إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

انطلاق أكتوبر الوردي بفعاليات متنوّعة.. تعزيز خطط للحدّ من انتشار سرطان الثدي

- أكثر من 4 آلاف حالة يتم اكتشافها سنويًا في تونس

- تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للحد من انتشار المرض

انطلقت، أمس، تزامنًا مع الاحتفالات بشهر أكتوبر الوردي، التظاهرات والفعاليات الوطنية الخاصة بمكافحة سرطان الثدي، والتي تنخرط فيها الدولة مع عديد منظمات المجتمع المدني وهياكل قطاع الصحة العمومية والخاصة المتداخلة في هذا المجال، من خلال حزمة من الخطط والمشاريع وتوفير التمويلات اللازمة من أجل التقليص من تفشي هذا المرض، الأكثر انتشارًا في صفوف نساء تونس، مع تسجيل أكثر من 4000 حالة جديدة سنويًا.

ومن أبرز التظاهرات التي تستقطب سنويا مشاركين من داخل تونس وخارجها، يُعدّ المؤتمر الدولي للأورام المعاصرة ICCO 2025، الذي سيُعقد في تونس العاصمة من 3 إلى 5 أكتوبر 2025، من أهم هذه الفعاليات الإقليمية والدولية، حسب ما أفادت به في تصريح لـ«الصباح» نائبة رئيس جمعية «نوران»، حنان المحيرصي.

وبيّنت أن هذا الحدث يُعدّ محفزا حقيقيا للتقدم العلاجي وتعزيز التعاون بين القارات، وتقوية القدرات في مجال علم الأورام في البلدان الناشئة، مضيفة أن هذه التظاهرة تُعدّ من بين الفعاليات النادرة في شمال إفريقيا التي تجمع قادة وخبراء دوليين وإقليميين في مجال الأورام.

وحول أبرز المحاور والأولويات التي سيتم معالجتها، ذكرت المسؤولة أن مسألة التطورات العلاجية الحديثة، خاصة في مجالات العلاج المناعي، والأجسام المضادة المقرونة، والعلاجات الموجّهة، ستكون من أهم المواضيع المطروحة في المؤتمر، فضلًا عن استعمالات الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج المرض، والطب الدقيق، وآليات الاكتشاف المبكر واعتراض السرطانات، وفق تصريح المحيرصي.

وبنفس درجة أهمية هذا المؤتمر، تعمل بقية منظمات المجتمع المدني على تنظيم سلسلة من الفعاليات طيلة شهر أكتوبر، دعمًا لجهود الدولة في هذا المجال، حيث انطلقت عدد من هياكلها، على غرار مراكز رعاية الأم والطفل التابعة لوزارة الصحة، منذ يوم أمس الموافق لأول أيام شهر أكتوبر الوردي، في تنظيم تظاهرات جهوية بمناطق البلاد الداخلية، من أجل مزيد التحسيس بأهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي لدى نساء تلك المناطق.

كما يُعدّ الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري من بين أولى المؤسسات الوطنية التي تنظم سلسلة من الفعاليات في هذا الاتجاه، من خلال جميع المندوبيات التابعة له، عبر إطلاق حملات توعوية وتحسيسية في شكل قوافل وأيام مفتوحة، تتجاوز من خلالها المجهودات مسألة التوعية، نحو التشخيص والعلاج، ومساندة المرضى في بداية رحلة العلاج.

وبالعودة إلى واقع مرض سرطان الثدي في تونس، فإن الأرقام الرسمية والإحصائيات الأخيرة تؤكد أن هذا الصنف من الأورام السرطانية يتصدر قائمة الأمراض المُكتشفة سنويًا، حيث كشفت الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان الثدي عن تسجيل ارتفاع متواصل في الإصابات بسرطان الثدي في صفوف النساء من مختلف الشرائح العمرية، حيث بلغت 4300 إصابة جديدة تم اكتشافها خلال سنة 2024.

وفي ما يخص استراتيجية الدولة في هذا المجال، فإن تونس تعتمد في علاج حالات سرطان الثدي على الجراحة، والأشعة، والعلاج الكيميائي، كما يتم اللجوء إلى العلاج الهرموني والمناعي في بعض الحالات.

بالمقابل، تُساهم منظمات المجتمع المدني في الدعم النفسي للمصابات، بما يساعدهن على تقبّل التغيرات الجسدية التي تطرأ عليهن أثناء فترة العلاج، وتقبّل المرض، وذلك من خلال حملات توعوية وتحسيسية مكثفة على مدار السنة.

وتعود الخطة الوطنية للدولة إلى سنوات طويلة، وكانت آخرها التي تم تفعيلها منذ سنة 2021، أو ما يُعرف بـ»الخطة الرابعة في مكافحة مرض السرطان»، والتي تستمر إلى غاية سنة 2030. وقد استندت، حسب الأرقام والتجارب، إلى النتائج المُحقّقة في الخطط الثلاث السابقة، بفضل الكفاءات الطبية وشبه الطبية في هذا المجال.

وفاء بن محمد

انطلاق أكتوبر الوردي بفعاليات متنوّعة..   تعزيز خطط للحدّ من انتشار سرطان الثدي

- أكثر من 4 آلاف حالة يتم اكتشافها سنويًا في تونس

- تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للحد من انتشار المرض

انطلقت، أمس، تزامنًا مع الاحتفالات بشهر أكتوبر الوردي، التظاهرات والفعاليات الوطنية الخاصة بمكافحة سرطان الثدي، والتي تنخرط فيها الدولة مع عديد منظمات المجتمع المدني وهياكل قطاع الصحة العمومية والخاصة المتداخلة في هذا المجال، من خلال حزمة من الخطط والمشاريع وتوفير التمويلات اللازمة من أجل التقليص من تفشي هذا المرض، الأكثر انتشارًا في صفوف نساء تونس، مع تسجيل أكثر من 4000 حالة جديدة سنويًا.

ومن أبرز التظاهرات التي تستقطب سنويا مشاركين من داخل تونس وخارجها، يُعدّ المؤتمر الدولي للأورام المعاصرة ICCO 2025، الذي سيُعقد في تونس العاصمة من 3 إلى 5 أكتوبر 2025، من أهم هذه الفعاليات الإقليمية والدولية، حسب ما أفادت به في تصريح لـ«الصباح» نائبة رئيس جمعية «نوران»، حنان المحيرصي.

وبيّنت أن هذا الحدث يُعدّ محفزا حقيقيا للتقدم العلاجي وتعزيز التعاون بين القارات، وتقوية القدرات في مجال علم الأورام في البلدان الناشئة، مضيفة أن هذه التظاهرة تُعدّ من بين الفعاليات النادرة في شمال إفريقيا التي تجمع قادة وخبراء دوليين وإقليميين في مجال الأورام.

وحول أبرز المحاور والأولويات التي سيتم معالجتها، ذكرت المسؤولة أن مسألة التطورات العلاجية الحديثة، خاصة في مجالات العلاج المناعي، والأجسام المضادة المقرونة، والعلاجات الموجّهة، ستكون من أهم المواضيع المطروحة في المؤتمر، فضلًا عن استعمالات الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج المرض، والطب الدقيق، وآليات الاكتشاف المبكر واعتراض السرطانات، وفق تصريح المحيرصي.

وبنفس درجة أهمية هذا المؤتمر، تعمل بقية منظمات المجتمع المدني على تنظيم سلسلة من الفعاليات طيلة شهر أكتوبر، دعمًا لجهود الدولة في هذا المجال، حيث انطلقت عدد من هياكلها، على غرار مراكز رعاية الأم والطفل التابعة لوزارة الصحة، منذ يوم أمس الموافق لأول أيام شهر أكتوبر الوردي، في تنظيم تظاهرات جهوية بمناطق البلاد الداخلية، من أجل مزيد التحسيس بأهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي لدى نساء تلك المناطق.

كما يُعدّ الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري من بين أولى المؤسسات الوطنية التي تنظم سلسلة من الفعاليات في هذا الاتجاه، من خلال جميع المندوبيات التابعة له، عبر إطلاق حملات توعوية وتحسيسية في شكل قوافل وأيام مفتوحة، تتجاوز من خلالها المجهودات مسألة التوعية، نحو التشخيص والعلاج، ومساندة المرضى في بداية رحلة العلاج.

وبالعودة إلى واقع مرض سرطان الثدي في تونس، فإن الأرقام الرسمية والإحصائيات الأخيرة تؤكد أن هذا الصنف من الأورام السرطانية يتصدر قائمة الأمراض المُكتشفة سنويًا، حيث كشفت الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان الثدي عن تسجيل ارتفاع متواصل في الإصابات بسرطان الثدي في صفوف النساء من مختلف الشرائح العمرية، حيث بلغت 4300 إصابة جديدة تم اكتشافها خلال سنة 2024.

وفي ما يخص استراتيجية الدولة في هذا المجال، فإن تونس تعتمد في علاج حالات سرطان الثدي على الجراحة، والأشعة، والعلاج الكيميائي، كما يتم اللجوء إلى العلاج الهرموني والمناعي في بعض الحالات.

بالمقابل، تُساهم منظمات المجتمع المدني في الدعم النفسي للمصابات، بما يساعدهن على تقبّل التغيرات الجسدية التي تطرأ عليهن أثناء فترة العلاج، وتقبّل المرض، وذلك من خلال حملات توعوية وتحسيسية مكثفة على مدار السنة.

وتعود الخطة الوطنية للدولة إلى سنوات طويلة، وكانت آخرها التي تم تفعيلها منذ سنة 2021، أو ما يُعرف بـ»الخطة الرابعة في مكافحة مرض السرطان»، والتي تستمر إلى غاية سنة 2030. وقد استندت، حسب الأرقام والتجارب، إلى النتائج المُحقّقة في الخطط الثلاث السابقة، بفضل الكفاءات الطبية وشبه الطبية في هذا المجال.

وفاء بن محمد