أعلن فريق «أوروبا المبدعة – تونس»، خلال ندوة صحفية انتظمت أمس الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري بمدينة الثقافة، اعتزامه تنظيم سلسلة من اللقاءات الميدانية التي تهدف إلى شرح تفاصيل البرنامج وفرصه أمام الفنانين والفاعلين الثقافيين في مختلف أنحاء البلاد. وسيزور الفريق ولايتي باجة وجندوبة يوم 16 أكتوبر، ثم الكاف وسليانة يوم 17 أكتوبر، يليه لقاء في مدنين وتطاوين يوم 22 أكتوبر، وموعد آخر في ڤابس وقبلي يوم 23 أكتوبر، ثم توزر وڤفصة يوم 24 أكتوبر، على أن يتواصل البرنامج في الڤصرين وسيدي بوزيد يوم 29 أكتوبر، والمهدية والمنستير يوم 30 أكتوبر، وبنزرت يوم 11 نوفمبر، قبل أن يختتم جولته في الحمامات يوم 13 نوفمبر بلقاء خاص يجمع فاعلين من ولايتي نابل وزغوان، ولقاء أخير يوم 14 نوفمبر في سوسة بمشاركة ممثلين عن القيروان.
هذه الجولة الوطنية تشكّل خطوة جديدة نحو تعزيز اللامركزية الثقافية وربط المبدعين في مختلف الجهات التونسية بفرص التمويل والتعاون التي يتيحها البرنامج الأوروبي الأكبر في مجال الثقافة والإبداع.
وفي سياق متصل، أكدت راضية العامري، المديرة بوزارة الشؤون الثقافية، أنّ هذا البرنامج الذي أحدثته المفوضية الأوروبية سنة 2013 ودخل حيّز التنفيذ في 2014، يُعدّ من أهم المبادرات الأوروبية الداعمة للثقافة والسمعي البصري، إذ يهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي واللغوي وحماية التراث المشترك، إلى جانب تطوير القدرة التنافسية والاقتصادية للصناعات الثقافية والإبداعية في أوروبا وخارجها.
وأضافت المتحدثة أنّ البرنامج يتكوّن من ثلاثة محاور رئيسية هي محور الثقافة، ومحور ميديا، ومحور أفقي يُعرف بـ»القطاع العابر» (Trans-sectoriel) الذي يعمل على تشجيع الابتكار والتقاطع بين الفنون والتكنولوجيا. وأوضحت أنّ الدورة الأولى من البرنامج امتدت بين 2014 و2020، في حين تغطي الدورة الحالية الفترة من 2021 إلى 2027 بميزانية تبلغ 2,44 مليار أورو، مقارنة بـ1,47 مليار أورو في النسخة السابقة، ما يعكس الرهان الأوروبي على الثقافة كقوة ناعمة ومحرك اقتصادي.
وأشارت إلى أنّ تونس التحقت بالبرنامج سنة 2017 وبدأت مشاركتها الفعلية في 2018، لتصبح البلد العربي والأفريقي الوحيد المنتمي إلى هذا الإطار الأوروبي، وهو ما يمنحها موقعًا استراتيجيًا متميزًا على مستوى البحر الأبيض المتوسّط. وتابعت العامري أنّ «أوروبا الإبداعية» تمثّل فرصة حقيقية للفاعلين الثقافيين في تونس لتعزيز قدراتهم في صياغة وإدارة المشاريع الثقافية، والمنافسة على قدم المساواة مع نظرائهم الأوروبيين، مبرزة أنّ سنة 2024 شهدت تخصيص تمويلات قاربت 300 ألف أورو لفائدة مشاريع تونسية في مجالات متنوّعة.
واعتبرت أنّ الأهم من التمويل هو ما يتيحه البرنامج من نقل للخبرة وتبادل للمعرفة، مشيرة إلى أنّ الفاعلين التونسيين باتوا أكثر تمرّسًا في التعامل مع آليات الاتحاد الأوروبي وتحدياته الإجرائية. وأضافت أنّ هذه المشاركة ليست مجرد مكسب ظرفي، بل هي جزء من تحوّل هيكلي في السياسات الثقافية التونسية نحو الانفتاح والتعاون الدولي، مؤكدة أنّ الثقافة اليوم أصبحت أحد محرّكات الدبلوماسية التونسية ومجالًا فعليًا للريادة على الصعيدين الأفريقي والعربي. من جهتها، قدّمت رئيسة مكتب «أوروبا المبدعة» في تونس هيفاء جبس، قراءة ميدانية في تجربة البلاد ضمن هذا البرنامج، مبيّنة أنّ تونس تستفيد من هذا الانخراط منذ سنة 2018، وقد تمكنت بين 2018 و2024 من تنفيذ 26 مشروع تعاون بالشراكة مع 92 مؤسسة ثقافية من 32 دولة أوروبية، من بينها هياكل عمومية وخاصة وجمعيات ثقافية.
وأضافت أنّ تونس حصلت في مارس 2025 على التمويل الجديد الذي يشمل الفترة الممتدة من جانفي 2025 إلى ديسمبر 2027، في إطار دورة جديدة تمتد على ثلاث سنوات. وأوضحت أنّ البرنامج الأوروبي الذي تشارك فيه 40 دولة يضم صنفين من الدعوات إلى الترشح: الأولى موجهة إلى الأفراد في إطار مبادرة «Culture Moves Europe»، والثانية موجهة إلى المؤسسات الثقافية.
وبيّنت المتحدثة أنّ مبادرة «Culture Moves Europe» تُعدّ من أبرز آليات دعم التنقل الفني والثقافي، إذ تتيح للفنانين والمبدعين – من مصورين ومهندسين معماريين ومصممين وراقصين وغيرهم – الترشح لإقامات فنية تمتد من ستة أيام إلى شهرين في أي من الدول المشاركة، مع تغطية مالية يومية ومنحة سفر للمسافات القصيرة أو للمسافات التي تتجاوز 5000 كيلومتر.
وأكدت أنّ البرنامج يمنح امتيازات إضافية للفنانين في وضعيات خاصة، مثل الأمهات اللواتي يرغبن في اصطحاب أطفالهن أو ذوي الإعاقة الذين يمكنهم السفر برفقة مرافق، وهو ما يعكس الجانب الإنساني في فلسفة البرنامج القائمة على تكافؤ الفرص والعدالة الثقافية.
أما بخصوص الدعوات الموجّهة إلى المؤسسات، فقد أوضحت هيفاء جبس أنّها تشمل الهياكل العمومية والخاصة والجمعيات الناشطة في المجال الثقافي، وتتيح لها إمكانية الشراكة مع نظيراتها الأوروبية لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات تشمل التراث والترجمة والفنون البصرية والمسرح والسمعي البصري. ومن بين أبرز هذه الدعوات تلك المتعلقة بترجمة الكتب والإصدارات الأدبية من العربية إلى لغات أخرى والعكس، وهي مبادرة تسعى إلى توسيع حضور الأدب العربي داخل الفضاء الأوروبي وإتاحة جسور تواصل لغوي وثقافي جديدة.
وأعلنت المتحدثة أنّ الدعوة الجديدة الخاصة بالتعاون المؤسساتي ستُفتح في مطلع 2026، وستكون مفتوحة أمام المؤسسات التونسية الراغبة في أن تكون شريكة مع مؤسسات من دولتين إلى تسع دول أوروبية مختلفة، في مشاريع تعزّز تبادل الخبرات وتطوير شبكات العمل المشترك.
إيمان عبد اللطيف
أعلن فريق «أوروبا المبدعة – تونس»، خلال ندوة صحفية انتظمت أمس الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري بمدينة الثقافة، اعتزامه تنظيم سلسلة من اللقاءات الميدانية التي تهدف إلى شرح تفاصيل البرنامج وفرصه أمام الفنانين والفاعلين الثقافيين في مختلف أنحاء البلاد. وسيزور الفريق ولايتي باجة وجندوبة يوم 16 أكتوبر، ثم الكاف وسليانة يوم 17 أكتوبر، يليه لقاء في مدنين وتطاوين يوم 22 أكتوبر، وموعد آخر في ڤابس وقبلي يوم 23 أكتوبر، ثم توزر وڤفصة يوم 24 أكتوبر، على أن يتواصل البرنامج في الڤصرين وسيدي بوزيد يوم 29 أكتوبر، والمهدية والمنستير يوم 30 أكتوبر، وبنزرت يوم 11 نوفمبر، قبل أن يختتم جولته في الحمامات يوم 13 نوفمبر بلقاء خاص يجمع فاعلين من ولايتي نابل وزغوان، ولقاء أخير يوم 14 نوفمبر في سوسة بمشاركة ممثلين عن القيروان.
هذه الجولة الوطنية تشكّل خطوة جديدة نحو تعزيز اللامركزية الثقافية وربط المبدعين في مختلف الجهات التونسية بفرص التمويل والتعاون التي يتيحها البرنامج الأوروبي الأكبر في مجال الثقافة والإبداع.
وفي سياق متصل، أكدت راضية العامري، المديرة بوزارة الشؤون الثقافية، أنّ هذا البرنامج الذي أحدثته المفوضية الأوروبية سنة 2013 ودخل حيّز التنفيذ في 2014، يُعدّ من أهم المبادرات الأوروبية الداعمة للثقافة والسمعي البصري، إذ يهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي واللغوي وحماية التراث المشترك، إلى جانب تطوير القدرة التنافسية والاقتصادية للصناعات الثقافية والإبداعية في أوروبا وخارجها.
وأضافت المتحدثة أنّ البرنامج يتكوّن من ثلاثة محاور رئيسية هي محور الثقافة، ومحور ميديا، ومحور أفقي يُعرف بـ»القطاع العابر» (Trans-sectoriel) الذي يعمل على تشجيع الابتكار والتقاطع بين الفنون والتكنولوجيا. وأوضحت أنّ الدورة الأولى من البرنامج امتدت بين 2014 و2020، في حين تغطي الدورة الحالية الفترة من 2021 إلى 2027 بميزانية تبلغ 2,44 مليار أورو، مقارنة بـ1,47 مليار أورو في النسخة السابقة، ما يعكس الرهان الأوروبي على الثقافة كقوة ناعمة ومحرك اقتصادي.
