوقعا لها ولكن لن يكون بالإمكان التكهن بنتائجها أو توقع هزيمة لروسيا إلا إذا تطورت الحرب وتحولت إلى حرب عالمية ثالثة وهو أمر مستبعد والسلاح النووي لا يزال سلاحا رادعا.
أما عن نتائج هذه الحرب فقد اعتبر أن هناك خطورة وارتدادات على الاقتصاد العالمي كما أن الاقتصاد في الغرب يعاني أكثر مما هو عليه الحال في روسيا وأشار إلى تآكل في الموقف الأوروبي موضحا أن أمريكا وظفت الحرب لأحكام قبضتها على حلفائها في الناتو وفي شرق آسيا واليابان واستراليا أما على صعيد العالم الثالث والشرق الأوسط فهناك تآكل أيضا في الموقف الأمريكي وهو ما اتضح من خلال الفتور الذي رافق زيارة بايدن إلى السعودية واتفاق الرياض مع أوبيك +، وخلص إلى أن هناك تآكل أيضا للنفوذ الأمريكي في الشرق دون أن يصل حد الانسحاب أو التخلي عن المنطقة التي تعيش حالة استقطاب وصراع خاصة حول الطاقة وأشار إلى أن استمرار الحرب سيؤدي إلى نتائج متباينة فهناك دول عربية استفادت من الأزمة وأخرى تأثرت تأثرا بالغا بالحرب.
وعلى صعيد المستقبل أشار إلى أن ما يجري في أوكرانيا سيؤدي إلى مزيد الاستقطابات ولا يمكن توقع حلحلة في سوريا أو اليمن أو ليبيا واعتبر أن لنتائج الانتخابات الأمريكية النصفية تأثيرها أيضا على الأحداث وإن إدارة بايدن وإن لم تكن في وضع سيء مع فشل المد الأحمر فانه قد لا يكون بإمكانها اتخاذ مواقف وقرارات كنت تبدو ممكنة قبل سنتين.
وشدد على أن فرص ترامب في الترشح 2024 تضاءلت وأغلب الشخصيات التي راهن عليها الرئيس الأمريكي السابق فشلت في تحقيق فوز في الانتخابات كما تضاءلت أيضا فرص اليمين الأمريكي الذي كان يهدد الديموقراطية الأمريكية وخلص إلى أن الانتخابات الإسرائيلية ستؤثر على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دون تغيير في الوضع كما اعتبر أن تعثر الاتفاق النووي الإيراني يفتح الباب على مصراعيه لتـأبيد الأزمات موضحا أن من أسباب الانتكاسة في الملف النووي أن إسرائيل دخلت بقوة على خط المفاوضات في فينا ومنعت العودة إلى اتفاق 2015 مع إيران وقال إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل التعايش مع إمكانية حصول إيران على تكنولوجيا السلاح النووي وأشار إلى أن الوضع مأزوم وإيران تتجه إلى زيادة معدلات التخصيب إلى 60 بالمائة وأشار إلى أن الأزمة في اليمن ستزداد تعقيدا واحتمال تعاون إيران في هذه المسألة ضئيل تماما كما أن مسالة حلحلة الحوار الإيراني السعودي تبقى عالقة.. واعتبر أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تشكل كارثة حقيقية وهي مصدر اضطرابات إضافية في المنطقة وهناك انتقال من اليمين الصهيوني المتطرف إلى اليمين الديني الأكثر تطرفا بما يعني مزيد الاعتداءات والمشاريع الاستيطانية والضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا.
كما حذر الأستاذ حسن نافعة من توجه حكومة ناتنياهو إلى تدمير الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم وتساءل إن كانت هذه التطورات ستؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة وتدفع الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها على اعتبار أنه الخيار الوحيد المتبقي في غياب الرهانات على التسوية السلمية. وانتقد الموقف العربي الذي ينتظر ما يحدث في الخارج وما ستتجه إليه الأزمات والصراعات بين إيران وإسرائيل أو تركيا وكأن العالم العربي فضاء مشاع أو مخبر لهذه القوى، وقال انه لا وجود لقوة عربية دافعة نحو التغيير، معتبرا أن مؤتمر لم الشمل بالجزائر اوجد إيقاعات ديبلوماسية توحي بأن العالم العربي ليس في وضع انهيار ولكنها تبقى صياغات خادعة لا تحمل تقدما ..
