إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أمام الهجمة المغربية الحادة والتطاول المرفوض: تونس دولة تدافع عن سيادتها.. وشعب لن يقبل الإهانة!

تونس – الصباح

يتابع الرأي العام الدولي، بشيء من التعجّب والاستغراب والكثير من الريبة ردود الأفعال الرسمية والشعبية المغربية في علاقة بقضية حضور وفد من الجمهورية العربية الصحراوية ندوة طوكيو الدولية للتنمية بإفريقيا والتي احتضنتها تونس نهاية الأسبوع الماضي ..

ومردّ هذا التعجّب والاستغراب هو المبالغة في رد الفعل رغم توضيح الدولة التونسية لموقفها من خلال بيان وزارة الخارجية والتي ذكّرت فيه بأن تونس مازالت ملتزمة بموقف محايد وبالشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية.. لكن مع ذلك فإن هذا التصعيد المغربي لم يتوقف عند ذلك البيان الرسمي المتحامل على الدولة التونسية واستدعاء السفير الذي أجابت عليه تونس بالمعاملة بالمثل واستدعت سفيرها.. بل تعزز هذا البيان بهجمة مغربية على تونس وعلى رئيس الجمهورية قيس سعيد على جميع المستويات انخرط فيها المجتمع المدني والأحزاب المغربية وحتى المعارضين للنظام الملكي المغربي، سواء من خلال الإعلام المغربي الذي تجنّد بالكامل للنيل من تونس وقيادتها أو بتوظيف وسائل إعلام دولية انحازت بشكل سافر الى الموقف المغربي أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث تحولت أغلب الحسابات والصفحات الرسمية وغير الرسمية في المملكة المغربية الى منصات هجومية لم تكفّ عن التطاول وتوجيه الإهانات المجانية لتونس شعبا وقيادة سياسية .

أسباب خفية وراء التشنّج المغربي

في الحقيقة إن هذا التشنّج المغربي الذي بات أشبه بالهيستريا الجماعية لا يمكن تبريره، فقط، بمشاركة الوفد الصحراوي في قمة "تيكاد" والتي نجحت تونس في تنظيمها بشكل كبير ولعل هذا النجاح هو ما زاد في تأجيج ردود الفعل لدى الأشقاء في المغرب.. فليست أول مرة تشارك جبهة البوليساريو التي تسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، حيث شارك قائد الجبهة إبراهيم غالي في الدورة السادسة لتيكاد المنعقدة بكينيا في 2016 والدورة السابعة المنعقدة باليابان سنة 2019، كما شاركت أيضا في اجتماعات إقليمية أخرى على غرار القمة الإفريقية-الأوروبية المنعقدة في فيفري 2022 ببروكسيل وذلك بمشاركة المملكة المغربية في جميع هذه القمم.. بل اجتمع ملك المغرب وقائد الجبهة في نفس الصورة دون أن يصدر أي احتجاج عن المغرب ولم تتشكل جبهة للهجوم والتطاول على الدول المنظمة لهذه اللقاءات الدولية .

وكل ما تقدّم جعل أغلب المتابعين للشأن الدولي ينظرون بعين الريبة لردّ الفعل المغربي المبالغ فيه والمتطاول على السيادة الوطنية حتى أن وسائل إعلام مغربية لم تتوان عن توجيه اهانات غير مقبولة بالمرة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد، كما لم تتردد أحزاب تربطها علاقات أيديولوجية بأحزاب تونسية مثل حركة النهضة من حشر أنفها في الأزمة السياسية الداخلية، ومنح نفسها حق إبداء الرأي في هذه الأزمة والانحياز لأطراف معارضة بشكل سافر وكذلك توصيف مسار 25 جويلية بأوصاف غير لائقة تمسّ من صورة تونس وسيادتها وتُشعر التونسيين بالإهانة.. رغم أن التونسيين قيادة وشعبا مازالوا يتعاملون بكثير من الرصانة إزاء هذا التطاول المغربي ويحاولون تفهّم الموقف المغربي الغاضب، لأسباب يبدو أنها بعيدة كل البعد عن قضية الوفد الصحراوي ولها علاقة بمخاوف مغربية عميقة من أي تقارب بين تونس والجزائر ومن علاقة حسن الجوار القائمة بينهما، كما أن عودة تونس الى واجهة الاستثمار الدولي كقطب جاذب للاستثمارات الدولية وبقدرة تنافسية مهمة "يزعج" المغرب بشكل كبير، التي تبقى بلدا ينافس تونس في عدة مجالات اقتصادية، واستثمر بشكل جيدا في كل الأزمات التي عاشتها بلادنا بعد الثورة خاصة على مستوى السياحة وإنتاج الفسفاط.

