قيس سعيد: رغم محاولات إلغائها وتنظيم القمة في مكان آخر فان إرادة بلادنا لم تتزعزع بفضل أصدقاء تونس
تونس- الصباح
تم في ختام الدورة 18 للقمة الفرانكفونية إصدار "إعلان جربة" الذي يتضمّن الرؤية المستقبلية للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، إلى جانب مساهمة تونس والمنظمة الفرانكفونية وبقية الدول الأعضاء والمنظمات في هذا الفضاء.
وتداول رؤساء الوفود الرسمية المشاركة في القمة إلقاء كلماتهم قبل أن يتم عقد جلسة مغلقة تقديم مقترحاتهم بشأن القضايا المطروحة على طاولة النقاش لأعداد كلمة تونس النهائية في ختام أشغال اليوم الثاني للقمة، والتي يتفق المشاركون على ضرورة أن تتضمن رؤية جديدة لإعداد هيكلة وتموقع جيد وقوي للمنظمة مستقبلا مع إيجاد حلول لقضايا دبلوماسية وسياسية واقتصادية واجتماعية تهم خاصة تشغيل الشباب وتمكين المرأة..
وشارك في قمة جربة حوالي 90 وفدا رسميا وأكثر من 30 من كبار القادة بين رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وأمناء عامين لمنظمات دولية، وشخصيات سياسية بارزة.
ووفقا لما أفاد به الناطق الرسمي باسم القمة الفرانكفونية محمد الطرابلسي، فقد خصصت أشغال الجلسات المغلقة للقمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة جملة من التحديات داخل الفضاء الفرانكفوني، وتتمثل أساسا في التحديات الاقتصادية وتشغيل الشباب ووضعية اللغة الفرنسية في الفضاء الفرانكفوني وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال استعمال الرقمنة.
وأشار الطرابلسي في تصريح إعلامي، إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، عقد على هامش هذه الأشغال، لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، للحديث عن سبل تطوير التعاون المشترك، كما ستكون له لقاءات مع أغلب رؤساء الدول والحكومات الحاضرين في قمة جربة.
وباستلامها رئاسة القمة الفرانكفونية أمس خلال افتتاح دورتها الثامنة عشر، ستعمل تونس خلال السنتين المقبلتين، على تقديم رؤيتها للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، ستفرز "إعلان جربة".
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أكد خلال كلمة افتتاحه أشغال القمة باللغة الفرنسية أن اختيار تنظيم القمة بجزيرة جربة ليس اعتباطيا وهو ثمرة عمل جماعي ومتواصل وبإرادة صلبة لتنظيمها في أفضل الظروف وإنجاحها.
وأشار إلى أن التعامل مع اللغات الأخرى يحيل إلى أهمية الاتفاق حول الأفكار وحول التصورات وحول عالم جديد يقوم على قيم وأفكار جديدة مختلفة على الأفكار البائدة والقديمة.
واعتبر أن العالم الجديد يتم التعامل داخله باللغة العربية الرسمية للدولة وأيضا باللغة الفرنسية وكل اللغات الأخرى، مؤكدا أهمية أن يلتقي الجميع في هذا العالم. وأضاف أن الغاية الوصول لنتائج ملموسة وعملية موجها شكره لضيوف تونس والمنظمة الفرانكفونية لجهودها لدعم نجاح تنظيم القمة .
وأبرز الرئيس سعيد أن تونس واعية بالتغيرات العالمية ورغم كل العراقيل بقيت تونس محترمة لالتزاماتها الدولية رغم الظروف الصعبة ومحاولات إلغائها وتنظيم القمة في مكان أخر لكن إرادة تونس لم تتزعزع بفضل أصدقاء تونس.
وقال أن اختيار الرقمنة كعنصر تضامن وتنمية بين الدول لم يأت اعتباطيا بل تم وضعه شعارا لقمة تونس بالنظر للتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم.
