مخطئ من يعتقد أن حال الجامعات التونسية أفضل من المدارس والمعاهد وأن التعليم العالي لا تشوبه إشكاليات فالمشاكل من قبيل تردي البنية التحتية ونقص الإمكانيات وغياب مخابر البحث الى جانب تراكم الأوساخ والفضلات تٌمثّل قاسما مشتركا لكل الجامعات التونسية (علما أن الوضعية أسوأ بكثير في الجهات والمناطق الداخلية) زد على ذلك وجود إشكاليات أخرى تجعل التحصيل العلمي متعثرا حتى في مدارج الجامعة..
المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا يعيش منذ الأربعاء الماضي على وقع إضراب بما ان 7 طلبة وبعد نجاحهم في السنة الثانية بقي مصيرهم معلقا لان ادارة الجامعة لا تستطيع فتح قسم للإجازة بـأقل من 15 طالبا ورغم مراسلتهم للوزارة إلا انه الى اليوم لم يظفروا "بإجابة" لا سيما وأن شبح السنة الدراسية البيضاء يتهددهم.
وبالتوازي مع هذه الحادثة فإنها عديدة هي الإشكاليات التي يعيشها الطلبة في عدد من الجامعات وفي قطاعات معينة على غرار قطاع الآداب في صفاقس الأمر الذي ولد حالة تشنج واحتقان في بعض القطاعات التي يلف مسارها الجامعي الغموض..
حول ابرز الإشكاليات التي يعاني منها الطلبة اليوم بعد ما يقارب الشهرين من العودة الجامعية أورد أمس الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة أيمن البدري في تصريح أمس لـ"الصباح" أن هنالك مشاكل عادية وهنالك أخرى تتعلق بالجانب الأكاديمي في علاقة بسوق الشغل. وفسر البدري أن الإشكاليات تعلقت عموما بالسكن والمنحة الجامعية التي تشوبها اليوم حلول ترقيعية لا جوهرية مشيرا الى أن عدد الطلبة المنتفعين بالمنحة الجامعية لم يتجاوز الـ50 بالمائة مستنكرا في السياق عدم السماح لأبناء الموظفين الذي يتلقون أجرا قدره 500 د بالانتفاع بالمنحة الجامعية. كما استنكر البدري أيضا غياب الأكلة الجافة في المطاعم الجامعية أيام الآحاد.
وفي معرض حديثه عن أهم الإشكاليات الأخرى أشار الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة الى ان هنالك 4 إشكاليات أساسية تواجه الطلبة تتمثل في: المشاكل المرافقة للأكلة الجامعية ومشاكل المنحة فضلا عن غياب التدخل الصحي والتدخل الأمني في محيط الجامعات والمبيتات الجامعية. هذا بالتوازي مع وجود إشكاليات قطاعية أخرى على غرار قطاع الآداب مشيرا في هذا الخصوص الى وجود حراك في قطاعات معينة على غرار قطاع الحقوق الذي ينادي بإعادة فتح مناظرات عدول الإشهاد والتنفيذ.
وفي نفس السياق حول ابرز الإشكاليات التي تواجه منظومة التعليم العالي بعد قرابة شهرين من العودة الجامعية أورد المنسق العام لاتحاد الأساتذة الباحثين الجامعيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح أمس لـ"الصباح" إن الإشكاليات متواصلة من سنة الى أخرى وتتعلق أساسا بتقليص الميزانية المخصصة للتعليم العالي والتي أفرزت بنية تحتية مهترئة وغياب عمليات الصيانة مشيرا الى ان غالبية المؤسسات الجامعية تعيش وضعية تعيسة. وخص بالذكر في هذا الإطار كلية العلوم بتونس والتي تعتبر من اعرق الجامعات التونسية التي تعيش اليوم وضعية كارثية تتلخص في تراكم الأوساخ والفضلات الى جانب وجود بنية تحتية مهترئة معتبرا ان هذا الوضع الكارثي لا يعتبر بالمرة ملائما للتدريس او حتى للحديث عن جودة التدريس موضحا ان المناطق والجهات الداخلية تعيش هي الأخرى وضعية أسوأ بكثير من حال الجامعات المنتشرة في تونس. وفي نفس الإطار استنكر جويدة ان بعض الاختصاصات تفتقر للمقومات الأساسية والرئيسية للتدريس على غرار المعهد العالي للرياضة بقصر سعيد والذي يشهد الى اليوم غلقا متواصلا لمسبحه. ليخلص محدثنا الى القول بان العودة الجامعية كارثية بكل المقاييس كما أنها تتدحرج من السيئ إلى الأسوأ ..
