إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التشريعات لم تردع المنحرفين.. «البراكاجات» أنهت حياة شخصين في أسبوع واحد

«البراكاجات» ، الجريمة المزمنة التي باتت قدرا يلاحق المواطن اينما حل في الشارع او حتى في وسائل النقل العمومي والمحطات.. وحتى في طريق العودة الى المنزل..

لصوص يتربصون بالمارة بهدف السرقة ولكن وما ان يبدي الضحية رفضه التفريط في أمتعته ويدافع عن نفسه حتى تكون نهايته الموت..

«براكاجات» انتهت بنهايات مأساوية وآخرها حادثة أليمة هزت أرجاء منطقة العوينة بالعاصمة، حيث توفي شاب يدعى مالك الجويني إثر تعرضه لطعنة بسكين في الصدر والفخذ خلال محاولة سرقة سيارته بأحد الشوارع الرئيسية.

وتم نقل الضحية إلى المستشفى على وجه السرعة، إلا أنه فارق الحياة متأثرا بإصابته قبل وصوله إلى قسم الطوارئ. الفقيد حفيد الوزير الأول الأسبق محمد صالح مزالي.

وقد تولت النيابة العمومية الإذن للوحدات الأمنية بفتح تحقيق في الحادثة لتحديد هوية المعتدين والإطاحة بهم.

وقبل هذه الجريمة بأسبوع لقي عامل في الدهن حتفه على اثر براكاج.. الضحية هو من متساكني جهة النخيلات برواد بولاية أريانة وهو من مواليد منطقة البحر لزرق بالمرسى له إعاقة بالرجل، وقد توفي والده منذ حوالي 3 أشهر وهو العائل  الوحيد لعائلته.. غادر الأسبوع الماضي المنزل صباحا  ليلتحق بعمله بالدهن في المرسى ولم يعد…

 ففي طريق العودة في حدود  الساعة الثامنة ليلا اعترض طريقه شبان وراء مبنى مستشفى المنجي سليم واستولوا على نقوده وهاتفه الجوال ثم رموه بحجارة وهو هارب منهم وعندما سقط، قام أحدهم بضربه بحجارة وهشم رأسه الى حد الموت.

وتعرّض خلال شهر سبتمبر الماضي سائق تاكسي فردي، يبلغ من العمر 73 سنة إلى «براكاج خطير» في منطقة المرسى بالعاصمة بعد أن اعتدى عليه منحرف بالعنف الشديد أسفر عن إصابته على مستوى الوجه، وإحالته على المستشفى.

وقال الناجي، سائق التاكسي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج إذاعي إنّ «المنحرف طلب منه أن يُقلّه إلى المرسى ثم وجّهه إلى طريق سيدي بوسعيد واستدرجه إلى طريق مهجور ثم ترجّل من السيارة متظاهرًا بأنه سيقوم بسداد الأجرة من شباك السائق»، مشيرًا إلى أنه «شعر بغرابة وقام بإخفاء مفتاح السيارة في جيبه».

وتابع الناجي أن «المعتدي فتح باب السيارة فجأة ثم عمد إلى جرّه خارج السيارة وانهال عليه بالضرب الشديد ما أدى إلى إصابته على مستوى الوجه وكسر أنفه»، لافتًا إلى أنّ «المعتدي حاول افتكاك مفتاح السيارة لكنه لم يتمكّن من ذلك، ففرّ هاربًا بعد أن شعر بأنه على وشك الموت من شدّة الضرب».

وللإشارة فإن سواق التاكسي الفردي تعد من الفئات لأكثر عرضة للبراكاجات وترجح بعض الاحصائيات  ان هناك تقريبا 20 ضحية  سنويا من سواق التاكسي الفردي بين متضررين أصيبوا بعاهات  مستديمة وآخرون فارقوا الحياة خلال «براكاج» تعرضوا له  أثناء عملهم وربما حسب رأيه  يكون العدد اقل أو أكثر..وخلال 2023 تم تسجيل اكثر من 100 براكاج.

مؤشر الجريمة..

جريمة البراكاج المرتبطة بالاعتداء على الجسد البشري هي جريمة مرتبطة بالسرقة او ما يعرف بـ» النطر» ، وهي جريمة قديمة حيث تم تسجيل 1222 عملية «براكاج»  سنة 2018 مقابل 1145 سنة 2019، مع تسجيل 195 عملية نشل سنة 2018 مقابل 117 سنة 2019. وأضاف أن عدد جرائم السرقة بالنطر بلغت 350 جريمة سنة 2018 مقابل 399 جريمة سنة 2019. أما السطو على المؤسسات فتم تسجيل 17 عملية سنة 2018 مقابل 23 عملية سنة 2019.