مواقف تونسية داخلية "مخجلة"

في الوقت الذي اصطف فيه الجميع في المغرب وراء القيادة السياسية في معركتها المفتعلة مع تونس بما في ذلك النخب والأحزاب المعارضة بشدة للنظام الملكي، نجد بعض القيادات الحزبية في تونس، والتي نبذها الشعب لمواقفها غير الوطنية، تستغل خصومتها السياسية مع قيس سعيد لتنحاز الى الموقف المغربي المتحامل دون أدنى اعتبار للإهانة البالغة التي وُجهت الى التونسيين بسبب الإساءة المتعمّدة لبلادنا من المغاربة..

وان كان الموقف المغربي يمكن تفهمه في إطار سياقات مختلفة، فان بعض المواقف التونسية الصادرة عن سياسيين بدت "مخجلة" ومستفزة للرأي العام في تونس على غرار مواقف بعض القيادات الإسلامية مثل عبد الحميد الجلاصي الذي جابت تدوينته كل الصفحات الرسمية وغير الرسمية المغربية وهو يتحدث على أن ما حصل "جريمة" متوعدا من وصفهم بمساندي ما يصفه بـ"الانقلاب" موجها إهانة بليغة لأبناء بلده ولسيادة دولته عندما ذكر أن تونس ليست ولاية تابعة لأي دولة في تلميح لا يخلو من الإساءة لسيادة دولته !

وقد التقط هذه التدوينة وتدوينات أخرى لقيادات نهضاوية، الحزب الإسلامي المغربي "العدالة والتنمية" والذي بدت مواقفه غاية في الشراسة واتخذت بعدا أكثر عمقا من الأزمة الديبلوماسية لتبدو منحازة لمواقف حركة النهضة الخصم السياسي لقيس سعيد والتي خسرت الى الآن كل معاركها معها، وفشلت في ضرب شعبيته أو "تثوير" الشارع لصالح هدفها في العودة الى السلطة.. حيث اعتبر الحزب وأمينه العام سعد الدين العثماني موقف تونس عدائيا تجاه المغرب كما اعتبر أن تونس لم تعد دولة صديقة، كما سمحت قياداته لنفسها، أن تخوض في مسائل سياسية داخلية لا تهم غير التونسيين وهي تصف مسار 25 جويلية بالمسار الانقلابي وبأن في تونس ليس هناك ديمقراطية .

وعلى عكس المغرب التي وجدت "أصدقاء" في تونس يدافعون عن موقفها ولم يجدوا حرجا في القبول بالإهانة المغربية فان تونس لم تجد "أصدقاء" في المغرب يشرحون موقفها أو يذكرون مواقف تاريخية لقيادتها السياسية أو شعبها وكانت منتصرة وداعمة للملكة المغربية ..

