ترنّ اليوم في كل مدارس وإعداديات ومعاهد الجمهورية أجراس الثامنة صباحا إيذانا بانطلاق أولى الحصص للسنة الدراسية 2022 -2023 وسط تحديات وإشكاليات باتت، للأسف، بمثابة حجر أساس في كل محطة جديدة من العودة المدرسية ليجدد أكثر من 2 مليون و300 ألف تلميذ العهد مع مقاعد الدراسة معلنين عن افتتاح الموسم الدراسي 2022 -2023 .. هذا الموسم الذي يتضح أن أجواءه ستكون ساخنة بما أن أول يوم في العودة المدرسية يتزامن مع وقفات احتجاجية تنفذها الجامعة العامة للتعليم الثانوي..
في هذا الخصوص ولئن أورد وزير التربية فتحي السلاوتي على هامش الندوة الصحفية التي عقدتها الوزارة بداية هذا الأسبوع بخصوص آخر الاستعدادات للعودة المدرسية، انه لا وجود لسنة دراسية خالية تماما من أية إشكاليات إلا أن انطلاق الأزمات في أول يوم من الدراسة ستكون تداعياته سلبية على التلاميذ وهو ما من شانه أن ينعكس سلبا على مسار باقي السنة الدراسية بما يؤشر الى القول بأن التعثر سيكون سيد المشهد هذه السنة ..
هذا الطرح يجد صداه بعد أن قررت الجامعة العامة للتعليم الثانوي في وقت سابق تنفيذ وقفات احتجاجية اليوم بكل معاهد الجمهورية من قبل الأساتذة (وذلك من الساعة العاشرة الى الحادية عشر صباحا) كما لوحت نقابة التعليم الثانوي بحجب أعداد الثلاثي الأول في حال عدم التوصل الى اتفاق مع سلطة الإشراف بما يؤشر الى القول أن التجاذبات قد بدأت حتى قبل انطلاقة السنة الدراسية.. ويبدو من خلال تصريحات وزير التربية على هامش الندوة الصحفية المنعقدة الاثنين الماضي ان الأجواء ستكون مشحونة وساخنة في قادم الأيام بين الطرف الاجتماعي وسلطة الإشراف بعد أن أقر وزير التربية بأنه يتفهم جيدا المطالب المادية للمربين لكن ما باليد حيلة فسلطة القرار تعود بالأساس الى رئاسة الحكومة. وبالتالي فانه من المرجح ان تبقى دار لقمان على حالها ومن البديهي أن يترتب عن هذا البقاء تحركات احتجاجية في قادم الأيام من شأنها أن تهدد استقرار السنة الدراسية الحالية.
من جانب آخر وفيما يتعلق بأبرز المؤشرات والإحصائيات التي تهم العودة المدرسية جدير بالذكر أن إجمالي عدد التلاميذ يقدر تقريبا بـ2 ملايين و300 ألف تلميذ وذلك بزيادة تقدر بـ35 ألف تلميذ مقارنة بالسنة الماضية, وهو ما يعتبر رقما مهولا يستوجب إمكانيات لا سيما على مستوى توفير العنصر البشري اللازم في ظل النقص الحاصل في الإطارات التربوية خاصة على مستوى المناطق والولايات الداخلية.
ويتوزع الرقم سالف الذكر لعدد التلاميذ كالآتي: 61 ألف و287 تلميذا في المرحلة التحضيرية ومليون و224 ألفا و12 تلميذا في المرحلة الابتدائية الى جانب 552 ألفا و417 تلميذا في المرحلة الإعدادية (عام وتقني) فضلا عن 461 ألفا و651 تلميذا في المرحلة الثانوية
ويبلغ إجمالي الفصول خلال السنة الدراسية الحالية
90 آلفا و194 فصلا في حين يؤمن العملية التربوية هذه السنة 145 ألفا و309 إطار تربوي بين قارين ومتعاقدين. ولئن تطور عدد الفصول وعدد التلاميذ مقارنة بالسنة الماضية فقد شهد عدد المدرسين تطورا سلبيا يقدر بـ0.8 بالمائة وذلك نظرا للإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها في إطار حوكمة الموارد البشرية وفقا لما أدلى به مؤخرا وزير التربية.
أما فيما يهم عدد المؤسسات التربوية فيقدر عددها الإجمالي بـ6134 مدرسة تتوزع كالتالي: 4589 مدرسة ابتدائية و1545 مدرسة إعدادية (بين عام وتقني ومعاهد) في حين يبلغ عدد الإحداثات الجديدة 22 إحداثا: 9 على مستوى الابتدائي و6 على مستوى الإعدادي و7 على مستوى الثانوي ويتمركز جميعها في المدن الكبرى في عدد من ولايات الجمهورية.
في هذا الخضم وبالعودة الى الأجراس التي ستدق اليوم في كافة المؤسسات التربوية إيذانا بانطلاق أولى الحصص الدراسية, لا يسعنا إلا التأكيد على أن تلميذ اليوم هو رجل الغد وأن الشعوب يقاس تقدمها وتحضرها بمدى تعلم شعوبها وبالتالي فإن جميع الفاعلين في المنظومة التربوية من سلطة إشراف ونقابات ومنظمات مجتمع مدني مدعوون الى تذليل جميع الصعوبات والإشكاليات التي ستواجه حتما العودة المدرسية في عدد من ولايات الجمهورية من ذلك صعوبة تنقل التلاميذ الى مدارسهم أو غياب الإطارات التربوية في البعض منها حتى يكون للجميع الحق في التعليم. كما أن الأجواء المشحونة بين سلطة الإشراف ونقابة الثانوي لن تزيد الطين إلا بلة وبالتالي يتعين سريعا إعادة فتح قنوات الحوار والتواصل مجددا حتى لا يزج بالتلاميذ في صراعات لن تزيد المنظومة التربوية إلا تدهورا وتقهقرا..
منال حرزي
تونس-الصباح
ترنّ اليوم في كل مدارس وإعداديات ومعاهد الجمهورية أجراس الثامنة صباحا إيذانا بانطلاق أولى الحصص للسنة الدراسية 2022 -2023 وسط تحديات وإشكاليات باتت، للأسف، بمثابة حجر أساس في كل محطة جديدة من العودة المدرسية ليجدد أكثر من 2 مليون و300 ألف تلميذ العهد مع مقاعد الدراسة معلنين عن افتتاح الموسم الدراسي 2022 -2023 .. هذا الموسم الذي يتضح أن أجواءه ستكون ساخنة بما أن أول يوم في العودة المدرسية يتزامن مع وقفات احتجاجية تنفذها الجامعة العامة للتعليم الثانوي..
في هذا الخصوص ولئن أورد وزير التربية فتحي السلاوتي على هامش الندوة الصحفية التي عقدتها الوزارة بداية هذا الأسبوع بخصوص آخر الاستعدادات للعودة المدرسية، انه لا وجود لسنة دراسية خالية تماما من أية إشكاليات إلا أن انطلاق الأزمات في أول يوم من الدراسة ستكون تداعياته سلبية على التلاميذ وهو ما من شانه أن ينعكس سلبا على مسار باقي السنة الدراسية بما يؤشر الى القول بأن التعثر سيكون سيد المشهد هذه السنة ..
هذا الطرح يجد صداه بعد أن قررت الجامعة العامة للتعليم الثانوي في وقت سابق تنفيذ وقفات احتجاجية اليوم بكل معاهد الجمهورية من قبل الأساتذة (وذلك من الساعة العاشرة الى الحادية عشر صباحا) كما لوحت نقابة التعليم الثانوي بحجب أعداد الثلاثي الأول في حال عدم التوصل الى اتفاق مع سلطة الإشراف بما يؤشر الى القول أن التجاذبات قد بدأت حتى قبل انطلاقة السنة الدراسية.. ويبدو من خلال تصريحات وزير التربية على هامش الندوة الصحفية المنعقدة الاثنين الماضي ان الأجواء ستكون مشحونة وساخنة في قادم الأيام بين الطرف الاجتماعي وسلطة الإشراف بعد أن أقر وزير التربية بأنه يتفهم جيدا المطالب المادية للمربين لكن ما باليد حيلة فسلطة القرار تعود بالأساس الى رئاسة الحكومة. وبالتالي فانه من المرجح ان تبقى دار لقمان على حالها ومن البديهي أن يترتب عن هذا البقاء تحركات احتجاجية في قادم الأيام من شأنها أن تهدد استقرار السنة الدراسية الحالية.
من جانب آخر وفيما يتعلق بأبرز المؤشرات والإحصائيات التي تهم العودة المدرسية جدير بالذكر أن إجمالي عدد التلاميذ يقدر تقريبا بـ2 ملايين و300 ألف تلميذ وذلك بزيادة تقدر بـ35 ألف تلميذ مقارنة بالسنة الماضية, وهو ما يعتبر رقما مهولا يستوجب إمكانيات لا سيما على مستوى توفير العنصر البشري اللازم في ظل النقص الحاصل في الإطارات التربوية خاصة على مستوى المناطق والولايات الداخلية.
ويتوزع الرقم سالف الذكر لعدد التلاميذ كالآتي: 61 ألف و287 تلميذا في المرحلة التحضيرية ومليون و224 ألفا و12 تلميذا في المرحلة الابتدائية الى جانب 552 ألفا و417 تلميذا في المرحلة الإعدادية (عام وتقني) فضلا عن 461 ألفا و651 تلميذا في المرحلة الثانوية
ويبلغ إجمالي الفصول خلال السنة الدراسية الحالية
90 آلفا و194 فصلا في حين يؤمن العملية التربوية هذه السنة 145 ألفا و309 إطار تربوي بين قارين ومتعاقدين. ولئن تطور عدد الفصول وعدد التلاميذ مقارنة بالسنة الماضية فقد شهد عدد المدرسين تطورا سلبيا يقدر بـ0.8 بالمائة وذلك نظرا للإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها في إطار حوكمة الموارد البشرية وفقا لما أدلى به مؤخرا وزير التربية.
أما فيما يهم عدد المؤسسات التربوية فيقدر عددها الإجمالي بـ6134 مدرسة تتوزع كالتالي: 4589 مدرسة ابتدائية و1545 مدرسة إعدادية (بين عام وتقني ومعاهد) في حين يبلغ عدد الإحداثات الجديدة 22 إحداثا: 9 على مستوى الابتدائي و6 على مستوى الإعدادي و7 على مستوى الثانوي ويتمركز جميعها في المدن الكبرى في عدد من ولايات الجمهورية.
في هذا الخضم وبالعودة الى الأجراس التي ستدق اليوم في كافة المؤسسات التربوية إيذانا بانطلاق أولى الحصص الدراسية, لا يسعنا إلا التأكيد على أن تلميذ اليوم هو رجل الغد وأن الشعوب يقاس تقدمها وتحضرها بمدى تعلم شعوبها وبالتالي فإن جميع الفاعلين في المنظومة التربوية من سلطة إشراف ونقابات ومنظمات مجتمع مدني مدعوون الى تذليل جميع الصعوبات والإشكاليات التي ستواجه حتما العودة المدرسية في عدد من ولايات الجمهورية من ذلك صعوبة تنقل التلاميذ الى مدارسهم أو غياب الإطارات التربوية في البعض منها حتى يكون للجميع الحق في التعليم. كما أن الأجواء المشحونة بين سلطة الإشراف ونقابة الثانوي لن تزيد الطين إلا بلة وبالتالي يتعين سريعا إعادة فتح قنوات الحوار والتواصل مجددا حتى لا يزج بالتلاميذ في صراعات لن تزيد المنظومة التربوية إلا تدهورا وتقهقرا..