مع اقتراب العودة الجامعية (غرة سبتمبر القادم لبعض الاختصاصات الجامعية) عديدة هي الملفات التي ما تزال تُسيل الكثير من الحبر لعل أبرزها "بقاء دار لقمان على حالها" وتراجع أداء منظومة التوجيه الجامعي التي تعزز كل سنة صفوف المعطلين عن العمل دون سعي جدي إلى إصلاحها..، هذا بالتوازي مع تراجع الجامعة في تكوين خريجي المستقبل بما يجعل التكوين الذي يتلقاه الطالب الجديد بعيدا كل البعد عن احتياجات سوق الشغل..، هذا دون التغافل عن المشاكل "الجديدة القديمة" والتي تتلخص أساسا في أزمة السكن الجامعي.
في هذا الخٌصوص وحول الإشكاليات التي تحوم حول العودة الجامعية المرتقبة أورد المنسق العام الوطني لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح لـ "الصباح" أن أكثر المسائل استفزازا هو "بقاء دار لقمان على حالها"... واستنكر في هذا الجانب أداء وزير التعليم العالي موضحا أن أداءه يرتقي الى مرتبة تصريف أعمال لا غير في ظل غياب أي إرادة جديّة للإصلاح..
وفي معرض حديثه عن الإشكاليات التي تتكرّر كل سنة تطرق محدثنا الى تواصل العمل بنظام أمد معتبرا أن هذا النظام يساهم كل سنة في تطور عدد المعطلين عن العمل.. وبالتوازي مع ارتفاع عدد معطلين في اختصاصات مثل الإجازة أو شهادة الماجستير فان الملفت للانتباه من وجهة نظر محدثنا هو أن هذه الآفة طالت حتى الدكاترة حتى أننا بتنا نتحدث عن 10 الآلاف دكتور جامعي مٌعطل عن العمل..، وهو ما يؤشر الى القول بأن منظومة التعليم العالي أصبحت داعمة للبطالة وللمعطلين عن العمل بما أن جل الاختصاصات المتوفرة لا تتناغم مطلقا مع حاجيات ومتطلبات سوق الشغل.
من جهة أخرى تطرق محدثنا الى معضلة أخرى تنخر منظومة التعليم العالي والمتمثلة في منظومة التوجيه الجامعي ليشير جويدة في هذا الخصوص الى أن هذه المنظومة تشكو غياب رؤية واضحة وسط غياب أي أولويات في التكوين تكون متماهية مع سوق الشغل بما أن الاختصاصات المتوفرة دون تشغيلية أو آفاق واضحة قائلا: "منظومة التوجيه الجامعي تعيش انفصاما تاما مع سوق الشغل"..
من جانب آخر وفي نفس الإطار يشير الأستاذ رؤوف العش (جامعي متقاعد) في تصريح أمس لـ "الصباح" انه بالتوازي مع منظومة التوجيه الجامعي وعدم تفعيل قاطرة الإصلاح الجامعي فان هنالك إشكاليات أخرى تتهدد العودة الجامعية المرتقبة وتتعلق أساسا بأزمة السكن الجامعي مشيرا الى انه ورغم وان الوزارة ترفع كل سنة من طاقة استيعاب المبيتات الجامعية إلا أن هذه الطاقة وفي ظل ارتفاع نسب النجاح هذه السنة والسنة الماضية في امتحان الباكالوريا تبقى دون الحاجة..
الحديث عن أزمة السكن دفع بالأستاذ الجامعي الى التطرق الى ما وصفه "بمهزلة" الأكلة الجامعية موضحا في هذا السياق الى أن هنالك اعتمادات هامة ترصد للأكلة الجامعية ومع ذلك يظل الطبق الجامعي "هزيلا" داعيا سلطة الإشراف إلى تكثيف آليات الرقابة على مختلف المطاعم الجامعية..
تجدر الإشارة الى انه تم أول أمس خلال اجتماع مجلس الجامعات، النظر في الاستعداد للعودة الجامعية 2022-2023 والموافقة على مشروع المنشور المتعلق بروزنامة السنة الجامعية القادمة وفترات التوقف عن الدروس.
ونظر مجلس الجامعات، الذي أشرف عليه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منصف بوكثير في نتائج دراسة ملفات تأهيل مسارات التكوين، على مستوى الماجستير والدكتوراه، بالنسبة للسنة الجامعية 2022-2023.
كما وقع عرض نتائج دورات التوجيه الجامعي ونتائج مناظرات الدخول إلى مراحل التكوين الهندسي والنظر في مدى تقدّم إنجاز المشاريع المتعلّقة بالنظام المعلوماتي القطاعي والسحاب الرقمي.
منال حرزي
تونس-الصباح
مع اقتراب العودة الجامعية (غرة سبتمبر القادم لبعض الاختصاصات الجامعية) عديدة هي الملفات التي ما تزال تُسيل الكثير من الحبر لعل أبرزها "بقاء دار لقمان على حالها" وتراجع أداء منظومة التوجيه الجامعي التي تعزز كل سنة صفوف المعطلين عن العمل دون سعي جدي إلى إصلاحها..، هذا بالتوازي مع تراجع الجامعة في تكوين خريجي المستقبل بما يجعل التكوين الذي يتلقاه الطالب الجديد بعيدا كل البعد عن احتياجات سوق الشغل..، هذا دون التغافل عن المشاكل "الجديدة القديمة" والتي تتلخص أساسا في أزمة السكن الجامعي.
في هذا الخٌصوص وحول الإشكاليات التي تحوم حول العودة الجامعية المرتقبة أورد المنسق العام الوطني لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح لـ "الصباح" أن أكثر المسائل استفزازا هو "بقاء دار لقمان على حالها"... واستنكر في هذا الجانب أداء وزير التعليم العالي موضحا أن أداءه يرتقي الى مرتبة تصريف أعمال لا غير في ظل غياب أي إرادة جديّة للإصلاح..
وفي معرض حديثه عن الإشكاليات التي تتكرّر كل سنة تطرق محدثنا الى تواصل العمل بنظام أمد معتبرا أن هذا النظام يساهم كل سنة في تطور عدد المعطلين عن العمل.. وبالتوازي مع ارتفاع عدد معطلين في اختصاصات مثل الإجازة أو شهادة الماجستير فان الملفت للانتباه من وجهة نظر محدثنا هو أن هذه الآفة طالت حتى الدكاترة حتى أننا بتنا نتحدث عن 10 الآلاف دكتور جامعي مٌعطل عن العمل..، وهو ما يؤشر الى القول بأن منظومة التعليم العالي أصبحت داعمة للبطالة وللمعطلين عن العمل بما أن جل الاختصاصات المتوفرة لا تتناغم مطلقا مع حاجيات ومتطلبات سوق الشغل.
من جهة أخرى تطرق محدثنا الى معضلة أخرى تنخر منظومة التعليم العالي والمتمثلة في منظومة التوجيه الجامعي ليشير جويدة في هذا الخصوص الى أن هذه المنظومة تشكو غياب رؤية واضحة وسط غياب أي أولويات في التكوين تكون متماهية مع سوق الشغل بما أن الاختصاصات المتوفرة دون تشغيلية أو آفاق واضحة قائلا: "منظومة التوجيه الجامعي تعيش انفصاما تاما مع سوق الشغل"..
من جانب آخر وفي نفس الإطار يشير الأستاذ رؤوف العش (جامعي متقاعد) في تصريح أمس لـ "الصباح" انه بالتوازي مع منظومة التوجيه الجامعي وعدم تفعيل قاطرة الإصلاح الجامعي فان هنالك إشكاليات أخرى تتهدد العودة الجامعية المرتقبة وتتعلق أساسا بأزمة السكن الجامعي مشيرا الى انه ورغم وان الوزارة ترفع كل سنة من طاقة استيعاب المبيتات الجامعية إلا أن هذه الطاقة وفي ظل ارتفاع نسب النجاح هذه السنة والسنة الماضية في امتحان الباكالوريا تبقى دون الحاجة..
الحديث عن أزمة السكن دفع بالأستاذ الجامعي الى التطرق الى ما وصفه "بمهزلة" الأكلة الجامعية موضحا في هذا السياق الى أن هنالك اعتمادات هامة ترصد للأكلة الجامعية ومع ذلك يظل الطبق الجامعي "هزيلا" داعيا سلطة الإشراف إلى تكثيف آليات الرقابة على مختلف المطاعم الجامعية..
تجدر الإشارة الى انه تم أول أمس خلال اجتماع مجلس الجامعات، النظر في الاستعداد للعودة الجامعية 2022-2023 والموافقة على مشروع المنشور المتعلق بروزنامة السنة الجامعية القادمة وفترات التوقف عن الدروس.
ونظر مجلس الجامعات، الذي أشرف عليه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منصف بوكثير في نتائج دراسة ملفات تأهيل مسارات التكوين، على مستوى الماجستير والدكتوراه، بالنسبة للسنة الجامعية 2022-2023.
كما وقع عرض نتائج دورات التوجيه الجامعي ونتائج مناظرات الدخول إلى مراحل التكوين الهندسي والنظر في مدى تقدّم إنجاز المشاريع المتعلّقة بالنظام المعلوماتي القطاعي والسحاب الرقمي.