أفاد فوزي الزياني مختص في السياسات الزراعية ورئيس جمعية تونس الزيتونة لـ"الصباح" أن تقديرات وزارة الفلاحة بخصوص صابة زيت الزيتون في حدود 200 ألف طن بانخفاض بنسبة 20% بالمقارنة مع السنة الفارطة.
تقديرات لا يُوافقها، إذ يعتبر أنه مُبالغ فيها كما هو الشأن بالنسبة للموسم الفارط، مُشيرا إلى أن هناك إصرارا من طرف وزارة الفلاحة على تضخيم الأرقام، وهو ما من شأنه الإضرار بالفلاح والأسعار، وبحسب تقديراته فإن الصابة لن تتجاوز 160 ألف طن في أحسن الأحوال، وفق قوله.
هذه أسباب تراجع حجم صابة زيت الزيتون هذا الموسم
وتطرّق الزياني إلى أسباب تراجع حجم صابة زيت الزيتون هذا الموسم، حيث شرح بأن أسباب النقص عديدة وأهمها ارتفاع درجات الحرارة الذي أضر بالصابة وبالشجرة في حد ذاتها، فالإنتاجية تتأثر سلبا بموجات الحرّ المُتكرّرة.
والسبب الثاني عدم تدخل الدولة عبر هياكلها لمعاضدة الفلاحين في الري التكميلي مثلما جرت العادة في سنوات مضت، مُضيفا أن الدولة أصبحت تتنصل من تعهداتها وواجباتها تجاه الفلاحين مما ينعكس على الإنتاجية ويساهم في تدهور وضعية الفلاحين في عديد المجالات، مُشدّدا على أن الفلاحة أساس من أسس الاقتصاد "إن أهملناه ساهمنا في التدهور الاقتصادي وضرب سيادتنا الغذائية الوطنية".
ماذا عن تأخر فتح المعاصر في تونس مقارنة باسبانيا؟
شهد فصل الصيف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة وصلت إلى مستويات قياسية، عجّلت بنضج الزيتون بينما لم تفتح المعاصر في تونس، بصفة رسمية، أبوابها إلى الآن لاستقبال كميات الزيتون وتحويلها إلى زيت، في حين أن العديد من الدول الأوروبية على غرار اسبانيا وايطاليا قد عجّلت بفتحها منذ سبتمبر، أكد الزياني، في هذا الصدد، أن الطرف الوحيد المخوّل له إعطاء إشارة انطلاق موسم جني الزيتون هو معهد الزيتونة الذي يقوم بالتحاليل اللازمة لمعرفة مدى نضج الثمرة، مُستدركا بأن التغيرات المناخية قد ساهمت في اسوداد الثمرة بسرعة لكن هذا لا يعني أنها ناضجة، مُشيرا إلى أنه قد سبق وأن تم القيام بجني الزيتون مبكرا فتحصلنا على نوعية غير جيدة من الزيت، على أن بعض الأصناف الأجنبية تتحصل على رخص استثنائية ابتداء من 15 أكتوبر من كل سنة، مُعتبرا أنه لا إشكال في هذا المجال.
هذا وذكر بأن الموسم ينطلق عادة في 25 أكتوبر لبيدأ الجني وتفتح المعاصر في نفس اليوم، ليستمر الموسم إلى غاية 5 نوفمبر بحسب الجهات فهو ليس موحدا، مُعتبرا أن المعاصر والجني عمليتان مرتبطتان ببعضهما البعض ولا يمكن فتح معاصر والجني لم يبدأ، ليبقى نضج الزيتون هو المحدد فلو يقع تقديم موعد الجني فإن الجودة تكون سيئة، مُشيرا إلى أنه أمر مثبت علميا، مُبرزا أنه لا مقارنة بين تونس وايطاليا واسبانيا فلكل دولة مناخها وتحاليلها، مُشدّدا على أن المسألة تتعلّق بالجودة والنضج بالأساس، حتى وإن كانت المنافسة بين هذه الدول قد تفرض فتح المعاصر في وقت واحد.
اسبتبشار بترويج زيت الزيتون في الخارج وإمكانيات كبيرة لاقتحام الأسواق الإفريقية رغم العراقيل
تراجع حجم الصابة، لا ينفي الاستبشار بخصوص ترويج زيت الزيتون في الخارج، رغم المنافسة القوية لاسيما مع إسبانيا التي تُعدّ أكبر دولة منتجة ومصدرة في هذا المجال، إذ أفاد المختص في السياسات الزراعية بأن تونس بدأت تكتسح العديد من الأسواق الجديدة كالإفريقية والآسيوية وفي نفس الوقت تتموقع في بعض الأسواق التقليدية، لافتا إلى أن الإمكانيات كبيرة لمزيد اكتساح الأسواق الجديدة الواعدة كالإفريقية لكن وجب العمل من قبل مصالح الدولة على توفير مزيد الدعم للمصدرين الجدد والصغار وتبسيط الآليات لحثهم على التصدير في أحسن الظروف ودون عراقيل إدارية، ومن اجل رفع شعار "التصدير ممكن للجميع دون عراقيل"، مُوضّحا أن تونس في أحسن الحالات لم يتعد إنتاجها 14% من الإنتاج العالمي، على أن المنافسة الحقيقية يجب أن تكون على مستوى الجودة وعلى مستوى زيت الزيتون البيولوجي فتونس أول دولة منتجة ومصدرة لزيت الزيتون البيولوجي لكنها مازالت لم تعمل على استغلال هذا تسويقيا وترويجيا.
ويعتقد رئيس جمعية تونس الزيتونة بالنسبة للأسواق الإفريقية أن تونس مُقصّرة في هذا الاتجاه، باعتبار أن هذه السوق واعدة والأفارقة بدأوا يهتمون بزيت الزيتون. وبلادنا لديها أفضلية لعدة أسباب أهمها الجوار فعديد الدول الإفريقية لا تفصلنا عنها سوى مئات الكيلومترات عبر ليبيا، وقال في هذا السياق "لابد من التركيز وخلق آليات التموقع، جميع الدول المنافسة بدأت في ذلك، لكن تونس تمتاز بعاملين مهمين تواجدها وتاريخها الإفريقي ونحن موجودون في مجالات عديدة أخرى مثل البناء والخدمات. كما لا ننسى العلاقات الكبيرة التي درت وتم تأطيرها في تونس، أي الطلبة الأفارق ثم عادوا إلى بلدانهم الأصلية، وأصبحوا إطارات عليا فيها وحتى وزراء. لذا علينا استغلال هذا الجانب، كما يجب ايلاء الجانب اللوجستي أهمية قصوى، فالقرب الجغرافي هو امتياز بذاته بالمقارنة مع بقية الدول المُصدّرة وجب استغلاله وتطويره أكثر".
وعرّج الزياني على الصالون الدولي للتغذية الذي انتظم في فرنسا، مؤخرا، وحظيت تونس بجناح فيه ولوحظ أن هناك نقلة نوعية على مستوى العرض والعارضين وبإمكان تونس القيام بالأفضل.
وأضاف "لابد من التنويه بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها عديد المستثمرين الخواص في هذا القطاع".
الزيت البكر التونسي الأكثر طلبا وهذه شروط الحصول عليه
وفيما يتعلّق بالزيت البكر الذي يعدّ الأكثر طلبا في الأسواق العالمية مقارنة مع بقية أنواع زيت الزيتون، أوضح الزياني أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة مفادها أنه للحصول على الزيت البكر الجيد يجب الفتح المُبكّر للمعاصر، مُبينا أن تاريخ الفتح تضبطه البحوث العلمية أساسا وذلك بعد إجراء بعض التحاليل، على أنه يمكن الحصول على الزيت البكر حتى في شهر جانفي أي في فصل الشتاء وليس فقط في الخريف، وتبقى الجودة أي البكر الممتاز هي المطلوبة، مهما كان التوقيت.
وبيّن أن الزيت البكر الممتاز يخضع لقواعد أبرزها اختيار الموعد المناسب للجني وطريقة الجني وطريقة نقل الثمار وأيضا طريقة العصر وطريقة الخزن، وذكر أنه لابد من احترام هذه القواعد وتطبيقها ليكون هناك زيت ذو جودة عالية.
وتطّرق الزياني إلى الخطوات التي يجب إتباعها للظفر بزيت بكر ممتاز، لاسيما أهمية عدم تجاوز توقيت النضج المنصوح به من قبل معهد الزيتونة فهناك أصاف أجنبية تكون ناضجة بداية من أول أكتوبر أما الأصناف المحلية التونسية، فتكون بداية من 25 أكتوبر وهناك من تكون ناضجة في ديسمبر.
الخطوة الثانية تتمثل في وجوب أن يكون الجني بالأمشاط وليس بالعصي، وبخصوص إجراءات طريقة الخزن فلابد من أن تكون في مكان مظلم مع احترام درجات حرارة معينة.
ولا يقتصر الطلب الأكبر على صنف الزيت البكر بل أيضا هناك أصناف أخرى مطلوبة على مستوى عالمي وإن كانت بدرجة أقل من الزيت البكر وهي الأصناف المحلية مثل الشملالي والشتوي والوسلاتي.
