- باحث في التاريخ لـ«الصباح»: على كل تونسي الاعتزاز بهذه المناسبة
تحيي تونس، اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، الذكرى 62 لعيد الجلاء، تاريخ إجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية من بنزرت، في 15 أكتوبر من سنة 1963.
وعن رمزية هذه الذكرى وأهمية ترسيخها لدى الناشئة، تحدّثت «الصباح» مع الباحث في التاريخ وأستاذ التعليم العالي، عميرة علية الصغير، الذي أفادنا بأن عيد الجلاء يُعد محطة مهمة من تاريخ تونس في مقاومة الاستعمار وكسب السيادة الوطنية.
ما تحقق بفضل الجلاء!؟
وبيّن مصدرنا أن تاريخ 15 أكتوبر 1963 جاء بعد أحداث سبقتها في سنة 1961، وهي أحداث معركة بنزرت التي دامت ثلاثة أيام، واستُشهد على إثرها أكبر عدد من التونسيين، حيث بلغ عددهم رسميًا أكثر من 700 شهيد، خلال تدخل قوات المستعمر الفرنسي لسحق المظاهرات التي رُفع فيها شعار «الجلاء الجلاء».
وأبرز الباحث في التاريخ أنه، ووفق عدد من الشهادات، أن عدد الشهداء كان أكبر بكثير، إذ رجّح البعض تراوحه بين 2000 و3000 شهيد.
واعتبر أنه بفضل معركة الجلاء أصبحت تونس دولة ذات سيادة، تتمتع بالاستقلال والحرية، وبسيطرة الدولة على كامل ترابها، بفضل قوات الأمن والجيش الوطني، مشيرا إلى أن الجلاء تحقق بعد كفاح طويل وتضحيات كبيرة، ليخرج في 15 أكتوبر 1963 آخر جندي فرنسي من الأراضي التونسية، من بنزرت عبر البحر.
وأكد عميرة علية الصغير أن ذكرى عيد الجلاء تُعد مرحلة هامة في تاريخ تونس، يجب على كل تونسي إحياؤها والتعريف بها، لما تكتسيه من أهمية بالغة في تاريخنا الحافل بالمقاومة من أجل الاستقلال التام، وسيطرة التونسيين على كل أراضيهم، وأضاف قائلًا: «من أجل كل هذا، يتوجب على كل تونسي أن يشعر بالفخر، ويدافع عن هذه الأرض التي دفع من أجلها كثيرون أرواحهم».
إعطاء الاحتفال أبعادا أخرى
وعن مراسم الاحتفال بذكرى عيد الجلاء، شدّد الباحث في التاريخ على أنها مهمة، وفيها اعتراف بجميل من دفعوا حياتهم من أجل استقلال تونس التام بعد إجلاء آخر جندي فرنسي عن أرضها، إلا أنه استدرك بالقول إن الاحتفال لا يجب أن يقتصر على المراسم والبروتوكولات الرسمية، إذ يجب أن تأخذ الاحتفالات أبعادًا أكبر وأوسع، من خلال بث كل ما يتعلق بمعركة الجلاء من صور وفيديوهات ووثائق في وسائل الإعلام، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتابعها كل الفئات العمرية، وخاصة الشباب والأطفال.
وأكد محدّثنا على أهمية تشريك من ساهموا في هذه الأحداث، وتقديم شهاداتهم حول ما عايشوه من وقائع، مع الاستئناس بالمختصين في التاريخ لاستعراض كل الأحداث التي حفّت بهذا التاريخ الراسخ في ذاكرة التونسيين.
وبيّن أن معركة بنزرت كانت في جويلية 1961، لكن خروج آخر جندي فرنسي تمّ في 15 أكتوبر 1963، مشيرًا إلى أن معركة بنزرت لم تكن المعركة الوحيدة لإخراج المستعمر من تونس، بل كانت تتويجًا لكل المعارك التي شهدتها بلادنا منذ بداية الاستعمار، حيث استمرت لسنوات، قاوم خلالها التونسيون سلمًا وبالسلاح، خاصة في فترة الخمسينات، إلى حين تخلّص تونس من الاستعمار، الذي كان عسكريًا واقتصاديًا.
وأبرز أن الاحتفال بذكرى عيد الجلاء يُعد فرصة للتعريف والتذكير برمزية هذه المناسبة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وفي دور الثقافة، عبر تنظيم احتفاليات بالمناسبة.
ولترسيخ رمزية هذا الحدث الهام في تاريخ تونس، اعتبر الأستاذ الجامعي أن دور وزارة التربية مهم جدًا، من خلال تخصيص الفترة الصباحية من يوم 14 أكتوبر، أي اليوم الذي يسبق الاحتفال بذكرى عيد الجلاء، للتعريف بالحدث وأهميته، عبر تقديم كل المعطيات المتعلقة به من وثائق وفيديوهات وصور، من أجل ترسيخ حب الوطن، والذود عنه، والاعتراف بجميل من ساهموا في استقلاله.
حنان قيراط
- باحث في التاريخ لـ«الصباح»: على كل تونسي الاعتزاز بهذه المناسبة
تحيي تونس، اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، الذكرى 62 لعيد الجلاء، تاريخ إجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية من بنزرت، في 15 أكتوبر من سنة 1963.
وعن رمزية هذه الذكرى وأهمية ترسيخها لدى الناشئة، تحدّثت «الصباح» مع الباحث في التاريخ وأستاذ التعليم العالي، عميرة علية الصغير، الذي أفادنا بأن عيد الجلاء يُعد محطة مهمة من تاريخ تونس في مقاومة الاستعمار وكسب السيادة الوطنية.
ما تحقق بفضل الجلاء!؟
وبيّن مصدرنا أن تاريخ 15 أكتوبر 1963 جاء بعد أحداث سبقتها في سنة 1961، وهي أحداث معركة بنزرت التي دامت ثلاثة أيام، واستُشهد على إثرها أكبر عدد من التونسيين، حيث بلغ عددهم رسميًا أكثر من 700 شهيد، خلال تدخل قوات المستعمر الفرنسي لسحق المظاهرات التي رُفع فيها شعار «الجلاء الجلاء».
وأبرز الباحث في التاريخ أنه، ووفق عدد من الشهادات، أن عدد الشهداء كان أكبر بكثير، إذ رجّح البعض تراوحه بين 2000 و3000 شهيد.
واعتبر أنه بفضل معركة الجلاء أصبحت تونس دولة ذات سيادة، تتمتع بالاستقلال والحرية، وبسيطرة الدولة على كامل ترابها، بفضل قوات الأمن والجيش الوطني، مشيرا إلى أن الجلاء تحقق بعد كفاح طويل وتضحيات كبيرة، ليخرج في 15 أكتوبر 1963 آخر جندي فرنسي من الأراضي التونسية، من بنزرت عبر البحر.
وأكد عميرة علية الصغير أن ذكرى عيد الجلاء تُعد مرحلة هامة في تاريخ تونس، يجب على كل تونسي إحياؤها والتعريف بها، لما تكتسيه من أهمية بالغة في تاريخنا الحافل بالمقاومة من أجل الاستقلال التام، وسيطرة التونسيين على كل أراضيهم، وأضاف قائلًا: «من أجل كل هذا، يتوجب على كل تونسي أن يشعر بالفخر، ويدافع عن هذه الأرض التي دفع من أجلها كثيرون أرواحهم».
إعطاء الاحتفال أبعادا أخرى
وعن مراسم الاحتفال بذكرى عيد الجلاء، شدّد الباحث في التاريخ على أنها مهمة، وفيها اعتراف بجميل من دفعوا حياتهم من أجل استقلال تونس التام بعد إجلاء آخر جندي فرنسي عن أرضها، إلا أنه استدرك بالقول إن الاحتفال لا يجب أن يقتصر على المراسم والبروتوكولات الرسمية، إذ يجب أن تأخذ الاحتفالات أبعادًا أكبر وأوسع، من خلال بث كل ما يتعلق بمعركة الجلاء من صور وفيديوهات ووثائق في وسائل الإعلام، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتابعها كل الفئات العمرية، وخاصة الشباب والأطفال.
وأكد محدّثنا على أهمية تشريك من ساهموا في هذه الأحداث، وتقديم شهاداتهم حول ما عايشوه من وقائع، مع الاستئناس بالمختصين في التاريخ لاستعراض كل الأحداث التي حفّت بهذا التاريخ الراسخ في ذاكرة التونسيين.
وبيّن أن معركة بنزرت كانت في جويلية 1961، لكن خروج آخر جندي فرنسي تمّ في 15 أكتوبر 1963، مشيرًا إلى أن معركة بنزرت لم تكن المعركة الوحيدة لإخراج المستعمر من تونس، بل كانت تتويجًا لكل المعارك التي شهدتها بلادنا منذ بداية الاستعمار، حيث استمرت لسنوات، قاوم خلالها التونسيون سلمًا وبالسلاح، خاصة في فترة الخمسينات، إلى حين تخلّص تونس من الاستعمار، الذي كان عسكريًا واقتصاديًا.
وأبرز أن الاحتفال بذكرى عيد الجلاء يُعد فرصة للتعريف والتذكير برمزية هذه المناسبة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وفي دور الثقافة، عبر تنظيم احتفاليات بالمناسبة.
ولترسيخ رمزية هذا الحدث الهام في تاريخ تونس، اعتبر الأستاذ الجامعي أن دور وزارة التربية مهم جدًا، من خلال تخصيص الفترة الصباحية من يوم 14 أكتوبر، أي اليوم الذي يسبق الاحتفال بذكرى عيد الجلاء، للتعريف بالحدث وأهميته، عبر تقديم كل المعطيات المتعلقة به من وثائق وفيديوهات وصور، من أجل ترسيخ حب الوطن، والذود عنه، والاعتراف بجميل من ساهموا في استقلاله.