«الجدار» عرض مسرحي عراقي للمخرج سنان العزاوي ونص حيدر جمعة ينافس ضمن خيارات المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية (من 22 إلى 29 نوفمبر 2025). وقد استقطب عند عرضه يوم الخميس عددا كبيرا من محبي الفن الرابع والشغوفين باكتشاف تجارب معاصرة للمسرح العراقي، والذي يعتبر سنان العزاوي من الأسماء المجددة على خشبته.
يخوض صناع «جدار» تجربة فنية جمالية لافتة تغوص بجرأة في عمق مجتمعاتنا – المنطلق محلي عراقي للكاتب حيدر جمعة – والرمزية تلوّن عوالمنا الشرقية في قيودها وأعرافها... يتساءل الشخوص كما المشاهدون: هل نحن أحياء أم أموات؟ بشر أو حيوانات؟ منسوب العنف يطغى على حياة النساء كما الرجال. هم ضحايا السلطة، الجشع والفساد السياسي والأخلاقي. فمن المُدان في هذا العالم؟ الآن وهنا تتجلى إسقاطات الزمان والمكان ومخلفات الماضي في «الجدار» لسنان العزاوي.
كم هي موجعة حياة النساء في أوطاننا... تُروى قصصهن على جدار «التعري» و»البوح» في مسرحية سنان العزاوي وحيدر جمعة، عن العنف الجنسي، الاغتصاب، «السلعنة» و»زنا المحارم». عالم موحش هستيري يفتقد للقيم والإنسانية... هنا، في هذا الفضاء المسرحي، يتجاوز المتفرج حدود الفرجة ويغوص تدريجيا إلى أعماق الحكاية، فيسقط الجدار الفاصل بين الشخوص والمتفرجين. تقنيا، أجاد المخرج سحب البساط من جمهوره وسحب أرواحهم لعالمه أمام «جدار الاعتراف». كم هي مقززة هذه البشاعة التي تلوّن عالم البشر؛ لا تدرج أو تبرير أو مساحة وردية للتنفس، بل منجز فني يفرض مواجهة الذات والآخر...
على «الجدار» تتآكل النفوس وتتحرر من آلامها: نساء معنفات ورجل اغتصب طفلا ففقد هوية الانتماء، وعين تراقب هذه المشهدية لمجتمع ينخره الاستغلال الجنسي والمادي والسياسي...
يستلهم حيدر جمعة بعض الحكايات من دفاتر الماضي. إسقاطاتها موجعة واعية ومدركة، تُنسج في رؤية إخراجية وسينوغرافية وظفت جماليات السرد البصري وموسيقى العمل؛ مشهدية راقية أنيقة ومبهرة على مستوى الشكل، في تناقض عميق مع هول الحكاية كما أداء الممثلين (إدارة ممثل عالية الحرفية من قبل سنان العزاوي)، وتقنيات الإضاءة التي منحت العرض بعدا جماليا خاصا.
«الجدار» من بين المسرحيات الأكثر تميزا فنيا وتقنيا من بين عروض المسابقة الرسمية للدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية. عمل متقن من حيث الجودة الفنية والتقنية، ومع ذلك نعتقد أن مدة العرض التي تتجاوز الساعتين والنصف من هنات «الجدار»، كما مسألة اختصار إشكاليات المرأة في «الأنثى» والجنس بمجتمعاتنا. نتساءل: لو أن نص حيدر جمعة تجاوز هذا الجدار وكشف عن قضايا نسوية أخرى، هل كان العمل سيقف عند نمطية صورة المرأة في علاقتها بالرجل والسلطة والأعراف؟
جدير بالذكر أن سينوغرافيا مسرحية «الجدار» بإمضاء علي السوداني، وهي من بطولة كل من:
لبوة عرب، إسراء رفعت، آلاء نجم، يحيى إبراهيم، رضاب أحمد، زمن الربيعي، رهام البياتي، نعمت عبد الحسين، ورنا لفته.
نجلاء قموع
«الجدار» عرض مسرحي عراقي للمخرج سنان العزاوي ونص حيدر جمعة ينافس ضمن خيارات المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية (من 22 إلى 29 نوفمبر 2025). وقد استقطب عند عرضه يوم الخميس عددا كبيرا من محبي الفن الرابع والشغوفين باكتشاف تجارب معاصرة للمسرح العراقي، والذي يعتبر سنان العزاوي من الأسماء المجددة على خشبته.
يخوض صناع «جدار» تجربة فنية جمالية لافتة تغوص بجرأة في عمق مجتمعاتنا – المنطلق محلي عراقي للكاتب حيدر جمعة – والرمزية تلوّن عوالمنا الشرقية في قيودها وأعرافها... يتساءل الشخوص كما المشاهدون: هل نحن أحياء أم أموات؟ بشر أو حيوانات؟ منسوب العنف يطغى على حياة النساء كما الرجال. هم ضحايا السلطة، الجشع والفساد السياسي والأخلاقي. فمن المُدان في هذا العالم؟ الآن وهنا تتجلى إسقاطات الزمان والمكان ومخلفات الماضي في «الجدار» لسنان العزاوي.
كم هي موجعة حياة النساء في أوطاننا... تُروى قصصهن على جدار «التعري» و»البوح» في مسرحية سنان العزاوي وحيدر جمعة، عن العنف الجنسي، الاغتصاب، «السلعنة» و»زنا المحارم». عالم موحش هستيري يفتقد للقيم والإنسانية... هنا، في هذا الفضاء المسرحي، يتجاوز المتفرج حدود الفرجة ويغوص تدريجيا إلى أعماق الحكاية، فيسقط الجدار الفاصل بين الشخوص والمتفرجين. تقنيا، أجاد المخرج سحب البساط من جمهوره وسحب أرواحهم لعالمه أمام «جدار الاعتراف». كم هي مقززة هذه البشاعة التي تلوّن عالم البشر؛ لا تدرج أو تبرير أو مساحة وردية للتنفس، بل منجز فني يفرض مواجهة الذات والآخر...
على «الجدار» تتآكل النفوس وتتحرر من آلامها: نساء معنفات ورجل اغتصب طفلا ففقد هوية الانتماء، وعين تراقب هذه المشهدية لمجتمع ينخره الاستغلال الجنسي والمادي والسياسي...
يستلهم حيدر جمعة بعض الحكايات من دفاتر الماضي. إسقاطاتها موجعة واعية ومدركة، تُنسج في رؤية إخراجية وسينوغرافية وظفت جماليات السرد البصري وموسيقى العمل؛ مشهدية راقية أنيقة ومبهرة على مستوى الشكل، في تناقض عميق مع هول الحكاية كما أداء الممثلين (إدارة ممثل عالية الحرفية من قبل سنان العزاوي)، وتقنيات الإضاءة التي منحت العرض بعدا جماليا خاصا.
«الجدار» من بين المسرحيات الأكثر تميزا فنيا وتقنيا من بين عروض المسابقة الرسمية للدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية. عمل متقن من حيث الجودة الفنية والتقنية، ومع ذلك نعتقد أن مدة العرض التي تتجاوز الساعتين والنصف من هنات «الجدار»، كما مسألة اختصار إشكاليات المرأة في «الأنثى» والجنس بمجتمعاتنا. نتساءل: لو أن نص حيدر جمعة تجاوز هذا الجدار وكشف عن قضايا نسوية أخرى، هل كان العمل سيقف عند نمطية صورة المرأة في علاقتها بالرجل والسلطة والأعراف؟
جدير بالذكر أن سينوغرافيا مسرحية «الجدار» بإمضاء علي السوداني، وهي من بطولة كل من:
لبوة عرب، إسراء رفعت، آلاء نجم، يحيى إبراهيم، رضاب أحمد، زمن الربيعي، رهام البياتي، نعمت عبد الحسين، ورنا لفته.