*كيف اصبح فن الحكي مشغلا وموضوع للدراسات والبحوث الاكاديمية؟
تونس– الصباح
تختتم اليوم 15 نوفمبر فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان طرابلس المسرحي الدولي للحكواتي " التي كانت انطلقت يوم 12 نوفمبر 2022 وشارك فيها 22 من الحكواتيين العرب والأجانب ومن بينهم التونسيان هشام الدرويش الذي كان الممثل الوحيد لتونس في المشاركة الحضورية والحكواتية رائدة القرمازي التي كانت مشاركتها عبر الانترنيت ، حيث فتح المهرجان الابواب على مصراعيها لمن يرغبون في المشاركة وفي الادلاء بدلوهم في الموضوع وتقديهم شهاداتهم وحكاياتهم عن بعد . وقد كان لمشاركة هشام الدرويش طابعا فنيا خاصا به حيث عرض " حكايات درويش للأطفال " وطابعا فكريا من خلال ادارته لندوة فكرية حول دور الاعلام والإبداع في تثمين التراث الشفوي وتقديم محاضرة فنية وفكرية في الغرض من خلال تجربته الذاتية واهتمامه بفن الحكي وعمله على حفظ الذاكرة .علما بان هشام الدرويش سبق له ان شارك في مهرجان طرابلس الدولي للحكواتي ولكن عن بعد بسبب تفشي وباء الكورونا وقتها . وعلما ايضا بأنه يدرس تقنيات الحكاية في المعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش لايمان هذه المؤسسة بأهمية توظيف دور الحكاية في العملية التربوية وتربية الناشئين على حب هذا الفن وخاصة بالنسبة لرياض الاطفال. ويعتبر هشام الدرويش دعوة جمعية تيرو التطوعية اللبنانية له فرصة لمزيد الانتشار عربيا والاشعاع عبر فن الحكي الممسرح وعرض الحكايات التونسية والتعريف بها في بقية البلدان العربية باعتبار ان المشاركين معه في هذا المهرجان من بلدان عديدة ، حيث يشارك في المهرجان الحكّائيون إدرير فارس وماحي صديق من الجزائر، ورباب الشّيخ وزهراء مبارك ونسرين النّور وفاطمة الزّاكي من البحرين، وسليم السّوسي وديانا السّويطي ومريم معمّر من فلسطين، وحفيظة أربيعة من المغرب و أحمد يوسف ونيروز الطّنبولي من مصر ، ووجيه قيسيّة من سورية، ونزيه قمر الدّين ونتالي سرحان صبّاغ وماري مطر وفراس حميّة ورجاء بشارة ورنا غدّار من لبنان.
وهكذا عادت الروح للخرافة وتصدرت المشهد الثقافي من جديد
وإذ تأتي هذه الدعوة بعد مشاركة هشام الدرويش في مهرجان "مغرب الحكايات" بالرباط فانه يعتبرها فرصة جديدة لتبادل التجارب مع 22 حكواتيا من البلدان العربية والأجنبية خاصة بعد عودة الروح للحكاية والخرافة الى المشهد الثقافي وهي التي عانت طيلة عقود من غياب أو شبه اندثار..عودة تندرج في اطار رغبة في عقد حلقة وصل مع تقليد مترسّخ في الثقافة العربية، واستنطاق ممكناته وما يمكن أن يقوله في الراهن العربي.حيث اصبح فن الحكي والحكواتي وحضوره في الساحات الثقافية العربية من مشاغل ومواضيع البحوث والدراسات الاكاديمية سواء في تونس او خارجها وذلك بسبب تفرد كل حكواتي او حكواتية في التجارب وفي طريقة تقديمها وعرضها مما يجعل فن الحكاية فنا ثريا ومتنوعا وعلى علاقة وطيدة اليوم بالتكنولوجيات الحديثة ومختلف التجارب والرؤى المسرحية الاخرى.
قدم هشام الدرويش عرضه " سيدي علي الريح" من سلسلة حكايات درويش في افتتاح المهرجان فلاقى استحسان الجمهور اللبناني وتفاعل معه الاطفال وقاطعوه بالتصفيق وقد حرص حسب ما صرح به "للصباح "على تقديم الحكايات باللهجة التونسية وذلك لمزيد التعريف بالثقافة الوطنية والموروث الشعبي التونسي وتعويد العرب على لهجتنا مما جعل عرضه "تسلطينة تونسية في اجواء عربية". ينتظم هذا المهرجان حسب تصريحات هيئته المديرة ومديره قاسم سطنبولي لوسائل الاعلام العربية :"من اجل ان يعود لطرابلس اللبنانية تراثها وهويتها الثقافية كونها مدينة الحكواتي تاريخيا في الأحياء والمقاهي الشعبية ومن اجل توفير فرصة للحكّائين العرب ليتعرف الجمهور على ثقافات البلدان العربية ومن اجل التلاقي والتبادل الثقافي." كما يهدف المهرجان حسب منظميه الى الحفاظ على الموروث الشّفويّ والمحافظة على التّراث والهُوِيّة والفنّ الحكواتي والعمل على نقله للأجيال، والى تبادل تجارب وممارسات تراثيّة مختلفة ، كما يسلّط الضّوء على أهميّة اللّغة العربيّة الفصحى في الوطن العربيّ والحفاظ عليها وإعادة إحياء فنّ الحكاية الشعبيّة والتراث الشعبيّ ليكون في متناول الأجيال.
مساحة لجمع الحكائين وتبادل التجارب
يذكر ان الدورة الاولى من هذا المهرجان انطلقتسنة 2019 في المسرح الوطنيّ اللّبنانيّ في مدينة صور بالتّزامن مع فعاليات "مقهى للحكاية"، وهو عبارة عن مساحة تجمع الحكّائين ببعضهم البعض لتبادل التّجارب ونقل المعارف وحثّ الرُّواة على ضرورة تسجيل قصصهم الشعبيّة لدى منظّمة اليونسكو كتراث شفهي واقيمت وقتها عروض لتلاميذ المدارس وفي السّاحات والمكتبات العامّة تسلّط الضّوء على المطالعة وسرد القصّص التّقليديّة ورواية السّير الشعبيّة، وتمت إقامة ورش للأطفال حول تأليف حكايات من إنتاجهم الخاص وتدريبهم على الصّوت والأداء وكيفيّة الالتفات إلى الجمهور وعلى الملابس الملائمة لفنّ مسرح الحكّائين بإشراف مدرّبين وحكّائين محترفين. وأقيمت الدّورة الثّانية عام 2020 تحت شعار"تحيّة الى بيروت" بمشاركة حكائيين من فرنسا ومصر والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين وسلطنة عمان واليونان، وأقيم مؤتمر لبنان المسرحي الذي ناقش أهميّة الموروث الشفهيّ، أما الدّورة الثّالثة فتم تنظيمها سنة 2021، تحت شعار "تحيّة من صور إلى طرابلس" بمشاركة 35 حكواتيا من لبنان والعالم العربيّ وفرنسا واليونان وإسبانيا.اما جمعية تيرو للفنون المنظمة للمهرجان فيقودها شباب ومتطوعون ومن بين اهدافها العمل على إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل عدد من قاعات العروض السينمائية ولإقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتعمل الجمعية ايضا على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية. اسست جمعية تيرو للفنون جملة من المهرجانات مثل مهرجان لبنان المسرحي الدولي، مهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، مهرجان طرابلس المسرحي الدولي، مهرجان صور الموسيقي الدولي، مهرجان تیرو الفني الدولي، مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، مهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان أيام صور الثقافية، مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة...
علياء بن نحيلة
*22حكواتيامن العرب والأجانب وحكواتيان من تونس لتبادل التجارب والممارسات التراثية
*كيف اصبح فن الحكي مشغلا وموضوع للدراسات والبحوث الاكاديمية؟
تونس– الصباح
تختتم اليوم 15 نوفمبر فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان طرابلس المسرحي الدولي للحكواتي " التي كانت انطلقت يوم 12 نوفمبر 2022 وشارك فيها 22 من الحكواتيين العرب والأجانب ومن بينهم التونسيان هشام الدرويش الذي كان الممثل الوحيد لتونس في المشاركة الحضورية والحكواتية رائدة القرمازي التي كانت مشاركتها عبر الانترنيت ، حيث فتح المهرجان الابواب على مصراعيها لمن يرغبون في المشاركة وفي الادلاء بدلوهم في الموضوع وتقديهم شهاداتهم وحكاياتهم عن بعد . وقد كان لمشاركة هشام الدرويش طابعا فنيا خاصا به حيث عرض " حكايات درويش للأطفال " وطابعا فكريا من خلال ادارته لندوة فكرية حول دور الاعلام والإبداع في تثمين التراث الشفوي وتقديم محاضرة فنية وفكرية في الغرض من خلال تجربته الذاتية واهتمامه بفن الحكي وعمله على حفظ الذاكرة .علما بان هشام الدرويش سبق له ان شارك في مهرجان طرابلس الدولي للحكواتي ولكن عن بعد بسبب تفشي وباء الكورونا وقتها . وعلما ايضا بأنه يدرس تقنيات الحكاية في المعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش لايمان هذه المؤسسة بأهمية توظيف دور الحكاية في العملية التربوية وتربية الناشئين على حب هذا الفن وخاصة بالنسبة لرياض الاطفال. ويعتبر هشام الدرويش دعوة جمعية تيرو التطوعية اللبنانية له فرصة لمزيد الانتشار عربيا والاشعاع عبر فن الحكي الممسرح وعرض الحكايات التونسية والتعريف بها في بقية البلدان العربية باعتبار ان المشاركين معه في هذا المهرجان من بلدان عديدة ، حيث يشارك في المهرجان الحكّائيون إدرير فارس وماحي صديق من الجزائر، ورباب الشّيخ وزهراء مبارك ونسرين النّور وفاطمة الزّاكي من البحرين، وسليم السّوسي وديانا السّويطي ومريم معمّر من فلسطين، وحفيظة أربيعة من المغرب و أحمد يوسف ونيروز الطّنبولي من مصر ، ووجيه قيسيّة من سورية، ونزيه قمر الدّين ونتالي سرحان صبّاغ وماري مطر وفراس حميّة ورجاء بشارة ورنا غدّار من لبنان.
وهكذا عادت الروح للخرافة وتصدرت المشهد الثقافي من جديد
وإذ تأتي هذه الدعوة بعد مشاركة هشام الدرويش في مهرجان "مغرب الحكايات" بالرباط فانه يعتبرها فرصة جديدة لتبادل التجارب مع 22 حكواتيا من البلدان العربية والأجنبية خاصة بعد عودة الروح للحكاية والخرافة الى المشهد الثقافي وهي التي عانت طيلة عقود من غياب أو شبه اندثار..عودة تندرج في اطار رغبة في عقد حلقة وصل مع تقليد مترسّخ في الثقافة العربية، واستنطاق ممكناته وما يمكن أن يقوله في الراهن العربي.حيث اصبح فن الحكي والحكواتي وحضوره في الساحات الثقافية العربية من مشاغل ومواضيع البحوث والدراسات الاكاديمية سواء في تونس او خارجها وذلك بسبب تفرد كل حكواتي او حكواتية في التجارب وفي طريقة تقديمها وعرضها مما يجعل فن الحكاية فنا ثريا ومتنوعا وعلى علاقة وطيدة اليوم بالتكنولوجيات الحديثة ومختلف التجارب والرؤى المسرحية الاخرى.