ويبقى موقف الرئيس المؤقت الأسبق منصف المرزوقي، من أكثر المواقف استفزازا لمشاعر التونسيين في انحيازه المخجل للموقف المغربي، وذلك تصفية لحساباته السياسية مع قيس سعيد وهو الذي سبق للقضاء التونسي أن اتهمه بالتآمر على أمن الدولة الخارجي عندما سعى في وسائل إعلام دولية الى إفشال القمة الفرنكفونية التي تم تأجيلها، حيث اتهم المرزوقي رئيس الدولة والذي وصفه بـ"المنقلب" بأنه استقبل رئيس البوليساريو كما لو كان رئيس دولة معترف بها عالميا، رغم أن قيس سعيد استقبل كل الوفود المشاركة في القمة، كما اتهم تونس بالانحياز الى دولة دون أخرى، وهذا الموقف المعادي لتونس، تلقى من أجله المنصف المرزوقي تحية خاصة من طرف رئيس حزب العدالة والتنمية المغربي، سعد الدين العثماني، الذي وصفه المرزوقي بصديقه ودعاه قبل ذلك ليفصل بين الشعب التونسي والقيادة السياسية، رغم أن الإهانة المغربية وُجهت الى الشعب التونسي الذي لم تٌحترم سيادته كما لم تُحترم رموزه وقيادته السياسية المنتخبة من الشعب باعتبار ان تونس جمهورية وليست نظاما ملكيا يُورث فيه الحكم. ومحاولة الرئيس الأسبق المؤقت المنصف المرزوقي تقديم دروس في الديبلوماسية، يبدو غير منسجم مع تاريخه الديبلوماسي عندما كان رئيسا مؤقتا زمن حكومة الترويكا التي كانت تقودها النهضة بالنظر الى الضرر البليغ الذي لحق بالديبلوماسية التونسية في ذلك العهد، بقرارات متسرعة وغير مسؤولة مثل طرد السفير السوري وفضيحة تسليم رئيس الوزراء الليبي الأسبق البغدادي المحمودي والذي احتمى بتونس بعد سقوط نظام معمر القذافي.

وتبقى معارضة قيس سعيد وأفكاره ونظامه ومشروعه السياسي حقا لا يُجادل فيه بالنسبة للمعارضة ولكن هذه المعارضة يجب أن تقنع شعبها في المقابل بمواقفها الوطنية المدافعة عن صورة تونس وليس المشوهة لها والمنحازة لكل من لا يريد مصلحة هذه البلاد التي لها دولة تدافع عن استقلالية قرارها وسيادتها ولها شعب لن يقبل أبدا بإهانة بلاده مهما كانت الدوافع..لأن العلاقات الديبلوماسية السوية تبنى على الاحترام المتبادل وليس المغالبة !

منية العرفاوي

أمام الهجمة المغربية الحادة والتطاول المرفوض: تونس دولة تدافع عن سيادتها.. وشعب لن يقبل الإهانة!

تونس – الصباح

يتابع الرأي العام الدولي، بشيء من التعجّب والاستغراب والكثير من الريبة ردود الأفعال الرسمية والشعبية المغربية في علاقة بقضية حضور وفد من الجمهورية العربية الصحراوية ندوة طوكيو الدولية للتنمية بإفريقيا والتي احتضنتها تونس نهاية الأسبوع الماضي ..

ومردّ هذا التعجّب والاستغراب هو المبالغة في رد الفعل رغم توضيح الدولة التونسية لموقفها من خلال بيان وزارة الخارجية والتي ذكّرت فيه بأن تونس مازالت ملتزمة بموقف محايد وبالشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية.. لكن مع ذلك فإن هذا التصعيد المغربي لم يتوقف عند ذلك البيان الرسمي المتحامل على الدولة التونسية واستدعاء السفير الذي أجابت عليه تونس بالمعاملة بالمثل واستدعت سفيرها.. بل تعزز هذا البيان بهجمة مغربية على تونس وعلى رئيس الجمهورية قيس سعيد على جميع المستويات انخرط فيها المجتمع المدني والأحزاب المغربية وحتى المعارضين للنظام الملكي المغربي، سواء من خلال الإعلام المغربي الذي تجنّد بالكامل للنيل من تونس وقيادتها أو بتوظيف وسائل إعلام دولية انحازت بشكل سافر الى الموقف المغربي أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث تحولت أغلب الحسابات والصفحات الرسمية وغير الرسمية في المملكة المغربية الى منصات هجومية لم تكفّ عن التطاول وتوجيه الإهانات المجانية لتونس شعبا وقيادة سياسية .