منال حرزي
تونس-الصباح
مخطئ من يعتقد أن حال الجامعات التونسية أفضل من المدارس والمعاهد وأن التعليم العالي لا تشوبه إشكاليات فالمشاكل من قبيل تردي البنية التحتية ونقص الإمكانيات وغياب مخابر البحث الى جانب تراكم الأوساخ والفضلات تٌمثّل قاسما مشتركا لكل الجامعات التونسية (علما أن الوضعية أسوأ بكثير في الجهات والمناطق الداخلية) زد على ذلك وجود إشكاليات أخرى تجعل التحصيل العلمي متعثرا حتى في مدارج الجامعة..
المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا يعيش منذ الأربعاء الماضي على وقع إضراب بما ان 7 طلبة وبعد نجاحهم في السنة الثانية بقي مصيرهم معلقا لان ادارة الجامعة لا تستطيع فتح قسم للإجازة بـأقل من 15 طالبا ورغم مراسلتهم للوزارة إلا انه الى اليوم لم يظفروا "بإجابة" لا سيما وأن شبح السنة الدراسية البيضاء يتهددهم.
وبالتوازي مع هذه الحادثة فإنها عديدة هي الإشكاليات التي يعيشها الطلبة في عدد من الجامعات وفي قطاعات معينة على غرار قطاع الآداب في صفاقس الأمر الذي ولد حالة تشنج واحتقان في بعض القطاعات التي يلف مسارها الجامعي الغموض..
حول ابرز الإشكاليات التي يعاني منها الطلبة اليوم بعد ما يقارب الشهرين من العودة الجامعية أورد أمس الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة أيمن البدري في تصريح أمس لـ"الصباح" أن هنالك مشاكل عادية وهنالك أخرى تتعلق بالجانب الأكاديمي في علاقة بسوق الشغل. وفسر البدري أن الإشكاليات تعلقت عموما بالسكن والمنحة الجامعية التي تشوبها اليوم حلول ترقيعية لا جوهرية مشيرا الى أن عدد الطلبة المنتفعين بالمنحة الجامعية لم يتجاوز الـ50 بالمائة مستنكرا في السياق عدم السماح لأبناء الموظفين الذي يتلقون أجرا قدره 500 د بالانتفاع بالمنحة الجامعية. كما استنكر البدري أيضا غياب الأكلة الجافة في المطاعم الجامعية أيام الآحاد.
وفي معرض حديثه عن أهم الإشكاليات الأخرى أشار الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة الى ان هنالك 4 إشكاليات أساسية تواجه الطلبة تتمثل في: المشاكل المرافقة للأكلة الجامعية ومشاكل المنحة فضلا عن غياب التدخل الصحي والتدخل الأمني في محيط الجامعات والمبيتات الجامعية. هذا بالتوازي مع وجود إشكاليات قطاعية أخرى على غرار قطاع الآداب مشيرا في هذا الخصوص الى وجود حراك في قطاعات معينة على غرار قطاع الحقوق الذي ينادي بإعادة فتح مناظرات عدول الإشهاد والتنفيذ.
وفي نفس السياق حول ابرز الإشكاليات التي تواجه منظومة التعليم العالي بعد قرابة شهرين من العودة الجامعية أورد المنسق العام لاتحاد الأساتذة الباحثين الجامعيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح أمس لـ"الصباح" إن الإشكاليات متواصلة من سنة الى أخرى وتتعلق أساسا بتقليص الميزانية المخصصة للتعليم العالي والتي أفرزت بنية تحتية مهترئة وغياب عمليات الصيانة مشيرا الى ان غالبية المؤسسات الجامعية تعيش وضعية تعيسة. وخص بالذكر في هذا الإطار كلية العلوم بتونس والتي تعتبر من اعرق الجامعات التونسية التي تعيش اليوم وضعية كارثية تتلخص في تراكم الأوساخ والفضلات الى جانب وجود بنية تحتية مهترئة معتبرا ان هذا الوضع الكارثي لا يعتبر بالمرة ملائما للتدريس او حتى للحديث عن جودة التدريس موضحا ان المناطق والجهات الداخلية تعيش هي الأخرى وضعية أسوأ بكثير من حال الجامعات المنتشرة في تونس. وفي نفس الإطار استنكر جويدة ان بعض الاختصاصات تفتقر للمقومات الأساسية والرئيسية للتدريس على غرار المعهد العالي للرياضة بقصر سعيد والذي يشهد الى اليوم غلقا متواصلا لمسبحه. ليخلص محدثنا الى القول بان العودة الجامعية كارثية بكل المقاييس كما أنها تتدحرج من السيئ إلى الأسوأ ..