درصاف اللموشي
تونس-الصباح
أفاد فوزي الزياني مختص في السياسات الزراعية ورئيس جمعية تونس الزيتونة لـ"الصباح" أن تقديرات وزارة الفلاحة بخصوص صابة زيت الزيتون في حدود 200 ألف طن بانخفاض بنسبة 20% بالمقارنة مع السنة الفارطة.
تقديرات لا يُوافقها، إذ يعتبر أنه مُبالغ فيها كما هو الشأن بالنسبة للموسم الفارط، مُشيرا إلى أن هناك إصرارا من طرف وزارة الفلاحة على تضخيم الأرقام، وهو ما من شأنه الإضرار بالفلاح والأسعار، وبحسب تقديراته فإن الصابة لن تتجاوز 160 ألف طن في أحسن الأحوال، وفق قوله.
هذه أسباب تراجع حجم صابة زيت الزيتون هذا الموسم
وتطرّق الزياني إلى أسباب تراجع حجم صابة زيت الزيتون هذا الموسم، حيث شرح بأن أسباب النقص عديدة وأهمها ارتفاع درجات الحرارة الذي أضر بالصابة وبالشجرة في حد ذاتها، فالإنتاجية تتأثر سلبا بموجات الحرّ المُتكرّرة.
والسبب الثاني عدم تدخل الدولة عبر هياكلها لمعاضدة الفلاحين في الري التكميلي مثلما جرت العادة في سنوات مضت، مُضيفا أن الدولة أصبحت تتنصل من تعهداتها وواجباتها تجاه الفلاحين مما ينعكس على الإنتاجية ويساهم في تدهور وضعية الفلاحين في عديد المجالات، مُشدّدا على أن الفلاحة أساس من أسس الاقتصاد "إن أهملناه ساهمنا في التدهور الاقتصادي وضرب سيادتنا الغذائية الوطنية".
ماذا عن تأخر فتح المعاصر في تونس مقارنة باسبانيا؟
شهد فصل الصيف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة وصلت إلى مستويات قياسية، عجّلت بنضج الزيتون بينما لم تفتح المعاصر في تونس، بصفة رسمية، أبوابها إلى الآن لاستقبال كميات الزيتون وتحويلها إلى زيت، في حين أن العديد من الدول الأوروبية على غرار اسبانيا وايطاليا قد عجّلت بفتحها منذ سبتمبر، أكد الزياني، في هذا الصدد، أن الطرف الوحيد المخوّل له إعطاء إشارة انطلاق موسم جني الزيتون هو معهد الزيتونة الذي يقوم بالتحاليل اللازمة لمعرفة مدى نضج الثمرة، مُستدركا بأن التغيرات المناخية قد ساهمت في اسوداد الثمرة بسرعة لكن هذا لا يعني أنها ناضجة، مُشيرا إلى أنه قد سبق وأن تم القيام بجني الزيتون مبكرا فتحصلنا على نوعية غير جيدة من الزيت، على أن بعض الأصناف الأجنبية تتحصل على رخص استثنائية ابتداء من 15 أكتوبر من كل سنة، مُعتبرا أنه لا إشكال في هذا المجال.
هذا وذكر بأن الموسم ينطلق عادة في 25 أكتوبر لبيدأ الجني وتفتح المعاصر في نفس اليوم، ليستمر الموسم إلى غاية 5 نوفمبر بحسب الجهات فهو ليس موحدا، مُعتبرا أن المعاصر والجني عمليتان مرتبطتان ببعضهما البعض ولا يمكن فتح معاصر والجني لم يبدأ، ليبقى نضج الزيتون هو المحدد فلو يقع تقديم موعد الجني فإن الجودة تكون سيئة، مُشيرا إلى أنه أمر مثبت علميا، مُبرزا أنه لا مقارنة بين تونس وايطاليا واسبانيا فلكل دولة مناخها وتحاليلها، مُشدّدا على أن المسألة تتعلّق بالجودة والنضج بالأساس، حتى وإن كانت المنافسة بين هذه الدول قد تفرض فتح المعاصر في وقت واحد.