أسباب خفية وراء التشنّج المغربي

في الحقيقة إن هذا التشنّج المغربي الذي بات أشبه بالهيستريا الجماعية لا يمكن تبريره، فقط، بمشاركة الوفد الصحراوي في قمة "تيكاد" والتي نجحت تونس في تنظيمها بشكل كبير ولعل هذا النجاح هو ما زاد في تأجيج ردود الفعل لدى الأشقاء في المغرب.. فليست أول مرة تشارك جبهة البوليساريو التي تسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، حيث شارك قائد الجبهة إبراهيم غالي في الدورة السادسة لتيكاد المنعقدة بكينيا في 2016 والدورة السابعة المنعقدة باليابان سنة 2019، كما شاركت أيضا في اجتماعات إقليمية أخرى على غرار القمة الإفريقية-الأوروبية المنعقدة في فيفري 2022 ببروكسيل وذلك بمشاركة المملكة المغربية في جميع هذه القمم.. بل اجتمع ملك المغرب وقائد الجبهة في نفس الصورة دون أن يصدر أي احتجاج عن المغرب ولم تتشكل جبهة للهجوم والتطاول على الدول المنظمة لهذه اللقاءات الدولية .

وكل ما تقدّم جعل أغلب المتابعين للشأن الدولي ينظرون بعين الريبة لردّ الفعل المغربي المبالغ فيه والمتطاول على السيادة الوطنية حتى أن وسائل إعلام مغربية لم تتوان عن توجيه اهانات غير مقبولة بالمرة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد، كما لم تتردد أحزاب تربطها علاقات أيديولوجية بأحزاب تونسية مثل حركة النهضة من حشر أنفها في الأزمة السياسية الداخلية، ومنح نفسها حق إبداء الرأي في هذه الأزمة والانحياز لأطراف معارضة بشكل سافر وكذلك توصيف مسار 25 جويلية بأوصاف غير لائقة تمسّ من صورة تونس وسيادتها وتُشعر التونسيين بالإهانة.. رغم أن التونسيين قيادة وشعبا مازالوا يتعاملون بكثير من الرصانة إزاء هذا التطاول المغربي ويحاولون تفهّم الموقف المغربي الغاضب، لأسباب يبدو أنها بعيدة كل البعد عن قضية الوفد الصحراوي ولها علاقة بمخاوف مغربية عميقة من أي تقارب بين تونس والجزائر ومن علاقة حسن الجوار القائمة بينهما، كما أن عودة تونس الى واجهة الاستثمار الدولي كقطب جاذب للاستثمارات الدولية وبقدرة تنافسية مهمة "يزعج" المغرب بشكل كبير، التي تبقى بلدا ينافس تونس في عدة مجالات اقتصادية، واستثمر بشكل جيدا في كل الأزمات التي عاشتها بلادنا بعد الثورة خاصة على مستوى السياحة وإنتاج الفسفاط.

مواقف تونسية داخلية "مخجلة"

في الوقت الذي اصطف فيه الجميع في المغرب وراء القيادة السياسية في معركتها المفتعلة مع تونس بما في ذلك النخب والأحزاب المعارضة بشدة للنظام الملكي، نجد بعض القيادات الحزبية في تونس، والتي نبذها الشعب لمواقفها غير الوطنية، تستغل خصومتها السياسية مع قيس سعيد لتنحاز الى الموقف المغربي المتحامل دون أدنى اعتبار للإهانة البالغة التي وُجهت الى التونسيين بسبب الإساءة المتعمّدة لبلادنا من المغاربة..

وان كان الموقف المغربي يمكن تفهمه في إطار سياقات مختلفة، فان بعض المواقف التونسية الصادرة عن سياسيين بدت "مخجلة" ومستفزة للرأي العام في تونس على غرار مواقف بعض القيادات الإسلامية مثل عبد الحميد الجلاصي الذي جابت تدوينته كل الصفحات الرسمية وغير الرسمية المغربية وهو يتحدث على أن ما حصل "جريمة" متوعدا من وصفهم بمساندي ما يصفه بـ"الانقلاب" موجها إهانة بليغة لأبناء بلده ولسيادة دولته عندما ذكر أن تونس ليست ولاية تابعة لأي دولة في تلميح لا يخلو من الإساءة لسيادة دولته !

وقد التقط هذه التدوينة وتدوينات أخرى لقيادات نهضاوية، الحزب الإسلامي المغربي "العدالة والتنمية" والذي بدت مواقفه غاية في الشراسة واتخذت بعدا أكثر عمقا من الأزمة الديبلوماسية لتبدو منحازة لمواقف حركة النهضة الخصم السياسي لقيس سعيد والتي خسرت الى الآن كل معاركها معها، وفشلت في ضرب شعبيته أو "تثوير" الشارع لصالح هدفها في العودة الى السلطة.. حيث اعتبر الحزب وأمينه العام سعد الدين العثماني موقف تونس عدائيا تجاه المغرب كما اعتبر أن تونس لم تعد دولة صديقة، كما سمحت قياداته لنفسها، أن تخوض في مسائل سياسية داخلية لا تهم غير التونسيين وهي تصف مسار 25 جويلية بالمسار الانقلابي وبأن في تونس ليس هناك ديمقراطية .

وعلى عكس المغرب التي وجدت "أصدقاء" في تونس يدافعون عن موقفها ولم يجدوا حرجا في القبول بالإهانة المغربية فان تونس لم تجد "أصدقاء" في المغرب يشرحون موقفها أو يذكرون مواقف تاريخية لقيادتها السياسية أو شعبها وكانت منتصرة وداعمة للملكة المغربية ..

ويبقى موقف الرئيس المؤقت الأسبق منصف المرزوقي، من أكثر المواقف استفزازا لمشاعر التونسيين في انحيازه المخجل للموقف المغربي، وذلك تصفية لحساباته السياسية مع قيس سعيد وهو الذي سبق للقضاء التونسي أن اتهمه بالتآمر على أمن الدولة الخارجي عندما سعى في وسائل إعلام دولية الى إفشال القمة الفرنكفونية التي تم تأجيلها، حيث اتهم المرزوقي رئيس الدولة والذي وصفه بـ"المنقلب" بأنه استقبل رئيس البوليساريو كما لو كان رئيس دولة معترف بها عالميا، رغم أن قيس سعيد استقبل كل الوفود المشاركة في القمة، كما اتهم تونس بالانحياز الى دولة دون أخرى، وهذا الموقف المعادي لتونس، تلقى من أجله المنصف المرزوقي تحية خاصة من طرف رئيس حزب العدالة والتنمية المغربي، سعد الدين العثماني، الذي وصفه المرزوقي بصديقه ودعاه قبل ذلك ليفصل بين الشعب التونسي والقيادة السياسية، رغم أن الإهانة المغربية وُجهت الى الشعب التونسي الذي لم تٌحترم سيادته كما لم تُحترم رموزه وقيادته السياسية المنتخبة من الشعب باعتبار ان تونس جمهورية وليست نظاما ملكيا يُورث فيه الحكم. ومحاولة الرئيس الأسبق المؤقت المنصف المرزوقي تقديم دروس في الديبلوماسية، يبدو غير منسجم مع تاريخه الديبلوماسي عندما كان رئيسا مؤقتا زمن حكومة الترويكا التي كانت تقودها النهضة بالنظر الى الضرر البليغ الذي لحق بالديبلوماسية التونسية في ذلك العهد، بقرارات متسرعة وغير مسؤولة مثل طرد السفير السوري وفضيحة تسليم رئيس الوزراء الليبي الأسبق البغدادي المحمودي والذي احتمى بتونس بعد سقوط نظام معمر القذافي.

وتبقى معارضة قيس سعيد وأفكاره ونظامه ومشروعه السياسي حقا لا يُجادل فيه بالنسبة للمعارضة ولكن هذه المعارضة يجب أن تقنع شعبها في المقابل بمواقفها الوطنية المدافعة عن صورة تونس وليس المشوهة لها والمنحازة لكل من لا يريد مصلحة هذه البلاد التي لها دولة تدافع عن استقلالية قرارها وسيادتها ولها شعب لن يقبل أبدا بإهانة بلاده مهما كانت الدوافع..لأن العلاقات الديبلوماسية السوية تبنى على الاحترام المتبادل وليس المغالبة !

منية العرفاوي