سليم بن عمار أحد الشخصيات الرئيسية بالفيلم: "نرجعلك" جزء من ذاكرتي وقصص أهلي في حلق الوادي
القاهرة - الصباح - نجلاء قموع
تفاعل كبير رافق عرض الفيلم الوثائقي الطويل "نرجعلك" من قبل النقاد والجمهور المواكب لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والأربعين وفي هذا السياق عبر مخرج العمل ياسين الرديسي عن دهشته وانبهاره بمدى استيعاب الحضور لمضمون الفيلم رغم تخوفه في البداية من العامل الأيديولوجي وحصر العمل في هذا الجانب متابعا حديثه لـ"الصباح": "ردود الفعل كانت إيجابية ومدهشة خاصة وأن محتوى العمل الموسيقي كان باللغة الفرنسية وأعتبر فيلمي إنساني بدرجة أولى فهو لا يتحدث فقط عن يهود تونس وإنما يعكس معاني الصداقة والتواصل بين الاجيال ويصور المعاناة النفسية للغربة والهجرة".
وأكد ياسين الرديسي أن تخوفه من تسييس العمل وإخراجه من سياقه جعله يحذف بعض المشاهد منها المتعلقة بحرب 67.
ويعود الفيلم الوثائقي "نرجعلك" على محطات من تاريخ تونس انطلاقا من موسيقى هنري تيبي الفنان التونسي المولد والذي غادرها في الستينات القرن الماضي خلال موجة هجرة الكثير من يهود تونس إلى فرنسا ومع ذلك ظل يغني ويحن لمسقط رأسه وكان لأغنيته على اليوتيوب سنة 2011 "la goulette" صيت كبير ونسب مشاهدة عالية خاصة من التونسيين .. هنري تيبي رحل سنة 2013 تاركا إرثا موسيقيا تفوح منه رائحة "الوطن" .. ومن هذه العالم المفعم بحب تونس بدأ ياسين الرديسي العمل على مشروعه "نرجعلك".
يقول ياسين الرديسي في حديثه لــ"الصباح" : "صدفة اطلعت على كتاب مصطفى شلبي "يا حسرة على حلق الوادي" وكان جزء كبير منه مخصص لموسيقى هنري تيبي ومشاهدتي لأغنيته على اليوتيوب سنة 2011 ووفاته بعد سنتين في فترة تشهد تونس حراك على عدة مستويات وكما أننا جميعا نبحث عن تعريف جديد لعلاقتنا ببلادنا وفي خضم هذه التساؤلات بدأت العمل على الفيلم الوثائقي "نرجعلك" في رحلة بحث وتصوير وتنفيذ الإنتاج دامت سبع سنوات، اعتمدت خلالها على تمويل ذاتي وامكانياتي الخاصة.
وعن عمله بين الصحافة، الوسائط الرقمية والسينما أوضح ياسين الرديسي أنه يعمل دون قيود وكل مشروع من مشاريعه الاستقصائية أو السينمائية تتشكل حسب غاياتها الفكرية والجمالية لتكون في نهاية عملا صحفيا أو تذهب أبعد لمشروع سينمائي مشيرا إلى أهمية الموضوعية في مهنة الصحفي مقارنة بهامش الحرية عند السينمائي وحضور الجانب الذاتي في خياراته. وفي ذات السياق أضاف: "أنا بائع أحلام واعتمد الشكل الفني والصحفي الذي يتماشى مع الحكاية."
ووصف مخرج "نرجعلك" علاقته بشخصيته الرئيسية في العمل الموسيقي سليم بن عمار بعلاقة الثنائي الصديق على غرار علاقة هنري تيبي برفقائه في الفيلم موضحا أنه في بداية التحضير للمشروع السينمائي "نرجعلك" لم يكن داخل الفيلم ويرفض أن يكون أحد شخصياته غير أن تواصل العمل عليه مدة سبع سنوات غير الكثير من خياراته الأولى وتعمقت علاقته بالشخصيات أكثر ليجد نفسه في النهاية جزء من المشهد قائلا: "العلاقة بين هنري تيبي وأصدقائه انسحبت على علاقتي بسليم بن عمار وكأننا تسلمنا المشعل من جيل إلى آخر".
