إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين: من قاطرة الانتاج والابداع الى الركود !!

غياب التمويل وعدم صرف الميزانيات وعدم توفر نظام أساسي وأرضية قانونية من اسباب عجز عمل المراكز ودعوة سلطة الاشراف لايجاد حل جذري

القصرين_الصباح

يعد مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين من بين أهم قلاع الحراك الثقافي بالجهة منذ انبلاج فجره ودخوله لساحة الانتاج والاستغلال اواخر سنة 2017 وتميز بانطلاقة محترمة وناجحة بولادة عديد الانتاجات المسرحية والنشاط المكثف في احتضان أو المساهمة في الكثير من المحطات الثقافية وحتى في فترة الركود بسبب جائحة كورونا لم يتوقف عن الانتاج ، لكن بامكان أي كان ملاحظة تغير ملامح العطاء وتراجعها في السنوات الأخيرة وخاصة السنة الحالية التي تقريبا توقف فيها النشاط والانتاج لأسباب عدة من بينها التمويل.

عدم صرف الميزانيات وغياب اطار قانوني ينظم العمل

"الصباح" سلطت الضوء على مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين والوقوف على أحوال هذا المركز الفتي والعودة على أسباب هذا التراجع التي أرجعها مدير هذا الفضاء الطيب ملايكي لـ"الصباح" بدرجة اولى الى صعوبات مالية تعيش على وقعها مختلف مراكز الفنون الدرامية والركحية بولايات الجمهورية ككل نظرا لعدم صرف مستحقات مالية من الميزانيات المرصودة لبعض السنوات ومنها السنة الحالية التي تم صرف فقط 25 بالمائة من الميزانية المقدرة بـ100 ألف دينار ، تم صرفها لتغطية التزامات وعقود السنة الماضية (2021) وذلك لعدم صرف القسط الثالث من ميزانية السنة المذكورة وكذلك قسم آخر من سنة 2019 لم يصرف بعد.

 كما أوضح محدثنا أن اشكال التمويل ورصد الميزانيات خلق صعوبات في تمويل الاعمال والانتاجات وأثر في عمل هذا المركز النشيط، كما خلق صعوبات على مستوى خلاص التقنيين المتعاقدين والفنانين والممثلين ، والمتعهدين والفرق المسرحية والموسيقية وتمويل الاعمال والانتاجات المسرحية اضافة الى المصاريف الاخرى المتعلقة بالمياه والكهرباء وما جاورها من الاجراءات الروتينية.

وأشار الملايكي أن هذا الاشكال تعرفه أغلب المراكز بالبلاد لعدم توفر أرضية قانونية أو أطر قانونية يتم وفقها تنظيم عمل المراكز وتمويلها وايجاد حلول جذرية لهذه المعضلة التي عطلت نشاطهم والتزاماتهم ، مبينا أن التمويل كان يتم عن طريق مندوبيات الثقافة دون وجود نص قانوني يلزمها بصرف الاعتمادات لهذه المراكز أو احالة امرهم الى المؤسسات الوطنية لتنمية المهرجانات التي تتعامل معهم لفترات ثم تتراجع لعدم وجود اطار قانوني، ثم يعود الأمر الى المسرح الوطني التونسي الذي كان موقفه واضحا بتوفير أرضية قانونية يتم على اثرها صرف الاعتمادات والتعامل مع مراكز الفنون الدرامية والركحية على حد تعبيره.

وعبر محدثنا عن أمله في تفهم وزارة الثقافة لهذا الوضع المؤرق الذي يحول دون تطوير المراكز وتموقعها في المشهد الثقافي بالجهات والقيام بمسؤولياتها التي من بينها ما عبّر عنه بتوطين الفعل المسرحي والثقافي بالجهات ومقاومة التفقير والتصحر الثقافي، وأضاف انه لابد على الدولة وسلط الاشراف أن لا تكون بعيدة عن هذه الاهداف بتوفير الامكانيات اللازمة والأطر القانونية المنظمة للقطاعات، وفق تعبيره.

سنوات من العطاء رغم حداثة النشأة

"العطاء والانتاج لا يقاس لا بقلة الافراد أو الكم في الانتاج انما بالفكرة الهادفة المميزة وأرضية عمل منظمة " صورة تقريبية قدمها محدثنا في حديثه الحماسي عن مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين الذي تم بعثه أواخر سنة 2017 ويضم حاليا مايقارب 15 فردا من المنتمين للمركز ، انطلق بادارة ثنائية الرأس بمدير فني وآخر اداري وبعد عامين تم تغيير على رأس الادارة ، ورغم حداثته الا أن تفاصيل مساهماته واضحة جدا لكل متمعن في الحقل الثقافي والتعددية الثقافية للمشهد الثقافي بجهة القصرين ، الذي خلق ديناميكية واضحة منذ تأسيسه ومروره الى الانتاج باعمال مسرحية جالت بعض المحطات الوطنية على غرار "كونترا" للطيب ملايكي وفي فترة الكورونا والركود لم يهدأ نشاط المركز بل مر الى مبدأ الثقافة عن بعد والثقافة البديلة بتظاهرات المسرح المنزلي والومضات القصيرة التي تمحورت حول فيروس كورونا .

وأشار الملايكي الى انهم بعد فترة الركود ومنع التظاهرات بسبب جائحة كورونا عاد المركز الى النشاط بانتاجات جديدة منها مسرحية ما بعد "فرانكشتاين " لأحمد نصرلي في سنة 2021 وعمل مسرحي مدعوم من المسرحي مراد الغرسلي (تحت خط الحياة) الى جانب انشطة المسرح الصيفي أو المدرسة الصيفية للاخراج الصغار والعائلات من ذاك الضغط الرهيب الذي عايشته البلاد ككل من الحجر الصحي وغيره من الاجراءات للحد من انتشار الوباء.

مضيفا كذلك عدة أنشطة للمركز على غرار المخيم المسرحي كأول تجربة من نوعها في الجهة في ماي 2022 ذات الابعاد المتعددة والخروج بالمسرح الى أنماط أخرى بعيدا عن التقليدي أو الكلاسيكي والذي شهد مشاركة هامة من عدة ولايات جمهورية اضافة الى مساهمته في مهرجان أيام السيليوم المسرحية في أكتوبر 2021 وكانت من الدورات المتميزة بجهة اثبتت حجمها الكبير في الحراك الثقافي في تونس ودون نسيان مساهمته في المهرجانات الوطنية والجهوية للمسرح بدور الشباب والثقافة.

الملايكي اضاف كذلك الى وجود اعمال تعطلت هذه السنة بسبب غياب التمويل وعدم صرف اقساط الميزانيات على سبيل الذكر انتاج مسرحي بعنوان"تحيا الحرب" لغوث زرڨي وعمل آخر مشترك مع مركز الفنون الدرامية والركحية بسيدي بوزيد. بعنوان"ايبوكسيا" كما أشار الى أن بين اعمال المركز انشاء نوادي للمسرح باغلب معتمديات القصرين بدور الثقافة والتي يشرف عليها أساتذة او منشطين خريجي مراكز الفنون الدرامية والركحية وكل مايتعلق من امور تمويلية وغيرها تعود الى مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهة وفق تعبيره .

حيث أكد ان هذا العام وكل متابع للحراك الثقافي بالجهة سيلاحظ هذا الشلل التام في عمل المركز وغياب الانتاج والاعمال كما تعود على ذلك الشارع القصريني وذلك لغياب التمويلات وانعدام الميزانيات ونظام أساسي ينظم عمل المراكز لذلك وجب على سلط الاشراف النظر الى الاشكاليات المطروحة في عمل هذه المراكز بالجهات بشكل جدي وايجاد حلول جذرية لتنظيم عملهم لتجنب هذا العجز الواضح في الانتاج وسير المؤسسات

  صفوة قرمازي

 

 

 

 

 

 

 مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين:  من قاطرة الانتاج والابداع الى الركود !!

