إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

متحف العادات والتقاليد في قرقنة يحتاج إلى دعم عاجل

بقلم: هشام الحاجي 

يمتلك ارخبيل جزر قرقنة خصائص شكلت عبر التاريخ عنصر جذب للإنسان. هذه الخصائص هي التي تفسر تغلب الرغبة في الاستقرار على الصعوبات التي تفرضها الطبيعة والتي ابتكر الإنسان؛ على امتداد التاريخ،  طرقا ووسائل لتجاوزها ووفر لقرقنة أدوات وفرصا للمساهمة في أهم منعطفات تاريخ تونس. وقد دعت هذه المعطيات المؤرخ عبد الحميد الفهري لأن يخوض مغامرة تأسيس متحف يجمع جوانب من "المعيش" القرقني التقليدي حين كان الإنسان منسجما مع الطبيعة و يحتفي ببعض الرموز التي ولدت في قرقنة  كالزعيم فرحات حشاد والحبيب عاشور او مرت بها لسبب أو لآخر و يكفي التذكير هنا بحنبعل والحبيب بورقيبة.

عبد الحميد الفهري لم تحركه الاعتبارات المادية أو النزعة المحلية بل استند إلى معرفته بالتاريخ وهو الذي تخصص فيه وتعمق خاصة في تاريخ وحضارة الجزر والرغبة في المساهمة، من موقع المعرفة والمواطنة ؛ في دراسة جزء من تاريخ تونس والحفاظ عليه علاوة على الحرص على توفير فضاء للبحث الأكاديمي في مجال متطور في أهم الجامعات الأجنبية ولكنه مفقود في تونس وهو البحث في المعيش والمخيال الجزيري  فأنشأ لذلك مركزا للبحوث والدراسات حول الجزر في مقر متحف العادات والتقاليد في قرقنة. 

ولم يعتمد عبد الحميد الفهري على المنح والدعم من تونس أو غيرها بل وظف إمكانياته الذاتية واعتمد عليها متسلحا بشغف المعرفة والرغبة في اقتسام لذتها مع كل من يزور المتحف الذي أصبح من معالم قرقنة ومكانا متميزا في قرية العباسية وتحول إلى نواة  للسياحة الثقافية في قرقنة. 

ولكن يبدو أن متحف العادات والتقاليد في قرقنة يحتاج اليوم إلى دعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومن كل الهياكل المعنية بالثقافة والسياحة. هذا الدعم المأمول يمثل رسالة دعم وتشجيع تتجاوز عبد الحميد الفهري، الذي يمنعه التعفف الأكاديمي، من طلبه ليكون رسالة إلى مثقفي ومحبي قرقنة الذين يعتزون بما يقوم به عبد الحميد الفهري ولكل من يفكر، على امتداد الجمهورية، في القيام بعمل مماثل من أجل حماية العراقة التي يمثلها تاريخ تونس الثري من اللقاطة الزاحفة في عولمة تقوم على الاستهلاك وتكريس التبعية في كل أشكالها. 

متحف العادات والتقاليد في قرقنة يحتاج إلى دعم عاجل

بقلم: هشام الحاجي 

يمتلك ارخبيل جزر قرقنة خصائص شكلت عبر التاريخ عنصر جذب للإنسان. هذه الخصائص هي التي تفسر تغلب الرغبة في الاستقرار على الصعوبات التي تفرضها الطبيعة والتي ابتكر الإنسان؛ على امتداد التاريخ،  طرقا ووسائل لتجاوزها ووفر لقرقنة أدوات وفرصا للمساهمة في أهم منعطفات تاريخ تونس. وقد دعت هذه المعطيات المؤرخ عبد الحميد الفهري لأن يخوض مغامرة تأسيس متحف يجمع جوانب من "المعيش" القرقني التقليدي حين كان الإنسان منسجما مع الطبيعة و يحتفي ببعض الرموز التي ولدت في قرقنة  كالزعيم فرحات حشاد والحبيب عاشور او مرت بها لسبب أو لآخر و يكفي التذكير هنا بحنبعل والحبيب بورقيبة.

عبد الحميد الفهري لم تحركه الاعتبارات المادية أو النزعة المحلية بل استند إلى معرفته بالتاريخ وهو الذي تخصص فيه وتعمق خاصة في تاريخ وحضارة الجزر والرغبة في المساهمة، من موقع المعرفة والمواطنة ؛ في دراسة جزء من تاريخ تونس والحفاظ عليه علاوة على الحرص على توفير فضاء للبحث الأكاديمي في مجال متطور في أهم الجامعات الأجنبية ولكنه مفقود في تونس وهو البحث في المعيش والمخيال الجزيري  فأنشأ لذلك مركزا للبحوث والدراسات حول الجزر في مقر متحف العادات والتقاليد في قرقنة. 

ولم يعتمد عبد الحميد الفهري على المنح والدعم من تونس أو غيرها بل وظف إمكانياته الذاتية واعتمد عليها متسلحا بشغف المعرفة والرغبة في اقتسام لذتها مع كل من يزور المتحف الذي أصبح من معالم قرقنة ومكانا متميزا في قرية العباسية وتحول إلى نواة  للسياحة الثقافية في قرقنة. 

ولكن يبدو أن متحف العادات والتقاليد في قرقنة يحتاج اليوم إلى دعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومن كل الهياكل المعنية بالثقافة والسياحة. هذا الدعم المأمول يمثل رسالة دعم وتشجيع تتجاوز عبد الحميد الفهري، الذي يمنعه التعفف الأكاديمي، من طلبه ليكون رسالة إلى مثقفي ومحبي قرقنة الذين يعتزون بما يقوم به عبد الحميد الفهري ولكل من يفكر، على امتداد الجمهورية، في القيام بعمل مماثل من أجل حماية العراقة التي يمثلها تاريخ تونس الثري من اللقاطة الزاحفة في عولمة تقوم على الاستهلاك وتكريس التبعية في كل أشكالها.