حالة استنفار قصوى تم الإعلان عنها بولاية نابل بعد اكتشاف بؤرة لمرض اللسان الرازق ببوعرقوب مرض هدد القطيع بالمنطقة والقطيع لكامل تراب الجمهورية.
فبعد أن نفت مديرة الصحة الحيوانية بالإدارة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة إصابة أي بقرة أو رأس غنم بمرض اللسان الأزرق، مؤكدة أن الحالات الأربع للأبقار التي تم تسجيلها والتأكد منها مخبريا كشفت إصابتها بمرض النزيف الوبائي الذي يشبه أعراض الإصابة به بمرض اللسان الأزرق وهي موزعة بين ولايات الكاف وجندوبة وسليانة، أكد رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب سامي الهويدي لـ"الصباح" أن مرض اللسان الأزرق الذي يصيب الأبقار تفشى بعد الكشف عن بؤرة عقب تسجيل 6 حالات ونفوق 3 أبقار منها بمنطقة بوعرقوب"، قائلا:" لقد تم تسجيل 6 حالات إصابة للأبقار نفق منها 3 حالات، حيث تم الكشف عن بؤرة مرض اللسان الأزرق ببوعرقوب منذ 10 أيام بعد معاينة من قبل طبيب بيطري، وهو ما دفعنا للأعلم العاجلة للدائرة الصحية التي وجهت فريقا للزيارة والمعاينة على عين المكان، علما انه ليس هناك دواء والحل الوحيد هو التلقيح المسبق للوقاية من انتشار هذا المرض"، وفق قوله.
وتابع محدثنا مشددا "نعاني من صعوبات منذ 5 سنوات ونحن كمهنة طالبنا بتوفير اللقاح ونبهنا من خطورة هذا المرض الذي بدأ يفتك بالقطيع". وقد أدخل هذا المرض حالة من الإرباك في صفوف مربي الأبقار ببوعرقوب خوفا على قطيعهم الذي يعد 2000 رأس بقر يعود لـ500 مرب بالمنطقة".
وشدد مصدرنا أن "الحالة تنذر بالخطر والمطلوب من مصالح الطب البيطري على مستوى المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل أن تتدخل ميدانيا بإطلاق حملة تلقيح شاملة كامل للقطيع للحد من النفوق وتجنب الخسائر التي يتكبدها مربو الأبقار ومن أجل الحفاظ على الثورة الحيوانية".
تخوفات في صفوف المربين
وقد أدخل اكتشاف بؤرة لمرض اللسان الأزرق حالة من الخوف في صفوف مربي الأبقار والماشية والمجترات عموما بجهة الوطن القبلي، حسب رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري سامي الهويدي لـ"الصباح" حيث أكد أنه في تواصل مع المربين وقد لمس قلقهم وخوفهم من خلال الزيارات الميدانية وأبدى تضامنه مع من نفقت أبقارهم .
تلافي الخسائر
ويرى بعض المربين أنه يجب على المصالح البيطرية التدخل وعدم ترك الفلاح وحده يجابه هذا المرض وتداعياته الخطيرة بعد أن تم تسجيل حالات نفوق عدد من الأبقار لدى الأجوار.
الفلاحة مطالبة بالتحرك
ويبدو أن خوف المربين مفهوم إذ اعتبروا أن تحرك مصالح الطب البيطري بوزارة الفلاحة دون المأمول ومحتشم أحيانا حسب ما أفاد به البعض "الصباح"، فالمرض معروف بانتشاره السريع ما يهدد القطيع وهذا يستوجب التدخل العاجل خاصة في ظل صعوبة التواصل مع الطب البيطري العمومي وضعف الطب البيطري الخاص غير المتوفر بكل الجهات ولا يغطي كامل المناطق، فطبيب واحد أحيانا عن كل معتمدية غير كاف وهو ما يتطلب توسعة شبكة الأطباء البياطرة على الصعيد الوطني.
ما هو اللسان الأزرق
ومرض اللسان الأرزق يصيب الأغنام والأبقار والماعز ولا ينقل للإنسان. ويتنقل هذا المرض عن طريق حشرة من نوع كلوكويداس التي تتكاثر بتوفر عوامل مناخية ملائمة: رطوبة – حرارة مرتفعة خاصة بالمناطق الرطبة والسقوية .
يتميز هذا المرض بوجود أصناف عديدة وهي 24 صنفا حول العالم وتظهر أصناف مستجدة لهذا الفيروس من سنة لأخرى مرتبطة بالتغيرات المناخية وخصائص بعض الجهات.
