تعتبر مقبرة سيدي أبو يعقوب التميمي (882-944) من أقدم وأعرق المقابر الإسلامية بشمال افريقيا فهي التي تحوي أولى قبولها جثامين جنود عقبة ابن نافع الذين استشهدوا وهم في حالة الزحف نحو القيروان...
اثر ظروف جد مؤلمة بعد سبيهم من طرف "كسيلة" وفديتهم من (ابن مصاب) حاكم قفصة... وهم على حالة ن مرض (السل) المعدي حتى أتى عليهم جميعا... ثم ألحق بهم وبنفس المكان جثمان الشيخ العالم العلامة الفرات ابن أسد ذو العلم الغزيز والزهد الوفير والورع الكبير وتلميذ الإمام مالك السني الشهير.
وبحلول سيدي بن يعقوب المشار إليه وهو رجل عرف بالورع وسعة الثقافة وحفظ القرآن الكريم بمختلف رواياته تطوع ليعلم الصبيان القرآن الكريم وتوجيه الكبار بالدروس الفقهية والاجتماعية والانسانية...
سعي جاهدا لبناء مسجد بالمكان واحدث حوله مقبرة تأوي أيضا الموتى الموما إليهم... وللتاريخ فإن هذه المقبرة قد كان لها دور حضاري جعلت منه السلط المتداولة فضاء إنسانيا مرتبا ومنظما ومكرما تكريما يليق بأرواح الموتى هناك. وأوجدت بكاملها مقاسم أرضية خاصة بالعائلات والعروش... ونفس المستفادين اعدوا وهيـأوا قبورا لموتاهم... وواجدت بكاملها مقاسم خاصة تحمل أسماء العائلات واعدت البلدية من جهتها مدافن خاصة على حسابها لفائدة الموتى الغرباء.
وفي عهد الاستعمار أيضا ساهمت السلطة في التوسع والإحاطة والتنظيم وكان القاضي الفرنسي (فيتيريون) آخر رئيس بلدية عهد الاستعمار رائدا مميزا في حماية المقبرة ونزلائها بالتنوير والتشجير وتعبيد المسالك وتوفير الماء ومساهما في روابط الرد والعلاقات العامة الإنسانية يشارك الجميع في أفراحهم وأتراحهم وحاملا معهم السراء والضراء.
وفي بداية عهد الاستقلال كان لمختف الهيئات البلدية المتداولة عطاء خاص للمزيد من الإحاطة والرعاية حتى جاءت الثورة وتوابعها ليصبح أهل البلدية مسؤولين ومسيرين وموظفين) في غير ما وجدوا من أجله.
فانطلقوا في النهب والسرقة والاستيلاء والتحدي... وأصبحت الدروب والمسالك قبور تسلم دون وجه قانوني وافتكاك القبور من أهلها وبيعها والاستفادة بها لفائدتهم.
ولعل ما يلفت النظر هو أن رئيس أول نيابة خصوصية الذي سبق وأن استغل مسؤوليته في المجلس البلدي للاستيلاء على قبور أرملة أعدتها قانونيا بمالها الخاص ليدفن فيها أمه وأخوه...
ومما زاد الطين بلة.
هو تجاهل كل السلك التي وصلتهم شكايات المواطنين من :
1/ حماية هذا المكسب التاريخي والإنساني والاجتماعي وأقدم معلم إسلامي في شمال إفريقيا.
2/ الحد من نزيف هذه الاذايا.. وهي لا تزال موجودة.
3/ ضرورة استجابة وزارة الداخلية إلى تشكيات المواطنين
4/ كل ما يقع من هذا الصنيع قدمت فيه ملفا خاص إلى رئيس البلدية ومكتب الضبط والكاتب العام البلدي دون جواب.
بقلم:المنصف الشريف
تعتبر مقبرة سيدي أبو يعقوب التميمي (882-944) من أقدم وأعرق المقابر الإسلامية بشمال افريقيا فهي التي تحوي أولى قبولها جثامين جنود عقبة ابن نافع الذين استشهدوا وهم في حالة الزحف نحو القيروان...
اثر ظروف جد مؤلمة بعد سبيهم من طرف "كسيلة" وفديتهم من (ابن مصاب) حاكم قفصة... وهم على حالة ن مرض (السل) المعدي حتى أتى عليهم جميعا... ثم ألحق بهم وبنفس المكان جثمان الشيخ العالم العلامة الفرات ابن أسد ذو العلم الغزيز والزهد الوفير والورع الكبير وتلميذ الإمام مالك السني الشهير.
وبحلول سيدي بن يعقوب المشار إليه وهو رجل عرف بالورع وسعة الثقافة وحفظ القرآن الكريم بمختلف رواياته تطوع ليعلم الصبيان القرآن الكريم وتوجيه الكبار بالدروس الفقهية والاجتماعية والانسانية...
سعي جاهدا لبناء مسجد بالمكان واحدث حوله مقبرة تأوي أيضا الموتى الموما إليهم... وللتاريخ فإن هذه المقبرة قد كان لها دور حضاري جعلت منه السلط المتداولة فضاء إنسانيا مرتبا ومنظما ومكرما تكريما يليق بأرواح الموتى هناك. وأوجدت بكاملها مقاسم أرضية خاصة بالعائلات والعروش... ونفس المستفادين اعدوا وهيـأوا قبورا لموتاهم... وواجدت بكاملها مقاسم خاصة تحمل أسماء العائلات واعدت البلدية من جهتها مدافن خاصة على حسابها لفائدة الموتى الغرباء.
وفي عهد الاستعمار أيضا ساهمت السلطة في التوسع والإحاطة والتنظيم وكان القاضي الفرنسي (فيتيريون) آخر رئيس بلدية عهد الاستعمار رائدا مميزا في حماية المقبرة ونزلائها بالتنوير والتشجير وتعبيد المسالك وتوفير الماء ومساهما في روابط الرد والعلاقات العامة الإنسانية يشارك الجميع في أفراحهم وأتراحهم وحاملا معهم السراء والضراء.
وفي بداية عهد الاستقلال كان لمختف الهيئات البلدية المتداولة عطاء خاص للمزيد من الإحاطة والرعاية حتى جاءت الثورة وتوابعها ليصبح أهل البلدية مسؤولين ومسيرين وموظفين) في غير ما وجدوا من أجله.
فانطلقوا في النهب والسرقة والاستيلاء والتحدي... وأصبحت الدروب والمسالك قبور تسلم دون وجه قانوني وافتكاك القبور من أهلها وبيعها والاستفادة بها لفائدتهم.
ولعل ما يلفت النظر هو أن رئيس أول نيابة خصوصية الذي سبق وأن استغل مسؤوليته في المجلس البلدي للاستيلاء على قبور أرملة أعدتها قانونيا بمالها الخاص ليدفن فيها أمه وأخوه...
ومما زاد الطين بلة.
هو تجاهل كل السلك التي وصلتهم شكايات المواطنين من :
1/ حماية هذا المكسب التاريخي والإنساني والاجتماعي وأقدم معلم إسلامي في شمال إفريقيا.
2/ الحد من نزيف هذه الاذايا.. وهي لا تزال موجودة.
3/ ضرورة استجابة وزارة الداخلية إلى تشكيات المواطنين
4/ كل ما يقع من هذا الصنيع قدمت فيه ملفا خاص إلى رئيس البلدية ومكتب الضبط والكاتب العام البلدي دون جواب.