غياب التمويل وعدم صرف الميزانيات وعدم توفر نظام أساسي وأرضية قانونية من اسباب عجز عمل المراكز ودعوة سلطة الاشراف لايجاد حل جذري

القصرين_الصباح

يعد مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين من بين أهم قلاع الحراك الثقافي بالجهة منذ انبلاج فجره ودخوله لساحة الانتاج والاستغلال اواخر سنة 2017 وتميز بانطلاقة محترمة وناجحة بولادة عديد الانتاجات المسرحية والنشاط المكثف في احتضان أو المساهمة في الكثير من المحطات الثقافية وحتى في فترة الركود بسبب جائحة كورونا لم يتوقف عن الانتاج ، لكن بامكان أي كان ملاحظة تغير ملامح العطاء وتراجعها في السنوات الأخيرة وخاصة السنة الحالية التي تقريبا توقف فيها النشاط والانتاج لأسباب عدة من بينها التمويل.

عدم صرف الميزانيات وغياب اطار قانوني ينظم العمل

"الصباح" سلطت الضوء على مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين والوقوف على أحوال هذا المركز الفتي والعودة على أسباب هذا التراجع التي أرجعها مدير هذا الفضاء الطيب ملايكي لـ"الصباح" بدرجة اولى الى صعوبات مالية تعيش على وقعها مختلف مراكز الفنون الدرامية والركحية بولايات الجمهورية ككل نظرا لعدم صرف مستحقات مالية من الميزانيات المرصودة لبعض السنوات ومنها السنة الحالية التي تم صرف فقط 25 بالمائة من الميزانية المقدرة بـ100 ألف دينار ، تم صرفها لتغطية التزامات وعقود السنة الماضية (2021) وذلك لعدم صرف القسط الثالث من ميزانية السنة المذكورة وكذلك قسم آخر من سنة 2019 لم يصرف بعد.

 كما أوضح محدثنا أن اشكال التمويل ورصد الميزانيات خلق صعوبات في تمويل الاعمال والانتاجات وأثر في عمل هذا المركز النشيط، كما خلق صعوبات على مستوى خلاص التقنيين المتعاقدين والفنانين والممثلين ، والمتعهدين والفرق المسرحية والموسيقية وتمويل الاعمال والانتاجات المسرحية اضافة الى المصاريف الاخرى المتعلقة بالمياه والكهرباء وما جاورها من الاجراءات الروتينية.

وأشار الملايكي أن هذا الاشكال تعرفه أغلب المراكز بالبلاد لعدم توفر أرضية قانونية أو أطر قانونية يتم وفقها تنظيم عمل المراكز وتمويلها وايجاد حلول جذرية لهذه المعضلة التي عطلت نشاطهم والتزاماتهم ، مبينا أن التمويل كان يتم عن طريق مندوبيات الثقافة دون وجود نص قانوني يلزمها بصرف الاعتمادات لهذه المراكز أو احالة امرهم الى المؤسسات الوطنية لتنمية المهرجانات التي تتعامل معهم لفترات ثم تتراجع لعدم وجود اطار قانوني، ثم يعود الأمر الى المسرح الوطني التونسي الذي كان موقفه واضحا بتوفير أرضية قانونية يتم على اثرها صرف الاعتمادات والتعامل مع مراكز الفنون الدرامية والركحية على حد تعبيره.

وعبر محدثنا عن أمله في تفهم وزارة الثقافة لهذا الوضع المؤرق الذي يحول دون تطوير المراكز وتموقعها في المشهد الثقافي بالجهات والقيام بمسؤولياتها التي من بينها ما عبّر عنه بتوطين الفعل المسرحي والثقافي بالجهات ومقاومة التفقير والتصحر الثقافي، وأضاف انه لابد على الدولة وسلط الاشراف أن لا تكون بعيدة عن هذه الاهداف بتوفير الامكانيات اللازمة والأطر القانونية المنظمة للقطاعات، وفق تعبيره.

