الحديث إلى المناضلة الفلسطينية والقيادية في الجبهة الشعبية ليلى خالد واسمها الحركي شادية أبوغزالة مزيج بين الحلاوة والمرارة.. حلاوة صدق المشاعر والثبات على المواقف والقيم ومرارة الواقع ومآسي الاحتلال.. ليلى خالد التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي بمشاركتها الجبهة الشعبية اخطر العمليات الفدائية في السماء تبقى عنوانا لمعركة نضالية مفتوحة على كل السيناريوهات والخيارات.. اختيار اسم شادية ابوغزالة ليكون اسمها الحركي لم يكن من فراغ فهذه أول شهيدة بعد 1967 ويجب أن تظل في الذاكرة الفلسطينية الوطنية.. بعد طول غياب تتحدث ليلى خالد وقد تجاوزت عقدها السابع كما لو كانت تنضم لأول مرة للجبهة الشعبية وكما لو كانت تستعد لعملية فدائية وشيكة.. وهي تعتبر أن النضال طريق للسعادة وأن السعادة هي النضال.. ليلى خالد بطلة مجموعة "تشي جيفارا" التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كانت وراء اختطاف طائرة تي دبليو أي 840 وإجبارها على تغيير مسارها منذ أربعة عقود والتي خضعت لأكثر من عملية تجميل لتغيير ملامح وجهها لم تفقد رغم فعل الزمن من حماسها والتزامها بخيار المقاومة، في حوارها الذي خصت به "الصباح" تعيد ليلى خالد تقليب أوراق اتفاق أوسلو وتكشف بعض ملابسات أهداف الاحتلال من وراء ذلك وهي تقول أن العمل النضالي أهم وأولى من الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تنفي ليلى خالد انهيار حركات المقاومة الفلسطينية معتبرة أن حركة الشعوب تتجدد من مرحلة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر، وأنه رغم التغول الاستعماري والأنظمة الاستبدادية الغارقة في التغيير رجعيتها فإن الشعوب قادرة على إحداث التغيير ولن تطلب إذنا لذلك.
تقول محدثتنا أنها لا تخاطب الأنظمة والحكومات بل تخاطب الشعوب المعادية للتطبيع وتؤمن بدور أحرار العالم في التصدي إلى مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
مسيرتها النضالية تبدأ منذ الطفولة وهي تغادر باكية مدينة حيفا إلى لبنان ولا تفهم لماذا لا تغادر صديقتها تمارا اليهودية معها..، كان ذلك هربا من عصابات الشترن والهاغانا كل ذلك قبل أن تفهم الحقائق وتتأثر بأشقائها وتنضم بدورها إلى الجبهة الشعبية.. وفيما يلي نص الحديث.
حوار: اسيا العتروس
* تسع وعشرون عاما مضت على اتفاق أوسلو ماذا كسب الفلسطينيون من وراء ذلك؟
- منذ البداية قلنا إن سلطة أوسلو ومنذ توقيع الاتفاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، إنما أُوجدت بموجب اتفاق أوسلو لحماية الكيان الصهيوني من مقاومة الشعب الفلسطيني، فهي لا تملك من مفهوم السلطة إلا ما فرضته الاتفاقيات عليها، فهي لا تملك سلطة أو سيادة على الأرض أو حدود أو مياه أو القدس. الأخطر كان في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا ما أرادته إسرائيل من اتفاقات أوسلو.
المأساة الحقيقية مع اتفاق أوسلو أنه عمق الانقسام الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية انساقت وراء اوسلو بعد الانتفاضة الأولى وكانت تعتقد أنها بذلك تملك ورقة قوية للتفاوض، ولكنها لم تدرك وان الاحتلال يسعى لجرها إلى فخ وتوقيع اتفاق لا يقدم لشعبنا شيئا والحصيلة بعد تسع وعشرين عاما إننا نرى يوميا إعدامات واغتيالات في الشارع الفلسطيني، وكل يوم هناك اجتياح في الضفة وتوسع للاستيطان ومصادرة للأملاك وتدنيس للمقدسات. ثم جاء اتفاق دايتون لتدريب الشرطة والامن لخدمة الاحتلال وضمان أمنه. اليوم يمكن أن نتحدث عن مآسي أوسلو وتفاصيل خطيرة. ذهبت السلطة إلى أوسلو دون محام يدون الاتفاقات وتم استقدام الأمريكي الإسرائيلي زينغر الذي التقى برابين واخذ التعليمات منه أن المراد اتفاق يفسر كل بند فيه بطريقة غامضة لا انسحاب لا تفاوض حول القدس لا دولة فلسطينية مستقلة لا عودة اللاجئين كان اتفاق مبادئ ولم يكن هناك شيء فيه اسمه التنسيق الأمني. ولكن كل شيء كان يتمحور حول امن إسرائيل فالخوف مزروع فيهم. منظمة التحرير كان بإمكانها جلب اكبر المحامين الدوليين ولدينا الكثير ولكنها لم تفعل تم توقيع الاتفاق في البيت الأبيض وكانت المصافحة الشهيرة التي اهتم بها كل الإعلام وكان السؤال الوحيد المطروح في الصحافة الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين هل ستصافح عرفات وكان جوابه حسب الوضع. وكان ابو عمار من قام بالخطوة الأولى. انتهى الفيلم مع الصورة الشهيرة بالبيت الأبيض وانطلق التنسيق الأمني لحماية الحدود علما وان إسرائيل الدولة الوحيدة التي ليس لها حدود ولا تعترف بحدود. بالنسبة لغزة لم يكن انسحابا بل كان عزلا للقطاع. رابين كان يقول انه يتمنى أن يستيقظ الصبح ويجد ان غزة ابتلعها البحر. غزة هي عش الدبابير ولأول مرة تم تفكيك المستوطنات فيها حتى لا يستعملها أهالي القطاع. وفي الواقع فان غزة ليست من اهتماماتهم السياسية والدينية وأريحا بالنسبة لهم لعنة عليهم على عكس الضفة التي يسمونها يهودا والسامرة. قبل اوسلو كانت الضفة تضم أربع مستوطنات كبيرة بعد اوسلو التهم الاستيطان أكثر من نصفها. ابو عمار أدرك الخطر بعد واي ريفر عندما كان يدفع للتنازل عن القدس وهنا رفض وقال للأمريكيين تريدون جنازتي لن يسامحني لا الفلسطينيون ولا المسلمون..
ماذا بعد دعوة الجزائر الفصائل الفلسطينية إلى حوار لتجاوز الانقسام ما الذي تحقق حتى الآن؟
-ما حدث أن الرئيس الجزائري تبون دعا كل فصيل من الفصائل لحاله للنقاش وتقديم رؤيته حول المصالحة، من جانبنا كجبهة شعبية قدمنا ورقة مكتوبة دعونا فيها إلى إنهاء الانقسام والعودة إلى حوار وطني وانتخاب مجلس وطني جديد. والجزائر مستعدة لاستقبال مجلس فيه كل المكونات وهي من دعا أيضا إلى الحوار الوطني. الواقع أننا إذا بقينا منقسمين فهذه مأساة. كجبهة شعبية حاولنا الحوار مع كل الأطراف فتح وحماس والجهاد. في البداية الجهاد لم تكن حركة الجهاد موافقة واعتبرت أنها حركة مقاومة غير معنية بالسلطة أو بالسياسة ولكنها عادت وقبلت بالحوار. الجزائر تسعى إلى مبادرة لجمع الشمل الفلسطيني. ننتظر بارقة أمل من الجزائر لجمع الشمل والدعوة إلى اجتمع فلسطيني ينهي كل القضايا العالقة. بذلنا كجبهة شعبية جهودا كبيرة مع فتح وحماس وإذا لم يكن هناك إرادة سياسية لن تكون هناك مصالحة. المصيبة إننا إزاء سلطة في ضفة وأخرى في غزة وكلاهما تحت الاحتلال.
-أي مصير للامين العام للجبهة وهل هناك صفقة تبادل في الأفق تتعلق بالأمين العام احمد سعدات أو بقية القيادات في سجون الاحتلال؟
-الرفيق احمد سعدات يعاني بين العزل الانفرادي والبوسطات. والبوسطة هي المرحلة التي يكون فيها الأسير مقيد الأيدي والأرجل بالحديد فيحترق صيفا ويتجمد شتاء، قرأنا عن النازية ولكننا إزاء هؤلاء النازيين الجدد. قضية الأمين العام سعدات ومروان البرغوثي وغيرهما من الأسرى مأساة حقيقية فهذه مقبرة الأرقام ومن يموت من الأسرى قبل نهاية محكوميته تبقى جثته رهينة لدى الاحتلال حتى نهاية المدة. أسرى الأنفاق حكموا بمؤبدات. قضية الأنفاق هزت المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم كل التحصينات والإجراءات الأمنية فيها. ولكن الوجه الآخر لأسرى الإنفاق الذين استعادوا حريتهم ولو لساعات باستخدام ملعقة أنهم أعادوا رمزية المقاومة.أحد الأسرى قال خلال محاكمته انه لن يتوقف عن المحاولة حتى ينال حريته.هؤلاء يقبعون في زنزانات لا يمكن وصفها ولا يدخلها الضوء وهناك من فقد القدرة على البصر بعد معانقة الشمس لبضعة أيام اثر الهروب من الأسر... لماذا أتحدث عن كل هذا لأنه لا بد من فضح ممارسات الاحتلال ولابد من رفض كل المحاولات لوصم المقاومة بالإرهاب. ما تقوم به سلطات الاحتلال هو الإرهاب وكل حكومة إسرائيلية جديدة تأتي تغمس أيديها في الدم الفلسطيني. أهم ما في عملية اختطاف الطائرة أننا حلقنا فوق فلسطين، وكانت هذه أول مرة ترى فيها فلسطين، والمدينة التي ولدت فيها حيفا عروس الموانئ على البحر الأبيض المتوسط. قناعتي أن المقاومة كانت ولا تزال حقا مشروعا للشعوب تحت الاحتلال، ومن حق الشعب ابتداع كل أشكال المقاومة. إن الاحتلال هو الإرهاب بعينه أما المقاومة فهي المعادل الطبيعي للاحتلال.
* هل ما زال للجبهة الشعبية مكانة ودور؟
-بعد تأخير استمر أربع سنوات عقدت الجبهة مؤتمرها واعدنا طرح مشروعنا السياسي وهو تحرير كامل التراب الفلسطيني نعرف أن الصراع طويلا وأننا لن نزيل إسرائيل بضربة كف مشروعنا مشروع تحرري طويل ربما لن نشهد في حياتنا ذلك ولكن المهمة ستتوارثها الأجيال القادمة.
الجبهة الشعبية مازالت متمسكة بالثوابت الوطنية وأهمها استعادة منظمة التحرير الفلسطينية لمكانتها ودورها، وكذلك الضغط على طرفي الانقسام، من خلال دورها في الحوار الوطني مع كل فصائل المقاومة.
ترك جورج حبش إرثاً فكرياً وسياسياً ونضالياً عظيمًا مازالت الجبهة الشعبية متمسكة به. أما ما تركه الدكتور وديع حداد فهو إرث نفتخر به، فهو من ترجم شعار وراء العدو في كل مكان.
لو عدنا إلى الوراء هل ستكرر ليلى خالد التجربة النضالية؟
-اتخذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قراراً بوقف خطف الطائرات بتاريخ 5 نوفمبر 1970 في اجتماع للجنة المركزية آنذاك لقناعة لديها، بأن الهدف من عمليات خطف الطائرات قد تحقق، ولأن هذه الوسيلة هي تكتيك وليست فعلاً استراتيجيا.
أي دور لفلسطيني الداخل اليوم والانقسامات الحاصلة بين مؤيد ومعارض لحكومة الاحتلال؟
-الحركة الإسلامية بالداخل انقسمت اعرف أن الإسلام السياسي لم يكن موجودا في حياتنا السياسية، تواجد في 1988 بعد الانتفاضة. كانت غالبية المقاومة المسلحة في الخارج بعد الانتفاضة انتقلت إلى الداخل. اليوم هناك استهداف للنفس المقاوم في المخيمات التي تهجر وتدمر كما هو حاصل في مخيم اليرموك في سوريا وفي لبنان وفي الداخل الفلسطيني، إسرائيل تسعى لتهجير الشباب وإغراق المخيمات بالمخدرات وغيرها من الآفات وكل ذلك يصب في محاولات تصفية القضية. قناعتي أن الأوطان لا تعوض إلا إذا عدنا إليها. لا نتراجع عن دعم العمل الثوري ضد المفاوضات العبثية التي ثبت عقمها وأثرت سلبياُ على شعبنا، وفتحت الباب للأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال.
المفاوضات جعلت إسرائيل تهود القدس وتتوسع في الاستيطان الذي لم يبقِ ولم يذر، فالمشروع الصهيوني نقيض لمشروع التحرر العربي والفلسطيني.
المعادلة الطبيعية غير قابلة للتغيير، حيث يكون الاحتلال تكون هناك مقاومة، وهذا قانون العدالة الإنسانية.
بمقاومتنا ووحدتنا حتى تحرير فلسطين كل فلسطين ونعود إليها منتصرين.
هل هناك توجه للمطالبة بالتعويض للفلسطينيين؟
- بريطانيا لا تعتذر عن جريمتها ولا تريد تقديم أي تعويض لان في ذلك اعتراف بمسؤوليتها. نحن الفلسطينيون لا نريد تعويضا نريد وطننا. ولو تحدثنا عن التعويض فخلال الانتداب البريطاني كان يوجد بالبنك المركزي الفلسطيني مليون جنيه فلسطيني بعد أربع وأربعين عاما من الاحتلال بريطانيا باتت مطالبة بتعويض 7 تريليون دولار لشعبنا. المانيا لا تزال إلى الآن تقدم التعويضات لإسرائيل على جرائم النازيين. الفلسطينيون لا يريدون تعويضا ماليا بل يريدون استعادة فلسطين وحق العودة وهذا كان شرط الأمم المتحدة لقبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وقبول إعلان بلفور قبلوا عضوية إسرائيل وبقينا لاجئين هذه قرارات العدالة الدولية. المشهد اليوم معقد والسلطة الفلسطينية وبعد أوسلو توقفت عن النشاط النضالي وزاد الانقسام الطين بلة انقسام جغرافي وديموغرافي وسياسي لذلك فكرنا في تيار ثالث بعد الانقسام وتواصلنا مع القوى التي تريد إعلان موقفها من الاحتلال. الحالة العربية تتجه إلى التطبيع وهذا أيضا زاد من تعقيد المشهد. نحن حددنا أهدافنا والكفاح المسلح يبقى خيارنا.
وماذا عن المستقبل وماذا ينتظر القضية الفلسطينية؟
-نحن مؤمنون حتى آخر نفس بقضيتنا ومحكومون بالأمل وبالنصر لحقنا المشروع والاحتلال محكوم بالخوف. شعبنا مكافح وقادر على الصمود ونحن جزء من محور المقاومة. العالم يتغير الحرب الروسية الأوكرانية حرب مصالح بين القوى الكبرى وربما نشهد حربا جديدة بين الصين وتايوان في إطار إعادة رسم النظام العالمي الجديد. بايدن كان يريد إعلان الناتو العربي. ما يهمنا كفلسطينيين الاعتماد على القوى الناشئة وعلى مستوى الوعي لدى الأجيال. الأمل الفلسطيني ينتقل من جيل إلى جيل.
ليلى خالد ماذا بقي في الذاكرة حكاية تستحق أن تروى ماذا يمكن أن تقول عنها؟
-خرجت من موطني حيفا في افريل 1948وكان عمري 4 سنوات ما بقي في ذاكرتي يومها أن أمي من أخذتنا عند عائلتها في لبنان كان أبي مع الثوار، كنا نرى الناس تمشي على الأقدام وكنا على متن سيارة باتجاه بيروت. حدث ذلك بعد مجزرة دير ياسين وهذا وعيت به لاحقا. فقد كان لدينا أجوار يهود ومسيحيين وكنت العب مع جارتي تمارا وتذكرتها ونحن نغادر وقلت لامي هل ستأخذ تمارا معنا. كنا نبكي ولاحقا قلت لامي ليش طلعنا وكان هذا السؤال في كل بيت والجواب بقي راسخا في عقولنا. كانت الأخبار تروج حول جرائم الصهاينة من بقر للبطون واغتصاب وقتل للنساء والأطفال. ولاحقا قالت لنا أمي كيف أترككم كانوا سيذبحونكم يغتصبونكم.. في المدرسة لم يكن احد فينا يملك قلم رصاص لوحده كان القلم يقسم بيننا. نزلنا في بيت خالي في بيروت وكان في الحديقة أشجار برتقال كنت أمد يدي لأقطف واحدة ولكن أمي منعتني وقالت برتقالنا بحيفا عندما نعود نأكل منه. ونتيجة لذلك امتنعت عن أكل البرتقال حتى السبعينات. الحرمان يعني أما الاستسلام أو المقاومة. أمي رفضت أيضا أن نلبس ملابس جديدة في العيد أو نقيم حفل زواج كانت تقول سنحتفل عندما نعود وهذا ما بقي في ذاكرتنا.عشنا طفولة بائسة لكننا سنعيد الفرح إلى شعبنا.
دعيت للحضور في منابر إعلامية إسرائيلية بماذا أجبت؟
-لو أغلقت في وجهي كل المنابر سأخرج للشارع واصرخ بكل قوتي لا التقي معهم في المنابر أنا أواجههم في الميدان وبالرصاص.
عدت إلى فلسطين؟
-دخلت فلسطين ولكن لم اعد الى فلسطين كان ذلك في 1996 مع أبو عمار لحضور أشغال المجلس الوطني وكان ذلك بتصريح ولكن أدركت أن المطلوب كان إلغاء ميثاق منظمة التحرير وهذا ما كان بيريز يريده وقد سئل كيف سمحت "لرؤوس الإرهاب بدخول فلسطين" ورد بأنه "قبل بذلك لتقييد قرارهم السياسي". في 2014 ذهبت إلى غزة بعد العدوان وكان ذلك عن طريق مصر.
كل جيل فلسطيني يولد أكثر ارتباطا بالقضية الفلسطينية من الجيل الذي يسبقه وأكثر إرادة وإصرارا على مواصلة المعركة.
ابن ليلى خالد يريد أن يصبح طيارا هل هذا صحيح؟
-كان يحب دراسة الموسيقى ثم جاء يوما يعلمني انه يحب أن يصبح طيارا، ضحكت وقلت له حتى أن كان بإمكاني أن أوفر لك ذلك لا احد سيقبل بتوضيفك وأنت ابن ليلى خالد خاطفة الطائرات..
تونس- الصباح
الحديث إلى المناضلة الفلسطينية والقيادية في الجبهة الشعبية ليلى خالد واسمها الحركي شادية أبوغزالة مزيج بين الحلاوة والمرارة.. حلاوة صدق المشاعر والثبات على المواقف والقيم ومرارة الواقع ومآسي الاحتلال.. ليلى خالد التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي بمشاركتها الجبهة الشعبية اخطر العمليات الفدائية في السماء تبقى عنوانا لمعركة نضالية مفتوحة على كل السيناريوهات والخيارات.. اختيار اسم شادية ابوغزالة ليكون اسمها الحركي لم يكن من فراغ فهذه أول شهيدة بعد 1967 ويجب أن تظل في الذاكرة الفلسطينية الوطنية.. بعد طول غياب تتحدث ليلى خالد وقد تجاوزت عقدها السابع كما لو كانت تنضم لأول مرة للجبهة الشعبية وكما لو كانت تستعد لعملية فدائية وشيكة.. وهي تعتبر أن النضال طريق للسعادة وأن السعادة هي النضال.. ليلى خالد بطلة مجموعة "تشي جيفارا" التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كانت وراء اختطاف طائرة تي دبليو أي 840 وإجبارها على تغيير مسارها منذ أربعة عقود والتي خضعت لأكثر من عملية تجميل لتغيير ملامح وجهها لم تفقد رغم فعل الزمن من حماسها والتزامها بخيار المقاومة، في حوارها الذي خصت به "الصباح" تعيد ليلى خالد تقليب أوراق اتفاق أوسلو وتكشف بعض ملابسات أهداف الاحتلال من وراء ذلك وهي تقول أن العمل النضالي أهم وأولى من الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تنفي ليلى خالد انهيار حركات المقاومة الفلسطينية معتبرة أن حركة الشعوب تتجدد من مرحلة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر، وأنه رغم التغول الاستعماري والأنظمة الاستبدادية الغارقة في التغيير رجعيتها فإن الشعوب قادرة على إحداث التغيير ولن تطلب إذنا لذلك.
تقول محدثتنا أنها لا تخاطب الأنظمة والحكومات بل تخاطب الشعوب المعادية للتطبيع وتؤمن بدور أحرار العالم في التصدي إلى مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
مسيرتها النضالية تبدأ منذ الطفولة وهي تغادر باكية مدينة حيفا إلى لبنان ولا تفهم لماذا لا تغادر صديقتها تمارا اليهودية معها..، كان ذلك هربا من عصابات الشترن والهاغانا كل ذلك قبل أن تفهم الحقائق وتتأثر بأشقائها وتنضم بدورها إلى الجبهة الشعبية.. وفيما يلي نص الحديث.
حوار: اسيا العتروس
* تسع وعشرون عاما مضت على اتفاق أوسلو ماذا كسب الفلسطينيون من وراء ذلك؟
- منذ البداية قلنا إن سلطة أوسلو ومنذ توقيع الاتفاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، إنما أُوجدت بموجب اتفاق أوسلو لحماية الكيان الصهيوني من مقاومة الشعب الفلسطيني، فهي لا تملك من مفهوم السلطة إلا ما فرضته الاتفاقيات عليها، فهي لا تملك سلطة أو سيادة على الأرض أو حدود أو مياه أو القدس. الأخطر كان في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا ما أرادته إسرائيل من اتفاقات أوسلو.
المأساة الحقيقية مع اتفاق أوسلو أنه عمق الانقسام الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية انساقت وراء اوسلو بعد الانتفاضة الأولى وكانت تعتقد أنها بذلك تملك ورقة قوية للتفاوض، ولكنها لم تدرك وان الاحتلال يسعى لجرها إلى فخ وتوقيع اتفاق لا يقدم لشعبنا شيئا والحصيلة بعد تسع وعشرين عاما إننا نرى يوميا إعدامات واغتيالات في الشارع الفلسطيني، وكل يوم هناك اجتياح في الضفة وتوسع للاستيطان ومصادرة للأملاك وتدنيس للمقدسات. ثم جاء اتفاق دايتون لتدريب الشرطة والامن لخدمة الاحتلال وضمان أمنه. اليوم يمكن أن نتحدث عن مآسي أوسلو وتفاصيل خطيرة. ذهبت السلطة إلى أوسلو دون محام يدون الاتفاقات وتم استقدام الأمريكي الإسرائيلي زينغر الذي التقى برابين واخذ التعليمات منه أن المراد اتفاق يفسر كل بند فيه بطريقة غامضة لا انسحاب لا تفاوض حول القدس لا دولة فلسطينية مستقلة لا عودة اللاجئين كان اتفاق مبادئ ولم يكن هناك شيء فيه اسمه التنسيق الأمني. ولكن كل شيء كان يتمحور حول امن إسرائيل فالخوف مزروع فيهم. منظمة التحرير كان بإمكانها جلب اكبر المحامين الدوليين ولدينا الكثير ولكنها لم تفعل تم توقيع الاتفاق في البيت الأبيض وكانت المصافحة الشهيرة التي اهتم بها كل الإعلام وكان السؤال الوحيد المطروح في الصحافة الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين هل ستصافح عرفات وكان جوابه حسب الوضع. وكان ابو عمار من قام بالخطوة الأولى. انتهى الفيلم مع الصورة الشهيرة بالبيت الأبيض وانطلق التنسيق الأمني لحماية الحدود علما وان إسرائيل الدولة الوحيدة التي ليس لها حدود ولا تعترف بحدود. بالنسبة لغزة لم يكن انسحابا بل كان عزلا للقطاع. رابين كان يقول انه يتمنى أن يستيقظ الصبح ويجد ان غزة ابتلعها البحر. غزة هي عش الدبابير ولأول مرة تم تفكيك المستوطنات فيها حتى لا يستعملها أهالي القطاع. وفي الواقع فان غزة ليست من اهتماماتهم السياسية والدينية وأريحا بالنسبة لهم لعنة عليهم على عكس الضفة التي يسمونها يهودا والسامرة. قبل اوسلو كانت الضفة تضم أربع مستوطنات كبيرة بعد اوسلو التهم الاستيطان أكثر من نصفها. ابو عمار أدرك الخطر بعد واي ريفر عندما كان يدفع للتنازل عن القدس وهنا رفض وقال للأمريكيين تريدون جنازتي لن يسامحني لا الفلسطينيون ولا المسلمون..
ماذا بعد دعوة الجزائر الفصائل الفلسطينية إلى حوار لتجاوز الانقسام ما الذي تحقق حتى الآن؟
-ما حدث أن الرئيس الجزائري تبون دعا كل فصيل من الفصائل لحاله للنقاش وتقديم رؤيته حول المصالحة، من جانبنا كجبهة شعبية قدمنا ورقة مكتوبة دعونا فيها إلى إنهاء الانقسام والعودة إلى حوار وطني وانتخاب مجلس وطني جديد. والجزائر مستعدة لاستقبال مجلس فيه كل المكونات وهي من دعا أيضا إلى الحوار الوطني. الواقع أننا إذا بقينا منقسمين فهذه مأساة. كجبهة شعبية حاولنا الحوار مع كل الأطراف فتح وحماس والجهاد. في البداية الجهاد لم تكن حركة الجهاد موافقة واعتبرت أنها حركة مقاومة غير معنية بالسلطة أو بالسياسة ولكنها عادت وقبلت بالحوار. الجزائر تسعى إلى مبادرة لجمع الشمل الفلسطيني. ننتظر بارقة أمل من الجزائر لجمع الشمل والدعوة إلى اجتمع فلسطيني ينهي كل القضايا العالقة. بذلنا كجبهة شعبية جهودا كبيرة مع فتح وحماس وإذا لم يكن هناك إرادة سياسية لن تكون هناك مصالحة. المصيبة إننا إزاء سلطة في ضفة وأخرى في غزة وكلاهما تحت الاحتلال.
-أي مصير للامين العام للجبهة وهل هناك صفقة تبادل في الأفق تتعلق بالأمين العام احمد سعدات أو بقية القيادات في سجون الاحتلال؟
-الرفيق احمد سعدات يعاني بين العزل الانفرادي والبوسطات. والبوسطة هي المرحلة التي يكون فيها الأسير مقيد الأيدي والأرجل بالحديد فيحترق صيفا ويتجمد شتاء، قرأنا عن النازية ولكننا إزاء هؤلاء النازيين الجدد. قضية الأمين العام سعدات ومروان البرغوثي وغيرهما من الأسرى مأساة حقيقية فهذه مقبرة الأرقام ومن يموت من الأسرى قبل نهاية محكوميته تبقى جثته رهينة لدى الاحتلال حتى نهاية المدة. أسرى الأنفاق حكموا بمؤبدات. قضية الأنفاق هزت المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم كل التحصينات والإجراءات الأمنية فيها. ولكن الوجه الآخر لأسرى الإنفاق الذين استعادوا حريتهم ولو لساعات باستخدام ملعقة أنهم أعادوا رمزية المقاومة.أحد الأسرى قال خلال محاكمته انه لن يتوقف عن المحاولة حتى ينال حريته.هؤلاء يقبعون في زنزانات لا يمكن وصفها ولا يدخلها الضوء وهناك من فقد القدرة على البصر بعد معانقة الشمس لبضعة أيام اثر الهروب من الأسر... لماذا أتحدث عن كل هذا لأنه لا بد من فضح ممارسات الاحتلال ولابد من رفض كل المحاولات لوصم المقاومة بالإرهاب. ما تقوم به سلطات الاحتلال هو الإرهاب وكل حكومة إسرائيلية جديدة تأتي تغمس أيديها في الدم الفلسطيني. أهم ما في عملية اختطاف الطائرة أننا حلقنا فوق فلسطين، وكانت هذه أول مرة ترى فيها فلسطين، والمدينة التي ولدت فيها حيفا عروس الموانئ على البحر الأبيض المتوسط. قناعتي أن المقاومة كانت ولا تزال حقا مشروعا للشعوب تحت الاحتلال، ومن حق الشعب ابتداع كل أشكال المقاومة. إن الاحتلال هو الإرهاب بعينه أما المقاومة فهي المعادل الطبيعي للاحتلال.
* هل ما زال للجبهة الشعبية مكانة ودور؟
-بعد تأخير استمر أربع سنوات عقدت الجبهة مؤتمرها واعدنا طرح مشروعنا السياسي وهو تحرير كامل التراب الفلسطيني نعرف أن الصراع طويلا وأننا لن نزيل إسرائيل بضربة كف مشروعنا مشروع تحرري طويل ربما لن نشهد في حياتنا ذلك ولكن المهمة ستتوارثها الأجيال القادمة.
الجبهة الشعبية مازالت متمسكة بالثوابت الوطنية وأهمها استعادة منظمة التحرير الفلسطينية لمكانتها ودورها، وكذلك الضغط على طرفي الانقسام، من خلال دورها في الحوار الوطني مع كل فصائل المقاومة.
ترك جورج حبش إرثاً فكرياً وسياسياً ونضالياً عظيمًا مازالت الجبهة الشعبية متمسكة به. أما ما تركه الدكتور وديع حداد فهو إرث نفتخر به، فهو من ترجم شعار وراء العدو في كل مكان.
لو عدنا إلى الوراء هل ستكرر ليلى خالد التجربة النضالية؟
-اتخذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قراراً بوقف خطف الطائرات بتاريخ 5 نوفمبر 1970 في اجتماع للجنة المركزية آنذاك لقناعة لديها، بأن الهدف من عمليات خطف الطائرات قد تحقق، ولأن هذه الوسيلة هي تكتيك وليست فعلاً استراتيجيا.
أي دور لفلسطيني الداخل اليوم والانقسامات الحاصلة بين مؤيد ومعارض لحكومة الاحتلال؟
-الحركة الإسلامية بالداخل انقسمت اعرف أن الإسلام السياسي لم يكن موجودا في حياتنا السياسية، تواجد في 1988 بعد الانتفاضة. كانت غالبية المقاومة المسلحة في الخارج بعد الانتفاضة انتقلت إلى الداخل. اليوم هناك استهداف للنفس المقاوم في المخيمات التي تهجر وتدمر كما هو حاصل في مخيم اليرموك في سوريا وفي لبنان وفي الداخل الفلسطيني، إسرائيل تسعى لتهجير الشباب وإغراق المخيمات بالمخدرات وغيرها من الآفات وكل ذلك يصب في محاولات تصفية القضية. قناعتي أن الأوطان لا تعوض إلا إذا عدنا إليها. لا نتراجع عن دعم العمل الثوري ضد المفاوضات العبثية التي ثبت عقمها وأثرت سلبياُ على شعبنا، وفتحت الباب للأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال.
المفاوضات جعلت إسرائيل تهود القدس وتتوسع في الاستيطان الذي لم يبقِ ولم يذر، فالمشروع الصهيوني نقيض لمشروع التحرر العربي والفلسطيني.
المعادلة الطبيعية غير قابلة للتغيير، حيث يكون الاحتلال تكون هناك مقاومة، وهذا قانون العدالة الإنسانية.
بمقاومتنا ووحدتنا حتى تحرير فلسطين كل فلسطين ونعود إليها منتصرين.
هل هناك توجه للمطالبة بالتعويض للفلسطينيين؟
- بريطانيا لا تعتذر عن جريمتها ولا تريد تقديم أي تعويض لان في ذلك اعتراف بمسؤوليتها. نحن الفلسطينيون لا نريد تعويضا نريد وطننا. ولو تحدثنا عن التعويض فخلال الانتداب البريطاني كان يوجد بالبنك المركزي الفلسطيني مليون جنيه فلسطيني بعد أربع وأربعين عاما من الاحتلال بريطانيا باتت مطالبة بتعويض 7 تريليون دولار لشعبنا. المانيا لا تزال إلى الآن تقدم التعويضات لإسرائيل على جرائم النازيين. الفلسطينيون لا يريدون تعويضا ماليا بل يريدون استعادة فلسطين وحق العودة وهذا كان شرط الأمم المتحدة لقبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وقبول إعلان بلفور قبلوا عضوية إسرائيل وبقينا لاجئين هذه قرارات العدالة الدولية. المشهد اليوم معقد والسلطة الفلسطينية وبعد أوسلو توقفت عن النشاط النضالي وزاد الانقسام الطين بلة انقسام جغرافي وديموغرافي وسياسي لذلك فكرنا في تيار ثالث بعد الانقسام وتواصلنا مع القوى التي تريد إعلان موقفها من الاحتلال. الحالة العربية تتجه إلى التطبيع وهذا أيضا زاد من تعقيد المشهد. نحن حددنا أهدافنا والكفاح المسلح يبقى خيارنا.
وماذا عن المستقبل وماذا ينتظر القضية الفلسطينية؟
-نحن مؤمنون حتى آخر نفس بقضيتنا ومحكومون بالأمل وبالنصر لحقنا المشروع والاحتلال محكوم بالخوف. شعبنا مكافح وقادر على الصمود ونحن جزء من محور المقاومة. العالم يتغير الحرب الروسية الأوكرانية حرب مصالح بين القوى الكبرى وربما نشهد حربا جديدة بين الصين وتايوان في إطار إعادة رسم النظام العالمي الجديد. بايدن كان يريد إعلان الناتو العربي. ما يهمنا كفلسطينيين الاعتماد على القوى الناشئة وعلى مستوى الوعي لدى الأجيال. الأمل الفلسطيني ينتقل من جيل إلى جيل.
ليلى خالد ماذا بقي في الذاكرة حكاية تستحق أن تروى ماذا يمكن أن تقول عنها؟
-خرجت من موطني حيفا في افريل 1948وكان عمري 4 سنوات ما بقي في ذاكرتي يومها أن أمي من أخذتنا عند عائلتها في لبنان كان أبي مع الثوار، كنا نرى الناس تمشي على الأقدام وكنا على متن سيارة باتجاه بيروت. حدث ذلك بعد مجزرة دير ياسين وهذا وعيت به لاحقا. فقد كان لدينا أجوار يهود ومسيحيين وكنت العب مع جارتي تمارا وتذكرتها ونحن نغادر وقلت لامي هل ستأخذ تمارا معنا. كنا نبكي ولاحقا قلت لامي ليش طلعنا وكان هذا السؤال في كل بيت والجواب بقي راسخا في عقولنا. كانت الأخبار تروج حول جرائم الصهاينة من بقر للبطون واغتصاب وقتل للنساء والأطفال. ولاحقا قالت لنا أمي كيف أترككم كانوا سيذبحونكم يغتصبونكم.. في المدرسة لم يكن احد فينا يملك قلم رصاص لوحده كان القلم يقسم بيننا. نزلنا في بيت خالي في بيروت وكان في الحديقة أشجار برتقال كنت أمد يدي لأقطف واحدة ولكن أمي منعتني وقالت برتقالنا بحيفا عندما نعود نأكل منه. ونتيجة لذلك امتنعت عن أكل البرتقال حتى السبعينات. الحرمان يعني أما الاستسلام أو المقاومة. أمي رفضت أيضا أن نلبس ملابس جديدة في العيد أو نقيم حفل زواج كانت تقول سنحتفل عندما نعود وهذا ما بقي في ذاكرتنا.عشنا طفولة بائسة لكننا سنعيد الفرح إلى شعبنا.
دعيت للحضور في منابر إعلامية إسرائيلية بماذا أجبت؟
-لو أغلقت في وجهي كل المنابر سأخرج للشارع واصرخ بكل قوتي لا التقي معهم في المنابر أنا أواجههم في الميدان وبالرصاص.
عدت إلى فلسطين؟
-دخلت فلسطين ولكن لم اعد الى فلسطين كان ذلك في 1996 مع أبو عمار لحضور أشغال المجلس الوطني وكان ذلك بتصريح ولكن أدركت أن المطلوب كان إلغاء ميثاق منظمة التحرير وهذا ما كان بيريز يريده وقد سئل كيف سمحت "لرؤوس الإرهاب بدخول فلسطين" ورد بأنه "قبل بذلك لتقييد قرارهم السياسي". في 2014 ذهبت إلى غزة بعد العدوان وكان ذلك عن طريق مصر.
كل جيل فلسطيني يولد أكثر ارتباطا بالقضية الفلسطينية من الجيل الذي يسبقه وأكثر إرادة وإصرارا على مواصلة المعركة.
ابن ليلى خالد يريد أن يصبح طيارا هل هذا صحيح؟
-كان يحب دراسة الموسيقى ثم جاء يوما يعلمني انه يحب أن يصبح طيارا، ضحكت وقلت له حتى أن كان بإمكاني أن أوفر لك ذلك لا احد سيقبل بتوضيفك وأنت ابن ليلى خالد خاطفة الطائرات..