وفي سياق متصل، اعتبرت الأمينة العامة للفرانكفونية لويز موشيكيوابو خلال كلمتها أن المنظمة آلة ممتازة للتقارب بين الشعوب، مثمنة دور الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في إنشاءها. وقالت إن "الراحل بورقيبة كان سابقا لعصره ومؤمنا بأهمية سياسة تبادل الثقافة وملتزم بتعليم اللغات ومكانة المرأة داخل المجتمع".
ولاحظت أنه ومنذ ترأسها المنظمة في جانفي2019 أصبح مهما تطوير عمل المنظمة حتى تكون ذات وجاهة في عالم متعدد الأقطاب لمواجهة التحديات العالمية، قائلة إن السكان فقدوا كل ثقة في تعدد الأطراف سواء الأمر كان يتعلق بالبيئة أو الأغذية والتطور التكنولوجي أو المساواة بين الرجل والمرأة.
وأكدت موشيكيوابو أن المنظمة الفرانكفونية رتبت عديد المشاريع في عديد المناسبات لكن التأثير كان ضعيفا، مؤكدة أن المنظمة كانت بحاجة لتجديد نفسها لتأتي بأجوبة أكثر ملائمة وكان عليها أن تعدّل تدخلاتها عبر ميزانيتها الضعيفة وأن تكون حاضرة على المكان وتنمي مشروعيتها على المستوى الدولي.
بدوره اعتبر رئيس وزراء جمهورية أرمينيا "نيكول باشينيان"، في كلمته أن احتضان تونس لقمّة الفرانكفونية هو "تكريم للزعيم الحبيب بورقيبة الذي يمثّل أحد مؤسسي الفرانكفونية".
وقال:"علينا التركيز في المنتظم الفرانكفوني على قيم التضامن وأن تكون المبادلات بين مُختلف الدول الأعضاء عائدة بالنفع عليها، بما أن العالم شهد في السنوات الأخيرة تحوّلات كبرى أثّرت على البيئة الدولية".
وشدد على ضرورة العمل على احترام حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في المنظمة والأخذ بعين الاعتبار التهديدات التي تطال اليوم مختلف الدول، وأكد أن أرمينيا التزمت بمواصلة عملها في تواصل "نداء الفرانكفونية للعيش معًا في إطاره"، وأن اللغة الفرنسية ستكون هي اللغة المرجعية والتي ستجمع مختلف الدول الأعضاء في الفضاء الفرانكفوني.
وتصدرت جدول أعمال اللقمة تعزيز التعاون الاقتصادي، إلى جانب مسائل أخرى مثل سبل دعم التنمية والأمن الغذائي والطاقي في المنطقة الفرانكفونية، فضلا عن مناقشة قضايا متصلة بحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، علما أنه عدة فعاليات دولية موازية انتظمت على هامش القمة مثل المنتدى الاقتصادي تحت عنوان “الاتصال” و“الرقمنة” كمحركين أساسيين للتنمية.
وسبق الافتتاح الرسمي للقمة، انعقاد أشغال الدورة 43 للمجلس الوزاري الذي يمثّل 85 دولة عضو في المنظمة الفرانكفونية، شارك فيه أكثر من 20 وزير خارجية ووزير مكلف بالفرانكفونية إضافة إلى لممثلي كل الدول الأعضاء في المنظمة لتناول عدد من القضايا التي تشغل هذه الدول منها التشغيل والتنمية والشباب ومسائل سياسية وعدة تهديدات تواجه الفضاء الفرانكفوني.
ومن المتوقّع، إعادة انتخاب الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس المنظمة لأربع سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.
يذكر أنه تم أمس على هامش انعقاد القمة، التوقيع على اتفاقية تمويل بين تونس وفرنسا، (الوكالة الفرنسية للتنمية) بحضور وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بقيمة 200 مليون أورو ستخصص لدعم الميزانية وذلك في إطار المساندة لتفعيل برنامج الإصلاحات .
وأكدت الوزيرة الفرنسية على متانة العلاقات بين البلدين وتجذرها، مشيرة إلي أهمية البرنامج الإصلاحي الذي تم ضبطه والذي سيساعد تونس على تخطي الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تدريجيا، مجددة استعداد الحكومة الفرنسية لمواصلة توفير الدعم الضروري لتونس على جميع المستويات..
رفيق بن عبد الله
قيس سعيد: رغم محاولات إلغائها وتنظيم القمة في مكان آخر فان إرادة بلادنا لم تتزعزع بفضل أصدقاء تونس
تونس- الصباح
تم في ختام الدورة 18 للقمة الفرانكفونية إصدار "إعلان جربة" الذي يتضمّن الرؤية المستقبلية للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، إلى جانب مساهمة تونس والمنظمة الفرانكفونية وبقية الدول الأعضاء والمنظمات في هذا الفضاء.
وتداول رؤساء الوفود الرسمية المشاركة في القمة إلقاء كلماتهم قبل أن يتم عقد جلسة مغلقة تقديم مقترحاتهم بشأن القضايا المطروحة على طاولة النقاش لأعداد كلمة تونس النهائية في ختام أشغال اليوم الثاني للقمة، والتي يتفق المشاركون على ضرورة أن تتضمن رؤية جديدة لإعداد هيكلة وتموقع جيد وقوي للمنظمة مستقبلا مع إيجاد حلول لقضايا دبلوماسية وسياسية واقتصادية واجتماعية تهم خاصة تشغيل الشباب وتمكين المرأة..
وشارك في قمة جربة حوالي 90 وفدا رسميا وأكثر من 30 من كبار القادة بين رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وأمناء عامين لمنظمات دولية، وشخصيات سياسية بارزة.
ووفقا لما أفاد به الناطق الرسمي باسم القمة الفرانكفونية محمد الطرابلسي، فقد خصصت أشغال الجلسات المغلقة للقمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة جملة من التحديات داخل الفضاء الفرانكفوني، وتتمثل أساسا في التحديات الاقتصادية وتشغيل الشباب ووضعية اللغة الفرنسية في الفضاء الفرانكفوني وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال استعمال الرقمنة.
وأشار الطرابلسي في تصريح إعلامي، إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، عقد على هامش هذه الأشغال، لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، للحديث عن سبل تطوير التعاون المشترك، كما ستكون له لقاءات مع أغلب رؤساء الدول والحكومات الحاضرين في قمة جربة.
وباستلامها رئاسة القمة الفرانكفونية أمس خلال افتتاح دورتها الثامنة عشر، ستعمل تونس خلال السنتين المقبلتين، على تقديم رؤيتها للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، ستفرز "إعلان جربة".
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أكد خلال كلمة افتتاحه أشغال القمة باللغة الفرنسية أن اختيار تنظيم القمة بجزيرة جربة ليس اعتباطيا وهو ثمرة عمل جماعي ومتواصل وبإرادة صلبة لتنظيمها في أفضل الظروف وإنجاحها.
وأشار إلى أن التعامل مع اللغات الأخرى يحيل إلى أهمية الاتفاق حول الأفكار وحول التصورات وحول عالم جديد يقوم على قيم وأفكار جديدة مختلفة على الأفكار البائدة والقديمة.
واعتبر أن العالم الجديد يتم التعامل داخله باللغة العربية الرسمية للدولة وأيضا باللغة الفرنسية وكل اللغات الأخرى، مؤكدا أهمية أن يلتقي الجميع في هذا العالم. وأضاف أن الغاية الوصول لنتائج ملموسة وعملية موجها شكره لضيوف تونس والمنظمة الفرانكفونية لجهودها لدعم نجاح تنظيم القمة .
وأبرز الرئيس سعيد أن تونس واعية بالتغيرات العالمية ورغم كل العراقيل بقيت تونس محترمة لالتزاماتها الدولية رغم الظروف الصعبة ومحاولات إلغائها وتنظيم القمة في مكان أخر لكن إرادة تونس لم تتزعزع بفضل أصدقاء تونس.
وقال أن اختيار الرقمنة كعنصر تضامن وتنمية بين الدول لم يأت اعتباطيا بل تم وضعه شعارا لقمة تونس بالنظر للتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم.
وفي سياق متصل، اعتبرت الأمينة العامة للفرانكفونية لويز موشيكيوابو خلال كلمتها أن المنظمة آلة ممتازة للتقارب بين الشعوب، مثمنة دور الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في إنشاءها. وقالت إن "الراحل بورقيبة كان سابقا لعصره ومؤمنا بأهمية سياسة تبادل الثقافة وملتزم بتعليم اللغات ومكانة المرأة داخل المجتمع".
ولاحظت أنه ومنذ ترأسها المنظمة في جانفي2019 أصبح مهما تطوير عمل المنظمة حتى تكون ذات وجاهة في عالم متعدد الأقطاب لمواجهة التحديات العالمية، قائلة إن السكان فقدوا كل ثقة في تعدد الأطراف سواء الأمر كان يتعلق بالبيئة أو الأغذية والتطور التكنولوجي أو المساواة بين الرجل والمرأة.
وأكدت موشيكيوابو أن المنظمة الفرانكفونية رتبت عديد المشاريع في عديد المناسبات لكن التأثير كان ضعيفا، مؤكدة أن المنظمة كانت بحاجة لتجديد نفسها لتأتي بأجوبة أكثر ملائمة وكان عليها أن تعدّل تدخلاتها عبر ميزانيتها الضعيفة وأن تكون حاضرة على المكان وتنمي مشروعيتها على المستوى الدولي.
بدوره اعتبر رئيس وزراء جمهورية أرمينيا "نيكول باشينيان"، في كلمته أن احتضان تونس لقمّة الفرانكفونية هو "تكريم للزعيم الحبيب بورقيبة الذي يمثّل أحد مؤسسي الفرانكفونية".
وقال:"علينا التركيز في المنتظم الفرانكفوني على قيم التضامن وأن تكون المبادلات بين مُختلف الدول الأعضاء عائدة بالنفع عليها، بما أن العالم شهد في السنوات الأخيرة تحوّلات كبرى أثّرت على البيئة الدولية".
وشدد على ضرورة العمل على احترام حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في المنظمة والأخذ بعين الاعتبار التهديدات التي تطال اليوم مختلف الدول، وأكد أن أرمينيا التزمت بمواصلة عملها في تواصل "نداء الفرانكفونية للعيش معًا في إطاره"، وأن اللغة الفرنسية ستكون هي اللغة المرجعية والتي ستجمع مختلف الدول الأعضاء في الفضاء الفرانكفوني.
وتصدرت جدول أعمال اللقمة تعزيز التعاون الاقتصادي، إلى جانب مسائل أخرى مثل سبل دعم التنمية والأمن الغذائي والطاقي في المنطقة الفرانكفونية، فضلا عن مناقشة قضايا متصلة بحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، علما أنه عدة فعاليات دولية موازية انتظمت على هامش القمة مثل المنتدى الاقتصادي تحت عنوان “الاتصال” و“الرقمنة” كمحركين أساسيين للتنمية.
وسبق الافتتاح الرسمي للقمة، انعقاد أشغال الدورة 43 للمجلس الوزاري الذي يمثّل 85 دولة عضو في المنظمة الفرانكفونية، شارك فيه أكثر من 20 وزير خارجية ووزير مكلف بالفرانكفونية إضافة إلى لممثلي كل الدول الأعضاء في المنظمة لتناول عدد من القضايا التي تشغل هذه الدول منها التشغيل والتنمية والشباب ومسائل سياسية وعدة تهديدات تواجه الفضاء الفرانكفوني.
ومن المتوقّع، إعادة انتخاب الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس المنظمة لأربع سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.
يذكر أنه تم أمس على هامش انعقاد القمة، التوقيع على اتفاقية تمويل بين تونس وفرنسا، (الوكالة الفرنسية للتنمية) بحضور وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بقيمة 200 مليون أورو ستخصص لدعم الميزانية وذلك في إطار المساندة لتفعيل برنامج الإصلاحات .
وأكدت الوزيرة الفرنسية على متانة العلاقات بين البلدين وتجذرها، مشيرة إلي أهمية البرنامج الإصلاحي الذي تم ضبطه والذي سيساعد تونس على تخطي الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تدريجيا، مجددة استعداد الحكومة الفرنسية لمواصلة توفير الدعم الضروري لتونس على جميع المستويات..