إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد السماح لطلبة أوكرانيا بإجراء تربصات في المستشفيات العمومية.. الهياكل المهنية الطبية تحتج وترفض ..

 

 

تونس- الصباح

ما زال ملف الطلبة التونسيين العائدين من أوكرانيا بسبب الحرب الروسية يلقي بظلاله على المشهد الجامعي بسبب وضعية هؤلاء الطلبة الذين تستحيل عودتهم الى بلد الدراسة في ظروف الحرب الحالية وفي نفس الوقت أثار قرار وزارة التعليم العالي، أول أمس، بشأن تمكينهم من إجراء التربصات التطبيقية موجة كبيرة من الرفض داخل الأوساط الطبية والجامعية .

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا وفرار مئات الطلبة التونسيين والذين يقدر عددهم بألفي طالب عائد من جحيم القتال هناك، ظل ملف استكمال دراستهم الجامعية خاصة وأن بينهم من كان في السنة النهائية من دراسته، محل جدل كبير بين الأولياء والطلبة العائدين والذين يرفضون ضياع مستقبلهم وبقاء ملفهم دون حلّ خاصة وان الحرب في أوكرانيا ما تزال طويلة ونتائجها غير محسومة بعد، وكذلك محل جدل داخل الأوساط الجامعية خاصة الطبية منها. وفي أفريل الماضي دعا أولياء الطلبة العائدين السلطة إلى التدخل لدمج أبنائهم في الجامعات التونسية خاصة في الاختصاصات الطبية والبيو-طبية لاستكمال دراستهم .

وبعد أشهر من التفاوض والنقاش أفادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة في بيان مشترك، أول أمس، أنه تم التنسيق مع كليات الطب وكلية طب الأسنان بالمنستير وكلية الصيدلية بالمنستير لدراسة مطالب الطلبة التونسيين المزاولين لدراستهم في الاختصاصات الطبية بأوكرانيا، من أجل تمكينهم من إجراء التربصات التطبيقية في حدود الإمكانيات المتوفرة وطاقة استيعاب المؤسسات الصحية.

غير أن هذا القرار لم يمر بصمت وانتفضت أمس عدة هياكل ومنظمات طبية وطلابية للتعبير عن رفضها لهذا القرار ..

رفض القرار ..

عبرت المنظمة التونسية للأطباء الشبان في بيان لها للرأي العام عن استغرابها من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المتعلق بتمكين الطلبة التونسيين المزاولين لدراستهم بأوكرانيا من تربصات في المستشفيات التونسية. ووصفت المنظمة، هذا القرار بالمفاجئ والمسقط واستغربت من شح المعلومات التي رافقته بالإضافة لعدم تشريكها فيه لممثلي الطلبة ولمختلف المنظمات الممثلة للأطباء الشبان. كما طالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة بالنظر للوضعية الكارثية للتربصات داخل المستشفيات العمومية قبل البحث عن إضافة متربصين داخلها. ولفتت إلى أن هذا القرار تنقصه عدة تفاصيل بدرجة كبيرة من الأهمية حول مدى متابعة الطلبة التونسيين بأوكرانيا لتكوينهم النظري عن بعد بالكليات التابعين لها بالنظر، وحول الأسس التي تعتزم على أساسهم الوزارة توزيع الطلبة الأوكرانيين في التربصات بالمستشفيات التونسية، لما في ذلك من مزيد فتح مجال نحو المحسوبية التي لم تدع مجالا لم تلتهمه، وفق بيان المنظمة.

ورغم تعبير المنظمة التونسية للأطباء الشبان على تضامنها مع الطلبة التونسيين أمام هذه الأزمة الإنسانية التي يمرون بها. إلا أنها حذرت مما وصفته بأي محاولة لخوصصة التكوين الطبي أو لإدماج الطلبة الدارسين بالخارج بكليات الطب التونسية واستعدادها التام للتصعيد من اجل ذلك ..

وفي ذات السياق، عبرت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير عن رفضها القاطع لأي شكل من أشكال دمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات العمومية ا لما يمثله ذلك من خوصصة غير مباشرة للقطاع. وأضافت المنظمة في بيان لها، أن الدراسات الطبية في تونس كانت على الدوام عنوانا للمصعد الاجتماعي الذي يمكن طلبة من كافة الولايات وكل الفئات من مزاولة تعليمهم الطبي بتميز. كما شددت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير على أن الأولوية في تكوين الطلبة في المستشفيات تكون دوما لطلبة الجامعات العمومية التونسية.

وأبرزت أن الأقسام الاستشفائية العاجزة عن استقبال طلبة الجامعات التونسية نظرا لعددهم لن تتمكن من استقبال طلبة آخرين بدون أن يعود ذلك بالضرر على تكوين طلبة الجامعات التونسية. كما أكدت استحالة تطبيق مثل هذا القرار على أرض الواقع نظرا للإمكانيات اللوجيستية المحدودة، مشيرة إلى أن هذا القرار لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بالتربصات الصيفية التي يكون فيها عدد المتربصين أقل وعدد الأقسام أكثر كما أن ثقلها أقل في التكوين. كما أكدت المنظمة استعدادها لخوض كل التحركات اللازمة لمعارضة هذا القرار ولقطع الطريق على كل محاولات خوصصة القطاع. وقد دعت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير كل السلطات الأكاديمية وكل الإطار الاستشفائي الجامعي برفض هذا القرار.

ورغم تعبير أغلب الهياكل المهنية الطبية عن تعاطفها مع الطلبة المتضررين من الحرب إلا أن القرار المشترك بين وزارة التعليم العالي والصحة تمت مواجهته برفض شديد من طرف الطلبة والهياكل المهنية لاعتبارات موضوعية في أغلبها وينتظر أن يشهد هذا الملف تطورات مهمة في قادم الأيام .

منية العرفاوي

 

 

 

بعد السماح لطلبة أوكرانيا بإجراء تربصات في المستشفيات العمومية.. الهياكل المهنية الطبية تحتج وترفض ..

 

 

تونس- الصباح

ما زال ملف الطلبة التونسيين العائدين من أوكرانيا بسبب الحرب الروسية يلقي بظلاله على المشهد الجامعي بسبب وضعية هؤلاء الطلبة الذين تستحيل عودتهم الى بلد الدراسة في ظروف الحرب الحالية وفي نفس الوقت أثار قرار وزارة التعليم العالي، أول أمس، بشأن تمكينهم من إجراء التربصات التطبيقية موجة كبيرة من الرفض داخل الأوساط الطبية والجامعية .

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا وفرار مئات الطلبة التونسيين والذين يقدر عددهم بألفي طالب عائد من جحيم القتال هناك، ظل ملف استكمال دراستهم الجامعية خاصة وأن بينهم من كان في السنة النهائية من دراسته، محل جدل كبير بين الأولياء والطلبة العائدين والذين يرفضون ضياع مستقبلهم وبقاء ملفهم دون حلّ خاصة وان الحرب في أوكرانيا ما تزال طويلة ونتائجها غير محسومة بعد، وكذلك محل جدل داخل الأوساط الجامعية خاصة الطبية منها. وفي أفريل الماضي دعا أولياء الطلبة العائدين السلطة إلى التدخل لدمج أبنائهم في الجامعات التونسية خاصة في الاختصاصات الطبية والبيو-طبية لاستكمال دراستهم .

وبعد أشهر من التفاوض والنقاش أفادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة في بيان مشترك، أول أمس، أنه تم التنسيق مع كليات الطب وكلية طب الأسنان بالمنستير وكلية الصيدلية بالمنستير لدراسة مطالب الطلبة التونسيين المزاولين لدراستهم في الاختصاصات الطبية بأوكرانيا، من أجل تمكينهم من إجراء التربصات التطبيقية في حدود الإمكانيات المتوفرة وطاقة استيعاب المؤسسات الصحية.

غير أن هذا القرار لم يمر بصمت وانتفضت أمس عدة هياكل ومنظمات طبية وطلابية للتعبير عن رفضها لهذا القرار ..

رفض القرار ..

عبرت المنظمة التونسية للأطباء الشبان في بيان لها للرأي العام عن استغرابها من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المتعلق بتمكين الطلبة التونسيين المزاولين لدراستهم بأوكرانيا من تربصات في المستشفيات التونسية. ووصفت المنظمة، هذا القرار بالمفاجئ والمسقط واستغربت من شح المعلومات التي رافقته بالإضافة لعدم تشريكها فيه لممثلي الطلبة ولمختلف المنظمات الممثلة للأطباء الشبان. كما طالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة بالنظر للوضعية الكارثية للتربصات داخل المستشفيات العمومية قبل البحث عن إضافة متربصين داخلها. ولفتت إلى أن هذا القرار تنقصه عدة تفاصيل بدرجة كبيرة من الأهمية حول مدى متابعة الطلبة التونسيين بأوكرانيا لتكوينهم النظري عن بعد بالكليات التابعين لها بالنظر، وحول الأسس التي تعتزم على أساسهم الوزارة توزيع الطلبة الأوكرانيين في التربصات بالمستشفيات التونسية، لما في ذلك من مزيد فتح مجال نحو المحسوبية التي لم تدع مجالا لم تلتهمه، وفق بيان المنظمة.

ورغم تعبير المنظمة التونسية للأطباء الشبان على تضامنها مع الطلبة التونسيين أمام هذه الأزمة الإنسانية التي يمرون بها. إلا أنها حذرت مما وصفته بأي محاولة لخوصصة التكوين الطبي أو لإدماج الطلبة الدارسين بالخارج بكليات الطب التونسية واستعدادها التام للتصعيد من اجل ذلك ..

وفي ذات السياق، عبرت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير عن رفضها القاطع لأي شكل من أشكال دمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات العمومية ا لما يمثله ذلك من خوصصة غير مباشرة للقطاع. وأضافت المنظمة في بيان لها، أن الدراسات الطبية في تونس كانت على الدوام عنوانا للمصعد الاجتماعي الذي يمكن طلبة من كافة الولايات وكل الفئات من مزاولة تعليمهم الطبي بتميز. كما شددت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير على أن الأولوية في تكوين الطلبة في المستشفيات تكون دوما لطلبة الجامعات العمومية التونسية.

وأبرزت أن الأقسام الاستشفائية العاجزة عن استقبال طلبة الجامعات التونسية نظرا لعددهم لن تتمكن من استقبال طلبة آخرين بدون أن يعود ذلك بالضرر على تكوين طلبة الجامعات التونسية. كما أكدت استحالة تطبيق مثل هذا القرار على أرض الواقع نظرا للإمكانيات اللوجيستية المحدودة، مشيرة إلى أن هذا القرار لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بالتربصات الصيفية التي يكون فيها عدد المتربصين أقل وعدد الأقسام أكثر كما أن ثقلها أقل في التكوين. كما أكدت المنظمة استعدادها لخوض كل التحركات اللازمة لمعارضة هذا القرار ولقطع الطريق على كل محاولات خوصصة القطاع. وقد دعت منظمة الأطباء الخارجيين لكلية الطب بالمنستير كل السلطات الأكاديمية وكل الإطار الاستشفائي الجامعي برفض هذا القرار.

ورغم تعبير أغلب الهياكل المهنية الطبية عن تعاطفها مع الطلبة المتضررين من الحرب إلا أن القرار المشترك بين وزارة التعليم العالي والصحة تمت مواجهته برفض شديد من طرف الطلبة والهياكل المهنية لاعتبارات موضوعية في أغلبها وينتظر أن يشهد هذا الملف تطورات مهمة في قادم الأيام .

منية العرفاوي

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews