يشهد الطب البديل اليوم انتشارًا واسعًا في الشرق والغرب، ويُعدّ الطب الصيني التقليدي من أبرز فروع هذا التخصص، وقد تجاوز حدوده الأصلية في الصين ليجد طريقه إلى العديد من دول العالم، بفضل اعتماده على أساليب ومهارات طبية تقليدية، أساسها الوخز بالإبر والأعشاب الطبية، بعيدا عن المواد الكيميائية التي، وإن كانت تؤدي إلى شفاء سريع، فإن أعراضها الجانبية قد تكون خطيرة، بل وقد تترك في الجسم سموما قد تتسبب لاحقا في أمراض أخرى.
أما الطب البديل، فيقوم على قاعدة أساسية مفادها: «إن لم يُشفِ، فلن يُضر.»
وفي السنوات الأخيرة، بات الطب البديل يحظى بانتشار لافت في تونس، خاصة الطب الصيني التقليدي، الذي يُمارَس تحت إشراف طبي كامل.
وفي هذا الإطار، أشرف وزير الصحة مصطفى الفرجاني، أول أمس، على تدشين أول مركز وطني للتكوين في مجال الطب الصيني التقليدي، أحدث بالشراكة بين كلية الطب بتونس وجامعة صينية، وذلك داخل المستشفى الجامعي المنجي سليم، أحد أهم المستشفيات الجامعية في تونس، والذي يضم 27 قسما، ويستقبل سنويًا أكثر من 50 ألف مريض، خاصة من تونس الكبرى وولايات الشمال الغربي.
ويُعتبر مستشفى المنجي سليم مركزا عريقا ومتقدما في مجال الطب الصيني التقليدي، إلى جانب اختصاصاته الأخرى كالحالات الاستعجالية والإنعاش. وسيُوفر المركز الجديد للطب الصيني فضاءً لتطبيق الدروس النظرية التي تُدرّس بكلية الطب في تونس، كما سيكون وجهة لأطباء الجمهورية لتطوير مهاراتهم والانفتاح على أحدث تقنيات الطب البديل، مثل علاج الوخز بالإبر، الذي أصبح يحظى بانتشار عالمي، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أنه يُساعد في التخفيف من آلام متنوعة، خاصة لدى المرضى الذين لا تسمح حالتهم بتناول أدوية تقليدية.
وسيسمح المركز كذلك باستقبال فرق طبية مختصة سنويًا، تعمل جنبًا إلى جنب مع الأطباء التونسيين، بما يُساهم في تطوير الكفاءات والخبرات الطبية الوطنية في مجالات مختلفة.
الطب الصيني التقليدي
مركز العلاج بالطب الصيني التقليدي لا يُمثّل أول تعاون طبي بين تونس والصين، إذ راكمت علاقات التعاون بين البلدين تجارب مهمة على مدى الثلاثين سنة الماضية. ففي سنة 1994، أسست مقاطعة جيانغشي الصينية مركزًا للعلاج بالوخز بالإبر في مستشفى المنجي سليم، والذي يُعتبر أول مركز من نوعه في العالم العربي، وقد تحوّل لاحقًا في سنة 2004 إلى مركز متخصص في الطب الصيني والوخز بالإبر.
ويُعدّ هذا المركز الطبي، إلى اليوم، الوحيد في إفريقيا الذي يجمع بين التشخيص والعلاج السريري وتدريس الوخز بالإبر، وقد قام بتكوين العشرات من الأطباء التونسيين.
واليوم، تطوّرت هذه الشراكة لتشمل كلية الطب بتونس، عبر تدشين مركز جديد يضم تقنيات أكثر تطورًا، ويعكس عمق الشراكة التونسية الصينية في مجال الطب الصيني التقليدي.
وفي السنوات الأخيرة، اكتسب الطب الصيني التقليدي اهتمامًا متزايدًا في العالم العربي، من خلال ممارسات مثل الوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب، إذ تقدم بعض العيادات المختصة هذه العلاجات لمجموعة من الحالات مثل: الصداع، وآلام الظهر، والقلق، وأمراض مزمنة أخرى.
ورغم أن بعض المختصين الغربيين لا يزالون يشككون في فعالية هذه العلاجات ويعتبرون أنها تحتاج إلى مزيد من الأدلة العلمية القاطعة، إلا أن هذه الممارسات العلاجية، ورغم كونها غالبا آمنة، فإن نجاحها يبقى مشروطا بكونها تُمارس من قبل أشخاص مؤهلين وذوي خبرة، خصوصا في مجال الوخز بالإبر، الذي يعتمد على إدخال إبر دقيقة في نقاط معينة من الجسم لتحقيق التوازن في تدفق الطاقة والدم.
وتُستخدم هذه التقنية في علاج عدة أنواع من الآلام، مثل: آلام الظهر، والعضلات، والصداع النصفي، وبعض الأمراض المزمنة، وهي تتطلب دقة عالية في تحديد نقاط الإدخال وعمق الوخز.
لذا، يتطلب هذا العلاج دراسة متخصصة ومهارات علاجية دقيقة، وهو ما يسعى مركز مستشفى المنجي سليم إلى تعليمه لطلبة كلية الطب والأطباء الراغبين في اكتسابه، إذ أن أي ممارسة خاطئة قد تُفضي إلى مضاعفات خطيرة.
وبالإضافة إلى الوخز بالإبر، يُستخدم في الطب الصيني التقليدي العلاج بالأعشاب، من خلال خلطات عشبية تُعالج اضطرابات متنوعة.
ورغم أن الكثير من العلاجات الصينية لا تزال تفتقر إلى الأدلة القاطعة التي تثبت فعاليتها، وتتطلب مزيدًا من البحوث العلمية لتحديد مدى فائدتها وسلامتها، فإن الإقبال عليها في ازدياد، خاصةً أن أضرارها تبقى محدودة نسبيًا مقارنة بالعلاجات الكيميائية الأخرى.
وفي ديسمبر 2023، تم تغيير اسم مركز علاج الوخز بالإبر بمستشفى المنجي سليم إلى مركز العلاج بالطب الصيني، وذلك في إطار اتفاقية التوأمة الموقعة بين المستشفى وجامعة الطب الصيني التقليدي بمقاطعة جيانغشي بشرق الصين.
وقد وصف مدير المستشفى مراد العياري المشروع حينها في تصريحات إعلامية بـ«النموذجي»، مؤكدًا أن تحويل المركز إلى فضاء شامل للطب الصيني يُعدّ مشروعا واعدًا سيساهم في توطيد العلاقات بين الجانبين التونسي والصيني في المجال الصحي.
وفي السياق ذاته، أشار مدير لجنة الصحة بمقاطعة جيانغشي إلى أن الصين أرسلت، خلال الخمسين سنة الماضية، 27 فريقًا طبيًا إلى تونس، ضمّ 1153 طبيبا قدّموا خدمات طبية لملايين التونسيين.
الطب البديل في تونس
كما هو الحال في بقية البلدان العربية والغربية، يشهد الطب البديل انتشارا متزايدا في تونس، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت مراكز مختصة، وأصبحت هناك دورات تدريبية تُقدم للراغبين في التكوين في هذا المجال.
ورغم هذا التطور، فإن هذا القطاع لم يَخلُ من الممارسات السلبية، وعلى رأسها انتحال صفة المختص، خاصة من قبل بعض الإطارات شبه الطبية، مما يُعرّض حياة المرضى للخطر.
وفي هذا الإطار، سارعت وزارة التشغيل والتكوين المهني منذ أشهر إلى إصدار بلاغ ذكّرت فيه بأن التكوين المهني الأساسي في الاختصاصات شبه الطبية يخضع إلى شروط خصوصية، ويجب أن تكون هذه الاختصاصات منظّرة وجوبًا.
كما نبّهت الوزارة مؤسسات التكوين المهني الخاصة إلى أن ممارسة نشاط التكوين المهني في الاختصاصات شبه الطبية، على غير الصيغ القانونية، وتنشيط دورات تكوينية في مجالات ما يُسمّى بـ»الطب البديل، الوخز بالإبر، الحجامة، التمسيد، العلاج بالتدليك»، وغيرها من التخصصات، يُعرّضها إلى تتبّعات إدارية وجزائية.
ويهدف هذا البلاغ إلى التحذير من الاستسهال في التعامل مع هذه الاختصاصات، فـ»الطب البديل»، شأنه شأن الطب التقليدي، يتطلب تكوينًا علميًا ومهارات مكتسبة بالدراسة والمعرفة والخبرة الطبية، حتى تكون ممارسته ناجعة، وتؤدي دورها العلاجي على أكمل وجه، بعيدًا عن الشعوذة وبعض الممارسات التي قد تتسبب في أضرار أكبر للمرضى الباحثين عن الشفاء.
منية العرفاوي
يشهد الطب البديل اليوم انتشارًا واسعًا في الشرق والغرب، ويُعدّ الطب الصيني التقليدي من أبرز فروع هذا التخصص، وقد تجاوز حدوده الأصلية في الصين ليجد طريقه إلى العديد من دول العالم، بفضل اعتماده على أساليب ومهارات طبية تقليدية، أساسها الوخز بالإبر والأعشاب الطبية، بعيدا عن المواد الكيميائية التي، وإن كانت تؤدي إلى شفاء سريع، فإن أعراضها الجانبية قد تكون خطيرة، بل وقد تترك في الجسم سموما قد تتسبب لاحقا في أمراض أخرى.
أما الطب البديل، فيقوم على قاعدة أساسية مفادها: «إن لم يُشفِ، فلن يُضر.»
وفي السنوات الأخيرة، بات الطب البديل يحظى بانتشار لافت في تونس، خاصة الطب الصيني التقليدي، الذي يُمارَس تحت إشراف طبي كامل.
وفي هذا الإطار، أشرف وزير الصحة مصطفى الفرجاني، أول أمس، على تدشين أول مركز وطني للتكوين في مجال الطب الصيني التقليدي، أحدث بالشراكة بين كلية الطب بتونس وجامعة صينية، وذلك داخل المستشفى الجامعي المنجي سليم، أحد أهم المستشفيات الجامعية في تونس، والذي يضم 27 قسما، ويستقبل سنويًا أكثر من 50 ألف مريض، خاصة من تونس الكبرى وولايات الشمال الغربي.
ويُعتبر مستشفى المنجي سليم مركزا عريقا ومتقدما في مجال الطب الصيني التقليدي، إلى جانب اختصاصاته الأخرى كالحالات الاستعجالية والإنعاش. وسيُوفر المركز الجديد للطب الصيني فضاءً لتطبيق الدروس النظرية التي تُدرّس بكلية الطب في تونس، كما سيكون وجهة لأطباء الجمهورية لتطوير مهاراتهم والانفتاح على أحدث تقنيات الطب البديل، مثل علاج الوخز بالإبر، الذي أصبح يحظى بانتشار عالمي، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أنه يُساعد في التخفيف من آلام متنوعة، خاصة لدى المرضى الذين لا تسمح حالتهم بتناول أدوية تقليدية.
وسيسمح المركز كذلك باستقبال فرق طبية مختصة سنويًا، تعمل جنبًا إلى جنب مع الأطباء التونسيين، بما يُساهم في تطوير الكفاءات والخبرات الطبية الوطنية في مجالات مختلفة.
الطب الصيني التقليدي
مركز العلاج بالطب الصيني التقليدي لا يُمثّل أول تعاون طبي بين تونس والصين، إذ راكمت علاقات التعاون بين البلدين تجارب مهمة على مدى الثلاثين سنة الماضية. ففي سنة 1994، أسست مقاطعة جيانغشي الصينية مركزًا للعلاج بالوخز بالإبر في مستشفى المنجي سليم، والذي يُعتبر أول مركز من نوعه في العالم العربي، وقد تحوّل لاحقًا في سنة 2004 إلى مركز متخصص في الطب الصيني والوخز بالإبر.
ويُعدّ هذا المركز الطبي، إلى اليوم، الوحيد في إفريقيا الذي يجمع بين التشخيص والعلاج السريري وتدريس الوخز بالإبر، وقد قام بتكوين العشرات من الأطباء التونسيين.
واليوم، تطوّرت هذه الشراكة لتشمل كلية الطب بتونس، عبر تدشين مركز جديد يضم تقنيات أكثر تطورًا، ويعكس عمق الشراكة التونسية الصينية في مجال الطب الصيني التقليدي.
وفي السنوات الأخيرة، اكتسب الطب الصيني التقليدي اهتمامًا متزايدًا في العالم العربي، من خلال ممارسات مثل الوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب، إذ تقدم بعض العيادات المختصة هذه العلاجات لمجموعة من الحالات مثل: الصداع، وآلام الظهر، والقلق، وأمراض مزمنة أخرى.
ورغم أن بعض المختصين الغربيين لا يزالون يشككون في فعالية هذه العلاجات ويعتبرون أنها تحتاج إلى مزيد من الأدلة العلمية القاطعة، إلا أن هذه الممارسات العلاجية، ورغم كونها غالبا آمنة، فإن نجاحها يبقى مشروطا بكونها تُمارس من قبل أشخاص مؤهلين وذوي خبرة، خصوصا في مجال الوخز بالإبر، الذي يعتمد على إدخال إبر دقيقة في نقاط معينة من الجسم لتحقيق التوازن في تدفق الطاقة والدم.
وتُستخدم هذه التقنية في علاج عدة أنواع من الآلام، مثل: آلام الظهر، والعضلات، والصداع النصفي، وبعض الأمراض المزمنة، وهي تتطلب دقة عالية في تحديد نقاط الإدخال وعمق الوخز.
لذا، يتطلب هذا العلاج دراسة متخصصة ومهارات علاجية دقيقة، وهو ما يسعى مركز مستشفى المنجي سليم إلى تعليمه لطلبة كلية الطب والأطباء الراغبين في اكتسابه، إذ أن أي ممارسة خاطئة قد تُفضي إلى مضاعفات خطيرة.
وبالإضافة إلى الوخز بالإبر، يُستخدم في الطب الصيني التقليدي العلاج بالأعشاب، من خلال خلطات عشبية تُعالج اضطرابات متنوعة.
ورغم أن الكثير من العلاجات الصينية لا تزال تفتقر إلى الأدلة القاطعة التي تثبت فعاليتها، وتتطلب مزيدًا من البحوث العلمية لتحديد مدى فائدتها وسلامتها، فإن الإقبال عليها في ازدياد، خاصةً أن أضرارها تبقى محدودة نسبيًا مقارنة بالعلاجات الكيميائية الأخرى.
وفي ديسمبر 2023، تم تغيير اسم مركز علاج الوخز بالإبر بمستشفى المنجي سليم إلى مركز العلاج بالطب الصيني، وذلك في إطار اتفاقية التوأمة الموقعة بين المستشفى وجامعة الطب الصيني التقليدي بمقاطعة جيانغشي بشرق الصين.
وقد وصف مدير المستشفى مراد العياري المشروع حينها في تصريحات إعلامية بـ«النموذجي»، مؤكدًا أن تحويل المركز إلى فضاء شامل للطب الصيني يُعدّ مشروعا واعدًا سيساهم في توطيد العلاقات بين الجانبين التونسي والصيني في المجال الصحي.
وفي السياق ذاته، أشار مدير لجنة الصحة بمقاطعة جيانغشي إلى أن الصين أرسلت، خلال الخمسين سنة الماضية، 27 فريقًا طبيًا إلى تونس، ضمّ 1153 طبيبا قدّموا خدمات طبية لملايين التونسيين.
الطب البديل في تونس
كما هو الحال في بقية البلدان العربية والغربية، يشهد الطب البديل انتشارا متزايدا في تونس، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت مراكز مختصة، وأصبحت هناك دورات تدريبية تُقدم للراغبين في التكوين في هذا المجال.
ورغم هذا التطور، فإن هذا القطاع لم يَخلُ من الممارسات السلبية، وعلى رأسها انتحال صفة المختص، خاصة من قبل بعض الإطارات شبه الطبية، مما يُعرّض حياة المرضى للخطر.
وفي هذا الإطار، سارعت وزارة التشغيل والتكوين المهني منذ أشهر إلى إصدار بلاغ ذكّرت فيه بأن التكوين المهني الأساسي في الاختصاصات شبه الطبية يخضع إلى شروط خصوصية، ويجب أن تكون هذه الاختصاصات منظّرة وجوبًا.
كما نبّهت الوزارة مؤسسات التكوين المهني الخاصة إلى أن ممارسة نشاط التكوين المهني في الاختصاصات شبه الطبية، على غير الصيغ القانونية، وتنشيط دورات تكوينية في مجالات ما يُسمّى بـ»الطب البديل، الوخز بالإبر، الحجامة، التمسيد، العلاج بالتدليك»، وغيرها من التخصصات، يُعرّضها إلى تتبّعات إدارية وجزائية.
ويهدف هذا البلاغ إلى التحذير من الاستسهال في التعامل مع هذه الاختصاصات، فـ»الطب البديل»، شأنه شأن الطب التقليدي، يتطلب تكوينًا علميًا ومهارات مكتسبة بالدراسة والمعرفة والخبرة الطبية، حتى تكون ممارسته ناجعة، وتؤدي دورها العلاجي على أكمل وجه، بعيدًا عن الشعوذة وبعض الممارسات التي قد تتسبب في أضرار أكبر للمرضى الباحثين عن الشفاء.