إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الوزير الأول الياباني يكتب لـ"الصباح": الطريق إلى "تيكاد 8" بتونس

 

تحتضن تونس مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بافريقيا "تيكاد 8" الذي سيعقد في تونس العاصمة ايام27 و28 اوت 2022.

 منذ استقلال تونس سنة 1956، أقامت اليابان وتونس علاقات ثنائية متميزة من خلال الزيارات المتعددة لكبار الشخصيات والتبادل على مختلف المستويات.

تشترك تونس مع اليابان في العديد من الأشياء، مثل كونها امة منفتحة على البحر، ذات تراث تاريخي ثري، وسياسات تركز على تنمية الموارد البشرية. يسعدني أنني تمكنت من تنظيم التيكاد في تونس.

بعد نهاية الحرب الباردة، عندما تضاءل اهتمام الدول المتقدمة بدعم إفريقيا، أطلقت اليابان قمة التيكاد تأكيدا على أهمية التنمية في إفريقيا، ومن مميزاتها روح الدعم والتعاون من أجل تنمية ذاتية لأفريقيا على قدم المساواة.

ويستند هذا إلى تجربة اليابان الفريدة في تحقيق إعادة الإعمار عبر المجهود الذاتي بعد الحرب، مع تلقي المساعدة من المجتمع الدولي. أفريقيا، التي من المتوقع أن تشهد نموًا ديموغرافيًا يرتكز على الشباب، أصبحت الآن "ثروة من الامكانيات".

 واني ادعو اليوم الى نموذج جديد للرأسمالية. فاليابان بصفتها "شريكا ينمو معا"، ستبذل قصارى جهدها لتحقيق التنمية المستدامة التي تقودها أفريقيا نفسها.

تجسيدا لمفهوم اليابان وأفريقيا يتطوران معا، يلتئم مؤتمر تيكاد، الذي يعقد في الأصل في اليابان، بالتناوب بين اليابان وأفريقيا كل ثلاث سنوات، وانعقد تيكاد 6 لأول مرة في إفريقيا، في نيروبي كينيا سنة 2016. خلال تيكاد 7 الذي انعقد في يوكوهاما سنة 2019، أصبح ترويج الشركات الخاصة محور المناقشات، ولأول مرة في تاريخ التيكاد، تموقعت الشركات الخاصة كشريك رسمي.

اود ان اسرّع في نسق هذا التوجه للتركيز على الاستثمارات والاعمال في تيكاد 8. تشتهر الشركات التونسية دوليًا بمواردها البشرية المحترفة جدا وشبكاتها الواسعة في إفريقيا.

أعتقد أن هناك إمكانيات للشركات التونسية واليابانية تمكنهم من العمل معًا لبناء علاقة مربحة للجانبين في السوق الأفريقية. لذلك أرغب في تسريع نسق المحادثات الثنائية بهدف إبرام الاتفاقية في مجال الاستثمار بين اليابان وتونس.

 بينما نقترب من مؤتمر تيكاد8، هناك اتجاهان في المجتمع الدولي يجب أن نضعهما في الاعتبار: الأول هو جائحة كوفيد 19، التي يمكن اعتباراها أحد أكبر التغيرات التي ضربت افريقيا منذ تيكاد7، حيت أدت الى تباطؤ النمو الاقتصادي، فقدان الوظائف وفرص التعليم، كما الحقت أضرارا جسيمة بالنساء والشباب والفقراء الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع هشة بشكل خاص مع اتساع للفوارق.

 كيف يمكن تحقيق "أفضل انتعاشة"، هذا سيكون المحور الأساسي لتنمية أفريقيا في المستقبل. والثاني هو التحدي من أجل نظام دولي حر ومفتوح قائم على سيادة القانون.

 يواجه العالم اليوم نقطة تحول غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة في نهاية القرن العشرين. الغزو الروسي الأخير لأوكرانيا أوضح لكل العالم نقطة التحول في هذه الحقبة.

 أدى غزو أوكرانيا إلى تعطيل إمدادات الطاقة والغذاء العالمي وبدأ في التأثير بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع الأفريقي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تمويل التنمية غير العادل وغير الشفاف يعيق تنميتها المستدامة. ستساهم اليابان في التغلب على هذه التحديات من خلال التيكاد.

في أفريقيا، وهي "ثروة من الامكانيات" وفي حين نواجه تحديات مختلفة في المجتمع الحديث مثل اتساع الفوارق، والاحتباس الحراري، والإرهاب والصراعات، سنسعى خلال تيكاد8 الى تحقيق نتائج ملموسة لنخلق معا عالما مرنا يتماهى مع النمط الياباني ويضع في الاعتبار "الاستثمار في الأفراد" و "جودة النمو".

تيكاد8 سيكون أول مؤتمر دولي واسع النطاق منذ اندلاع الجائحة حيث ستعقد مناقشات رفيعة المستوى بين اليابان والدول الأفريقية، وسيكون فرصة دبلوماسية قيّمة للغاية. سنتعاون مع البلد المضيف، تونس، حتى تتمكن اليابان وأفريقيا معا من خلق عالم مستدام.

فوميو كيشيدا الوزير الأول الياباني

 

 

 الوزير الأول الياباني يكتب لـ"الصباح": الطريق إلى  "تيكاد 8"  بتونس
 

تحتضن تونس مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بافريقيا "تيكاد 8" الذي سيعقد في تونس العاصمة ايام27 و28 اوت 2022.

 منذ استقلال تونس سنة 1956، أقامت اليابان وتونس علاقات ثنائية متميزة من خلال الزيارات المتعددة لكبار الشخصيات والتبادل على مختلف المستويات.

تشترك تونس مع اليابان في العديد من الأشياء، مثل كونها امة منفتحة على البحر، ذات تراث تاريخي ثري، وسياسات تركز على تنمية الموارد البشرية. يسعدني أنني تمكنت من تنظيم التيكاد في تونس.

بعد نهاية الحرب الباردة، عندما تضاءل اهتمام الدول المتقدمة بدعم إفريقيا، أطلقت اليابان قمة التيكاد تأكيدا على أهمية التنمية في إفريقيا، ومن مميزاتها روح الدعم والتعاون من أجل تنمية ذاتية لأفريقيا على قدم المساواة.

ويستند هذا إلى تجربة اليابان الفريدة في تحقيق إعادة الإعمار عبر المجهود الذاتي بعد الحرب، مع تلقي المساعدة من المجتمع الدولي. أفريقيا، التي من المتوقع أن تشهد نموًا ديموغرافيًا يرتكز على الشباب، أصبحت الآن "ثروة من الامكانيات".

 واني ادعو اليوم الى نموذج جديد للرأسمالية. فاليابان بصفتها "شريكا ينمو معا"، ستبذل قصارى جهدها لتحقيق التنمية المستدامة التي تقودها أفريقيا نفسها.

تجسيدا لمفهوم اليابان وأفريقيا يتطوران معا، يلتئم مؤتمر تيكاد، الذي يعقد في الأصل في اليابان، بالتناوب بين اليابان وأفريقيا كل ثلاث سنوات، وانعقد تيكاد 6 لأول مرة في إفريقيا، في نيروبي كينيا سنة 2016. خلال تيكاد 7 الذي انعقد في يوكوهاما سنة 2019، أصبح ترويج الشركات الخاصة محور المناقشات، ولأول مرة في تاريخ التيكاد، تموقعت الشركات الخاصة كشريك رسمي.

اود ان اسرّع في نسق هذا التوجه للتركيز على الاستثمارات والاعمال في تيكاد 8. تشتهر الشركات التونسية دوليًا بمواردها البشرية المحترفة جدا وشبكاتها الواسعة في إفريقيا.

أعتقد أن هناك إمكانيات للشركات التونسية واليابانية تمكنهم من العمل معًا لبناء علاقة مربحة للجانبين في السوق الأفريقية. لذلك أرغب في تسريع نسق المحادثات الثنائية بهدف إبرام الاتفاقية في مجال الاستثمار بين اليابان وتونس.

 بينما نقترب من مؤتمر تيكاد8، هناك اتجاهان في المجتمع الدولي يجب أن نضعهما في الاعتبار: الأول هو جائحة كوفيد 19، التي يمكن اعتباراها أحد أكبر التغيرات التي ضربت افريقيا منذ تيكاد7، حيت أدت الى تباطؤ النمو الاقتصادي، فقدان الوظائف وفرص التعليم، كما الحقت أضرارا جسيمة بالنساء والشباب والفقراء الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع هشة بشكل خاص مع اتساع للفوارق.

 كيف يمكن تحقيق "أفضل انتعاشة"، هذا سيكون المحور الأساسي لتنمية أفريقيا في المستقبل. والثاني هو التحدي من أجل نظام دولي حر ومفتوح قائم على سيادة القانون.

 يواجه العالم اليوم نقطة تحول غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة في نهاية القرن العشرين. الغزو الروسي الأخير لأوكرانيا أوضح لكل العالم نقطة التحول في هذه الحقبة.

 أدى غزو أوكرانيا إلى تعطيل إمدادات الطاقة والغذاء العالمي وبدأ في التأثير بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع الأفريقي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تمويل التنمية غير العادل وغير الشفاف يعيق تنميتها المستدامة. ستساهم اليابان في التغلب على هذه التحديات من خلال التيكاد.

في أفريقيا، وهي "ثروة من الامكانيات" وفي حين نواجه تحديات مختلفة في المجتمع الحديث مثل اتساع الفوارق، والاحتباس الحراري، والإرهاب والصراعات، سنسعى خلال تيكاد8 الى تحقيق نتائج ملموسة لنخلق معا عالما مرنا يتماهى مع النمط الياباني ويضع في الاعتبار "الاستثمار في الأفراد" و "جودة النمو".

تيكاد8 سيكون أول مؤتمر دولي واسع النطاق منذ اندلاع الجائحة حيث ستعقد مناقشات رفيعة المستوى بين اليابان والدول الأفريقية، وسيكون فرصة دبلوماسية قيّمة للغاية. سنتعاون مع البلد المضيف، تونس، حتى تتمكن اليابان وأفريقيا معا من خلق عالم مستدام.

فوميو كيشيدا الوزير الأول الياباني

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews