إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في زيارة إلى قبره "المنسي": استياء عميق.. ومطالبة بإعادة الاعتبار للمناضل علي بن عمار العياري

تونس-الصباح 

رغم ما قدمه للوطن من تضحيات جسام على مدى سنوات واجه خلالها بطش المستعمر الفرنسي وفظاعته في معارك طاحنة ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وخالدة في الوجدان شاهدة على وطنيته وشجاعته، فان المناضل الشهيد علي بن عمار ،الذي ولد سنة 1805 بمكثر وتوفي سنة 1884 ، لم ينل ما يستحقه من تكريم ورد اعتبار في وطن ضحى بالغالي والنفيس وأعطى دمه من أجل المساهمة في تحريره وهو ما جعل أحفاده وعائلته الموسعة وأهله أولاد عيار يشعرون بالغضب والاستياء العميق، وهم يقفون على قبره المهمل والمنسي بمقبرة حوش الصفايا بمكثر.

وقد انتقدت حفيدته لطيفة العياري لا مبالاة وتجاهل السلطة سواء كانت الجهوية والمحلية أو المركزية للمناضل علي بن عمار العياري، وهو ما يعتبر نكرانا وجحودا وعدم اعتراف بما قدمه لوطنه تونس من تضحيات لا تنسى، على حد تعبيرها . 

وتحدثت لطيفة العياري بتأثر كبير عن سيرة جدها علي بن عمار العياري الزاخرة بالتضحيات والبطولات، وتطرقت إلى جوانب هامة من حياته وعلاقته بأفراد أسرته وتحركاته وشجاعته النادرة في مواجهة قوات المستعمر الفرنسي التي تمكن صحبة مرافقيه من المناضلين من تكبيدها في عديد المعارك خسائر في الأرواح والعتاد .

 

aaaa.jpg

ودعت لطيفة العياري الأطراف المسؤولة إلى إعادة الروح لمهرجان علي بن عمار الذي انقطع في السنوات الأخيرة لأسباب غامضة بعد أن كان مناسبة لإحياء ذكرى الشهيد والتعريف بمآثره وبطولاته للأجيال الجديدة التي ينبغي أن تكون على بينة بأبطال معارك التحرير الذين قدموا دمائهم الزكية من أجل تونس. 

ومن جانبه قال قدور العياري رئيس جمعية "تحيا تونس لنشر الديمقراطية المحلية"، انه قدم من الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة قبر المناضل الشهيد علي بن عمار العياري الذي يبقى من الأبطال التاريخيين وأحد رموز مكثر، وجدّ أولاد عيار باعتبار انه لما اختار رفع السلاح والنضال ضد المستعمر رافقه العشرات من عروش أولاد عيار من قبائل مختلفة، مضيفا "من المؤسف أن يكون قبر رجل مناضل ضحى بحياته من اجل تونس على هذه الحالة المزرية في منطقة منسية ومهمشة، وكان على الدولة التونسية والسياسيين والمسؤولين الذين اختلفت تشكيلاتهم على مدى السنوات الماضية أن يعيدوا الاعتبار لهذا البطل، لا أن آتي أنا من الولايات المتحدة لأتحدث عن تاريخ جدنا علي بن عمار العياري وبطولاته، وهو تاريخ مشرف ترك فينا بذرة النضال، ووجودي إلى جانب حفيدته لطيفة العياري شعور لا يمكن وصفه، ولابد من العمل في مختلف الاتجاهات اليوم من اجل إعادة الاعتبار لهذا الرجل العظيم، الذي لا يمكن إيفاؤه حقه مهما حكينا عن تاريخه الناصع".

وتابع قدور العياري قائلا: "علي بن عمار العياري كان فارسا ويتجول على حصانه بين الفراشيش والهمامة ونضاله لم يقتصر على جهة مكثر وإنما خاض عديد المعارك في مناطق مختلفة ووصل حتى عين طنقة ووادي الزرقاء ومجاز الباب وعديد المناطق المجاورة، وحتى الباي حاول إقناعه أن فرنسا جاءت لحمايتنا، لكنه لم يقتنع واختار نهج النضال والمقاومة".    

وطالب توفيق بن عمار عمدة الشوارنية بإعادة الاعتبار للمناضل علي بن عمار بما يتماشى مع ما قدمه من تضحيات غالية من أجل تحرير الوطن، لأنه لا يعقل أن يتم تسمية شارع باسمه في مكان مخصص لرحبة الحيوانات وسوق لبيع الدجاج، بشكل قد يسيء إلى صورة الشهيد، مما يحتم على الأطراف المسؤولة إعادة النظر في هذه المسألة الهامة .

كما انه أن الأوان لإعادة الاعتبار لمسقط رأسه ولكامل المنطقة التي مازالت مهمشة ومنسية، وتعاني من غياب التنمية في ظل عدم توفر مياه الشرب وغيرها من الضروريات التي تستدعي الإسراع بإيجاد الحلول الجذرية لمعالجتها.

الربعاوي

في زيارة إلى قبره "المنسي":  استياء عميق.. ومطالبة بإعادة الاعتبار للمناضل علي بن عمار العياري

تونس-الصباح 

رغم ما قدمه للوطن من تضحيات جسام على مدى سنوات واجه خلالها بطش المستعمر الفرنسي وفظاعته في معارك طاحنة ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وخالدة في الوجدان شاهدة على وطنيته وشجاعته، فان المناضل الشهيد علي بن عمار ،الذي ولد سنة 1805 بمكثر وتوفي سنة 1884 ، لم ينل ما يستحقه من تكريم ورد اعتبار في وطن ضحى بالغالي والنفيس وأعطى دمه من أجل المساهمة في تحريره وهو ما جعل أحفاده وعائلته الموسعة وأهله أولاد عيار يشعرون بالغضب والاستياء العميق، وهم يقفون على قبره المهمل والمنسي بمقبرة حوش الصفايا بمكثر.

وقد انتقدت حفيدته لطيفة العياري لا مبالاة وتجاهل السلطة سواء كانت الجهوية والمحلية أو المركزية للمناضل علي بن عمار العياري، وهو ما يعتبر نكرانا وجحودا وعدم اعتراف بما قدمه لوطنه تونس من تضحيات لا تنسى، على حد تعبيرها . 

وتحدثت لطيفة العياري بتأثر كبير عن سيرة جدها علي بن عمار العياري الزاخرة بالتضحيات والبطولات، وتطرقت إلى جوانب هامة من حياته وعلاقته بأفراد أسرته وتحركاته وشجاعته النادرة في مواجهة قوات المستعمر الفرنسي التي تمكن صحبة مرافقيه من المناضلين من تكبيدها في عديد المعارك خسائر في الأرواح والعتاد .

 

aaaa.jpg

ودعت لطيفة العياري الأطراف المسؤولة إلى إعادة الروح لمهرجان علي بن عمار الذي انقطع في السنوات الأخيرة لأسباب غامضة بعد أن كان مناسبة لإحياء ذكرى الشهيد والتعريف بمآثره وبطولاته للأجيال الجديدة التي ينبغي أن تكون على بينة بأبطال معارك التحرير الذين قدموا دمائهم الزكية من أجل تونس. 

ومن جانبه قال قدور العياري رئيس جمعية "تحيا تونس لنشر الديمقراطية المحلية"، انه قدم من الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة قبر المناضل الشهيد علي بن عمار العياري الذي يبقى من الأبطال التاريخيين وأحد رموز مكثر، وجدّ أولاد عيار باعتبار انه لما اختار رفع السلاح والنضال ضد المستعمر رافقه العشرات من عروش أولاد عيار من قبائل مختلفة، مضيفا "من المؤسف أن يكون قبر رجل مناضل ضحى بحياته من اجل تونس على هذه الحالة المزرية في منطقة منسية ومهمشة، وكان على الدولة التونسية والسياسيين والمسؤولين الذين اختلفت تشكيلاتهم على مدى السنوات الماضية أن يعيدوا الاعتبار لهذا البطل، لا أن آتي أنا من الولايات المتحدة لأتحدث عن تاريخ جدنا علي بن عمار العياري وبطولاته، وهو تاريخ مشرف ترك فينا بذرة النضال، ووجودي إلى جانب حفيدته لطيفة العياري شعور لا يمكن وصفه، ولابد من العمل في مختلف الاتجاهات اليوم من اجل إعادة الاعتبار لهذا الرجل العظيم، الذي لا يمكن إيفاؤه حقه مهما حكينا عن تاريخه الناصع".

وتابع قدور العياري قائلا: "علي بن عمار العياري كان فارسا ويتجول على حصانه بين الفراشيش والهمامة ونضاله لم يقتصر على جهة مكثر وإنما خاض عديد المعارك في مناطق مختلفة ووصل حتى عين طنقة ووادي الزرقاء ومجاز الباب وعديد المناطق المجاورة، وحتى الباي حاول إقناعه أن فرنسا جاءت لحمايتنا، لكنه لم يقتنع واختار نهج النضال والمقاومة".    

وطالب توفيق بن عمار عمدة الشوارنية بإعادة الاعتبار للمناضل علي بن عمار بما يتماشى مع ما قدمه من تضحيات غالية من أجل تحرير الوطن، لأنه لا يعقل أن يتم تسمية شارع باسمه في مكان مخصص لرحبة الحيوانات وسوق لبيع الدجاج، بشكل قد يسيء إلى صورة الشهيد، مما يحتم على الأطراف المسؤولة إعادة النظر في هذه المسألة الهامة .

كما انه أن الأوان لإعادة الاعتبار لمسقط رأسه ولكامل المنطقة التي مازالت مهمشة ومنسية، وتعاني من غياب التنمية في ظل عدم توفر مياه الشرب وغيرها من الضروريات التي تستدعي الإسراع بإيجاد الحلول الجذرية لمعالجتها.

الربعاوي