إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في لقاء حول نقل روايته " حكايات سبتمبر" الى العربية .. الكاتب تشانغ وي من الصين: "انبهرت بترجمة روايتي وبتفاعل القراء العرب مع محتواها "

زهية جوير ومديرة معهد تونس للترجمة: "سنعمل على فتح مجالات التعاون لترجمة الاداب الصينية ولنا مواعيد ومحطات كبرى "

خالد الحاج احمد : ترجمتي للرواية شجعتني على الكتابة الابداعية "

تونس – الصباح

ضمن سلسلة أنشطة نادي قراء الأدب الصيني بتونس، نظم الصالون الادبي لمعارف شرقية للنشر والتوزيع جلسة ادبية حوارية مع الاديب الصيني تشانغ وي كان محورها أدب النقد الايكولوجي من خلال رواية " حكايات سبتمبر "لهذا الأديب وذلك بالتعاون مع معهد تونس للترجمة وجمعية الأدباء الصينيين والمؤسسة الصينية لاستيراد الكتاب وتصديره.التأم اللقاء في قاعة المنجي الشملي في بيت الرواية بمدينة الثقافة صباح الجمعة 18 نوفمبر 2022 وتم الربط مباشرة مع الصين عبر تطبيقة زوم حيث تولى الكاتب الاستماع الى القراءات والدراسات التي تناولت منجزه وخاصة روايته التي ترجمها الى اللغة العربية الدكتور خالد بالحاج احمد وزياد بن عمر. كما اجاب تشانغوي على اسئلة الحضور من ادباء وباحثين وطلبة اضافة الى افراد من الجالية الصينية في تونس . شارك في الندوة مدير معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج بتونس السيددينغ يانغ واعتبر في كلمته الترحيبية ان مشاركته في الصالون الأدبي لنادي قرّاء الأدب الصيني بتونس حول أدب النقد الإيكولوجي للأديب الصيني تشانغ ويشرف كبير له يتقاسمه مع الاساتذة رو شين وتْشهْ جِيانينغ وَقو وي. وأشار الى ان رواية

"حكايات سبتمبر" هي رائعة فنية، تُعرف بـ "رائعة الأدب الصيني في القرن العشرين"، لانها تعكس إخلاص الكاتب لأرضه. ويمكن للقراء في تونس والعالم العربي أن يتعرفوا على الصين بشكل أفضل من خلال قراءة رواية "حكايات سبتمبر"، مما يحقق بدوره توطيد الروابط بين الشعوب. وذكر بان الدكتور خالد الحاج أحمد والدكتورة سماح محمد قرشي عبد القادر هما باحثان تونسيان معروفان في مجال الدراسات الصينية، ومترجمان وأستاذان متخصصان في تعليم اللغة الصينية دوليا قاما بترجمة عدد كبير من الأعمال الأدبية الصينية، كان لها تأثير إيجابي في تونس والعالم العربي. وأضاف السيد دينغ يانغ:"الصين وتونس متباعدتان جغرافيا، لكن الأدب يستطيع أن يقرّب المسافة بين قلوبنا، فمن خلال الأدب هذا الجسر، يمكننا أن نتواصل بشكل وثيق." وأكد على ان معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج على استعداد للتعاون مع المؤسسات الثقافية التونسية لمزيدمد جسور التواصل الثقافي .تماما مثلما اكدت الدكتور زهية جويرو مديرة معهد تونس للترجمة على ترحيبها بالتعامل مع مؤسسة معارف شرقية للنشر والتوزيع وعلى تشجيعها على ترجمة الاداب الصينية لأهميتها، كما وعدت بالدعم المتواصل وبالعمل على فتح المزيد من مجالات التعاون في المستقبل. وقالت ان مواعيد ومحطات كبرى ستعرفها الترجمة والآداب الصينية في تونس خلال كامل سنة 2023 .

الرواية تنقل صرخة السيد تشانغ وي من أجل أصالة ومعنى الحياة

وفي كلمته عبر الدكتور خالد الحاج احمد عن سعادته بمواصلة التعامل مع المؤسسة الصينية لاستيراد الكتاب وتصديره وبالتعامل مع الكاتب الصيني تشان وي، وقال انه سعد بالمساهمة في ترجمة رواية "حكايات سبتمبر " الى اللغة العربية لأنها رائعة من روائع الادب العالمي اذ تجمع بين صفات الانسان المتناقضة في حكايات الماضي ووقائع الحاضر وآمال المستقبل في المجتمع القروي الصيني... وأضاف المترجم :"هنالك من النقاد الأدبيين الصينيين الذي قسموا تشكيل حكايات هذه الرواية إلى ثلاث أنواع وهي: حكايات وقصص أسطورية ، حكايات شفاهية متبادلة بين المتساكنين، وحكايات ريفية واقعية.. وأشار خالد الحاج احمد الى ان :" أبطال هذه القصة هم قرويون صينيون في هجرة وبحث على الدوام، تظنهم يسيرون بلا هدف، وتراهم يرفضون قسوة الحياة وثقلها ومتعة الحياة وخفتها في آن واحد، يرفضون كل شيء بعناد غريب. إنهم كثيرا ما يرون مصباحا يضيء في مكان بعيد وبعيد عن متناولهم ... وتتأكد في نهاية المطاف بعد ظنك ذاك أنهم يريدون العثور على ضوء خافت في الظلام الحالك للحياة. وستجعلك حكايات شخصياتها تسأل ذاتك وأنت تعيش حقيقة واقعكالآن... من نحن؟ ...ومن أين جئنا؟ ... وإلى أين نحن ذاهبون؟...

ان الرواية تنقل صرخة السيد تشانغ وي من أجل أصالة ومعنى الحياة، واستكشاف جذور المعنى البيئي الطبيعي والمعنى البيئي الإنساني والمعنى البيئي المجتمعي. وفي الأخير، أريد أن أقول إنني بعد ترجمة وإصدار النسخة العربية لرواية الكاتبتشانغ وي وغيره من الكتاب والأعمال الصينية الأخرى، اكتشفت أن الأدب الصيني الريفي وأدب ما يعرف بالبحث عن الجذور، والواقعية السحرية الفانتزية ومثلها من الأعمال الأدبية الصينية لاقت ترحيبا واهتمام كبيرين في الأوساط الأدبية العربية. "وأكد المترجم في نهاية حديثه الذي كان يترجمه فوريا للكاتب الصيني وللمتابعين الصينيين عن بعد للجلسة من الصينيينأن هذه الرواية قد جعلته يبدأ محاولة الكتابة أيضا.."

انها رواية تماهى الأدبي مع الفلسفي والسرديّ مع الشعريّ

ولاحظت الاستاذة فاتن حسني (أستاذة النقد الأدبي ومديرة الدراسات والتربصات بالمعهد العالي للغات بتونس ) في مداخلتها ان رواية " حكايات سبتمبر" في غاية الإثارة والتشويق والأحاسيس المتناقضة المعقّدة التي تتجمّع في الإنسان كائنا بيئيّا يعيش الماضي والحاضر ويرنو إلى المستقبل هذا الإنسان الذي يعيش في المجتمع القرويّ الصيني هو الإنسان القروي في كلّ زمان ومكان الإنسان الذي يبحث باستمرار على ما به يكون إنسانا، هو الإنسان الواعي المثقّف الذي يرفض قسوة الحياة ومتعها في نفس الوقت، أملا في نقطة ضوء وسط الظلام الحالك في مكان بعيد غير ذاك المكان. ومن رحم المعاناة ينبثق الأمل ويتحقّق الحلم ويتحوّل العجز والتردّد اللاّمتناهي إلى سكينة يتصالح فيها الإنسان مع ذاته أي مع الطبيعة وتصبح الأرض المركز والجوهر الذي لا نهاية له مركز الخير والجمال. وقالت : "إنّها رواية يتماهى فيها الأدبي مع الفلسفي من ناحية والسرديّ مع الشعريّ من ناحية ثانية يذكّرنا بأعمال الرومنطيقيّين العرب والغربيّين، فلا غرابة أن يتمّ اختيار هذه الرواية عام 2019 ضمن أمّ الكلاسيكيّات الروائيّة السبعين خلال فترة السبعين عاما من تاريخ الصين الجديدة وقد كانت الترجمة العربيّة وفيّة للأصل وقدّمت لنا نصّا في غاية الروعة حكاية وأسلوبا في لغة متينة".

