-الروماتيزم أصبح يصيب فئة الشباب بسبب العادات اليومية السيئة
تستقبل الهياكل والمنظمات الصحية، العمومية والخاصة، شهر أكتوبر في تونس بأنشطة مكثفة وتظاهرات تتراوح بين التوعية، والتقصي، والمعالجة لأمراض المفاصل والعظام، باعتبار أن هذا الشهر يشمل الاحتفال بالأيام العالمية لأمراض الروماتيزم وهشاشة العظام، حيث يُوافق الأول منها يوم 12 أكتوبر، والثاني يوم 20 من الشهر ذاته من كل عام.
وفي هذا الإطار، أفادت رئيسة الجمعية التونسية لمرضى المفاصل والعظام، آمال النفزي، في تصريح لـ«الصباح»، بأن هذه الأمراض، التي تُعدّ الأكثر انتشارا بين التونسيين، تعرف ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، خصوصا في صفوف النساء. وأضافت أن الأخطر، وفق تعبيرها، هو أن فئة الشباب أصبحت في السنوات الأخيرة عرضة لهذا النوع من الأمراض الذي لم يكن في الماضي منتشرا إلا بين كبار السن.
وأرجعت النفزي الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض المفاصل والعظام بمختلف أنواعها، من روماتيزم وهشاشة العظام وتصلب العمود الفقري وغيرها، إلى العادات اليومية السيئة التي بات يمارسها التونسيون، مشيرة إلى أن تفادي هذه العادات يمكن أن يقلّص من خطر الإصابة بهذه الأمراض بنسبة تفوق 60 بالمائة.
وأكدت النفزي، في السياق ذاته، أنه لا توجد حاليا أية إشكاليات تتعلّق بتوفير الأدوية العلاجية لمختلف أنواع أمراض العظام والمفاصل في تونس، إذ إنها متوفرة بصفة منتظمة، ولم تُسجَّل أي حالات نقص، وفق إفادات المرضى. كما أشارت إلى أن هذه الأدوية تُسترجَع كلفتها بنسبة 100 بالمائة عبر منظومة «الكنام».
وبخصوص أطباء الاختصاص في هذا المجال، شددت النفزي على كفاءة الأطباء التونسيين المشهود بها عالميا، مبيّنة أنه من النادر جدا تصدير حالات مرضية إلى الخارج لعلاجها، وهو ما يعكس المستوى المتقدّم لاختصاص جراحة العظام في تونس ونجاحه الملحوظ.
وفي ظل اتساع رقعة انتشار هذه الأمراض في الآونة الأخيرة، والتي لم تعد تقتصر على الفئات العمرية المتقدمة، بل باتت تصيب الشباب وحتى الأطفال، بادرت وزارة الصحة منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري بتنظيم قوافل صحية وأيام تحسيسية بعدد من المستشفيات الجامعية والجهوية في مختلف مناطق البلاد.
وفي هذا السياق، انتظم أمس يوم توعوي مفتوح لفائدة العموم حول مرض هشاشة العظام، وذلك بقسم طب العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى، بدعم من المؤسسة الدولية لهشاشة العظام (IOF). وأوضح رئيس القسم، الدكتور أحمد الأعطر، أن هشاشة العظام تُعدّ من الأمراض الصامتة، وتصيب النساء في تونس بنسبة أكبر من الرجال، إذ تُقدّر نسبة الإصابة بين النساء فوق سنّ الـ45 بنحو 25 بالمائة، مقابل إصابة رجل واحد من بين كل سبعة رجال.
بالتوازي مع نشاط وزارة الصحة، تنظم عديد المنظمات المدنية والجمعيات الصحية تظاهرات موسّعة للتحسيس بأهمية التقصي المبكر لهذه الأمراض. وفي هذا الإطار، أبرزت رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة داء المفاصل أن الجمعية انطلقت في تنظيم حملات تحسيسية وقوافل صحية متنقلة في مختلف المناطق الداخلية للبلاد، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المصابين ومعالجتهم.
وأشارت في هذا السياق إلى الاستراتيجية الوطنية للتقصي المبكر والتكفّل بمرض هشاشة العظام، التي تم الاتفاق بشأنها مؤخرا خلال اجتماع جمع الجمعية بوزارة الصحة، بحضور وزير الصحة مصطفى الفرجاني وممثلين عن الجمعية.
وبيّنت النفزي أن من أبرز عناصر هذه الاستراتيجية إرساء سجل وطني للكسور بهدف تحسين التخطيط، دعم التكوين والبحث العلمي، تكثيف التوعية وإحداث ديبلوم جامعي في أمراض هشاشة العظام بكليات الطب لتأهيل أطباء مختصين.
وحسب الدراسات والإحصائيات الرسمية المتعلقة بأمراض المفاصل والعظام في تونس، فقد قُدّرت نسبة انتشار داء التهاب المفاصل الرثوي بنسبة 0.3 بالمائة، بينما يصيب داء تآكل الغضروف بالركبة نحو 20 بالمائة من الأشخاص فوق سن الأربعين، وتُقدّر نسبة الإصابة بتآكل غضروف الورك بـ6 بالمائة.
وفاء بن محمد
-الروماتيزم أصبح يصيب فئة الشباب بسبب العادات اليومية السيئة
تستقبل الهياكل والمنظمات الصحية، العمومية والخاصة، شهر أكتوبر في تونس بأنشطة مكثفة وتظاهرات تتراوح بين التوعية، والتقصي، والمعالجة لأمراض المفاصل والعظام، باعتبار أن هذا الشهر يشمل الاحتفال بالأيام العالمية لأمراض الروماتيزم وهشاشة العظام، حيث يُوافق الأول منها يوم 12 أكتوبر، والثاني يوم 20 من الشهر ذاته من كل عام.
وفي هذا الإطار، أفادت رئيسة الجمعية التونسية لمرضى المفاصل والعظام، آمال النفزي، في تصريح لـ«الصباح»، بأن هذه الأمراض، التي تُعدّ الأكثر انتشارا بين التونسيين، تعرف ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، خصوصا في صفوف النساء. وأضافت أن الأخطر، وفق تعبيرها، هو أن فئة الشباب أصبحت في السنوات الأخيرة عرضة لهذا النوع من الأمراض الذي لم يكن في الماضي منتشرا إلا بين كبار السن.
وأرجعت النفزي الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض المفاصل والعظام بمختلف أنواعها، من روماتيزم وهشاشة العظام وتصلب العمود الفقري وغيرها، إلى العادات اليومية السيئة التي بات يمارسها التونسيون، مشيرة إلى أن تفادي هذه العادات يمكن أن يقلّص من خطر الإصابة بهذه الأمراض بنسبة تفوق 60 بالمائة.
وأكدت النفزي، في السياق ذاته، أنه لا توجد حاليا أية إشكاليات تتعلّق بتوفير الأدوية العلاجية لمختلف أنواع أمراض العظام والمفاصل في تونس، إذ إنها متوفرة بصفة منتظمة، ولم تُسجَّل أي حالات نقص، وفق إفادات المرضى. كما أشارت إلى أن هذه الأدوية تُسترجَع كلفتها بنسبة 100 بالمائة عبر منظومة «الكنام».
وبخصوص أطباء الاختصاص في هذا المجال، شددت النفزي على كفاءة الأطباء التونسيين المشهود بها عالميا، مبيّنة أنه من النادر جدا تصدير حالات مرضية إلى الخارج لعلاجها، وهو ما يعكس المستوى المتقدّم لاختصاص جراحة العظام في تونس ونجاحه الملحوظ.
وفي ظل اتساع رقعة انتشار هذه الأمراض في الآونة الأخيرة، والتي لم تعد تقتصر على الفئات العمرية المتقدمة، بل باتت تصيب الشباب وحتى الأطفال، بادرت وزارة الصحة منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري بتنظيم قوافل صحية وأيام تحسيسية بعدد من المستشفيات الجامعية والجهوية في مختلف مناطق البلاد.
وفي هذا السياق، انتظم أمس يوم توعوي مفتوح لفائدة العموم حول مرض هشاشة العظام، وذلك بقسم طب العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى، بدعم من المؤسسة الدولية لهشاشة العظام (IOF). وأوضح رئيس القسم، الدكتور أحمد الأعطر، أن هشاشة العظام تُعدّ من الأمراض الصامتة، وتصيب النساء في تونس بنسبة أكبر من الرجال، إذ تُقدّر نسبة الإصابة بين النساء فوق سنّ الـ45 بنحو 25 بالمائة، مقابل إصابة رجل واحد من بين كل سبعة رجال.
بالتوازي مع نشاط وزارة الصحة، تنظم عديد المنظمات المدنية والجمعيات الصحية تظاهرات موسّعة للتحسيس بأهمية التقصي المبكر لهذه الأمراض. وفي هذا الإطار، أبرزت رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة داء المفاصل أن الجمعية انطلقت في تنظيم حملات تحسيسية وقوافل صحية متنقلة في مختلف المناطق الداخلية للبلاد، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المصابين ومعالجتهم.
وأشارت في هذا السياق إلى الاستراتيجية الوطنية للتقصي المبكر والتكفّل بمرض هشاشة العظام، التي تم الاتفاق بشأنها مؤخرا خلال اجتماع جمع الجمعية بوزارة الصحة، بحضور وزير الصحة مصطفى الفرجاني وممثلين عن الجمعية.
وبيّنت النفزي أن من أبرز عناصر هذه الاستراتيجية إرساء سجل وطني للكسور بهدف تحسين التخطيط، دعم التكوين والبحث العلمي، تكثيف التوعية وإحداث ديبلوم جامعي في أمراض هشاشة العظام بكليات الطب لتأهيل أطباء مختصين.
وحسب الدراسات والإحصائيات الرسمية المتعلقة بأمراض المفاصل والعظام في تونس، فقد قُدّرت نسبة انتشار داء التهاب المفاصل الرثوي بنسبة 0.3 بالمائة، بينما يصيب داء تآكل الغضروف بالركبة نحو 20 بالمائة من الأشخاص فوق سن الأربعين، وتُقدّر نسبة الإصابة بتآكل غضروف الورك بـ6 بالمائة.