إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم افتتاح القمة العربية بالجزائر .. 15 من القادة في الموعد.. اختبار حاسم للإرادة العربية.. والأولوية لفلسطين

الجزائر- من مبعوثتنا آسيا العتروس

بالتزامن مع ذكرى الثورة الجزائرية وتحت شعار"لم الشمل" تفتتح مساء اليوم القمة العربية في دورتها الـ31 بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال (أحد ابرز المفكرين والديبلوماسيين الجزائريين المعاصرين ومستشار الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة)  بزرالدة على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وسط تساؤلات كبيرة حول مدى استعداد القادة العرب للم الشمل العربي وتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي المطلوب في خضم تحولات إقليمية ودولية معقدة.. قمة ستكون الرابعة في قائمة القمم التي احتضنتها الجزائر منذ استقلالها، وقد راهنت الجزائر وبعد أكثر من تأجيل بسبب جائحة كورونا على نجاحها واستثمرت كما يبدو في كل الشروط التنظيمية لاستقبال الوفود المشاركة، وهو ما بدا واضحا للزائر منذ الوصول الى مطار هواري بومدين وفي مختلف شوارع العاصمة الجزائرية التي تجملت بأعلام الدول العربية وبالشعارات الترحيبية بالضيوف.. قمة الجزائر تأتي بعد ثلاث سنوات على قمة تونس 2019 ومن المتوقع ان يشارك اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد في افتتاحها وتسليم الرئاسة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وهي تأتي أيضا فيما ظل كرسي سوريا شاغرا أمام استمرار الخلافات بعودة سوريا الى الجامعة العربية فيما لا يزال التشويق والغموض سيد المشهد بشأن مشاركة ملك المغرب محمد السادس من عدمه علما وان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة متواجد بالعاصمة الجزائرية منذ السبت الماضي ولا صحة لمغادرته أو عدم استقباله بما يليق بالبروتوكولات المتعارف عليها.. وحتى هذه اللحظات لا معلومات حول أي لقاءات بين وزير الخارجية عثمان الجرندى ونظيره المغربي لإعادة سفراء البلدين وإنهاء القطيعة بين تونس والمغرب على خلفية دعوة زعيم جبهة بوليزاريو لقمة تيكاد في تونس..

 الجامعة العربية على لسان الأمين العام المساعد حسام زكي، أكدت أن قمة الجزائر ستشهد مشاركة 15 قائدا عربيا من ملوك ورؤساء وأمراء وان مشاركة كل دولة هو قرار سيادي، وأن بعض الدول لديها الاستعداد والرغبة للمشاركة على أعلى مستوى. والبعض ربما لا يستطيع قادتها المشاركة لأسباب مختلفة.

مع نهاية ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون الذي غادر بالأمس قصر بعبدا الرئاسي وفي ظل الفراغ الحاصل فان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيمثل لبنان في القمة، وفي المقابل فان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد سيكون في أول مهمة وستكون الجزائر أول وجهة له  إلى خارج العراق كما أكده وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين...

ملك الأردن بدوره أعلن في وقت متأخر إلغاء مشاركته لينوب عنه ولي العهد وهو ما أثار تعليقات عديدة بين الصحفيين بأنه موقف متوقع بعد إعلان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مشاركته في قمة الجزائر.. علما وان أمير قطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانا أول القادة العرب الذين وصلوا الى الجزائر..

اختبار حاسم للنوايا

والواضح أن الاختبار مصيري وحاسم لكشف النوايا ومدى توفر الإرادة لمواجهة التحديات الخطيرة.. ويبدو حسب تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية ان هناك توافقا بشان القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية من حيث أهمية دعم القضية سياسيا وإعلاميا ولكن دون أي إشارة فيما يتعلق بالتطبيع وما إذا سيتضمن إعلان الجزائر موقفا واضحا بشأن الدول التي اتجهت الى التطبيع أو مطالبتها بالتراجع عن ذلك.. واستبقت الجزائر القمة بتوفير الأرضية لجمع الفصائل الفلسطينية حول طاولة واحدة من اجل مصالحة تأخرت أكثر مما ينبغي  كمقدمة لجمع صفوف العرب المشتتة، الأكيد أن المهمة ليست هينة في ظل تراجع عدد من الزعماء عن الحضور بعد إعلان ولي العهد السعودي عدم الحضور لأسباب صحية. القمة التي تنعقد في غير موعدها الدوري المفترض في شهر مارس بسبب جائحة كورونا تلتئم وسط مناخ إقليمي ودولي مقعد في ظل تداعيات الحرب الروسية إقليميا ودوليا والتنافس على استقطاب الجزائر من اجل الحصول على الطاقة ..

فلسطين على رأس أولويات القمة

رفعت الجزائر منذ استقلالها شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وقد عززت الجزائر موقع القضية الفلسطينية ليكون على رأس الأولويات خلال قمة الجزائر التي تأتي كذلك بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 والمظلمة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني. وغداة إعلان منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، احتضنت الجزائر أحد المكاتب السبعة لها، وغداة الانتصار على الكيان الصهيوني في أكتوبر 1973، التأمت القمة العربية في دورتها التاسعة في 26 نوفمبر 1973 بمشاركة 16 دولة وانتهت بإصدار قرارات داعمة لفلسطين، وتم إقرار شرطين للسلام مع الكيان الصهيوني، الأول انسحابه من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة، وتقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو الصهيوني.