اتّباع المدرسة السّريالية في صياغة النّصوص الأدبية

بالنسبة للكاتب يوسف عبد العاطي ولأنه اعد دراسة معمقة وطويلة ولان الوقت ضيق فقد اكتفى بتقديم ملاحظات وعدد من الاسئلة التي ترجمها الدكتور خالد الحاج احد للكاتب الصيني ليجيب شاكرا على حسن العناية والتوغل في ادغال النص والتوصل الى مكامن الروح فيه. قال يوسف عبد العاطي":

.. لأنّ أحداث هذه الرّواية كتبت منذ ثلاثين سنة تقريبا أرى أنه من الواجب ونحن اليوم في حضرة كاتبها التوجه إليه بالسؤال الآتي: "إلى أيّ مدى كان تأثير رواية (مائة عام من العزلة) لـ"غابريال غارسيا ماركيز" الكولمبي على أحداث روايتك "حكايات سبتمبر" ؛خصوصا وأنّ تاريخ كتابتها تزامن مع انبهار العالم بحصول هذه الرّواية وكاتبها على جائزة نوبل للآداب؟.

وأضاف:" ان في اختيار الكاتب انطلاق أحداث روايته بالتّعبير عن رحابة الفضاء و فساحته استفزاز وإغراء للقارئ بمتابعة بقية الأحداث .. اما انهاؤه للأحداث بفقرة تصويرية لمشهد سريالي فيؤكد انصهار الجميعتقريبا في اتّباع المدرسة السّريالية في صياغة النّصوص الأدبية. وهو ما يدفع لسؤال :" ما هي تبريراتك لاختيارإنهاء أحداث روايتك بمشهد سريالي؛ مع التّركيز على مشهد اللّهب و النّيران في المشهدين. وتكمن شرعية سؤالي أساسا في اختيارك للمدرسة الواقعية طيلة سردك لأحداث الرّواية؟. فهل عجزت كل الشخصيات على بلوغ اشراقة الامل الجديد في هذه البراري؟ أم إنّ للكاتب تبريرات أخرى لاختياره أرجو منه التفضل بتوضيحها.؟ و في نفس هذا السّياق أعترف أنّ هذا المشهد السّريالي أفقد السّؤال الأوّل الّذي جاء في الرّواية الكثير من العمق التّأويلي؛ و هو انطباع قارئ قابل للنقاش. و هنا تجدني أتحدّث عن قارئ لا يمتلك اللّغة الّتي يكتب بها الأديب ولا يُشاركه العيش في نفس المكان الجغرافي. غير أنّني قارئ عاشق للأدب وأرى أنّ كلّ نصّ منشور يُصبح ملكًا لقارئه.

الشاعر التونسي ابو القاسم اشابي ومحمود درويش وادونيس

الأديب الصيني تشانغ وي، هو نائب رئيس جمعية الأدباء الصينيين، بدأ كتاباته الأدبية عام 1975، وفي عام 2014 صدرت "الأعمال المجمعة لتشانغ وي" في 48 مجلدا. وقد ترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم، مثل الإنقليزية، اليابانية، الفرنسية، الكورية، الألمانية، الروسية، العربية، التركية، الإيطالية، الفيتنامية وغيرها. ومن أشهر أعماله التي فاقت 22 عملا ابداعيا نذكر"السفينة القديمة"، "حكايات سبتمبر"سبق لتشانغ وي أن فاز بجائزة ماودون للآداب في دورتها الثامنة عام 2011. وصدرت آخر أعماله رواية "منحدرات النهر" في جوان من العام الجاري. وقد عبّر الاديب الصيني تشانغ وي في كلمته عن سعادته بوصول منجزه الى العرب عبر ترجمة الدكتور خالد الحاج احمد وبالتفاعل معه خلال الجلسة وقد تبين له ذلك من خلال الاسئلة التي طرحت عليه والتي اجاب عنها وقال انه تأثر مثل كل الكتاب ب "مائة عام من العزلة" وبالكثير من الادباء الذين كتبوا روائع الادبي العالمي ومن بينهم تولستوي وهمنغواي وعدد من الكتاب الذين ترجمت روائعهم الى اللغة الصينية قبل ماركيز وقد عبر الكاتب عن اسفه لعدم القدرة على الاطلاع على الآداب العربية لقلة الترجمات مع هذا فانه تعرف على اشعارالشاعر التونسي ابو القاسم اشابي ومحمود درويش وادونيس . وبالنسبة لمواصلة التعامل مع معارف شرقية للنشر والتوزيع اكد الضيف انه يتمنى ذلك خاصة بعد ما لاحظه من جدية القائمين عليها ووعد انه سيسعى لاعطائهم الحق في ترجمة رواياته.