اسبتبشار بترويج زيت الزيتون في الخارج وإمكانيات كبيرة لاقتحام الأسواق الإفريقية رغم العراقيل
تراجع حجم الصابة، لا ينفي الاستبشار بخصوص ترويج زيت الزيتون في الخارج، رغم المنافسة القوية لاسيما مع إسبانيا التي تُعدّ أكبر دولة منتجة ومصدرة في هذا المجال، إذ أفاد المختص في السياسات الزراعية بأن تونس بدأت تكتسح العديد من الأسواق الجديدة كالإفريقية والآسيوية وفي نفس الوقت تتموقع في بعض الأسواق التقليدية، لافتا إلى أن الإمكانيات كبيرة لمزيد اكتساح الأسواق الجديدة الواعدة كالإفريقية لكن وجب العمل من قبل مصالح الدولة على توفير مزيد الدعم للمصدرين الجدد والصغار وتبسيط الآليات لحثهم على التصدير في أحسن الظروف ودون عراقيل إدارية، ومن اجل رفع شعار "التصدير ممكن للجميع دون عراقيل"، مُوضّحا أن تونس في أحسن الحالات لم يتعد إنتاجها 14% من الإنتاج العالمي، على أن المنافسة الحقيقية يجب أن تكون على مستوى الجودة وعلى مستوى زيت الزيتون البيولوجي فتونس أول دولة منتجة ومصدرة لزيت الزيتون البيولوجي لكنها مازالت لم تعمل على استغلال هذا تسويقيا وترويجيا.
ويعتقد رئيس جمعية تونس الزيتونة بالنسبة للأسواق الإفريقية أن تونس مُقصّرة في هذا الاتجاه، باعتبار أن هذه السوق واعدة والأفارقة بدأوا يهتمون بزيت الزيتون. وبلادنا لديها أفضلية لعدة أسباب أهمها الجوار فعديد الدول الإفريقية لا تفصلنا عنها سوى مئات الكيلومترات عبر ليبيا، وقال في هذا السياق "لابد من التركيز وخلق آليات التموقع، جميع الدول المنافسة بدأت في ذلك، لكن تونس تمتاز بعاملين مهمين تواجدها وتاريخها الإفريقي ونحن موجودون في مجالات عديدة أخرى مثل البناء والخدمات. كما لا ننسى العلاقات الكبيرة التي درت وتم تأطيرها في تونس، أي الطلبة الأفارق ثم عادوا إلى بلدانهم الأصلية، وأصبحوا إطارات عليا فيها وحتى وزراء. لذا علينا استغلال هذا الجانب، كما يجب ايلاء الجانب اللوجستي أهمية قصوى، فالقرب الجغرافي هو امتياز بذاته بالمقارنة مع بقية الدول المُصدّرة وجب استغلاله وتطويره أكثر".
وعرّج الزياني على الصالون الدولي للتغذية الذي انتظم في فرنسا، مؤخرا، وحظيت تونس بجناح فيه ولوحظ أن هناك نقلة نوعية على مستوى العرض والعارضين وبإمكان تونس القيام بالأفضل.
وأضاف "لابد من التنويه بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها عديد المستثمرين الخواص في هذا القطاع".
الزيت البكر التونسي الأكثر طلبا وهذه شروط الحصول عليه
وفيما يتعلّق بالزيت البكر الذي يعدّ الأكثر طلبا في الأسواق العالمية مقارنة مع بقية أنواع زيت الزيتون، أوضح الزياني أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة مفادها أنه للحصول على الزيت البكر الجيد يجب الفتح المُبكّر للمعاصر، مُبينا أن تاريخ الفتح تضبطه البحوث العلمية أساسا وذلك بعد إجراء بعض التحاليل، على أنه يمكن الحصول على الزيت البكر حتى في شهر جانفي أي في فصل الشتاء وليس فقط في الخريف، وتبقى الجودة أي البكر الممتاز هي المطلوبة، مهما كان التوقيت.
وبيّن أن الزيت البكر الممتاز يخضع لقواعد أبرزها اختيار الموعد المناسب للجني وطريقة الجني وطريقة نقل الثمار وأيضا طريقة العصر وطريقة الخزن، وذكر أنه لابد من احترام هذه القواعد وتطبيقها ليكون هناك زيت ذو جودة عالية.
وتطّرق الزياني إلى الخطوات التي يجب إتباعها للظفر بزيت بكر ممتاز، لاسيما أهمية عدم تجاوز توقيت النضج المنصوح به من قبل معهد الزيتونة فهناك أصاف أجنبية تكون ناضجة بداية من أول أكتوبر أما الأصناف المحلية التونسية، فتكون بداية من 25 أكتوبر وهناك من تكون ناضجة في ديسمبر.
الخطوة الثانية تتمثل في وجوب أن يكون الجني بالأمشاط وليس بالعصي، وبخصوص إجراءات طريقة الخزن فلابد من أن تكون في مكان مظلم مع احترام درجات حرارة معينة.
ولا يقتصر الطلب الأكبر على صنف الزيت البكر بل أيضا هناك أصناف أخرى مطلوبة على مستوى عالمي وإن كانت بدرجة أقل من الزيت البكر وهي الأصناف المحلية مثل الشملالي والشتوي والوسلاتي.