هل حاد الخطاب السياسي عن وظيفته الأساسية؟ ولماذا غابت الثقافة التواصلية وإدارة الأزمات لدى مسؤولي الدولة في تونس؟
انتظر التونسيون بعد 25 جويلية أن تقطع مختلف النخب مع عقلية "البوز" التي انتشرت من خلال الخطابات المتشنجة التي تحولت إلى صراعات وعنف لفظي ومادي في كثير من الأحيان.
وجدير بالذكر أن الدعوات السابقة لحل البرلمان أتت على خلفية تحول البرلمان التونسي إلى حلبة للصراع بين الكتل النيابية.
لكن يبدو أن قدر التونسيين هو توسع أو ارتفاع منسوب التشنج عند النخبة وحتى مسؤولي الدولة الذين يفترض فيهم حسن إدارة الأزمات والحوكمة الرشيدة بإدارة الأزمات وليس افتعالها وأحيانا تعميقها.
لكن ما يجري في صفاقس وتعاطي والي الجهة ورئيس الدولة مع الأزمة يؤكد مرة أخرى أن منسوب العدوانية في خطاب المسؤولين أصبح هو الطاغي على العقل السياسي وذلك نتيجة غياب قراءة واضحة للمشاكل والأزمات والوقوف على ما يحتاجه التونسيين.
وفي هذا الخصوص رأى أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي أن الشعب التونسي استفاق بعد الثورة مباشرة على سلوك سياسي جديد وخطاب يبدو في غالب الوقت عنيفا، لأن التشنج تطور إلى عنف لفظي وحتى داخل الأحزاب نفسها، التي بدورها انتهجت هذا السلوك الذي تحول إلى عنف لفظي وحتى مادي.
كما اعتبر الحناشي أن ما يقال بان المجتمع التونسي بعيد كل البعد عن العنف هو خاطئ، لأنه ثبت العكس من خلال ما نراه من عنف لفظي ومادي، وقد أتت الثورة " فعرّت" هذه الحقيقة وهذا لا نشهده في السياسة فقط بل حتى في المجتمع من خلال انتشار العنف الاجتماعي.
وعلق الحناشي في ذات السياق على أنه وفي ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد الآن تضاعف منسوب الخطاب المتشنج وهو ما يعكس تدني الثقافة السياسية لدى هذه النخب، بمعنى عدم القدرة على الإقناع بشكل منهجي يليق بالنخبة سواء من قبل رئاسة الجمهورية والوزارات والأحزاب وحتى منظمات المجتمع المدني، معتبرا أن هذا يعود إلى فقدان القيم الأساسية مما اضر بالممارسة السياسية، لأنه للأسف رغم أن الأحزاب في تونس لها تاريخ لكنها لم تشهد عملية تأطير لمنخرطيها حتى يكون خطابهم مسؤولا.
وحسب الحناشي فانه بعد 25 جويلية وما نشهده من خطابات متشنجة، تحول المشكل إلى عدة مشاكل لسبب أساسي وهو عدم القدرة على معالجة أو إدارة هذه الأزمات والخطاب المتشنج الذي كان محصورا في البرلمان وهذا له تبرير وهو الصراع الإيديولوجي والمنافسة الانتخابية.
جهاد الكلبوسي
تونس – الصباح
هل حاد الخطاب السياسي عن وظيفته الأساسية؟ ولماذا غابت الثقافة التواصلية وإدارة الأزمات لدى مسؤولي الدولة في تونس؟
انتظر التونسيون بعد 25 جويلية أن تقطع مختلف النخب مع عقلية "البوز" التي انتشرت من خلال الخطابات المتشنجة التي تحولت إلى صراعات وعنف لفظي ومادي في كثير من الأحيان.
وجدير بالذكر أن الدعوات السابقة لحل البرلمان أتت على خلفية تحول البرلمان التونسي إلى حلبة للصراع بين الكتل النيابية.
لكن يبدو أن قدر التونسيين هو توسع أو ارتفاع منسوب التشنج عند النخبة وحتى مسؤولي الدولة الذين يفترض فيهم حسن إدارة الأزمات والحوكمة الرشيدة بإدارة الأزمات وليس افتعالها وأحيانا تعميقها.
لكن ما يجري في صفاقس وتعاطي والي الجهة ورئيس الدولة مع الأزمة يؤكد مرة أخرى أن منسوب العدوانية في خطاب المسؤولين أصبح هو الطاغي على العقل السياسي وذلك نتيجة غياب قراءة واضحة للمشاكل والأزمات والوقوف على ما يحتاجه التونسيين.
وفي هذا الخصوص رأى أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي أن الشعب التونسي استفاق بعد الثورة مباشرة على سلوك سياسي جديد وخطاب يبدو في غالب الوقت عنيفا، لأن التشنج تطور إلى عنف لفظي وحتى داخل الأحزاب نفسها، التي بدورها انتهجت هذا السلوك الذي تحول إلى عنف لفظي وحتى مادي.
كما اعتبر الحناشي أن ما يقال بان المجتمع التونسي بعيد كل البعد عن العنف هو خاطئ، لأنه ثبت العكس من خلال ما نراه من عنف لفظي ومادي، وقد أتت الثورة " فعرّت" هذه الحقيقة وهذا لا نشهده في السياسة فقط بل حتى في المجتمع من خلال انتشار العنف الاجتماعي.
وعلق الحناشي في ذات السياق على أنه وفي ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد الآن تضاعف منسوب الخطاب المتشنج وهو ما يعكس تدني الثقافة السياسية لدى هذه النخب، بمعنى عدم القدرة على الإقناع بشكل منهجي يليق بالنخبة سواء من قبل رئاسة الجمهورية والوزارات والأحزاب وحتى منظمات المجتمع المدني، معتبرا أن هذا يعود إلى فقدان القيم الأساسية مما اضر بالممارسة السياسية، لأنه للأسف رغم أن الأحزاب في تونس لها تاريخ لكنها لم تشهد عملية تأطير لمنخرطيها حتى يكون خطابهم مسؤولا.
وحسب الحناشي فانه بعد 25 جويلية وما نشهده من خطابات متشنجة، تحول المشكل إلى عدة مشاكل لسبب أساسي وهو عدم القدرة على معالجة أو إدارة هذه الأزمات والخطاب المتشنج الذي كان محصورا في البرلمان وهذا له تبرير وهو الصراع الإيديولوجي والمنافسة الانتخابية.