هل كان الفيلم محبطا نوعا ما في مواجهة مخيالنا عن «برج الرومي»؟
من الضروري اليوم فتح ورقات التاريخ المعاصر عبر مقاربات سينمائية مغايرة..
الممثل شوقي خوجة أجاد الإمساك بتفاصيل الشخصية الرئيسية وجسد صراع القيم والرغبات والآمال والأوجاع.
بغداد - الصباح – نجلاء قموع
لا يمكن للسينما أن تكون معنية بالتأريخ حتى لو كانت وثائقية، فالبعد التخييلي لصانع الأفلام وتوظيفه لتقنيات سمعية بصرية في خيارات التصوير والمونتاج وغيرها من عمليات المنجز السينمائي الإبداعي، تفرض ضرورة أن يكون العمل محاكاة للواقع من وجهة نظر صاحبه. نخط هذه العبارات بعد مشاهدتنا لفيلم «برج الرومي» للسينمائي والمسرحي المنصف ذويب، وذلك على هامش مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي، والذي تعقد دورته الثانية من 15 إلى 21 سبتمبر الحالي.
في اعتقادنا كان من المهم أن يعود المنصف ذويب للسينما، فهذا المخرج صاحب تجربة ثرية تمازجت في جوهرها فنون المسرح والتلفزيون والسينما، حاملا لرؤية فنية قد يختلف الكثيرون معه في مضمونها ورسائلها، ومع ذلك تظل خيارا فنيا وفكريا جادا في لغته السينمائية.
«برج الرومي» للمنصف ذويب لم يغص عميقا في خبايا نفوس السجناء السياسيين في سبعينات القرن الماضي ببلادنا، ولعل ورقات أدب السجون كانت من منظورنا أكثر تعبيرا عن أهوال «برج الرومي»، وهي ملهمة وعميقة وحميمية لدرجة مرعبة («الحبس كذاب والحي يروح» لفتحي بالحاج يحيى، «احباب الله» لكمال الشارني، و»برج الرومي» لسمير ساسي).
السردية البصرية لحياة اليساريين والحركة الشيوعية في سجون «بورقيبة» وغيرهم من سجناء الرأي رواية مغرية لصناع الأفلام. وفي اعتقادنا كان المنصف ذويب يملك من الشجاعة الكثير لتنفيذ عمل سينمائي عن شخصيات من حركة «برسبكتيف» وغيرها من أبناء الشيوعية في السبعينات، رغم قلة الإمكانيات المادية لإنجاز عمل عن هذه الحقبة، ولعل الجانب الذاتي كان دافعه بعد معايشته، وهو تلميذ، لأحداث 1972.
فهل كان الفيلم محبطا نوعا ما في مواجهة مخيالنا عن «برج الرومي»؟ وهل يمكن اتهام المنصف ذويب بعدم إنصاف اليساريين خاصة وأن مقدمة فيلمه تعلن صراحة أن «العمل مستوحى من كتاب «نظارات أمي» للمناضل اليساري والحقوقي عز الدين الحزقي»؟ حقيقة، وعلى مستوى بعض من رسائل العمل وتناوله لتجربة السجناء السياسيين وإطلاعنا على تجربة مخرج «سلطان المدينة» الذاتية والفنية، انتظرنا عملا أكثر جرأة في طرحه لقضايا التعذيب، الصراعات النفسية والعلاقات المتشعبة بين أبناء الشيوعية من نخبة مثقفة و»عماليين» وهم قابعون في زنزانة واحدة. ومع ذلك لا يمكننا محاكمة مخرج ورؤيته الفنية والفكرية، فالحاجة اليوم لمثل هذه الأعمال السينمائية الباحثة في ذاكرتنا وحقبات مفصلية في تاريخنا من المهم معالجتها فنيا، ويحسب للمنصف ذويب إقدامه على هذه الخطوة.
في «برج الرومي» رسم المنصف ذويب شخوصا أشبه بواقعه الخاص، ربما عايش بعضهم. فلا ينسج حولهم البطولات والقدرات الخارقة على المواجهة، يظهر جانبا كبيرا من ضعفهم تجاه عائلاتهم، أحبابهم ورغباتهم. هم نمطيون أحيانا وساخرون من الحياة أحيانا أخرى، لم تُفقد أرواحهم داخل دهاليز السجن، ولعلها الفكرة التي تماهت مع كتاب عز الدين الحزقي.. تظل الروح التونسية تنبض بالحياة رغم التعذيب والتنكيل.
لم يغفل المنصف ذويب عن دور المرأة في حياة السجناء السياسيين (أم، أخت، حبيبة وحتى الجارة العطوف في غياب الأم) أو دور السجان في هذه الأحداث المؤلمة. نسج ملامحهم بين القسوة والمحبة المغلفة بعبارات الشتم والسب والعنف.
في أحد المشاهد يعبر الشاب اليافع «رضا» (الممثل إيهاب بويحيا) يوم خروجه من السجن لسجانه عن محبته واشتياقه له بعد مغادرته السجن كما سيشتاق لرفاقه، فيرد سجانه (جمال المدني) برفض قاطع لمحبته، مشيرا إلى تسمية ابن ابنته «رضا».
هذه كانت رؤية المنصف ذويب لعلاقة السجين السياسي والسجان، ولحقبة مفصلية في تاريخ تونس الحديث، في فيلمه «برج الرومي» والذي كان عرضه الأول بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية، وشارك في مسابقة أيام قرطاج السينمائية 2024.
فيلم تقوم فكرته الأساسية حول «حسين»، المناضل العمالي الذي يوافق على كتابة رسالة اعتذار لرئيس الدولة ويغادر السجن مقابل رفض رفاقه الاعتذار. «حسين» (الممثل شوقي خوجة) يروي جانبا من الحكاية أو الحقيقة كما يراها، وقد أجاد شوقي خوجة الإمساك بتفاصيل الشخصية وجسد صراع القيم والرغبات، الآمال والأوجاع في نظراته وحركاته، متمكنا في أدائه. وكان للجانب الذاتي وعمق معرفة الممثل لعالم اليساريين وبحثه الدائم على مستوى عمله على الشخصيات وتطويرها دور كبير في تميزه أمام كاميرا المنصف ذويب. كما كان أداء المخرج إبراهيم لطيف في الفيلم لافتا، وجسد الشخصية بسلاسة وتمكنا، مانحا الدور لمسة من الفكاهة والسخرية المدروسة. كما منحت الكاميرا جاذبية خاصة لإيهاب بويحيا، على غرار أغلب تجاربه السينمائية، حيث يتقدم هذا الممثل الشاب بخطى ثابتة. هنا نتساءل: أين دور المنصف ذويب المخرج المسرحي في إدارة أبطال فيلمه؟ فمعظم الممثلين في العمل من أبناء الركح ويملكون من تقنيات الأداء الكثير، فلماذا لم توظف هذه القدرات جيدا في العمل، وعكست المشاهد هنات واضحة على مستوى الأداء؟
«برج الرومي» الرواية السينمائية لم تنصف حركة اليسار من منظورنا، ومع ذلك لم تخل مشاهدتنا للعمل من لحظات الاستمتاع ببصمة المنصف ذويب الفنية. فجماليات الصورة وحرفيته في التعامل مع فن الإضاءة ترجمت في مشاهد تراوحت بين قتامة الزنزانة وشعاع الشمس المتسلل عبر الأسلاك المقيدة لفضاء استراحة السجناء، وبين بيت «حسين» المظلم والغارق في حزنه ونور الشمس الساطع خارج أسوار بيته، وروحه المنكسرة مع صراخات التونسيين في الشارع مع إعلان إضراب اتحاد الشغل في 26 جانفي سنة 1978 والمعروف بـ «الخميس الأسود».
في بداية الفيلم يقول إبراهيم (عبد الحميد بوشناق): «مسجونون لأننا نحلم بتونس حرة». وفي المشاهد الأخيرة يغادر «حسين» (شوقي خوجة) بيته حافي القدمين، تاركا حبيبته التي يضحي بكل شيء لأجلها، ملتحقا بصفوف المتظاهرين في الشارع. في ذاك اليوم سقط 52 قتيلا حسب الرواية الرسمية للسلطات، وحسب فيلم «برج الرومي»، أما غيرها من الروايات فتؤكد أن عدد الضحايا تجاوز 400 شخص.
«برج الرومي» للمنصف ذويب اختار الأمل للوطن، وعز الدين الحزقي ينبض أملا عبر نضالاته لعقود. اختلف الاثنان بعد طرح الفيلم ورفض صاحب «نظارات أمي» مقترح ذويب السينمائي، فمن وجهة نظره شوه الفيلم تاريخ اليسار. ومع ذلك، هذا التعاون بين الحزقي وذويب في فيلم «برج الرومي» فتح الباب للنقاش حول ضرورة إنجاز أعمال سينمائية تروي ورقات من تاريخنا المنسي بين زوايا الذاكرة.
«برج الرومي» للمنصف ذويب من بطولة شوقي خوجة، عبد الحميد بوشناق، جمال المداني، حسام الغريبي، إيهاب بويحيا، فاطمة بن سعيدان، مروان العريان، اسكندر الذويب، بلال سليم، طلال أيوب، علي الجزيري، عزيز الجبالي، بهرام علوي، هيلين كاتزاراس، نور الهاجري، المخرج إبراهيم لطيف، حمادي الوهايبي، ومشاركة خاصة لناجية الورغي.
هل كان الفيلم محبطا نوعا ما في مواجهة مخيالنا عن «برج الرومي»؟
من الضروري اليوم فتح ورقات التاريخ المعاصر عبر مقاربات سينمائية مغايرة..
الممثل شوقي خوجة أجاد الإمساك بتفاصيل الشخصية الرئيسية وجسد صراع القيم والرغبات والآمال والأوجاع.
بغداد - الصباح – نجلاء قموع
لا يمكن للسينما أن تكون معنية بالتأريخ حتى لو كانت وثائقية، فالبعد التخييلي لصانع الأفلام وتوظيفه لتقنيات سمعية بصرية في خيارات التصوير والمونتاج وغيرها من عمليات المنجز السينمائي الإبداعي، تفرض ضرورة أن يكون العمل محاكاة للواقع من وجهة نظر صاحبه. نخط هذه العبارات بعد مشاهدتنا لفيلم «برج الرومي» للسينمائي والمسرحي المنصف ذويب، وذلك على هامش مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي، والذي تعقد دورته الثانية من 15 إلى 21 سبتمبر الحالي.
في اعتقادنا كان من المهم أن يعود المنصف ذويب للسينما، فهذا المخرج صاحب تجربة ثرية تمازجت في جوهرها فنون المسرح والتلفزيون والسينما، حاملا لرؤية فنية قد يختلف الكثيرون معه في مضمونها ورسائلها، ومع ذلك تظل خيارا فنيا وفكريا جادا في لغته السينمائية.
«برج الرومي» للمنصف ذويب لم يغص عميقا في خبايا نفوس السجناء السياسيين في سبعينات القرن الماضي ببلادنا، ولعل ورقات أدب السجون كانت من منظورنا أكثر تعبيرا عن أهوال «برج الرومي»، وهي ملهمة وعميقة وحميمية لدرجة مرعبة («الحبس كذاب والحي يروح» لفتحي بالحاج يحيى، «احباب الله» لكمال الشارني، و»برج الرومي» لسمير ساسي).
السردية البصرية لحياة اليساريين والحركة الشيوعية في سجون «بورقيبة» وغيرهم من سجناء الرأي رواية مغرية لصناع الأفلام. وفي اعتقادنا كان المنصف ذويب يملك من الشجاعة الكثير لتنفيذ عمل سينمائي عن شخصيات من حركة «برسبكتيف» وغيرها من أبناء الشيوعية في السبعينات، رغم قلة الإمكانيات المادية لإنجاز عمل عن هذه الحقبة، ولعل الجانب الذاتي كان دافعه بعد معايشته، وهو تلميذ، لأحداث 1972.
فهل كان الفيلم محبطا نوعا ما في مواجهة مخيالنا عن «برج الرومي»؟ وهل يمكن اتهام المنصف ذويب بعدم إنصاف اليساريين خاصة وأن مقدمة فيلمه تعلن صراحة أن «العمل مستوحى من كتاب «نظارات أمي» للمناضل اليساري والحقوقي عز الدين الحزقي»؟ حقيقة، وعلى مستوى بعض من رسائل العمل وتناوله لتجربة السجناء السياسيين وإطلاعنا على تجربة مخرج «سلطان المدينة» الذاتية والفنية، انتظرنا عملا أكثر جرأة في طرحه لقضايا التعذيب، الصراعات النفسية والعلاقات المتشعبة بين أبناء الشيوعية من نخبة مثقفة و»عماليين» وهم قابعون في زنزانة واحدة. ومع ذلك لا يمكننا محاكمة مخرج ورؤيته الفنية والفكرية، فالحاجة اليوم لمثل هذه الأعمال السينمائية الباحثة في ذاكرتنا وحقبات مفصلية في تاريخنا من المهم معالجتها فنيا، ويحسب للمنصف ذويب إقدامه على هذه الخطوة.
في «برج الرومي» رسم المنصف ذويب شخوصا أشبه بواقعه الخاص، ربما عايش بعضهم. فلا ينسج حولهم البطولات والقدرات الخارقة على المواجهة، يظهر جانبا كبيرا من ضعفهم تجاه عائلاتهم، أحبابهم ورغباتهم. هم نمطيون أحيانا وساخرون من الحياة أحيانا أخرى، لم تُفقد أرواحهم داخل دهاليز السجن، ولعلها الفكرة التي تماهت مع كتاب عز الدين الحزقي.. تظل الروح التونسية تنبض بالحياة رغم التعذيب والتنكيل.
لم يغفل المنصف ذويب عن دور المرأة في حياة السجناء السياسيين (أم، أخت، حبيبة وحتى الجارة العطوف في غياب الأم) أو دور السجان في هذه الأحداث المؤلمة. نسج ملامحهم بين القسوة والمحبة المغلفة بعبارات الشتم والسب والعنف.
في أحد المشاهد يعبر الشاب اليافع «رضا» (الممثل إيهاب بويحيا) يوم خروجه من السجن لسجانه عن محبته واشتياقه له بعد مغادرته السجن كما سيشتاق لرفاقه، فيرد سجانه (جمال المدني) برفض قاطع لمحبته، مشيرا إلى تسمية ابن ابنته «رضا».
هذه كانت رؤية المنصف ذويب لعلاقة السجين السياسي والسجان، ولحقبة مفصلية في تاريخ تونس الحديث، في فيلمه «برج الرومي» والذي كان عرضه الأول بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية، وشارك في مسابقة أيام قرطاج السينمائية 2024.
فيلم تقوم فكرته الأساسية حول «حسين»، المناضل العمالي الذي يوافق على كتابة رسالة اعتذار لرئيس الدولة ويغادر السجن مقابل رفض رفاقه الاعتذار. «حسين» (الممثل شوقي خوجة) يروي جانبا من الحكاية أو الحقيقة كما يراها، وقد أجاد شوقي خوجة الإمساك بتفاصيل الشخصية وجسد صراع القيم والرغبات، الآمال والأوجاع في نظراته وحركاته، متمكنا في أدائه. وكان للجانب الذاتي وعمق معرفة الممثل لعالم اليساريين وبحثه الدائم على مستوى عمله على الشخصيات وتطويرها دور كبير في تميزه أمام كاميرا المنصف ذويب. كما كان أداء المخرج إبراهيم لطيف في الفيلم لافتا، وجسد الشخصية بسلاسة وتمكنا، مانحا الدور لمسة من الفكاهة والسخرية المدروسة. كما منحت الكاميرا جاذبية خاصة لإيهاب بويحيا، على غرار أغلب تجاربه السينمائية، حيث يتقدم هذا الممثل الشاب بخطى ثابتة. هنا نتساءل: أين دور المنصف ذويب المخرج المسرحي في إدارة أبطال فيلمه؟ فمعظم الممثلين في العمل من أبناء الركح ويملكون من تقنيات الأداء الكثير، فلماذا لم توظف هذه القدرات جيدا في العمل، وعكست المشاهد هنات واضحة على مستوى الأداء؟
«برج الرومي» الرواية السينمائية لم تنصف حركة اليسار من منظورنا، ومع ذلك لم تخل مشاهدتنا للعمل من لحظات الاستمتاع ببصمة المنصف ذويب الفنية. فجماليات الصورة وحرفيته في التعامل مع فن الإضاءة ترجمت في مشاهد تراوحت بين قتامة الزنزانة وشعاع الشمس المتسلل عبر الأسلاك المقيدة لفضاء استراحة السجناء، وبين بيت «حسين» المظلم والغارق في حزنه ونور الشمس الساطع خارج أسوار بيته، وروحه المنكسرة مع صراخات التونسيين في الشارع مع إعلان إضراب اتحاد الشغل في 26 جانفي سنة 1978 والمعروف بـ «الخميس الأسود».
في بداية الفيلم يقول إبراهيم (عبد الحميد بوشناق): «مسجونون لأننا نحلم بتونس حرة». وفي المشاهد الأخيرة يغادر «حسين» (شوقي خوجة) بيته حافي القدمين، تاركا حبيبته التي يضحي بكل شيء لأجلها، ملتحقا بصفوف المتظاهرين في الشارع. في ذاك اليوم سقط 52 قتيلا حسب الرواية الرسمية للسلطات، وحسب فيلم «برج الرومي»، أما غيرها من الروايات فتؤكد أن عدد الضحايا تجاوز 400 شخص.
«برج الرومي» للمنصف ذويب اختار الأمل للوطن، وعز الدين الحزقي ينبض أملا عبر نضالاته لعقود. اختلف الاثنان بعد طرح الفيلم ورفض صاحب «نظارات أمي» مقترح ذويب السينمائي، فمن وجهة نظره شوه الفيلم تاريخ اليسار. ومع ذلك، هذا التعاون بين الحزقي وذويب في فيلم «برج الرومي» فتح الباب للنقاش حول ضرورة إنجاز أعمال سينمائية تروي ورقات من تاريخنا المنسي بين زوايا الذاكرة.
«برج الرومي» للمنصف ذويب من بطولة شوقي خوجة، عبد الحميد بوشناق، جمال المداني، حسام الغريبي، إيهاب بويحيا، فاطمة بن سعيدان، مروان العريان، اسكندر الذويب، بلال سليم، طلال أيوب، علي الجزيري، عزيز الجبالي، بهرام علوي، هيلين كاتزاراس، نور الهاجري، المخرج إبراهيم لطيف، حمادي الوهايبي، ومشاركة خاصة لناجية الورغي.