قدم هشام الدرويش عرضه " سيدي علي الريح" من سلسلة حكايات درويش في افتتاح المهرجان فلاقى استحسان الجمهور اللبناني وتفاعل معه الاطفال وقاطعوه بالتصفيق وقد حرص حسب ما صرح به "للصباح "على تقديم الحكايات باللهجة التونسية وذلك لمزيد التعريف بالثقافة الوطنية والموروث الشعبي التونسي وتعويد العرب على لهجتنا مما جعل عرضه "تسلطينة تونسية في اجواء عربية". ينتظم هذا المهرجان حسب تصريحات هيئته المديرة ومديره قاسم سطنبولي لوسائل الاعلام العربية :"من اجل ان يعود لطرابلس اللبنانية تراثها وهويتها الثقافية كونها مدينة الحكواتي تاريخيا في الأحياء والمقاهي الشعبية ومن اجل توفير فرصة للحكّائين العرب ليتعرف الجمهور على ثقافات البلدان العربية ومن اجل التلاقي والتبادل الثقافي." كما يهدف المهرجان حسب منظميه الى الحفاظ على الموروث الشّفويّ والمحافظة على التّراث والهُوِيّة والفنّ الحكواتي والعمل على نقله للأجيال، والى تبادل تجارب وممارسات تراثيّة مختلفة ، كما يسلّط الضّوء على أهميّة اللّغة العربيّة الفصحى في الوطن العربيّ والحفاظ عليها وإعادة إحياء فنّ الحكاية الشعبيّة والتراث الشعبيّ ليكون في متناول الأجيال.
مساحة لجمع الحكائين وتبادل التجارب
يذكر ان الدورة الاولى من هذا المهرجان انطلقتسنة 2019 في المسرح الوطنيّ اللّبنانيّ في مدينة صور بالتّزامن مع فعاليات "مقهى للحكاية"، وهو عبارة عن مساحة تجمع الحكّائين ببعضهم البعض لتبادل التّجارب ونقل المعارف وحثّ الرُّواة على ضرورة تسجيل قصصهم الشعبيّة لدى منظّمة اليونسكو كتراث شفهي واقيمت وقتها عروض لتلاميذ المدارس وفي السّاحات والمكتبات العامّة تسلّط الضّوء على المطالعة وسرد القصّص التّقليديّة ورواية السّير الشعبيّة، وتمت إقامة ورش للأطفال حول تأليف حكايات من إنتاجهم الخاص وتدريبهم على الصّوت والأداء وكيفيّة الالتفات إلى الجمهور وعلى الملابس الملائمة لفنّ مسرح الحكّائين بإشراف مدرّبين وحكّائين محترفين. وأقيمت الدّورة الثّانية عام 2020 تحت شعار"تحيّة الى بيروت" بمشاركة حكائيين من فرنسا ومصر والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين وسلطنة عمان واليونان، وأقيم مؤتمر لبنان المسرحي الذي ناقش أهميّة الموروث الشفهيّ، أما الدّورة الثّالثة فتم تنظيمها سنة 2021، تحت شعار "تحيّة من صور إلى طرابلس" بمشاركة 35 حكواتيا من لبنان والعالم العربيّ وفرنسا واليونان وإسبانيا.اما جمعية تيرو للفنون المنظمة للمهرجان فيقودها شباب ومتطوعون ومن بين اهدافها العمل على إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل عدد من قاعات العروض السينمائية ولإقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتعمل الجمعية ايضا على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية. اسست جمعية تيرو للفنون جملة من المهرجانات مثل مهرجان لبنان المسرحي الدولي، مهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، مهرجان طرابلس المسرحي الدولي، مهرجان صور الموسيقي الدولي، مهرجان تیرو الفني الدولي، مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، مهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان أيام صور الثقافية، مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة...