-التغذية الدقيقة من المجالات العلمية الجديدة والمطلوبة من التونسيين
-30 % من المصابين بكورونا في تونس تأثّرت ذاكرتهم
لم تعد التغذية في السنوات الأخيرة مجرّد نصائح عامة تُختزل في تقليل السكريات أو الإكثار من الخضر والفواكه، بل تحوّلت إلى علم دقيق ومتطوّر يُعرف بـ«التغذية الدقيقة»، وهو مجال يجمع بين الطب وعلم الجينات والبيولوجيا والتكنولوجيا الحديثة، بهدف فهم احتياجات كل فرد الغذائية بشكل شخصي.
هذا التحوّل يعكس وعيا عالميا متزايدا بأن الإنسان لا يتفاعل مع الغذاء بالطريقة نفسها، وأن ما قد يكون مفيدًا لشخص ما قد لا يكون مناسبا لآخر، تبعا لعوامل وراثية وبيئية ونمط حياة خاص بكل فرد.
وتقوم التغذية الدقيقة على تحليل مجموعة من المعطيات، مثل التركيبة الجينية، ونشاط الأيض، والحالة الصحية، والعادات الغذائية، وحتى التأثيرات النفسية، من أجل تقديم توصيات غذائية مصمّمة خصيصا لكل شخص.
ومع التطوّر السريع في تقنيات التحاليل البيولوجية والرقمية، بات من الممكن اليوم تشخيص النقص الغذائي بدقة، والتنبؤ بالأمراض المرتبطة بالتغذية، بل وحتى الوقاية منها قبل ظهورها.
وفي تونس، حيث تشهد المنظومة الصحية تحدّيات متزايدة مرتبطة بانتشار أمراض مثل السكري والسمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، تبرز التغذية الدقيقة كحلّ واعد ومكمّل للطب التقليدي. فالتغيّرات في أنماط الاستهلاك الغذائي، وتأثير العولمة، وتراجع العادات الغذائية الصحية، أدّت إلى تحوّل واضح في الخريطة الصحية للمجتمع التونسي، من هنا تكتسب المقاربة الفردية في التغذية أهمية خاصة، باعتبارها وسيلة علمية تساعد على تحسين جودة الحياة، وتقليص كلفة العلاج، وتعزيز الوقاية بدل الاكتفاء بالتدخّل العلاجي.
كما يشهد هذا المجال في تونس اهتماما متزايدا من قبل المختصين في التغذية والأطباء والباحثين، إلى جانب بروز مبادرات خاصة ومخابر تحليل تعتمد تقنيات حديثة في تقييم الحالة الغذائية.
وللوقوف على أكثر تفاصيل وتوضيحات حول هذا المجال الطبي، تحدّثت «الصباح» إلى رئيسة الجمعية التونسية لعلوم التغذية الدقيقة الدكتورة رفيعة مالك.
وقالت محدّثتنا إن التغذية الدقيقة هي مجال علمي جديد يثمّن دور المعادن والفيتامينات في تغذية خلية الإنسان، وبالتالي في وظائف الهرمونات وتنظيمها، حيث يستوجب عملها بانتظام الحصول على معدن أو معدنين أو فيتامينات، مثل وظيفة الإنسولين التي تتكفّل بامتصاص السكريات، ولا تكون وظيفتها ناجعة إلا بحضور مختلف المعادن المطلوبة لتقوم بعملها على أفضل صورة، خاصة وأن النقص في التزوّد بالمعادن الضرورية يؤدّي إلى أمراض السمنة أو إلى النقص في الميزان.
وأضافت محدّثتنا أنه باعتبارهم في الخط الأول من صيادلة وأطباء، فإن عملهم الأساسي يتمثّل في منح المرضى المعدن المناسب والفيتامين المناسب في الوقت المناسب، وهو ما يضمن بالتالي الوقاية من العديد من الأمراض، وخاصة الأدوية الكيميائية ومخلّفاتها.
كما أكّدت الدكتورة رفيعة مالك أن التغذية الدقيقة تُعتبر من المجالات العلمية الجديدة والمطلوبة من التونسيين.
وفي السياق نفسه، أوضحت أن تونس احتضنت مؤخرًا أشغال المؤتمر الثاني للأغذية الدقيقة، والذي تمحور أساسا حول الآثار الجانبية لجائحة كورونا.
وأكدت رئيسة الجمعية أن جائحة كورونا تسبّبت في ضعف الذاكرة وخلّفت مشاكل في النوم والتفكير، مؤكدة أن 30 % من المصابين بكورونا في تونس تأثّرت ذاكرتهم. أمّا على المستوى العالمي، فقد ثبت تأثّر 20 إلى 40 بالمائة من الناس بجائحة كورونا، وتسبّبت لهم في مشاكل جانبية تتعلّق بنقص التركيز ومشاكل في الذاكرة والجهاز المناعي.
وقد تم في هذا السياق الاستعانة بالعديد من الأطباء التونسيين والأجانب لترشيد استعمال المكمّلات الغذائية بهدف تحسين الحالة الصحية للمرضى.
وأوضحت محدّثتنا أن التغذية الدقيقة تشمل التغذية السليمة والغذاء السليم الذي يتماشى مع وضع كل فرد من المجتمع، وهو توجّه يعتمد على استعمال المكمّلات الغذائية وقيمة التغذية الدقيقة كعلم له أطباء اختصاص، حيث يختار الطبيب مكمّلا غذائيا ناجعا لمريضه ويعمل على ترشيد استعمال هذه المكمّلات الغذائية.
وشدّدت رئيسة الجمعية التونسية لعلوم التغذية الدقيقة على أهمية ترشيد استهلاك المكمّلات الغذائية وعدم تناولها بصفة فردية، إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلي اللذين يساهمان في ترشيد وحسن استعمال المكمّلات الغذائية.
أميرة الدريدي
-التغذية الدقيقة من المجالات العلمية الجديدة والمطلوبة من التونسيين
-30 % من المصابين بكورونا في تونس تأثّرت ذاكرتهم
لم تعد التغذية في السنوات الأخيرة مجرّد نصائح عامة تُختزل في تقليل السكريات أو الإكثار من الخضر والفواكه، بل تحوّلت إلى علم دقيق ومتطوّر يُعرف بـ«التغذية الدقيقة»، وهو مجال يجمع بين الطب وعلم الجينات والبيولوجيا والتكنولوجيا الحديثة، بهدف فهم احتياجات كل فرد الغذائية بشكل شخصي.
هذا التحوّل يعكس وعيا عالميا متزايدا بأن الإنسان لا يتفاعل مع الغذاء بالطريقة نفسها، وأن ما قد يكون مفيدًا لشخص ما قد لا يكون مناسبا لآخر، تبعا لعوامل وراثية وبيئية ونمط حياة خاص بكل فرد.
وتقوم التغذية الدقيقة على تحليل مجموعة من المعطيات، مثل التركيبة الجينية، ونشاط الأيض، والحالة الصحية، والعادات الغذائية، وحتى التأثيرات النفسية، من أجل تقديم توصيات غذائية مصمّمة خصيصا لكل شخص.
ومع التطوّر السريع في تقنيات التحاليل البيولوجية والرقمية، بات من الممكن اليوم تشخيص النقص الغذائي بدقة، والتنبؤ بالأمراض المرتبطة بالتغذية، بل وحتى الوقاية منها قبل ظهورها.
وفي تونس، حيث تشهد المنظومة الصحية تحدّيات متزايدة مرتبطة بانتشار أمراض مثل السكري والسمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، تبرز التغذية الدقيقة كحلّ واعد ومكمّل للطب التقليدي. فالتغيّرات في أنماط الاستهلاك الغذائي، وتأثير العولمة، وتراجع العادات الغذائية الصحية، أدّت إلى تحوّل واضح في الخريطة الصحية للمجتمع التونسي، من هنا تكتسب المقاربة الفردية في التغذية أهمية خاصة، باعتبارها وسيلة علمية تساعد على تحسين جودة الحياة، وتقليص كلفة العلاج، وتعزيز الوقاية بدل الاكتفاء بالتدخّل العلاجي.
كما يشهد هذا المجال في تونس اهتماما متزايدا من قبل المختصين في التغذية والأطباء والباحثين، إلى جانب بروز مبادرات خاصة ومخابر تحليل تعتمد تقنيات حديثة في تقييم الحالة الغذائية.
وللوقوف على أكثر تفاصيل وتوضيحات حول هذا المجال الطبي، تحدّثت «الصباح» إلى رئيسة الجمعية التونسية لعلوم التغذية الدقيقة الدكتورة رفيعة مالك.
وقالت محدّثتنا إن التغذية الدقيقة هي مجال علمي جديد يثمّن دور المعادن والفيتامينات في تغذية خلية الإنسان، وبالتالي في وظائف الهرمونات وتنظيمها، حيث يستوجب عملها بانتظام الحصول على معدن أو معدنين أو فيتامينات، مثل وظيفة الإنسولين التي تتكفّل بامتصاص السكريات، ولا تكون وظيفتها ناجعة إلا بحضور مختلف المعادن المطلوبة لتقوم بعملها على أفضل صورة، خاصة وأن النقص في التزوّد بالمعادن الضرورية يؤدّي إلى أمراض السمنة أو إلى النقص في الميزان.
وأضافت محدّثتنا أنه باعتبارهم في الخط الأول من صيادلة وأطباء، فإن عملهم الأساسي يتمثّل في منح المرضى المعدن المناسب والفيتامين المناسب في الوقت المناسب، وهو ما يضمن بالتالي الوقاية من العديد من الأمراض، وخاصة الأدوية الكيميائية ومخلّفاتها.
كما أكّدت الدكتورة رفيعة مالك أن التغذية الدقيقة تُعتبر من المجالات العلمية الجديدة والمطلوبة من التونسيين.
وفي السياق نفسه، أوضحت أن تونس احتضنت مؤخرًا أشغال المؤتمر الثاني للأغذية الدقيقة، والذي تمحور أساسا حول الآثار الجانبية لجائحة كورونا.
وأكدت رئيسة الجمعية أن جائحة كورونا تسبّبت في ضعف الذاكرة وخلّفت مشاكل في النوم والتفكير، مؤكدة أن 30 % من المصابين بكورونا في تونس تأثّرت ذاكرتهم. أمّا على المستوى العالمي، فقد ثبت تأثّر 20 إلى 40 بالمائة من الناس بجائحة كورونا، وتسبّبت لهم في مشاكل جانبية تتعلّق بنقص التركيز ومشاكل في الذاكرة والجهاز المناعي.
وقد تم في هذا السياق الاستعانة بالعديد من الأطباء التونسيين والأجانب لترشيد استعمال المكمّلات الغذائية بهدف تحسين الحالة الصحية للمرضى.
وأوضحت محدّثتنا أن التغذية الدقيقة تشمل التغذية السليمة والغذاء السليم الذي يتماشى مع وضع كل فرد من المجتمع، وهو توجّه يعتمد على استعمال المكمّلات الغذائية وقيمة التغذية الدقيقة كعلم له أطباء اختصاص، حيث يختار الطبيب مكمّلا غذائيا ناجعا لمريضه ويعمل على ترشيد استعمال هذه المكمّلات الغذائية.
وشدّدت رئيسة الجمعية التونسية لعلوم التغذية الدقيقة على أهمية ترشيد استهلاك المكمّلات الغذائية وعدم تناولها بصفة فردية، إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلي اللذين يساهمان في ترشيد وحسن استعمال المكمّلات الغذائية.