كما تقرر في قمة الجزائر كذلك، استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة، والقيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية. وكانت النتيجة الأهم لقمة الجزائر 1988، الإعلان عن تأسيس دولة فلسطين من أرض الجزائر، بعد ذلك اعترفت 105 دولة بفلسطين ولاحقا أمكن لمنظمة التحرير فتح سبعين سفارة تمثلها.. غير ان الواقع اليوم غير ما كان عليه في سبعينات القرن الماضي والقضية الفلسطينية باتت تتراجع إقليميا ودوليا مع امتداد سرطان الاحتلال والتهويد والقتل اليومي.

 

أبوالغيط: قمة الجزائر مهمة في لمّ الشمل العربي

بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أهمية القمة العربية بالجزائر في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التي تواجهنا جميعا، والتي تقتضي إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة، مشددا على أن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني وتتخذ قرارات لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.

وأضاف أن قمة الجزائر قمة عادية وليست استثنائية، لذلك يتضمن جدول أعمالها كافة القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تُحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضاً القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، وكذلك دعم لبنان، وهناك أيضاً القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الإستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد، وما أفضت إليه من تهديد خطير للأمن الغذائي العربي، ومن اتساع الفجوة الغذائية، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تسعى في الأساس إلى حشد الإمكانات العربية للتعامل مع هذا الملف على نحو جماعي وشامل.

وردا على سؤال حول ما يعنيه "لم الشمل العربي" الذي اتخذته القمة العربية المقبلة في الجزائر شعاراً وهدفاً لها في ظل التحديات التي تُحيط بالأمة، قال أبوالغيط : "حقيقة الأمر إن "لم الشمل" هو هدف كل قمة عربية، والجزائر أيضاً كدولة مُضيفة لديها أيضاً هذا الهدف، ولدي اقتناع بأن المرحلة الحالية، بكل ما تنطوي عليه من ضغوطٍ وتهديدات تواجهنا جميعاً، تقتضي في الأساس إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة، أو بمعنى أصح القاسم المشترك الأدنى بين المواقف العربية إزاء مختلف القضايا.. فالتوافق هدفٌ غالٍ يتعين العمل من أجله بكل السبل"...

رياض المالكي وزير خارجية فلسطين: قمة الجزائر ستكون قمة فلسطين بامتياز ...

"جئنا الى الجزائر وتوقعاتنا عالية جدا بأننا سنجد كل الاهتمام بخصوص القضية الفلسطينية "هكذا استهل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حديثه للصحفيين بالعاصمة الجزائرية عشية افتتاح القمة العربية مضيفا ان قمة الجزائر ستكون قمة فلسطين بامتياز وان الجزائر سعت جاهدة قبل القمة للم الصف الفلسطيني من خلال جولة جديدة نحو المصالحة الفلسطينية التي توجت بإعلان الجزائر الذي يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الفلسطينية الفلسطينية. وأشار الى أن القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة التي لم يكن عليها خلاف والتي حظيت  قراراتها بإجماع كل الأطراف وكشف المسؤول الفلسطيني عن إدراج بند ضمن قرارات قمة الجزائر لتشكيل لجنة وزارية لاستكمال اتفاق الجزائر ..

ثمن الانقسام

وأوضح المالكي أن الفلسطينيين يدفعون ثمن الانقسام على كل المستويات وهناك اليوم فرصة يجب استثمارها.. وقال المالكي لدينا توقعات عالية بما تمثله الجزائر كشريك تاريخي حيث انه على ارض الجزائر تم في 1988 الإعلان عن الدولة الفلسطينية ثمن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أول أمس الأحد، دور الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لم الشمل الفلسطيني. وقال المالكي "نريد ان نكون ايجابيين سعداء بما تحقق على رض الجزائر ونريد ان نبني عليه حتى نرى القرارات عل ارض الواقع ويكون لها مصداقية لدى الشعب الفلسطيني ,وخلص الوزير الفلسطيني "لقد فشلنا في السابق في تحقيق المصالحة الفلسطينية والان هناك بادرة امل لصفحة جديدة تعطي الشعب الفلسطيني فرصة انهاء الانقسام ."

وطالب المالكي جميع من وقع إعلان الجزائر بأن يظهر النية الطيبة للعمل على ترجمته، مشيرا إلى أن المطلوب خلال القمة العربية تنفيذ إعلان الجزائر وليس الحديث عن جزئياته. واشار الى ان هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى نقاشات معمقة وانه كما أوضح الوزير بأن التعامل مع القضية الفلسطينية ومع مشاريعها أبرز مركزية القضية، وأكد في هذا الشأن أن ما تحقق على أرض الجزائر "خطوة مهمة وجب البناء عليها"، معبرا عن قناعته بان  "إعلان الجزائر" يشكل "صفحة جديدة تعطي للشعب الفلسطيني بارقة امل لانهاء الانقسام، مما يستدعي وفق تعبيره بتعاون جميع الفصائل بقلب مفتوح وبنية حسنة على تنفيذ هذا الاتفاق من أجل انهاء الانقسام الذي ندفع ثمنه على جميع المستويات".

عودة الى المبادرة العربية للسلام

وفي ردوده على أسئلة "الصباح" أكد المالكي التوجه نحو إعادة طرح المبادرة العربية للسلام سنة 2002 وشدد في هذا السياق على "أهمية مبادرة السلام العربية وضرورة العودة الى اعتمادها والالتزام بشكل كامل من قبل كل الدول العربية بنصها" منتقدا من جهة أخرى التجاهل الدولي للجرائم المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. وقال المالكي إن مشاريع القرارات التي تم تقديمها لمناقشتها على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ومن ثم وزراء الخارجية، هي مشاريع قرارات شاملة تغطي كافة مناحي القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، مشيرا إلى أن من أهم القرارات هو تنفيذ وتفعيل مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها عام 2002 بعد 20 عاما على إعلانها، منوها إلى أن هذه المبادرة في غاية الأهمية ولابد أن تعطى الاستحقاق المطلوب لها، لكن للأسف لم تحظى بمثل هذا الاهتمام من قبل الجانب الإسرائيلي، رغم أنها الأساس الصحيح والسليم لأي عملية سياسية وأي توافق لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتؤكد المبادرة أن الوصول إلى سلام ما بين الدول العربية والكيان الإسرائيلي يأتي فقط بعد انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في الـ1967 وبعد ذلك بالإمكان تطبيع العلاقات ما بين هذه الدول وإسرائيل. وأشار الى أن ما حدث كان العكس تماما لمبادرة السلام العربية حيث انساقت بعض الدول الى التطبيع قبل إنهاء الاحتلال وهو الخلل الكبير الذي حدث ..

 ودعا المالكي الدول العربية الى دعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، إضافة إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، والعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام، والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية ومواجهة جميع تلك الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا، والوضع المالي لموازنة دولة فلسطين.

هذا العام الأكثر دموية

 وقال المالكي، إن هذا العام هو أكثر الأعوام دموية في فلسطين وما تقوم به دولة الاحتلال جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، منوها إلى أن إسرائيل خلال يومين ستتوجه للانتخابات العامة الخامسة خلال 4 أعوام وهذه الأجواء الانتخابية يوجد بها تنافس بين الأحزاب في مدى حقدهم وكراهيتهم ورغبتهم بالقتل لأكبر عدد من الفلسطينيين، والاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وهذا التنافس على حساب الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن تلك الانتخابات، وهناك مجتمع دولي يدير ظهره عن تلك الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، عدا عن الكيل بمكيالين وتجاهل كامل لحقوق الإنسان وتجاهل لكافة التقارير الأممية الصادرة التي تؤكد أن هناك خروقات تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وأن إسرائيل شكلت وأسست نظام فصل عنصري "أبارتهايد"، ما يستدعي للوقوف ضد ما يحدث واتخاذ خطوات حقيقية لمحاسبة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، لكن للأسف الشديد المجتمع الدولي يتجاهل كل ذلك على مدار 54 عاما.

وعن مخاطر توجه بريطانيا لنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس قال المالكي أن هناك مساعي وجهودا فلسطينية مع البرلمان البريطاني والمجتمع المدني والمسلمين في بريطانيا لمنع هذه الخطة وقال "تواصلنا مع الحكومة والأحزاب والبرلمان في بريطانيا، ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات حقوق الإنسان والجالية المسلمة هناك، للعمل على صد خطوة نقل سفارة المملكة المتحدة إلى القدس، ونحتاج إلى تعاون الدول العربية مع فلسطين ومع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع ذلك"، مشيرا إلى أن انعقاد قمة الجزائر سيصادف الثاني من نوفمبر وهو الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم الذي أسس لإقامة دولة إسرائيل وحول الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجئ منذ ذلك الحين، ولابد أن يأخذ مداه في المناقشة وإدانة بريطانيا ومعها الولايات المتحدة الأميركية التي ساهمت في تمرير ذلك الوعد عام 1917. وأكد حق الفلسطينيين في المطالبة بالتعويضات والاعتذار عما تعرضوا له .

وأكد المالكي أن الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 يعيش ظروفا استثنائية ويعيش تحت الاحتلال عسكريا واقتصاديا وثقافيا، والمجتمع الإسرائيلي تحول إلى مجتمع فاشي ومتطرف، فإسرائيل تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأكبر دليل الجرائم التي ترتكب يوميا، وهذا ما وصلت إليه محكمة الجنايات الدولية عندما أرادت أن تفتح تحقيقا رسميا في الحالة التي قدمناها لها من دولة فلسطين وبأنها وصلت إلى قناعة بأن إسرائيل ترتكب جرائم ترتقي لجرائم حرب وضد الإنسانية.

 وبين أن ما يحدث في إسرائيل مقارنة بأعوام سابقة ازدياد بالجرائم وحالات القتل ضد الفلسطينيين، حيث يوجد 180 شهيدا حتى اللحظة، وهناك حصار على نابلس دخل أسبوعه الثالث، وهناك حصار على جنين وكافة المدن والقرى والمخيمات في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكلك في الخليل، فعندما تريد إسرائيل أن تحتفل في أعيادها تغلق جميع الأرض الفلسطينية المحتلة أمام حركة الشعب الفلسطيني، وتفرض الحصار وتمنع المواطنين من حرية التنقل.

وشدد على أهمية الاستمرار في إعلاء صوتنا بالأمم المتحدة، وإرسال رسائل دورية للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشكل مستمر حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني والجرائم التي تُرتكب بحقه...

كواليس القمة العربية

على عكس ما يروج فان وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة يواصل مشاركته في اشغال قمة الجزائر ولم ينسحب كما تم الترويج لذلك وكان بوريطة وصل السبت الماضية الى العاصمة الجزائرية للمشاركة في أشغال وزراء الخارجية العرب .

تنعقد أشغال القمة العربية في مركز الجزائر الدولي للمؤتمرات - عبد اللطيف رحال نسبة الى احد اكبر المفكرين والدبلوماسيين الجزائريين المعاصرين وهو مجمع متعدد الاستخدامات مخصّص لاستضافة أكبر الاجتماعات الدولية يتربع على مساحة 28 هكتارا، ويتواجد في الضاحية الغربية للعصمة الجزائرية. وهو تحفة فنية وهندسية فخمة من تصميم ايطالي وانجاز صني .

القمة العربية بالجزائر أول قمة بدون ورق تم بلورة المشروع ووضعه حيز التنفيذ، بعد تجربة مصر عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، التي تمت أيضا بدون ورق".

وزراء خارجية العرب في أوبرا الجزائر

حضر وزراء خارجية عرب ورؤساء الوفود المشاركين في القمة العربية الـ31 التي تحتضنها الجزائر فعاليات  "ملحمة شعب وعزة أمة" بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، إحياء للذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية. وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، لدى إشرافه على افتتاح الحفل, إن "اختيار الرئيس عبد المجيد تبون، لتاريخ الفاتح نوفمبر لعقد القمة العربية يعكس حرص الجزائر على جمع الأشقاء ولم الشمل العربي, كما جمعت الثورة التحريرية بالأمس قلوب وأفئدة الشعوب العربية حول قضيتنا الوطنية العادلة وتضامنها رغم ما كانت تتكبده من تضحيات جسام". وأضاف ربيقة, في عرض هذه الملحمة الموسومة بـ"ألا فاشهدوا", أن "ثورة أول نوفمبر 1954 بالنسبة للشعوب العربية عنوان للبطولة والكرامة، ويتشرف اليوم أحفاد وأبناء حرائر وأحرار الجزائر بمشاركة أشقائهم من الدول العربية للاحتفال بهذا العيد المجيد بما ترمز إليه هذه المزاوجة والاقتران من المعاني والأبعاد والدلالات في الزمان والمكان".

قمة لم الشمل الرابعة في تاريخ الجزائر

تحتضن الجزائر انطلاقا من اليوم أعمال القمة العربية الـ31 وهي القمة الرابعة في تاريخ الجزائر .

تأجل انعقاد هذه القمة 3 مرات متتالية بسبب جائحة كورونا. وكانت القمة مقررة عام 2020 ثم أُجّلت إلى 2021 وإلى مارس الماضي، قبل أن يحسم وزراء الخارجية العرب موعدها في الأول من نوفمبر بالتزامن مع  احتفالات الجزائر  بالذكرى الـ68 لاندلاع ثورته التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي (1954-1962) والمعروفة "بثورة المليون ونصف المليون شهيد". وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية "على رمزية الموعد الذي اختاره مجلس الوزراء لانعقاد القمة باعتباره تاريخا جامعا كرس التفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة الجزائرية وما يحمله من دلالات مهمة حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات تقرير مصيرها الموحد، خاصة في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية".

3 قمم في تاريخ الجزائر

انضمت الجزائر إلى جامعة الدول العربية بعد نيل استقلالها، وكان ذلك في أوت 1962 بعد شهر من استقلالها، ومنذ ذلك التاريخ استضافت 3 قمم للقادة العرب كانت واحدة بينها "غير عادية".

-أول قمة احتضنتها الجزائر، كانت في 28 نوفمبر 1973 بعهد الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين والسادسة في تاريخ القمم العربية، وجاءت بعد حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.خرجت القمة حينها بقرارات تاريخية كان من أبرزها "الاعتراف بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني".

قمة 1988 "الاستثنائية"

ثاني القمم العربية التي احتضنتها الجزائر في السابع من جوان 1988 بعهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وكانت قمة "غير عادية"، وناقش القادة العرب ملفين اثنين، أولهما تطورات الأوضاع في فلسطين، والعدوان الأميركي على ليبيا.

وكان من أهم مخرجاتها المطالبة بمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة.تجديد الالتزام بتطبيق قرارات مقاطعة إسرائيل.إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا.

قمة 2005 العادية

عقدت هذه القمة في الجزائر يوم 22 مارس 2005 خلال فترة حكم الرئيس الأسبق والراحل عبد العزيز بوتفليقة، وشهدت حضورا كبيرا لقادة الدول العربية، كان من أبرزهم الملك المغربي محمد السادس.

وخرجت هذه القمة بعدة توصيات أبرزها مواصلة الجهود لتطوير الجامعة العربية وتفعيل آلياتها ومعالجة وضعها المالي.

رفض القادة العرب العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على دمشق.مساندة لبنان في حقه السيادي بممارسة خياراته السياسية.إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب، وضرورة التفريق بين الإرهاب والإسلام.

 

اليوم افتتاح القمة العربية بالجزائر  .. 15  من القادة في الموعد.. اختبار حاسم للإرادة العربية.. والأولوية لفلسطين

الجزائر- من مبعوثتنا آسيا العتروس

بالتزامن مع ذكرى الثورة الجزائرية وتحت شعار"لم الشمل" تفتتح مساء اليوم القمة العربية في دورتها الـ31 بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال (أحد ابرز المفكرين والديبلوماسيين الجزائريين المعاصرين ومستشار الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة)  بزرالدة على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وسط تساؤلات كبيرة حول مدى استعداد القادة العرب للم الشمل العربي وتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي المطلوب في خضم تحولات إقليمية ودولية معقدة.. قمة ستكون الرابعة في قائمة القمم التي احتضنتها الجزائر منذ استقلالها، وقد راهنت الجزائر وبعد أكثر من تأجيل بسبب جائحة كورونا على نجاحها واستثمرت كما يبدو في كل الشروط التنظيمية لاستقبال الوفود المشاركة، وهو ما بدا واضحا للزائر منذ الوصول الى مطار هواري بومدين وفي مختلف شوارع العاصمة الجزائرية التي تجملت بأعلام الدول العربية وبالشعارات الترحيبية بالضيوف.. قمة الجزائر تأتي بعد ثلاث سنوات على قمة تونس 2019 ومن المتوقع ان يشارك اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد في افتتاحها وتسليم الرئاسة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وهي تأتي أيضا فيما ظل كرسي سوريا شاغرا أمام استمرار الخلافات بعودة سوريا الى الجامعة العربية فيما لا يزال التشويق والغموض سيد المشهد بشأن مشاركة ملك المغرب محمد السادس من عدمه علما وان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة متواجد بالعاصمة الجزائرية منذ السبت الماضي ولا صحة لمغادرته أو عدم استقباله بما يليق بالبروتوكولات المتعارف عليها.. وحتى هذه اللحظات لا معلومات حول أي لقاءات بين وزير الخارجية عثمان الجرندى ونظيره المغربي لإعادة سفراء البلدين وإنهاء القطيعة بين تونس والمغرب على خلفية دعوة زعيم جبهة بوليزاريو لقمة تيكاد في تونس..

 الجامعة العربية على لسان الأمين العام المساعد حسام زكي، أكدت أن قمة الجزائر ستشهد مشاركة 15 قائدا عربيا من ملوك ورؤساء وأمراء وان مشاركة كل دولة هو قرار سيادي، وأن بعض الدول لديها الاستعداد والرغبة للمشاركة على أعلى مستوى. والبعض ربما لا يستطيع قادتها المشاركة لأسباب مختلفة.

مع نهاية ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون الذي غادر بالأمس قصر بعبدا الرئاسي وفي ظل الفراغ الحاصل فان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيمثل لبنان في القمة، وفي المقابل فان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد سيكون في أول مهمة وستكون الجزائر أول وجهة له  إلى خارج العراق كما أكده وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين...

ملك الأردن بدوره أعلن في وقت متأخر إلغاء مشاركته لينوب عنه ولي العهد وهو ما أثار تعليقات عديدة بين الصحفيين بأنه موقف متوقع بعد إعلان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مشاركته في قمة الجزائر.. علما وان أمير قطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانا أول القادة العرب الذين وصلوا الى الجزائر..

اختبار حاسم للنوايا

والواضح أن الاختبار مصيري وحاسم لكشف النوايا ومدى توفر الإرادة لمواجهة التحديات الخطيرة.. ويبدو حسب تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية ان هناك توافقا بشان القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية من حيث أهمية دعم القضية سياسيا وإعلاميا ولكن دون أي إشارة فيما يتعلق بالتطبيع وما إذا سيتضمن إعلان الجزائر موقفا واضحا بشأن الدول التي اتجهت الى التطبيع أو مطالبتها بالتراجع عن ذلك.. واستبقت الجزائر القمة بتوفير الأرضية لجمع الفصائل الفلسطينية حول طاولة واحدة من اجل مصالحة تأخرت أكثر مما ينبغي  كمقدمة لجمع صفوف العرب المشتتة، الأكيد أن المهمة ليست هينة في ظل تراجع عدد من الزعماء عن الحضور بعد إعلان ولي العهد السعودي عدم الحضور لأسباب صحية. القمة التي تنعقد في غير موعدها الدوري المفترض في شهر مارس بسبب جائحة كورونا تلتئم وسط مناخ إقليمي ودولي مقعد في ظل تداعيات الحرب الروسية إقليميا ودوليا والتنافس على استقطاب الجزائر من اجل الحصول على الطاقة ..

فلسطين على رأس أولويات القمة

رفعت الجزائر منذ استقلالها شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وقد عززت الجزائر موقع القضية الفلسطينية ليكون على رأس الأولويات خلال قمة الجزائر التي تأتي كذلك بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 والمظلمة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني. وغداة إعلان منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، احتضنت الجزائر أحد المكاتب السبعة لها، وغداة الانتصار على الكيان الصهيوني في أكتوبر 1973، التأمت القمة العربية في دورتها التاسعة في 26 نوفمبر 1973 بمشاركة 16 دولة وانتهت بإصدار قرارات داعمة لفلسطين، وتم إقرار شرطين للسلام مع الكيان الصهيوني، الأول انسحابه من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة، وتقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو الصهيوني.