علياء بن نحيلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في لقاء حول نقل روايته " حكايات سبتمبر" الى العربية .. الكاتب تشانغ وي  من الصين: "انبهرت بترجمة روايتي وبتفاعل القراء العرب مع محتواها "

زهية جوير ومديرة معهد تونس للترجمة: "سنعمل على فتح مجالات التعاون لترجمة الاداب الصينية ولنا مواعيد ومحطات كبرى "

خالد الحاج احمد : ترجمتي للرواية شجعتني على الكتابة الابداعية "

تونس – الصباح

ضمن سلسلة أنشطة نادي قراء الأدب الصيني بتونس، نظم الصالون الادبي لمعارف شرقية للنشر والتوزيع جلسة ادبية حوارية مع الاديب الصيني تشانغ وي كان محورها أدب النقد الايكولوجي من خلال رواية " حكايات سبتمبر "لهذا الأديب وذلك بالتعاون مع معهد تونس للترجمة وجمعية الأدباء الصينيين والمؤسسة الصينية لاستيراد الكتاب وتصديره.التأم اللقاء في قاعة المنجي الشملي في بيت الرواية بمدينة الثقافة صباح الجمعة 18 نوفمبر 2022 وتم الربط مباشرة مع الصين عبر تطبيقة زوم حيث تولى الكاتب الاستماع الى القراءات والدراسات التي تناولت منجزه وخاصة روايته التي ترجمها الى اللغة العربية الدكتور خالد بالحاج احمد وزياد بن عمر. كما اجاب تشانغوي على اسئلة الحضور من ادباء وباحثين وطلبة اضافة الى افراد من الجالية الصينية في تونس . شارك في الندوة مدير معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج بتونس السيددينغ يانغ واعتبر في كلمته الترحيبية ان مشاركته في الصالون الأدبي لنادي قرّاء الأدب الصيني بتونس حول أدب النقد الإيكولوجي للأديب الصيني تشانغ ويشرف كبير له يتقاسمه مع الاساتذة رو شين وتْشهْ جِيانينغ وَقو وي. وأشار الى ان رواية

"حكايات سبتمبر" هي رائعة فنية، تُعرف بـ "رائعة الأدب الصيني في القرن العشرين"، لانها تعكس إخلاص الكاتب لأرضه. ويمكن للقراء في تونس والعالم العربي أن يتعرفوا على الصين بشكل أفضل من خلال قراءة رواية "حكايات سبتمبر"، مما يحقق بدوره توطيد الروابط بين الشعوب. وذكر بان الدكتور خالد الحاج أحمد والدكتورة سماح محمد قرشي عبد القادر هما باحثان تونسيان معروفان في مجال الدراسات الصينية، ومترجمان وأستاذان متخصصان في تعليم اللغة الصينية دوليا قاما بترجمة عدد كبير من الأعمال الأدبية الصينية، كان لها تأثير إيجابي في تونس والعالم العربي. وأضاف السيد دينغ يانغ:"الصين وتونس متباعدتان جغرافيا، لكن الأدب يستطيع أن يقرّب المسافة بين قلوبنا، فمن خلال الأدب هذا الجسر، يمكننا أن نتواصل بشكل وثيق." وأكد على ان معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج على استعداد للتعاون مع المؤسسات الثقافية التونسية لمزيدمد جسور التواصل الثقافي .تماما مثلما اكدت الدكتور زهية جويرو مديرة معهد تونس للترجمة على ترحيبها بالتعامل مع مؤسسة معارف شرقية للنشر والتوزيع وعلى تشجيعها على ترجمة الاداب الصينية لأهميتها، كما وعدت بالدعم المتواصل وبالعمل على فتح المزيد من مجالات التعاون في المستقبل. وقالت ان مواعيد ومحطات كبرى ستعرفها الترجمة والآداب الصينية في تونس خلال كامل سنة 2023 .

