-الاجتماع الأخير في طرابلس كان لحظة مفصلية وبداية لمسار إصلاحي يعيد للمنظمة دورها الريادي
-نسعى اليوم لأن تكون تونس من جديد قاطرة فكرية وتنظيمية لعمل عربي مشترك يضع الأسرة محور التنمية وركيزة الاستقرار
-المرصد العربي للأسرة والمنتدى الشبابي وشبكة السفراء.. مبادرات نعتزّ بها وتفتح آفاقا عربية جديدة
بعد سنوات من الركود، تعود منظمة الأسرة العربية إلى الواجهة بزخم متنوع ورؤية جديدة تعيد للأسرة مكانتها كركيزة أساسية للتنمية ومحور التماسك الاجتماعي في العالم العربي.
عودة تحمل ملامح التحول وتعلن بداية مرحلة إصلاحية ترتكز إلى إرادة حقيقية لاستعادة الدور الريادي للمنظمة عربيا ودوليا.
وفي حوار خصّت به «الصباح»، كشفت الأمينة العامة للمنظمة، الدكتورة هادية العود البهلول، عن أبرز مخرجات اجتماع مجلس الإدارة الأول بعد سنوات من الانقطاع، مستعرضة خارطة طريق طموحة لبرنامج سنة 2026، بما يتضمنه من مبادرات رائدة، وأنشطة ميدانية، ورؤى رقمية، وشراكات عربية واسعة تعيد الأسرة إلى قلب الاهتمام العام.
اللقاء تطرّق أيضا إلى المؤتمر العربي حول الأسرة العربية في ظل التحولات الاجتماعية والرقمية، المرتقب تنظيمه مطلع السنة القادمة، وإلى الرسالة التي تودّ المنظمة إيصالها في لحظة عربية دقيقة تحتاج إلى تعزيز قيم التضامن والمسؤولية والنهضة الأسرية.
حوار كشف في جوهره عن ملامح انطلاقة جديدة ورؤية تؤمن بأنّ مستقبل الأمة يبدأ من قوة أسرتها وتماسكها. وفي ما يلي نصّه:
* تعود المنظمة إلى سالف نشاطها بعد سنوات من الركود من خلال انعقاد اجتماع مجلس الإدارة في العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر أكتوبر الماضي، فما أبرز مخرجات هذا الاجتماع؟
-صحيح، فبعد سنوات من الركود، تعود المنظمة اليوم بروح جديدة ورؤية متجددة، تحمل مشروعا عربيا طموحا لإعادة الاعتبار للأسرة كمحور للتنمية والتماسك الاجتماعي، واستعادة إشعاع المنظمة في الفضاء العربي والدولي.
فيما يتعلق باجتماع مجلس الإدارة الأخير الذي التأم يوم 30 أكتوبر الماضي بطرابلس، فقد مثّل محطة هامة، لا سيما فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للمنظمة. كما اكتسى طابعا مميزا باعتباره الأول بعد مرحلة من الركود وبعد انتخابي على رأس الأمانة العامة للمنظمة، وبالتالي فقد شكّل هذا الاجتماع لحظة مفصلية في تاريخ المنظمة. وكان أيضًا مناسبة لإعادة ترتيب البيت الداخلي على أسس مؤسسية واضحة وشفافة.
ومن بين أبرز مخرجاته عرض تقرير جلسة الاستلام والتسليم بين الهيئة السابقة والهيئة الجديدة، والتي جرت في شهر جويلية 2025. وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية لترسيخ مبدأ التداول الديمقراطي في التسيير وضمان استمرارية المنظمة بروح من المسؤولية والشفافية. كما أنها لم تكن مجرد انتقال إداري، بل انطلاقة لمسار إصلاحي مؤسسي يعيد للمنظمة دورها العربي الريادي في دعم الأسرة وتماسك المجتمع.
*ما أبرز الملفات أو الأولويات التي تتصدر أجندة المنظمة حاليا لسنة 2026؟
-يعكس البرنامج الذي تم عرضه على مجلس الإدارة رؤية متجددة تعتبر الأسرة العربية محور التنمية الاجتماعية والثقافية، وتجمع بين الأصالة ومواكبة التحولات الرقمية. كما حرصنا على أن يكون البرنامج عاما وغنيا بالمبادرات واللقاءات الميدانية، التي تتوزع بين المشرق والمغرب والخليج العربي.
* يبدو البرنامج بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ما هي أبرز الأنشطة التي تميّزه؟
-صحيح،فمن بين المستجدات التي نعتزّ بها إطلاق «المرصد العربي للأسرة العربية»، وهو آلية علمية تهدف إلى جمع وتحليل المعطيات حول أوضاع الأسرة العربية في مجالات مثل العنف الأسري، والزواج والطلاق، والشيخوخة، والتعليم وغيرها، على أن يصدر تقرير سنوي بعنوان «وضع الأسرة العربية 2026».
وسنعمل أيضًا على إحداث «المنتدى العربي للشباب والأسرة»، وهو مبادرة حوارية عربية تجمع الشباب والخبراء من مختلف الدول، بشراكة مع وزارات الأسرة والتنمية الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وسيتناول المنتدى قضايا مثل الزواج، والتحولات الرقمية والمهنية، والعلاقة بين الأجيال، ويهدف إلى بناء وعي شبابي مسؤول يعزز تماسك الأسرة العربية وانفتاحها على المستقبل، إيمانا بأنّ مستقبل الأمة يبدأ من داخل الأسرة.
ومن بين المبادرات الجديدة التي نعتز بإطلاقها في برنامج سنة 2026، مشروع «شبكة سفراء الأسرة العربية»، وهي مبادرة نوعية تجمع نخبة من الشخصيات العربية المؤثرة في الإعلام، والثقافة، والفن، والرياضة، والبحث العلمي، يجمعها الإيمان بأن قوة الأمة تبدأ من قوة أسرتها. ويُراعى تمثيل كل الدول العربية بسفير واحد على الأقل.
* ما هي المبادرات الأخرى؟
-من المبادرات الأخرى مبادرة «جائزة الأسرة العربية المتميزة»، وهي تحية تقدير وعرفان للأسر العربية التي قدّمت نموذجًا يُحتذى به في العطاء الأسري والمجتمعي أو في التميز العلمي والريادة التربوية. ونؤمن في المنظمة بأنّ قصص النجاح العائلية قادرة على إلهام غيرها، وأنّ تكريم الأسرة هو تكريم لقيم التماسك والتضامن.
كما سنطلق مسابقة «القلم الأسري العربي»، وهي مساحة إبداعية موجهة إلى الشباب لتشجيعهم على التعبير عن رؤيتهم لقضايا الأسرة من خلال مقالات وقصص تعبّر عن تجاربهم. وستُنشر الأعمال الفائزة في مجلة المنظمة.
ومن المشاريع النوعية أيضًا «المنصة الرقمية للأسرة العربية»، وهي فضاء تفاعلي يُتيح للأسر التواصل وتبادل الخبرات، وتضم محاضرات مباشرة واستشارات أسرية وتربوية ولقاءات حوارية.
كما سنعمل على أنشطة توعوية وتنموية تحت شعار «أسرة مستقرة آمنة… مجتمع متماسك»، إضافة إلى دعم الأسر محدودة الدخل عبر دورات تدريبية لبعث مشاريع منزلية وتسويقها رقميًا.
* في حديثك تطرّقتِ إلى جديد في المجال الإعلامي؟
-نطمح إلى إبرام شراكات استراتيجية مع قنوات عربية لإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية وومضات توعوية تروي قصص نجاح أسرية وشبابية ملهمة بأسلوب يجمع بين التشويق والتثقيف، لإبراز الأسرة كمنارة للقيم الإيجابية ومصدر لقوة المجتمع.
* هل من نشاط افتتاحي مرتقب مطلع السنة المقبلة؟
-نعم، نعمل على تنظيم المؤتمر العربي الأول حول «الأسرة العربية في ظل التحولات الاجتماعية والرقمية» مطلع السنة الجديدة 2026، بمشاركة جامعة الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الجهات الحكومية. ومن المنتظر تحديد مكان انعقاده لاحقًا، والأرجح أن يكون في إحدى دول المشرق العربي أو الخليج، استكمالًا للمسار العربي الذي انطلق سنة 2025 من ليبيا التي نشكرها على دعمها الكبير للمنظمة.
* اعتمد مجلس الإدارة قرار الاحتفال بيوم الأسرة العربية في طرابلس خلال شهر ديسمبر الجاري، ما دلالات هذا القرار؟
-الاحتفال بيوم الأسرة العربية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل رسالة تضامن عربي وتجديد للعهد بأن قضايا الأسرة لا تُحلّ بقرارات فوقية، بل برؤية ثقافية وتنموية مشتركة. واحتضان طرابلس لهذه التظاهرة يعكس دعم ليبيا للمنظمة وإيمانها بأهمية دورها.
* ما الذي يمكن أن نتوقعه من عودة نشاط منظمة الأسرة العربية في تونس؟
-نعمل على تعزيز حضور المنظمة في تونس باعتبارها صرحا عربيا دائما يُشرّف البلاد. ونتطلع إلى دعم الدولة التونسية للمنظمة ماديا ولوجستيا ومعنويا لضمان استمرارية نشاطها. وسنعمل مع الوزارات والمؤسسات والمنظمات المدنية على مشاريع في مجالات الأسرة والتربية الوالدية والرقمنة المجتمعية.
لتونس تجربة رائدة في مقاربة الشأن الأسري، وهي دولة مؤسسة للمنظمة، ونسعى لأن تكون من جديد قاطرة فكرية وتنظيمية لعمل عربي مشترك يجعل من الأسرة محور التنمية وركيزة الاستقرار.
* في ظل هذه العودة والزخم بعد سنوات من الركود: هل من رسالة أخيرة؟
-منظمة الأسرة العربية تعود اليوم بثقة متجددة وإيمان راسخ بأن قوة الأسرة أساس قوة المجتمع. نحن نبحث عن الفعل الحقيقي والنتائج الملموسة، وعن شراكات فاعلة تُسهم في إشاعة ثقافة أسرية متوازنة تجمع بين الأصالة والتجديد.
سنة 2026 ستكون سنة الانطلاقة الجديدة، على قاعدة أنّ مستقبل الأمة يبدأ من داخل الأسرة. وكما قال ابن خلدون: «الإنسان مدني بالطبع، ولا تقوم المدنية إلا بروابط الأسرة، فهي عماد العمران وأصله.» ويقول جاك دولور: «الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الإنسان أن يكون مواطنًا وإنسانًا».
من هذا الأفق نؤمن بأن الأسرة ليست مجرد نواة المجتمع، بل روحه وذاكرته ومصدر توازنه. وبقدر ما نحميها ونمكّنها، نصون مستقبل أوطاننا ونصنع غدًا عربيًا أكثر تماسكًا وإنسانية.
حوار: منال حرزي
-الاجتماع الأخير في طرابلس كان لحظة مفصلية وبداية لمسار إصلاحي يعيد للمنظمة دورها الريادي
-نسعى اليوم لأن تكون تونس من جديد قاطرة فكرية وتنظيمية لعمل عربي مشترك يضع الأسرة محور التنمية وركيزة الاستقرار
-المرصد العربي للأسرة والمنتدى الشبابي وشبكة السفراء.. مبادرات نعتزّ بها وتفتح آفاقا عربية جديدة
بعد سنوات من الركود، تعود منظمة الأسرة العربية إلى الواجهة بزخم متنوع ورؤية جديدة تعيد للأسرة مكانتها كركيزة أساسية للتنمية ومحور التماسك الاجتماعي في العالم العربي.
عودة تحمل ملامح التحول وتعلن بداية مرحلة إصلاحية ترتكز إلى إرادة حقيقية لاستعادة الدور الريادي للمنظمة عربيا ودوليا.
وفي حوار خصّت به «الصباح»، كشفت الأمينة العامة للمنظمة، الدكتورة هادية العود البهلول، عن أبرز مخرجات اجتماع مجلس الإدارة الأول بعد سنوات من الانقطاع، مستعرضة خارطة طريق طموحة لبرنامج سنة 2026، بما يتضمنه من مبادرات رائدة، وأنشطة ميدانية، ورؤى رقمية، وشراكات عربية واسعة تعيد الأسرة إلى قلب الاهتمام العام.
اللقاء تطرّق أيضا إلى المؤتمر العربي حول الأسرة العربية في ظل التحولات الاجتماعية والرقمية، المرتقب تنظيمه مطلع السنة القادمة، وإلى الرسالة التي تودّ المنظمة إيصالها في لحظة عربية دقيقة تحتاج إلى تعزيز قيم التضامن والمسؤولية والنهضة الأسرية.
حوار كشف في جوهره عن ملامح انطلاقة جديدة ورؤية تؤمن بأنّ مستقبل الأمة يبدأ من قوة أسرتها وتماسكها. وفي ما يلي نصّه:
* تعود المنظمة إلى سالف نشاطها بعد سنوات من الركود من خلال انعقاد اجتماع مجلس الإدارة في العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر أكتوبر الماضي، فما أبرز مخرجات هذا الاجتماع؟
-صحيح، فبعد سنوات من الركود، تعود المنظمة اليوم بروح جديدة ورؤية متجددة، تحمل مشروعا عربيا طموحا لإعادة الاعتبار للأسرة كمحور للتنمية والتماسك الاجتماعي، واستعادة إشعاع المنظمة في الفضاء العربي والدولي.
فيما يتعلق باجتماع مجلس الإدارة الأخير الذي التأم يوم 30 أكتوبر الماضي بطرابلس، فقد مثّل محطة هامة، لا سيما فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للمنظمة. كما اكتسى طابعا مميزا باعتباره الأول بعد مرحلة من الركود وبعد انتخابي على رأس الأمانة العامة للمنظمة، وبالتالي فقد شكّل هذا الاجتماع لحظة مفصلية في تاريخ المنظمة. وكان أيضًا مناسبة لإعادة ترتيب البيت الداخلي على أسس مؤسسية واضحة وشفافة.
ومن بين أبرز مخرجاته عرض تقرير جلسة الاستلام والتسليم بين الهيئة السابقة والهيئة الجديدة، والتي جرت في شهر جويلية 2025. وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية لترسيخ مبدأ التداول الديمقراطي في التسيير وضمان استمرارية المنظمة بروح من المسؤولية والشفافية. كما أنها لم تكن مجرد انتقال إداري، بل انطلاقة لمسار إصلاحي مؤسسي يعيد للمنظمة دورها العربي الريادي في دعم الأسرة وتماسك المجتمع.
*ما أبرز الملفات أو الأولويات التي تتصدر أجندة المنظمة حاليا لسنة 2026؟
-يعكس البرنامج الذي تم عرضه على مجلس الإدارة رؤية متجددة تعتبر الأسرة العربية محور التنمية الاجتماعية والثقافية، وتجمع بين الأصالة ومواكبة التحولات الرقمية. كما حرصنا على أن يكون البرنامج عاما وغنيا بالمبادرات واللقاءات الميدانية، التي تتوزع بين المشرق والمغرب والخليج العربي.
* يبدو البرنامج بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ما هي أبرز الأنشطة التي تميّزه؟
-صحيح،فمن بين المستجدات التي نعتزّ بها إطلاق «المرصد العربي للأسرة العربية»، وهو آلية علمية تهدف إلى جمع وتحليل المعطيات حول أوضاع الأسرة العربية في مجالات مثل العنف الأسري، والزواج والطلاق، والشيخوخة، والتعليم وغيرها، على أن يصدر تقرير سنوي بعنوان «وضع الأسرة العربية 2026».
وسنعمل أيضًا على إحداث «المنتدى العربي للشباب والأسرة»، وهو مبادرة حوارية عربية تجمع الشباب والخبراء من مختلف الدول، بشراكة مع وزارات الأسرة والتنمية الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وسيتناول المنتدى قضايا مثل الزواج، والتحولات الرقمية والمهنية، والعلاقة بين الأجيال، ويهدف إلى بناء وعي شبابي مسؤول يعزز تماسك الأسرة العربية وانفتاحها على المستقبل، إيمانا بأنّ مستقبل الأمة يبدأ من داخل الأسرة.
ومن بين المبادرات الجديدة التي نعتز بإطلاقها في برنامج سنة 2026، مشروع «شبكة سفراء الأسرة العربية»، وهي مبادرة نوعية تجمع نخبة من الشخصيات العربية المؤثرة في الإعلام، والثقافة، والفن، والرياضة، والبحث العلمي، يجمعها الإيمان بأن قوة الأمة تبدأ من قوة أسرتها. ويُراعى تمثيل كل الدول العربية بسفير واحد على الأقل.
* ما هي المبادرات الأخرى؟
-من المبادرات الأخرى مبادرة «جائزة الأسرة العربية المتميزة»، وهي تحية تقدير وعرفان للأسر العربية التي قدّمت نموذجًا يُحتذى به في العطاء الأسري والمجتمعي أو في التميز العلمي والريادة التربوية. ونؤمن في المنظمة بأنّ قصص النجاح العائلية قادرة على إلهام غيرها، وأنّ تكريم الأسرة هو تكريم لقيم التماسك والتضامن.
كما سنطلق مسابقة «القلم الأسري العربي»، وهي مساحة إبداعية موجهة إلى الشباب لتشجيعهم على التعبير عن رؤيتهم لقضايا الأسرة من خلال مقالات وقصص تعبّر عن تجاربهم. وستُنشر الأعمال الفائزة في مجلة المنظمة.
ومن المشاريع النوعية أيضًا «المنصة الرقمية للأسرة العربية»، وهي فضاء تفاعلي يُتيح للأسر التواصل وتبادل الخبرات، وتضم محاضرات مباشرة واستشارات أسرية وتربوية ولقاءات حوارية.
كما سنعمل على أنشطة توعوية وتنموية تحت شعار «أسرة مستقرة آمنة… مجتمع متماسك»، إضافة إلى دعم الأسر محدودة الدخل عبر دورات تدريبية لبعث مشاريع منزلية وتسويقها رقميًا.
* في حديثك تطرّقتِ إلى جديد في المجال الإعلامي؟
-نطمح إلى إبرام شراكات استراتيجية مع قنوات عربية لإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية وومضات توعوية تروي قصص نجاح أسرية وشبابية ملهمة بأسلوب يجمع بين التشويق والتثقيف، لإبراز الأسرة كمنارة للقيم الإيجابية ومصدر لقوة المجتمع.
* هل من نشاط افتتاحي مرتقب مطلع السنة المقبلة؟
-نعم، نعمل على تنظيم المؤتمر العربي الأول حول «الأسرة العربية في ظل التحولات الاجتماعية والرقمية» مطلع السنة الجديدة 2026، بمشاركة جامعة الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الجهات الحكومية. ومن المنتظر تحديد مكان انعقاده لاحقًا، والأرجح أن يكون في إحدى دول المشرق العربي أو الخليج، استكمالًا للمسار العربي الذي انطلق سنة 2025 من ليبيا التي نشكرها على دعمها الكبير للمنظمة.
* اعتمد مجلس الإدارة قرار الاحتفال بيوم الأسرة العربية في طرابلس خلال شهر ديسمبر الجاري، ما دلالات هذا القرار؟
-الاحتفال بيوم الأسرة العربية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل رسالة تضامن عربي وتجديد للعهد بأن قضايا الأسرة لا تُحلّ بقرارات فوقية، بل برؤية ثقافية وتنموية مشتركة. واحتضان طرابلس لهذه التظاهرة يعكس دعم ليبيا للمنظمة وإيمانها بأهمية دورها.
* ما الذي يمكن أن نتوقعه من عودة نشاط منظمة الأسرة العربية في تونس؟
-نعمل على تعزيز حضور المنظمة في تونس باعتبارها صرحا عربيا دائما يُشرّف البلاد. ونتطلع إلى دعم الدولة التونسية للمنظمة ماديا ولوجستيا ومعنويا لضمان استمرارية نشاطها. وسنعمل مع الوزارات والمؤسسات والمنظمات المدنية على مشاريع في مجالات الأسرة والتربية الوالدية والرقمنة المجتمعية.
لتونس تجربة رائدة في مقاربة الشأن الأسري، وهي دولة مؤسسة للمنظمة، ونسعى لأن تكون من جديد قاطرة فكرية وتنظيمية لعمل عربي مشترك يجعل من الأسرة محور التنمية وركيزة الاستقرار.
* في ظل هذه العودة والزخم بعد سنوات من الركود: هل من رسالة أخيرة؟
-منظمة الأسرة العربية تعود اليوم بثقة متجددة وإيمان راسخ بأن قوة الأسرة أساس قوة المجتمع. نحن نبحث عن الفعل الحقيقي والنتائج الملموسة، وعن شراكات فاعلة تُسهم في إشاعة ثقافة أسرية متوازنة تجمع بين الأصالة والتجديد.
سنة 2026 ستكون سنة الانطلاقة الجديدة، على قاعدة أنّ مستقبل الأمة يبدأ من داخل الأسرة. وكما قال ابن خلدون: «الإنسان مدني بالطبع، ولا تقوم المدنية إلا بروابط الأسرة، فهي عماد العمران وأصله.» ويقول جاك دولور: «الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الإنسان أن يكون مواطنًا وإنسانًا».
من هذا الأفق نؤمن بأن الأسرة ليست مجرد نواة المجتمع، بل روحه وذاكرته ومصدر توازنه. وبقدر ما نحميها ونمكّنها، نصون مستقبل أوطاننا ونصنع غدًا عربيًا أكثر تماسكًا وإنسانية.