كما تقرر في قمة الجزائر كذلك، استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة، والقيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية. وكانت النتيجة الأهم لقمة الجزائر 1988، الإعلان عن تأسيس دولة فلسطين من أرض الجزائر، بعد ذلك اعترفت 105 دولة بفلسطين ولاحقا أمكن لمنظمة التحرير فتح سبعين سفارة تمثلها.. غير ان الواقع اليوم غير ما كان عليه في سبعينات القرن الماضي والقضية الفلسطينية باتت تتراجع إقليميا ودوليا مع امتداد سرطان الاحتلال والتهويد والقتل اليومي.

 

أبوالغيط: قمة الجزائر مهمة في لمّ الشمل العربي

بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أهمية القمة العربية بالجزائر في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التي تواجهنا جميعا، والتي تقتضي إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة، مشددا على أن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني وتتخذ قرارات لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.

وأضاف أن قمة الجزائر قمة عادية وليست استثنائية، لذلك يتضمن جدول أعمالها كافة القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تُحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضاً القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، وكذلك دعم لبنان، وهناك أيضاً القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الإستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد، وما أفضت إليه من تهديد خطير للأمن الغذائي العربي، ومن اتساع الفجوة الغذائية، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تسعى في الأساس إلى حشد الإمكانات العربية للتعامل مع هذا الملف على نحو جماعي وشامل.

وردا على سؤال حول ما يعنيه "لم الشمل العربي" الذي اتخذته القمة العربية المقبلة في الجزائر شعاراً وهدفاً لها في ظل التحديات التي تُحيط بالأمة، قال أبوالغيط : "حقيقة الأمر إن "لم الشمل" هو هدف كل قمة عربية، والجزائر أيضاً كدولة مُضيفة لديها أيضاً هذا الهدف، ولدي اقتناع بأن المرحلة الحالية، بكل ما تنطوي عليه من ضغوطٍ وتهديدات تواجهنا جميعاً، تقتضي في الأساس إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة، أو بمعنى أصح القاسم المشترك الأدنى بين المواقف العربية إزاء مختلف القضايا.. فالتوافق هدفٌ غالٍ يتعين العمل من أجله بكل السبل"...

رياض المالكي وزير خارجية فلسطين: قمة الجزائر ستكون قمة فلسطين بامتياز ...

"جئنا الى الجزائر وتوقعاتنا عالية جدا بأننا سنجد كل الاهتمام بخصوص القضية الفلسطينية "هكذا استهل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حديثه للصحفيين بالعاصمة الجزائرية عشية افتتاح القمة العربية مضيفا ان قمة الجزائر ستكون قمة فلسطين بامتياز وان الجزائر سعت جاهدة قبل القمة للم الصف الفلسطيني من خلال جولة جديدة نحو المصالحة الفلسطينية التي توجت بإعلان الجزائر الذي يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الفلسطينية الفلسطينية. وأشار الى أن القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة التي لم يكن عليها خلاف والتي حظيت  قراراتها بإجماع كل الأطراف وكشف المسؤول الفلسطيني عن إدراج بند ضمن قرارات قمة الجزائر لتشكيل لجنة وزارية لاستكمال اتفاق الجزائر ..

ثمن الانقسام

وأوضح المالكي أن الفلسطينيين يدفعون ثمن الانقسام على كل المستويات وهناك اليوم فرصة يجب استثمارها.. وقال المالكي لدينا توقعات عالية بما تمثله الجزائر كشريك تاريخي حيث انه على ارض الجزائر تم في 1988 الإعلان عن الدولة الفلسطينية ثمن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أول أمس الأحد، دور الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لم الشمل الفلسطيني. وقال المالكي "نريد ان نكون ايجابيين سعداء بما تحقق على رض الجزائر ونريد ان نبني عليه حتى نرى القرارات عل ارض الواقع ويكون لها مصداقية لدى الشعب الفلسطيني ,وخلص الوزير الفلسطيني "لقد فشلنا في السابق في تحقيق المصالحة الفلسطينية والان هناك بادرة امل لصفحة جديدة تعطي الشعب الفلسطيني فرصة انهاء الانقسام ."

وطالب المالكي جميع من وقع إعلان الجزائر بأن يظهر النية الطيبة للعمل على ترجمته، مشيرا إلى أن المطلوب خلال القمة العربية تنفيذ إعلان الجزائر وليس الحديث عن جزئياته. واشار الى ان هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى نقاشات معمقة وانه كما أوضح الوزير بأن التعامل مع القضية الفلسطينية ومع مشاريعها أبرز مركزية القضية، وأكد في هذا الشأن أن ما تحقق على أرض الجزائر "خطوة مهمة وجب البناء عليها"، معبرا عن قناعته بان  "إعلان الجزائر" يشكل "صفحة جديدة تعطي للشعب الفلسطيني بارقة امل لانهاء الانقسام، مما يستدعي وفق تعبيره بتعاون جميع الفصائل بقلب مفتوح وبنية حسنة على تنفيذ هذا الاتفاق من أجل انهاء الانقسام الذي ندفع ثمنه على جميع المستويات".

عودة الى المبادرة العربية للسلام

وفي ردوده على أسئلة "الصباح" أكد المالكي التوجه نحو إعادة طرح المبادرة العربية للسلام سنة 2002 وشدد في هذا السياق على "أهمية مبادرة السلام العربية وضرورة العودة الى اعتمادها والالتزام بشكل كامل من قبل كل الدول العربية بنصها" منتقدا من جهة أخرى التجاهل الدولي للجرائم المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. وقال المالكي إن مشاريع القرارات التي تم تقديمها لمناقشتها على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ومن ثم وزراء الخارجية، هي مشاريع قرارات شاملة تغطي كافة مناحي القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، مشيرا إلى أن من أهم القرارات هو تنفيذ وتفعيل مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها عام 2002 بعد 20 عاما على إعلانها، منوها إلى أن هذه المبادرة في غاية الأهمية ولابد أن تعطى الاستحقاق المطلوب لها، لكن للأسف لم تحظى بمثل هذا الاهتمام من قبل الجانب الإسرائيلي، رغم أنها الأساس الصحيح والسليم لأي عملية سياسية وأي توافق لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتؤكد المبادرة أن الوصول إلى سلام ما بين الدول العربية والكيان الإسرائيلي يأتي فقط بعد انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في الـ1967 وبعد ذلك بالإمكان تطبيع العلاقات ما بين هذه الدول وإسرائيل. وأشار الى أن ما حدث كان العكس تماما لمبادرة السلام العربية حيث انساقت بعض الدول الى التطبيع قبل إنهاء الاحتلال وهو الخلل الكبير الذي حدث ..

 ودعا المالكي الدول العربية الى دعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، إضافة إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، والعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام، والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية ومواجهة جميع تلك الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا، والوضع المالي لموازنة دولة فلسطين.

هذا العام الأكثر دموية

 وقال المالكي، إن هذا العام هو أكثر الأعوام دموية في فلسطين وما تقوم به دولة الاحتلال جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، منوها إلى أن إسرائيل خلال يومين ستتوجه للانتخابات العامة الخامسة خلال 4 أعوام وهذه الأجواء الانتخابية يوجد بها تنافس بين الأحزاب في مدى حقدهم وكراهيتهم ورغبتهم بالقتل لأكبر عدد من الفلسطينيين، والاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وهذا التنافس على حساب الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن تلك الانتخابات، وهناك مجتمع دولي يدير ظهره عن تلك الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، عدا عن الكيل بمكيالين وتجاهل كامل لحقوق الإنسان وتجاهل لكافة التقارير الأممية الصادرة التي تؤكد أن هناك خروقات تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وأن إسرائيل شكلت وأسست نظام فصل عنصري "أبارتهايد"، ما يستدعي للوقوف ضد ما يحدث واتخاذ خطوات حقيقية لمحاسبة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، لكن للأسف الشديد المجتمع الدولي يتجاهل كل ذلك على مدار 54 عاما.

وعن مخاطر توجه بريطانيا لنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس قال المالكي أن هناك مساعي وجهودا فلسطينية مع البرلمان البريطاني والمجتمع المدني والمسلمين في بريطانيا لمنع هذه الخطة وقال "تواصلنا مع الحكومة والأحزاب والبرلمان في بريطانيا، ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات حقوق الإنسان والجالية المسلمة هناك، للعمل على صد خطوة نقل سفارة المملكة المتحدة إلى القدس، ونحتاج إلى تعاون الدول العربية مع فلسطين ومع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع ذلك"، مشيرا إلى أن انعقاد قمة الجزائر سيصادف الثاني من نوفمبر وهو الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم الذي أسس لإقامة دولة إسرائيل وحول الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجئ منذ ذلك الحين، ولابد أن يأخذ مداه في المناقشة وإدانة بريطانيا ومعها الولايات المتحدة الأميركية التي ساهمت في تمرير ذلك الوعد عام 1917. وأكد حق الفلسطينيين في المطالبة بالتعويضات والاعتذار عما تعرضوا له .

وأكد المالكي أن الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 يعيش ظروفا استثنائية ويعيش تحت الاحتلال عسكريا واقتصاديا وثقافيا، والمجتمع الإسرائيلي تحول إلى مجتمع فاشي ومتطرف، فإسرائيل تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأكبر دليل الجرائم التي ترتكب يوميا، وهذا ما وصلت إليه محكمة الجنايات الدولية عندما أرادت أن تفتح تحقيقا رسميا في الحالة التي قدمناها لها من دولة فلسطين وبأنها وصلت إلى قناعة بأن إسرائيل ترتكب جرائم ترتقي لجرائم حرب وضد الإنسانية.

 وبين أن ما يحدث في إسرائيل مقارنة بأعوام سابقة ازدياد بالجرائم وحالات القتل ضد الفلسطينيين، حيث يوجد 180 شهيدا حتى اللحظة، وهناك حصار على نابلس دخل أسبوعه الثالث، وهناك حصار على جنين وكافة المدن والقرى والمخيمات في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكلك في الخليل، فعندما تريد إسرائيل أن تحتفل في أعيادها تغلق جميع الأرض الفلسطينية المحتلة أمام حركة الشعب الفلسطيني، وتفرض الحصار وتمنع المواطنين من حرية التنقل.

وشدد على أهمية الاستمرار في إعلاء صوتنا بالأمم المتحدة، وإرسال رسائل دورية للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشكل مستمر حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني والجرائم التي تُرتكب بحقه...

كواليس القمة العربية

على عكس ما يروج فان وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة يواصل مشاركته في اشغال قمة الجزائر ولم ينسحب كما تم الترويج لذلك وكان بوريطة وصل السبت الماضية الى العاصمة الجزائرية للمشاركة في أشغال وزراء الخارجية العرب .

تنعقد أشغال القمة العربية في مركز الجزائر الدولي للمؤتمرات - عبد اللطيف رحال نسبة الى احد اكبر المفكرين والدبلوماسيين الجزائريين المعاصرين وهو مجمع متعدد الاستخدامات مخصّص لاستضافة أكبر الاجتماعات الدولية يتربع على مساحة 28 هكتارا، ويتواجد في الضاحية الغربية للعصمة الجزائرية. وهو تحفة فنية وهندسية فخمة من تصميم ايطالي وانجاز صني .

القمة العربية بالجزائر أول قمة بدون ورق تم بلورة المشروع ووضعه حيز التنفيذ، بعد تجربة مصر عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، التي تمت أيضا بدون ورق".

وزراء خارجية العرب في أوبرا الجزائر

حضر وزراء خارجية عرب ورؤساء الوفود المشاركين في القمة العربية الـ31 التي تحتضنها الجزائر فعاليات  "ملحمة شعب وعزة أمة" بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، إحياء للذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية. وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، لدى إشرافه على افتتاح الحفل, إن "اختيار الرئيس عبد المجيد تبون، لتاريخ الفاتح نوفمبر لعقد القمة العربية يعكس حرص الجزائر على جمع الأشقاء ولم الشمل العربي, كما جمعت الثورة التحريرية بالأمس قلوب وأفئدة الشعوب العربية حول قضيتنا الوطنية العادلة وتضامنها رغم ما كانت تتكبده من تضحيات جسام". وأضاف ربيقة, في عرض هذه الملحمة الموسومة بـ"ألا فاشهدوا", أن "ثورة أول نوفمبر 1954 بالنسبة للشعوب العربية عنوان للبطولة والكرامة، ويتشرف اليوم أحفاد وأبناء حرائر وأحرار الجزائر بمشاركة أشقائهم من الدول العربية للاحتفال بهذا العيد المجيد بما ترمز إليه هذه المزاوجة والاقتران من المعاني والأبعاد والدلالات في الزمان والمكان".

قمة لم الشمل الرابعة في تاريخ الجزائر

تحتضن الجزائر انطلاقا من اليوم أعمال القمة العربية الـ31 وهي القمة الرابعة في تاريخ الجزائر .

تأجل انعقاد هذه القمة 3 مرات متتالية بسبب جائحة كورونا. وكانت القمة مقررة عام 2020 ثم أُجّلت إلى 2021 وإلى مارس الماضي، قبل أن يحسم وزراء الخارجية العرب موعدها في الأول من نوفمبر بالتزامن مع  احتفالات الجزائر  بالذكرى الـ68 لاندلاع ثورته التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي (1954-1962) والمعروفة "بثورة المليون ونصف المليون شهيد". وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية "على رمزية الموعد الذي اختاره مجلس الوزراء لانعقاد القمة باعتباره تاريخا جامعا كرس التفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة الجزائرية وما يحمله من دلالات مهمة حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات تقرير مصيرها الموحد، خاصة في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية".

3 قمم في تاريخ الجزائر

انضمت الجزائر إلى جامعة الدول العربية بعد نيل استقلالها، وكان ذلك في أوت 1962 بعد شهر من استقلالها، ومنذ ذلك التاريخ استضافت 3 قمم للقادة العرب كانت واحدة بينها "غير عادية".

-أول قمة احتضنتها الجزائر، كانت في 28 نوفمبر 1973 بعهد الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين والسادسة في تاريخ القمم العربية، وجاءت بعد حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.خرجت القمة حينها بقرارات تاريخية كان من أبرزها "الاعتراف بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني".

قمة 1988 "الاستثنائية"

ثاني القمم العربية التي احتضنتها الجزائر في السابع من جوان 1988 بعهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وكانت قمة "غير عادية"، وناقش القادة العرب ملفين اثنين، أولهما تطورات الأوضاع في فلسطين، والعدوان الأميركي على ليبيا.

وكان من أهم مخرجاتها المطالبة بمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة.تجديد الالتزام بتطبيق قرارات مقاطعة إسرائيل.إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا.

قمة 2005 العادية

عقدت هذه القمة في الجزائر يوم 22 مارس 2005 خلال فترة حكم الرئيس الأسبق والراحل عبد العزيز بوتفليقة، وشهدت حضورا كبيرا لقادة الدول العربية، كان من أبرزهم الملك المغربي محمد السادس.

وخرجت هذه القمة بعدة توصيات أبرزها مواصلة الجهود لتطوير الجامعة العربية وتفعيل آلياتها ومعالجة وضعها المالي.

رفض القادة العرب العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على دمشق.مساندة لبنان في حقه السيادي بممارسة خياراته السياسية.إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب، وضرورة التفريق بين الإرهاب والإسلام.