أعراضه
تتمثل أهم الأعراض في ارتفاع درجات الحرارة واحمرار الأغشية وانتفاخ في الرأس واحمرار العينين مع وجود سيلان دمعي، مع اللون الأزرق للسان.
كيفية حماية القطيع
والوقاية من هذا المرض يكون عبر مقاومة الحشرات الناقلة في فترات تكاثرها من خلال حماية القطيع من لسع الحشرات (الناموس) وذلك بتجنب الرعي في ذروة نشاط الحشرات الناقلة بين طلوع الشمس وقبل غروبها وتجنب الرعي في الأماكن الرطبة أي في ضفاف البحيرات والأودية والأماكن المحاذية لتجميع المياه الراكدة وإزالة تراكم الأسمدة الطبيعية والنفايات حول المستغلة وردم المياه الراكدة ومداواة الزرائب ومحيطها بمبيد حشري مرخص فيه والإسراع بالاتصال بالطبيب البيطري الخاص عند الاشتباه بالمرض لمداواة الحيوان المصاب وإجبارية الإعلام الفوري لحالات الاشتباه للمصالح البيطرية التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية للقيام بالإجراءات اللازمة.
هذه عينة أخذناها من أحد مناطق تربية الماشية معتمدية بوعرقوب والتي يمكن أن تؤكد حجم المخاطر التي تهدد قطيع الأبقار على وجه الخصوص على الصعيد الوطني، وهو ما يستوجب الـتأكيد على ضرورة استنفار جميع الهياكل المهنية والمصالح المعنية على مستوى إدارة الصحة للطب البيطري بوزارة الفلاحة، بدعم مندوبياتها الجهوية وتعبئة التدخل بالاستعانة بالطب البيطري الخاص للحد من انتشار هذا المرض وحماية الثورة الحيوانية في ظرف ما تشهده أسعار اللحوم الحمراء من ارتفاع جنوني، كما أنه لا بد من تشديد المراقبة على حدودنا مع القطر الجزائري الشقيق حيث تهريب الأبقار وهي ظاهرة متفشية وقد أكدتها السلط الرسمية على مدى السنوات الأخيرة، كلها عوامل قد تزيد في مخاطر إصابة قطيع الأبقار ببلادنا بالمرض.
كمال الطرابلسي
بوعرقوب- الصباح
حالة استنفار قصوى تم الإعلان عنها بولاية نابل بعد اكتشاف بؤرة لمرض اللسان الرازق ببوعرقوب مرض هدد القطيع بالمنطقة والقطيع لكامل تراب الجمهورية.
فبعد أن نفت مديرة الصحة الحيوانية بالإدارة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة إصابة أي بقرة أو رأس غنم بمرض اللسان الأزرق، مؤكدة أن الحالات الأربع للأبقار التي تم تسجيلها والتأكد منها مخبريا كشفت إصابتها بمرض النزيف الوبائي الذي يشبه أعراض الإصابة به بمرض اللسان الأزرق وهي موزعة بين ولايات الكاف وجندوبة وسليانة، أكد رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب سامي الهويدي لـ"الصباح" أن مرض اللسان الأزرق الذي يصيب الأبقار تفشى بعد الكشف عن بؤرة عقب تسجيل 6 حالات ونفوق 3 أبقار منها بمنطقة بوعرقوب"، قائلا:" لقد تم تسجيل 6 حالات إصابة للأبقار نفق منها 3 حالات، حيث تم الكشف عن بؤرة مرض اللسان الأزرق ببوعرقوب منذ 10 أيام بعد معاينة من قبل طبيب بيطري، وهو ما دفعنا للأعلم العاجلة للدائرة الصحية التي وجهت فريقا للزيارة والمعاينة على عين المكان، علما انه ليس هناك دواء والحل الوحيد هو التلقيح المسبق للوقاية من انتشار هذا المرض"، وفق قوله.
وتابع محدثنا مشددا "نعاني من صعوبات منذ 5 سنوات ونحن كمهنة طالبنا بتوفير اللقاح ونبهنا من خطورة هذا المرض الذي بدأ يفتك بالقطيع". وقد أدخل هذا المرض حالة من الإرباك في صفوف مربي الأبقار ببوعرقوب خوفا على قطيعهم الذي يعد 2000 رأس بقر يعود لـ500 مرب بالمنطقة".
وشدد مصدرنا أن "الحالة تنذر بالخطر والمطلوب من مصالح الطب البيطري على مستوى المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل أن تتدخل ميدانيا بإطلاق حملة تلقيح شاملة كامل للقطيع للحد من النفوق وتجنب الخسائر التي يتكبدها مربو الأبقار ومن أجل الحفاظ على الثورة الحيوانية".
تخوفات في صفوف المربين
وقد أدخل اكتشاف بؤرة لمرض اللسان الأزرق حالة من الخوف في صفوف مربي الأبقار والماشية والمجترات عموما بجهة الوطن القبلي، حسب رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري سامي الهويدي لـ"الصباح" حيث أكد أنه في تواصل مع المربين وقد لمس قلقهم وخوفهم من خلال الزيارات الميدانية وأبدى تضامنه مع من نفقت أبقارهم .
تلافي الخسائر
ويرى بعض المربين أنه يجب على المصالح البيطرية التدخل وعدم ترك الفلاح وحده يجابه هذا المرض وتداعياته الخطيرة بعد أن تم تسجيل حالات نفوق عدد من الأبقار لدى الأجوار.
الفلاحة مطالبة بالتحرك
ويبدو أن خوف المربين مفهوم إذ اعتبروا أن تحرك مصالح الطب البيطري بوزارة الفلاحة دون المأمول ومحتشم أحيانا حسب ما أفاد به البعض "الصباح"، فالمرض معروف بانتشاره السريع ما يهدد القطيع وهذا يستوجب التدخل العاجل خاصة في ظل صعوبة التواصل مع الطب البيطري العمومي وضعف الطب البيطري الخاص غير المتوفر بكل الجهات ولا يغطي كامل المناطق، فطبيب واحد أحيانا عن كل معتمدية غير كاف وهو ما يتطلب توسعة شبكة الأطباء البياطرة على الصعيد الوطني.
ما هو اللسان الأزرق
ومرض اللسان الأرزق يصيب الأغنام والأبقار والماعز ولا ينقل للإنسان. ويتنقل هذا المرض عن طريق حشرة من نوع كلوكويداس التي تتكاثر بتوفر عوامل مناخية ملائمة: رطوبة – حرارة مرتفعة خاصة بالمناطق الرطبة والسقوية .
يتميز هذا المرض بوجود أصناف عديدة وهي 24 صنفا حول العالم وتظهر أصناف مستجدة لهذا الفيروس من سنة لأخرى مرتبطة بالتغيرات المناخية وخصائص بعض الجهات.
أعراضه
تتمثل أهم الأعراض في ارتفاع درجات الحرارة واحمرار الأغشية وانتفاخ في الرأس واحمرار العينين مع وجود سيلان دمعي، مع اللون الأزرق للسان.
كيفية حماية القطيع
والوقاية من هذا المرض يكون عبر مقاومة الحشرات الناقلة في فترات تكاثرها من خلال حماية القطيع من لسع الحشرات (الناموس) وذلك بتجنب الرعي في ذروة نشاط الحشرات الناقلة بين طلوع الشمس وقبل غروبها وتجنب الرعي في الأماكن الرطبة أي في ضفاف البحيرات والأودية والأماكن المحاذية لتجميع المياه الراكدة وإزالة تراكم الأسمدة الطبيعية والنفايات حول المستغلة وردم المياه الراكدة ومداواة الزرائب ومحيطها بمبيد حشري مرخص فيه والإسراع بالاتصال بالطبيب البيطري الخاص عند الاشتباه بالمرض لمداواة الحيوان المصاب وإجبارية الإعلام الفوري لحالات الاشتباه للمصالح البيطرية التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية للقيام بالإجراءات اللازمة.
هذه عينة أخذناها من أحد مناطق تربية الماشية معتمدية بوعرقوب والتي يمكن أن تؤكد حجم المخاطر التي تهدد قطيع الأبقار على وجه الخصوص على الصعيد الوطني، وهو ما يستوجب الـتأكيد على ضرورة استنفار جميع الهياكل المهنية والمصالح المعنية على مستوى إدارة الصحة للطب البيطري بوزارة الفلاحة، بدعم مندوبياتها الجهوية وتعبئة التدخل بالاستعانة بالطب البيطري الخاص للحد من انتشار هذا المرض وحماية الثورة الحيوانية في ظرف ما تشهده أسعار اللحوم الحمراء من ارتفاع جنوني، كما أنه لا بد من تشديد المراقبة على حدودنا مع القطر الجزائري الشقيق حيث تهريب الأبقار وهي ظاهرة متفشية وقد أكدتها السلط الرسمية على مدى السنوات الأخيرة، كلها عوامل قد تزيد في مخاطر إصابة قطيع الأبقار ببلادنا بالمرض.