بدوره اعتبر الأستاذ صبحي غندور المحلل السياسي ومدير مركز الحوار العربي في واشنطن، أن منطقة الشرق الأوسط إزاء رؤيتين متباينتين تذكر المتتبع بما يحدث مطلع كل قرن من صراعات وأزمات وتفاعلات خطيرة من القوى المتحكمة في العالم كما حدث في الحرب العالمية الأولى بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وما تلاه من إعادة رسم للحدود الجغرافية ومن سقوط كيانات ونشوء أخرى واعتبر أن الرئيس الأسبق كلينتون كان صرح بان القرن 20 قرن أمريكا وأن القرن الـ21 يجب أن يكون قرن أمريكا وهو ما قاله من جاء بعده وتجدد الخطاب ذاته بعد هجمات 11 سبتمبر.. وتوقع غندور مزيد التأزم في أوروبا بين روسيا والناتو ومزيد التعقيد في الملف الإيراني ومزيد التأزم في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن إدارة بايدن راهنت على استنزاف سوريا سريعا ولكن واقع الحال أن أوروبا تتحمل تداعيات ما يحدث وأن ما تشهده عواصم أوروبية من احتجاجات شعبية غير ما شهدته خلال الحرب في العراق وأن مصالح أوروبا الاقتصادية مهددة في ظل ارتفاع الأسعار، وأشار إلى أن داخل الكونغرس الأمريكي هناك نواب جمهوريون باتوا يتساءلون عن صرف المليارات على الحرب في أوكرانيا وأن الرئيس الأمريكي بدأ تغيير موقفه من تايوان بعد تصريحه بشأن تايوان خلال لقائه الرئيس الصيني وإشارته انه لا مجال لمحاكمة بن سلمان ولا مجال أيضا لصرف الأموال الروسية المودعة في أمريكا. وأشار إلى أن هناك أيضا توجها من الإدارة الأمريكية نحو تجميد الأزمات في سوريا في ظل إشارات عن مصالحة محتملة بين سوريا وتركيا ...
-"الوطن العربي الافتراضي" بديل للفراغ العربي
"مبادرة الوطن العربي الافتراضي" هي قراءة غير مألوفة ومحاولة للاستعاذة عن الفراغ العربي الحاصل من الباحث والناشط في المجتمع المدني الفلسطيني الغزاوي د. أنور محمد موسى الذي أنشأ منصة للغرض لتأسيس ما أطلق عليه الولايات العربية المتحدة، فكرة ولدت من الإحباط واليأس القائم وتسعى للتحليق وإن افتراضيا مع حلم الوطن العربي على أساس العدل والعلم والسلام، هي تستند إلى أن الوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية يثبت من الناحية الواقعية عدم إمكانية تحقيق الاستقرار فيها، وبالتالي النهضة الشاملة والدفاع عن مقدراتها وصيانة حقوق وكرامة شعبها، إلاّ بوجود كيان متّحد (اتحاد فيدرالي كامل). ولهذا نجد القوى العالمية-التي تدرك ذلك جيداً- تعمل كل جهدها لعرقلة قيام إتحاد عربي على أسس ثابتة. وحيث أنّ الوضع العربي الحالى والمفكّك لا يستطيع مواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية، فان المبادرة تقوم على أساس أنّه إذا اقتنع الشعب العربي بضرورة الإتحاد -بصورة عقلانية– فلن تستطيع أي قوة خارجية منعه من تحقيق ذلك، ولا يقتصر دور المبادرة على هدف إنجاز الوحدة المأمولة بصورة فعلية على الأرض فقط، وإنما تهتم أيضاً بطبيعة ومستقبل هذا الكيان الناشئ. ولذلك فهي تعمل على تطوير نموذج لما سيبدو عليه الوطن العربي في المستقبل “النموذج المستقبلي للوطن العربي” بحيث يجاري التطورات المتسارعة في العالم. وطنٌ يُرسم مستقبله كما يأمل مواطنوه، ليس فقط من ناحية توفّر أساسيات الحياة الكريمة للمواطن العربي، وإنما أيضا توفّر سبل وإمكانات الإبداع والطموح وتحقيق الذات. وحتى إذا كان هذا النموذج المأمول لا يمكن تطبيقه في الوقت الحاضر أو في المستقبل المنظور بسبب الظروف الحالية، فمن المنطقي أن يأمل الإنسان العربي في الوصول إليه في المستقبل بشكل تدريجي بعد أن يتمكن من تغيير ظروفه إلى الأفضل.
حرصت المبادرة على تضمين عبارة ”إقامة العدل” في ديباجة الدستور المؤقت للوطن العربي الافتراضي لأنّ العدل هو أساس قوة الدولة.
والمبادرة ترى أنّ مختبرات البحث والتطوير في كافة المجالات هي من أهم أساسيات النهضة الشاملة، مما يؤدي لظهور الصناعات المتطورة في كافة المجالات. وهذا يضمن الاكتفاء الذاتي للضروريات من غذاء ودواء وعلاج بالإضافة لمستلزمات أنظمة الدفاع المختلفة، وبما يسهم في رفع وتيرة الصادرات وزيادة الدخل.
“النموذج المستقبلي للوطن العربي”، تهدف المبادرة إلى أن تكون الولايات العربية المتحدة- المأمولة- دولة مؤسسات يتم فيها تبادل سلس وسلمي للسلطات كافة عبر الطرق الديمقراطية. ومن أجل الوصول لهذا الهدف، تركّز المبادرة، ليس فقط على بناء ثقافة الديمقراطية فحسب، وإنما أيضا على النشر الممنهج والشامل لثقافة التسامح وقبول واحترام الآخر على مستوى الأفراد في الوطن العربي ونبذ الميل للعنف والعنصرية بكافة أشكالها..