وأما أعمار أغلب المورطين في هذه الجرائم فتتراوح من 18 إلى 30 سنة، وهم من الذكور أكثر من الإناث، مضيفًا أنّ جرائم السلب بلغت 5565 بين 2018 و2019. وبيّن أن الحرس الوطني سجل عام 2019، 5112 جريمة سلب.

«الريسك..»

تندرج جريمة البراكاج ضمن ما يعرف ب»الريسك» وهو مصطلح  أصبح سمة أساسية في المجتمعات وفق ما يراه مختصون في علم الاجتماع،  وحسب الخبراء والمحللين فإن مظاهره تجلّت أساسًا في ذلك الجنوح الخطير الذي قام به آلاف من الشباب نحو العديد من الظواهر الإجرامية التي غذتها العولمة من ناحية والانخراط في المخدرات و»الحرقة» وكل ما يحفزهم على كسب المال حتى وان وضعهم في «الريسك» بما في ذلك «ريسك المخدرات.. ريسك الحرقة ريسك السرقة بالنطر» وغيرها من مظاهر الجريمة المرتبطة بالمخاطرة والمجازفة لكسب المال بطرق ملتوية وفي تحد للقانون.

عقوبات..ومبادرات للحد من الظاهرة

يعرف القانون التونسي جرائم «البراكاج» أو السلب بالعنف بأنها جنايات تُعاقب عليها المجلة الجزائية بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وهناك عقوبة أخرى بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات تُطبق في حالة السلب دون عنف (ما يُعرف بالنطرة). وتوجد جهود لتشديد هذه العقوبات، حيث تم تقديم مقترح قانون لرفع العقوبة الدنيا إلى 15 عامًا والقصوى إلى 20 عامًا.

العقوبات الحالية

البراكاج (السلب بالعنف أو التهديد) تصل عقوبة مرتكبه الى السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا.

النطرة (السلب دون عنف) وهو جنحة وتصل عقوبة مرتكبه الى السجن لمدة أقصاها 5 سنوات.

وهناك ظروف تُشدد فيها العقوبة حيث تزداد العقوبة في حال توفر ظروف معينة وقت وقوع الجريمة، مثل استعمال العنف الشديد أو التهديد به والسرقة المتبوعة بجريمة قتل.

مفيدة القيزاني

التشريعات لم تردع المنحرفين..   «البراكاجات» أنهت حياة شخصين في أسبوع واحد

«البراكاجات» ، الجريمة المزمنة التي باتت قدرا يلاحق المواطن اينما حل في الشارع او حتى في وسائل النقل العمومي والمحطات.. وحتى في طريق العودة الى المنزل..

لصوص يتربصون بالمارة بهدف السرقة ولكن وما ان يبدي الضحية رفضه التفريط في أمتعته ويدافع عن نفسه حتى تكون نهايته الموت..

«براكاجات» انتهت بنهايات مأساوية وآخرها حادثة أليمة هزت أرجاء منطقة العوينة بالعاصمة، حيث توفي شاب يدعى مالك الجويني إثر تعرضه لطعنة بسكين في الصدر والفخذ خلال محاولة سرقة سيارته بأحد الشوارع الرئيسية.

وتم نقل الضحية إلى المستشفى على وجه السرعة، إلا أنه فارق الحياة متأثرا بإصابته قبل وصوله إلى قسم الطوارئ. الفقيد حفيد الوزير الأول الأسبق محمد صالح مزالي.

وقد تولت النيابة العمومية الإذن للوحدات الأمنية بفتح تحقيق في الحادثة لتحديد هوية المعتدين والإطاحة بهم.

وقبل هذه الجريمة بأسبوع لقي عامل في الدهن حتفه على اثر براكاج.. الضحية هو من متساكني جهة النخيلات برواد بولاية أريانة وهو من مواليد منطقة البحر لزرق بالمرسى له إعاقة بالرجل، وقد توفي والده منذ حوالي 3 أشهر وهو العائل  الوحيد لعائلته.. غادر الأسبوع الماضي المنزل صباحا  ليلتحق بعمله بالدهن في المرسى ولم يعد…

 ففي طريق العودة في حدود  الساعة الثامنة ليلا اعترض طريقه شبان وراء مبنى مستشفى المنجي سليم واستولوا على نقوده وهاتفه الجوال ثم رموه بحجارة وهو هارب منهم وعندما سقط، قام أحدهم بضربه بحجارة وهشم رأسه الى حد الموت.

وتعرّض خلال شهر سبتمبر الماضي سائق تاكسي فردي، يبلغ من العمر 73 سنة إلى «براكاج خطير» في منطقة المرسى بالعاصمة بعد أن اعتدى عليه منحرف بالعنف الشديد أسفر عن إصابته على مستوى الوجه، وإحالته على المستشفى.

وقال الناجي، سائق التاكسي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج إذاعي إنّ «المنحرف طلب منه أن يُقلّه إلى المرسى ثم وجّهه إلى طريق سيدي بوسعيد واستدرجه إلى طريق مهجور ثم ترجّل من السيارة متظاهرًا بأنه سيقوم بسداد الأجرة من شباك السائق»، مشيرًا إلى أنه «شعر بغرابة وقام بإخفاء مفتاح السيارة في جيبه».

وتابع الناجي أن «المعتدي فتح باب السيارة فجأة ثم عمد إلى جرّه خارج السيارة وانهال عليه بالضرب الشديد ما أدى إلى إصابته على مستوى الوجه وكسر أنفه»، لافتًا إلى أنّ «المعتدي حاول افتكاك مفتاح السيارة لكنه لم يتمكّن من ذلك، ففرّ هاربًا بعد أن شعر بأنه على وشك الموت من شدّة الضرب».

وللإشارة فإن سواق التاكسي الفردي تعد من الفئات لأكثر عرضة للبراكاجات وترجح بعض الاحصائيات  ان هناك تقريبا 20 ضحية  سنويا من سواق التاكسي الفردي بين متضررين أصيبوا بعاهات  مستديمة وآخرون فارقوا الحياة خلال «براكاج» تعرضوا له  أثناء عملهم وربما حسب رأيه  يكون العدد اقل أو أكثر..وخلال 2023 تم تسجيل اكثر من 100 براكاج.

مؤشر الجريمة..

جريمة البراكاج المرتبطة بالاعتداء على الجسد البشري هي جريمة مرتبطة بالسرقة او ما يعرف بـ» النطر» ، وهي جريمة قديمة حيث تم تسجيل 1222 عملية «براكاج»  سنة 2018 مقابل 1145 سنة 2019، مع تسجيل 195 عملية نشل سنة 2018 مقابل 117 سنة 2019. وأضاف أن عدد جرائم السرقة بالنطر بلغت 350 جريمة سنة 2018 مقابل 399 جريمة سنة 2019. أما السطو على المؤسسات فتم تسجيل 17 عملية سنة 2018 مقابل 23 عملية سنة 2019.

وأما أعمار أغلب المورطين في هذه الجرائم فتتراوح من 18 إلى 30 سنة، وهم من الذكور أكثر من الإناث، مضيفًا أنّ جرائم السلب بلغت 5565 بين 2018 و2019. وبيّن أن الحرس الوطني سجل عام 2019، 5112 جريمة سلب.

«الريسك..»

تندرج جريمة البراكاج ضمن ما يعرف ب»الريسك» وهو مصطلح  أصبح سمة أساسية في المجتمعات وفق ما يراه مختصون في علم الاجتماع،  وحسب الخبراء والمحللين فإن مظاهره تجلّت أساسًا في ذلك الجنوح الخطير الذي قام به آلاف من الشباب نحو العديد من الظواهر الإجرامية التي غذتها العولمة من ناحية والانخراط في المخدرات و»الحرقة» وكل ما يحفزهم على كسب المال حتى وان وضعهم في «الريسك» بما في ذلك «ريسك المخدرات.. ريسك الحرقة ريسك السرقة بالنطر» وغيرها من مظاهر الجريمة المرتبطة بالمخاطرة والمجازفة لكسب المال بطرق ملتوية وفي تحد للقانون.

عقوبات..ومبادرات للحد من الظاهرة

يعرف القانون التونسي جرائم «البراكاج» أو السلب بالعنف بأنها جنايات تُعاقب عليها المجلة الجزائية بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وهناك عقوبة أخرى بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات تُطبق في حالة السلب دون عنف (ما يُعرف بالنطرة). وتوجد جهود لتشديد هذه العقوبات، حيث تم تقديم مقترح قانون لرفع العقوبة الدنيا إلى 15 عامًا والقصوى إلى 20 عامًا.

العقوبات الحالية

البراكاج (السلب بالعنف أو التهديد) تصل عقوبة مرتكبه الى السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا.

النطرة (السلب دون عنف) وهو جنحة وتصل عقوبة مرتكبه الى السجن لمدة أقصاها 5 سنوات.

وهناك ظروف تُشدد فيها العقوبة حيث تزداد العقوبة في حال توفر ظروف معينة وقت وقوع الجريمة، مثل استعمال العنف الشديد أو التهديد به والسرقة المتبوعة بجريمة قتل.

مفيدة القيزاني