الرواية تنقل صرخة السيد تشانغ وي من أجل أصالة ومعنى الحياة

وفي كلمته عبر الدكتور خالد الحاج احمد عن سعادته بمواصلة التعامل مع المؤسسة الصينية لاستيراد الكتاب وتصديره وبالتعامل مع الكاتب الصيني تشان وي، وقال انه سعد بالمساهمة في ترجمة رواية "حكايات سبتمبر " الى اللغة العربية لأنها رائعة من روائع الادب العالمي اذ تجمع بين صفات الانسان المتناقضة في حكايات الماضي ووقائع الحاضر وآمال المستقبل في المجتمع القروي الصيني... وأضاف المترجم :"هنالك من النقاد الأدبيين الصينيين الذي قسموا تشكيل حكايات هذه الرواية إلى ثلاث أنواع وهي: حكايات وقصص أسطورية ، حكايات شفاهية متبادلة بين المتساكنين، وحكايات ريفية واقعية.. وأشار خالد الحاج احمد الى ان :" أبطال هذه القصة هم قرويون صينيون في هجرة وبحث على الدوام، تظنهم يسيرون بلا هدف، وتراهم يرفضون قسوة الحياة وثقلها ومتعة الحياة وخفتها في آن واحد، يرفضون كل شيء بعناد غريب. إنهم كثيرا ما يرون مصباحا يضيء في مكان بعيد وبعيد عن متناولهم ... وتتأكد في نهاية المطاف بعد ظنك ذاك أنهم يريدون العثور على ضوء خافت في الظلام الحالك للحياة. وستجعلك حكايات شخصياتها تسأل ذاتك وأنت تعيش حقيقة واقعكالآن... من نحن؟ ...ومن أين جئنا؟ ... وإلى أين نحن ذاهبون؟...

ان الرواية تنقل صرخة السيد تشانغ وي من أجل أصالة ومعنى الحياة، واستكشاف جذور المعنى البيئي الطبيعي والمعنى البيئي الإنساني والمعنى البيئي المجتمعي. وفي الأخير، أريد أن أقول إنني بعد ترجمة وإصدار النسخة العربية لرواية الكاتبتشانغ وي وغيره من الكتاب والأعمال الصينية الأخرى، اكتشفت أن الأدب الصيني الريفي وأدب ما يعرف بالبحث عن الجذور، والواقعية السحرية الفانتزية ومثلها من الأعمال الأدبية الصينية لاقت ترحيبا واهتمام كبيرين في الأوساط الأدبية العربية. "وأكد المترجم في نهاية حديثه الذي كان يترجمه فوريا للكاتب الصيني وللمتابعين الصينيين عن بعد للجلسة من الصينيينأن هذه الرواية قد جعلته يبدأ محاولة الكتابة أيضا.."

انها رواية تماهى الأدبي مع الفلسفي والسرديّ مع الشعريّ

ولاحظت الاستاذة فاتن حسني (أستاذة النقد الأدبي ومديرة الدراسات والتربصات بالمعهد العالي للغات بتونس ) في مداخلتها ان رواية " حكايات سبتمبر" في غاية الإثارة والتشويق والأحاسيس المتناقضة المعقّدة التي تتجمّع في الإنسان كائنا بيئيّا يعيش الماضي والحاضر ويرنو إلى المستقبل هذا الإنسان الذي يعيش في المجتمع القرويّ الصيني هو الإنسان القروي في كلّ زمان ومكان الإنسان الذي يبحث باستمرار على ما به يكون إنسانا، هو الإنسان الواعي المثقّف الذي يرفض قسوة الحياة ومتعها في نفس الوقت، أملا في نقطة ضوء وسط الظلام الحالك في مكان بعيد غير ذاك المكان. ومن رحم المعاناة ينبثق الأمل ويتحقّق الحلم ويتحوّل العجز والتردّد اللاّمتناهي إلى سكينة يتصالح فيها الإنسان مع ذاته أي مع الطبيعة وتصبح الأرض المركز والجوهر الذي لا نهاية له مركز الخير والجمال. وقالت : "إنّها رواية يتماهى فيها الأدبي مع الفلسفي من ناحية والسرديّ مع الشعريّ من ناحية ثانية يذكّرنا بأعمال الرومنطيقيّين العرب والغربيّين، فلا غرابة أن يتمّ اختيار هذه الرواية عام 2019 ضمن أمّ الكلاسيكيّات الروائيّة السبعين خلال فترة السبعين عاما من تاريخ الصين الجديدة وقد كانت الترجمة العربيّة وفيّة للأصل وقدّمت لنا نصّا في غاية الروعة حكاية وأسلوبا في لغة متينة".

اتّباع المدرسة السّريالية في صياغة النّصوص الأدبية

بالنسبة للكاتب يوسف عبد العاطي ولأنه اعد دراسة معمقة وطويلة ولان الوقت ضيق فقد اكتفى بتقديم ملاحظات وعدد من الاسئلة التي ترجمها الدكتور خالد الحاج احد للكاتب الصيني ليجيب شاكرا على حسن العناية والتوغل في ادغال النص والتوصل الى مكامن الروح فيه. قال يوسف عبد العاطي":

.. لأنّ أحداث هذه الرّواية كتبت منذ ثلاثين سنة تقريبا أرى أنه من الواجب ونحن اليوم في حضرة كاتبها التوجه إليه بالسؤال الآتي: "إلى أيّ مدى كان تأثير رواية (مائة عام من العزلة) لـ"غابريال غارسيا ماركيز" الكولمبي على أحداث روايتك "حكايات سبتمبر" ؛خصوصا وأنّ تاريخ كتابتها تزامن مع انبهار العالم بحصول هذه الرّواية وكاتبها على جائزة نوبل للآداب؟.

وأضاف:" ان في اختيار الكاتب انطلاق أحداث روايته بالتّعبير عن رحابة الفضاء و فساحته استفزاز وإغراء للقارئ بمتابعة بقية الأحداث .. اما انهاؤه للأحداث بفقرة تصويرية لمشهد سريالي فيؤكد انصهار الجميعتقريبا في اتّباع المدرسة السّريالية في صياغة النّصوص الأدبية. وهو ما يدفع لسؤال :" ما هي تبريراتك لاختيارإنهاء أحداث روايتك بمشهد سريالي؛ مع التّركيز على مشهد اللّهب و النّيران في المشهدين. وتكمن شرعية سؤالي أساسا في اختيارك للمدرسة الواقعية طيلة سردك لأحداث الرّواية؟. فهل عجزت كل الشخصيات على بلوغ اشراقة الامل الجديد في هذه البراري؟ أم إنّ للكاتب تبريرات أخرى لاختياره أرجو منه التفضل بتوضيحها.؟ و في نفس هذا السّياق أعترف أنّ هذا المشهد السّريالي أفقد السّؤال الأوّل الّذي جاء في الرّواية الكثير من العمق التّأويلي؛ و هو انطباع قارئ قابل للنقاش. و هنا تجدني أتحدّث عن قارئ لا يمتلك اللّغة الّتي يكتب بها الأديب ولا يُشاركه العيش في نفس المكان الجغرافي. غير أنّني قارئ عاشق للأدب وأرى أنّ كلّ نصّ منشور يُصبح ملكًا لقارئه.

الشاعر التونسي ابو القاسم اشابي ومحمود درويش وادونيس

الأديب الصيني تشانغ وي، هو نائب رئيس جمعية الأدباء الصينيين، بدأ كتاباته الأدبية عام 1975، وفي عام 2014 صدرت "الأعمال المجمعة لتشانغ وي" في 48 مجلدا. وقد ترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم، مثل الإنقليزية، اليابانية، الفرنسية، الكورية، الألمانية، الروسية، العربية، التركية، الإيطالية، الفيتنامية وغيرها. ومن أشهر أعماله التي فاقت 22 عملا ابداعيا نذكر"السفينة القديمة"، "حكايات سبتمبر"سبق لتشانغ وي أن فاز بجائزة ماودون للآداب في دورتها الثامنة عام 2011. وصدرت آخر أعماله رواية "منحدرات النهر" في جوان من العام الجاري. وقد عبّر الاديب الصيني تشانغ وي في كلمته عن سعادته بوصول منجزه الى العرب عبر ترجمة الدكتور خالد الحاج احمد وبالتفاعل معه خلال الجلسة وقد تبين له ذلك من خلال الاسئلة التي طرحت عليه والتي اجاب عنها وقال انه تأثر مثل كل الكتاب ب "مائة عام من العزلة" وبالكثير من الادباء الذين كتبوا روائع الادبي العالمي ومن بينهم تولستوي وهمنغواي وعدد من الكتاب الذين ترجمت روائعهم الى اللغة الصينية قبل ماركيز وقد عبر الكاتب عن اسفه لعدم القدرة على الاطلاع على الآداب العربية لقلة الترجمات مع هذا فانه تعرف على اشعارالشاعر التونسي ابو القاسم اشابي ومحمود درويش وادونيس . وبالنسبة لمواصلة التعامل مع معارف شرقية للنشر والتوزيع اكد الضيف انه يتمنى ذلك خاصة بعد ما لاحظه من جدية القائمين عليها ووعد انه سيسعى لاعطائهم الحق في ترجمة رواياته.

علياء بن نحيلة