وأشارت إلى أنّ تونس التحقت بالبرنامج سنة 2017 وبدأت مشاركتها الفعلية في 2018، لتصبح البلد العربي والأفريقي الوحيد المنتمي إلى هذا الإطار الأوروبي، وهو ما يمنحها موقعًا استراتيجيًا متميزًا على مستوى البحر الأبيض المتوسّط. وتابعت العامري أنّ «أوروبا الإبداعية» تمثّل فرصة حقيقية للفاعلين الثقافيين في تونس لتعزيز قدراتهم في صياغة وإدارة المشاريع الثقافية، والمنافسة على قدم المساواة مع نظرائهم الأوروبيين، مبرزة أنّ سنة 2024 شهدت تخصيص تمويلات قاربت 300 ألف أورو لفائدة مشاريع تونسية في مجالات متنوّعة.
واعتبرت أنّ الأهم من التمويل هو ما يتيحه البرنامج من نقل للخبرة وتبادل للمعرفة، مشيرة إلى أنّ الفاعلين التونسيين باتوا أكثر تمرّسًا في التعامل مع آليات الاتحاد الأوروبي وتحدياته الإجرائية. وأضافت أنّ هذه المشاركة ليست مجرد مكسب ظرفي، بل هي جزء من تحوّل هيكلي في السياسات الثقافية التونسية نحو الانفتاح والتعاون الدولي، مؤكدة أنّ الثقافة اليوم أصبحت أحد محرّكات الدبلوماسية التونسية ومجالًا فعليًا للريادة على الصعيدين الأفريقي والعربي. من جهتها، قدّمت رئيسة مكتب «أوروبا المبدعة» في تونس هيفاء جبس، قراءة ميدانية في تجربة البلاد ضمن هذا البرنامج، مبيّنة أنّ تونس تستفيد من هذا الانخراط منذ سنة 2018، وقد تمكنت بين 2018 و2024 من تنفيذ 26 مشروع تعاون بالشراكة مع 92 مؤسسة ثقافية من 32 دولة أوروبية، من بينها هياكل عمومية وخاصة وجمعيات ثقافية.
وأضافت أنّ تونس حصلت في مارس 2025 على التمويل الجديد الذي يشمل الفترة الممتدة من جانفي 2025 إلى ديسمبر 2027، في إطار دورة جديدة تمتد على ثلاث سنوات. وأوضحت أنّ البرنامج الأوروبي الذي تشارك فيه 40 دولة يضم صنفين من الدعوات إلى الترشح: الأولى موجهة إلى الأفراد في إطار مبادرة «Culture Moves Europe»، والثانية موجهة إلى المؤسسات الثقافية.
وبيّنت المتحدثة أنّ مبادرة «Culture Moves Europe» تُعدّ من أبرز آليات دعم التنقل الفني والثقافي، إذ تتيح للفنانين والمبدعين – من مصورين ومهندسين معماريين ومصممين وراقصين وغيرهم – الترشح لإقامات فنية تمتد من ستة أيام إلى شهرين في أي من الدول المشاركة، مع تغطية مالية يومية ومنحة سفر للمسافات القصيرة أو للمسافات التي تتجاوز 5000 كيلومتر.
وأكدت أنّ البرنامج يمنح امتيازات إضافية للفنانين في وضعيات خاصة، مثل الأمهات اللواتي يرغبن في اصطحاب أطفالهن أو ذوي الإعاقة الذين يمكنهم السفر برفقة مرافق، وهو ما يعكس الجانب الإنساني في فلسفة البرنامج القائمة على تكافؤ الفرص والعدالة الثقافية.
أما بخصوص الدعوات الموجّهة إلى المؤسسات، فقد أوضحت هيفاء جبس أنّها تشمل الهياكل العمومية والخاصة والجمعيات الناشطة في المجال الثقافي، وتتيح لها إمكانية الشراكة مع نظيراتها الأوروبية لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات تشمل التراث والترجمة والفنون البصرية والمسرح والسمعي البصري. ومن بين أبرز هذه الدعوات تلك المتعلقة بترجمة الكتب والإصدارات الأدبية من العربية إلى لغات أخرى والعكس، وهي مبادرة تسعى إلى توسيع حضور الأدب العربي داخل الفضاء الأوروبي وإتاحة جسور تواصل لغوي وثقافي جديدة.
وأعلنت المتحدثة أنّ الدعوة الجديدة الخاصة بالتعاون المؤسساتي ستُفتح في مطلع 2026، وستكون مفتوحة أمام المؤسسات التونسية الراغبة في أن تكون شريكة مع مؤسسات من دولتين إلى تسع دول أوروبية مختلفة، في مشاريع تعزّز تبادل الخبرات وتطوير شبكات العمل المشترك.