سنوات من العطاء رغم حداثة النشأة

"العطاء والانتاج لا يقاس لا بقلة الافراد أو الكم في الانتاج انما بالفكرة الهادفة المميزة وأرضية عمل منظمة " صورة تقريبية قدمها محدثنا في حديثه الحماسي عن مركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين الذي تم بعثه أواخر سنة 2017 ويضم حاليا مايقارب 15 فردا من المنتمين للمركز ، انطلق بادارة ثنائية الرأس بمدير فني وآخر اداري وبعد عامين تم تغيير على رأس الادارة ، ورغم حداثته الا أن تفاصيل مساهماته واضحة جدا لكل متمعن في الحقل الثقافي والتعددية الثقافية للمشهد الثقافي بجهة القصرين ، الذي خلق ديناميكية واضحة منذ تأسيسه ومروره الى الانتاج باعمال مسرحية جالت بعض المحطات الوطنية على غرار "كونترا" للطيب ملايكي وفي فترة الكورونا والركود لم يهدأ نشاط المركز بل مر الى مبدأ الثقافة عن بعد والثقافة البديلة بتظاهرات المسرح المنزلي والومضات القصيرة التي تمحورت حول فيروس كورونا .

وأشار الملايكي الى انهم بعد فترة الركود ومنع التظاهرات بسبب جائحة كورونا عاد المركز الى النشاط بانتاجات جديدة منها مسرحية ما بعد "فرانكشتاين " لأحمد نصرلي في سنة 2021 وعمل مسرحي مدعوم من المسرحي مراد الغرسلي (تحت خط الحياة) الى جانب انشطة المسرح الصيفي أو المدرسة الصيفية للاخراج الصغار والعائلات من ذاك الضغط الرهيب الذي عايشته البلاد ككل من الحجر الصحي وغيره من الاجراءات للحد من انتشار الوباء.

مضيفا كذلك عدة أنشطة للمركز على غرار المخيم المسرحي كأول تجربة من نوعها في الجهة في ماي 2022 ذات الابعاد المتعددة والخروج بالمسرح الى أنماط أخرى بعيدا عن التقليدي أو الكلاسيكي والذي شهد مشاركة هامة من عدة ولايات جمهورية اضافة الى مساهمته في مهرجان أيام السيليوم المسرحية في أكتوبر 2021 وكانت من الدورات المتميزة بجهة اثبتت حجمها الكبير في الحراك الثقافي في تونس ودون نسيان مساهمته في المهرجانات الوطنية والجهوية للمسرح بدور الشباب والثقافة.

الملايكي اضاف كذلك الى وجود اعمال تعطلت هذه السنة بسبب غياب التمويل وعدم صرف اقساط الميزانيات على سبيل الذكر انتاج مسرحي بعنوان"تحيا الحرب" لغوث زرڨي وعمل آخر مشترك مع مركز الفنون الدرامية والركحية بسيدي بوزيد. بعنوان"ايبوكسيا" كما أشار الى أن بين اعمال المركز انشاء نوادي للمسرح باغلب معتمديات القصرين بدور الثقافة والتي يشرف عليها أساتذة او منشطين خريجي مراكز الفنون الدرامية والركحية وكل مايتعلق من امور تمويلية وغيرها تعود الى مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهة وفق تعبيره .

حيث أكد ان هذا العام وكل متابع للحراك الثقافي بالجهة سيلاحظ هذا الشلل التام في عمل المركز وغياب الانتاج والاعمال كما تعود على ذلك الشارع القصريني وذلك لغياب التمويلات وانعدام الميزانيات ونظام أساسي ينظم عمل المراكز لذلك وجب على سلط الاشراف النظر الى الاشكاليات المطروحة في عمل هذه المراكز بالجهات بشكل جدي وايجاد حلول جذرية لتنظيم عملهم لتجنب هذا العجز الواضح في الانتاج وسير المؤسسات

  صفوة قرمازي