وأقر ياسين الرديسي بأنه رغب في عرض فيلمه في أيام قرطاج السينمائية غير أن عدم اختياره في المسابقة وبرمجته في "آفاق السينما التونسية" بالتوزاي مع عرضه في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي جعله يخير الامكانية الثانية بعد نصيحة من أصدقاء سينمائيين مطلعين قائلا: "أحب التواجد في أيام قرطاج السينمائية والفرص قادمة أكيد وسعيد اليوم باختياري القاهرة السينمائي للعرض العالمي الأول لفيلم "نرجعلك" فالمهرجان مدهش على مستوى البرمجة والتنظيم".
من جهته كشف الموسيقي سليم بن عمار لـ"الصباح" أن تجربته السينمائية الأولى علمته معاني الصبر إذ ظل لسنوات يعمل على هذا المشروع مع ياسين الرديسي معبرا عن ارتياحه لانتهاء تصوير الفيلم قبل جائحة كورونا بأسبوع واحد.
وعن علاقته بمضمون فيلم "نرجعلك" واختياره لهذا العمل أفاد الموسيقي سليم بن عمار "الصباح" أنه ابن ضاحية حلق الوادي وقصصها راسخة في مخيلته منذ كان طفلا فأجيال بعد أجيال تتناقل الذكريات والحنين للماضي.
ونفى سليم بن عمار مسألة اتجاهه للعمل بالسينما والتمثيل على حساب مهنته فهو موسيقي بالأساس ويتطلع لتطوير تجربته وتقديم المزيد في هذا المجال وعن حضوره فعاليات الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي بين محدثنا أن مشاعره متناقضة فهو سعيد ومنبهر بهذا المهرجان وفي الان نفسه يشعر بحسرة على تراجع المستوى في بلادنا رغم امتلاكنا لكل العناصر المطلوبة من كفاءات على مستوى التنظيم إلى صناع سينما وترفيه وفرجة والأهم جمهور استثنائي يستحق الأفضل.
سليم بن عمار أحد الشخصيات الرئيسية بالفيلم: "نرجعلك" جزء من ذاكرتي وقصص أهلي في حلق الوادي
القاهرة - الصباح - نجلاء قموع
تفاعل كبير رافق عرض الفيلم الوثائقي الطويل "نرجعلك" من قبل النقاد والجمهور المواكب لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والأربعين وفي هذا السياق عبر مخرج العمل ياسين الرديسي عن دهشته وانبهاره بمدى استيعاب الحضور لمضمون الفيلم رغم تخوفه في البداية من العامل الأيديولوجي وحصر العمل في هذا الجانب متابعا حديثه لـ"الصباح": "ردود الفعل كانت إيجابية ومدهشة خاصة وأن محتوى العمل الموسيقي كان باللغة الفرنسية وأعتبر فيلمي إنساني بدرجة أولى فهو لا يتحدث فقط عن يهود تونس وإنما يعكس معاني الصداقة والتواصل بين الاجيال ويصور المعاناة النفسية للغربة والهجرة".
وأكد ياسين الرديسي أن تخوفه من تسييس العمل وإخراجه من سياقه جعله يحذف بعض المشاهد منها المتعلقة بحرب 67.
ويعود الفيلم الوثائقي "نرجعلك" على محطات من تاريخ تونس انطلاقا من موسيقى هنري تيبي الفنان التونسي المولد والذي غادرها في الستينات القرن الماضي خلال موجة هجرة الكثير من يهود تونس إلى فرنسا ومع ذلك ظل يغني ويحن لمسقط رأسه وكان لأغنيته على اليوتيوب سنة 2011 "la goulette" صيت كبير ونسب مشاهدة عالية خاصة من التونسيين .. هنري تيبي رحل سنة 2013 تاركا إرثا موسيقيا تفوح منه رائحة "الوطن" .. ومن هذه العالم المفعم بحب تونس بدأ ياسين الرديسي العمل على مشروعه "نرجعلك".
يقول ياسين الرديسي في حديثه لــ"الصباح" : "صدفة اطلعت على كتاب مصطفى شلبي "يا حسرة على حلق الوادي" وكان جزء كبير منه مخصص لموسيقى هنري تيبي ومشاهدتي لأغنيته على اليوتيوب سنة 2011 ووفاته بعد سنتين في فترة تشهد تونس حراك على عدة مستويات وكما أننا جميعا نبحث عن تعريف جديد لعلاقتنا ببلادنا وفي خضم هذه التساؤلات بدأت العمل على الفيلم الوثائقي "نرجعلك" في رحلة بحث وتصوير وتنفيذ الإنتاج دامت سبع سنوات، اعتمدت خلالها على تمويل ذاتي وامكانياتي الخاصة.
وعن عمله بين الصحافة، الوسائط الرقمية والسينما أوضح ياسين الرديسي أنه يعمل دون قيود وكل مشروع من مشاريعه الاستقصائية أو السينمائية تتشكل حسب غاياتها الفكرية والجمالية لتكون في نهاية عملا صحفيا أو تذهب أبعد لمشروع سينمائي مشيرا إلى أهمية الموضوعية في مهنة الصحفي مقارنة بهامش الحرية عند السينمائي وحضور الجانب الذاتي في خياراته. وفي ذات السياق أضاف: "أنا بائع أحلام واعتمد الشكل الفني والصحفي الذي يتماشى مع الحكاية."
ووصف مخرج "نرجعلك" علاقته بشخصيته الرئيسية في العمل الموسيقي سليم بن عمار بعلاقة الثنائي الصديق على غرار علاقة هنري تيبي برفقائه في الفيلم موضحا أنه في بداية التحضير للمشروع السينمائي "نرجعلك" لم يكن داخل الفيلم ويرفض أن يكون أحد شخصياته غير أن تواصل العمل عليه مدة سبع سنوات غير الكثير من خياراته الأولى وتعمقت علاقته بالشخصيات أكثر ليجد نفسه في النهاية جزء من المشهد قائلا: "العلاقة بين هنري تيبي وأصدقائه انسحبت على علاقتي بسليم بن عمار وكأننا تسلمنا المشعل من جيل إلى آخر".
وأقر ياسين الرديسي بأنه رغب في عرض فيلمه في أيام قرطاج السينمائية غير أن عدم اختياره في المسابقة وبرمجته في "آفاق السينما التونسية" بالتوزاي مع عرضه في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي جعله يخير الامكانية الثانية بعد نصيحة من أصدقاء سينمائيين مطلعين قائلا: "أحب التواجد في أيام قرطاج السينمائية والفرص قادمة أكيد وسعيد اليوم باختياري القاهرة السينمائي للعرض العالمي الأول لفيلم "نرجعلك" فالمهرجان مدهش على مستوى البرمجة والتنظيم".
من جهته كشف الموسيقي سليم بن عمار لـ"الصباح" أن تجربته السينمائية الأولى علمته معاني الصبر إذ ظل لسنوات يعمل على هذا المشروع مع ياسين الرديسي معبرا عن ارتياحه لانتهاء تصوير الفيلم قبل جائحة كورونا بأسبوع واحد.
وعن علاقته بمضمون فيلم "نرجعلك" واختياره لهذا العمل أفاد الموسيقي سليم بن عمار "الصباح" أنه ابن ضاحية حلق الوادي وقصصها راسخة في مخيلته منذ كان طفلا فأجيال بعد أجيال تتناقل الذكريات والحنين للماضي.
ونفى سليم بن عمار مسألة اتجاهه للعمل بالسينما والتمثيل على حساب مهنته فهو موسيقي بالأساس ويتطلع لتطوير تجربته وتقديم المزيد في هذا المجال وعن حضوره فعاليات الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي بين محدثنا أن مشاعره متناقضة فهو سعيد ومنبهر بهذا المهرجان وفي الان نفسه يشعر بحسرة على تراجع المستوى في بلادنا رغم امتلاكنا لكل العناصر المطلوبة من كفاءات على مستوى التنظيم إلى صناع سينما وترفيه وفرجة والأهم جمهور استثنائي يستحق الأفضل.