تشهد تونس خلال السنة الحالية موسمًا استثنائيًا على مستوى تجميع الحبوب، فإلى غاية أوائل شهر أوت الجاري، بلغت الكميات المجمّعة 11,823 مليون قنطار، مع ترجيح بلوغ الإنتاج النهائي أرقامًا مرتفعة خلال الأيام المقبلة. وهو ما يجعل صابة هذا الموسم من بين الأفضل في السنوات الأخيرة، وفق ما أكده ديوان الحبوب، الذي أفاد بأن الكميات المجمعة تجاوزت معدل الكميات المجمعة خلال الخمس سنوات الأخيرة.
هذا وقد ساهمت الظروف المناخية بدورها، وسياسة الدولة في توسيع المساحات المزروعة، وتعزيز الإرشاد الفني للفلاحين، في تحقيق هذه القفزة النوعية التي قد تغطي حوالي 60 % من الحاجيات الوطنية، مقارنة بنسبة 30 % في مواسم سابقة.
واعتمد ديوان الحبوب، بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، خطة عمل دقيقة شملت زيارات ميدانية لمراكز التجميع في مختلف الولايات، ومتابعة مستمرة لعمليات الإجلاء من المراكز المكتظة، وتوفير البذور الممتازة استعدادًا للموسم المقبل، وقد تم تأمين حوالي 500 ألف قنطار من البذور الممتازة التي أثبتت مقاومة جيدة للأمراض وملاءمة للظروف المناخية.
وفي ظل هذه الكميات الوفيرة، تم في المقابل إصدار أمر حكومي لضبط أسعار الحبوب لموسم 2025، محددًا سعر القنطار بـ100 دينار للقمح الصلب و80 للقمح اللين، مع منح تشجيعية للتسليم السريع ومنح تخزين شهرية، في خطوة لدعم الفلاحين وتحفيزهم على الانخراط في الدورة الإنتاجية القادمة، الأمر الذي يمهّد لانطلاقة قوية للموسم الفلاحي المقبل 2025–2026.
وفي إطار متابعة تقدم موسم تجميع الحبوب صابة 2025 بمختلف مناطق الإنتاج، والاستعداد المحكم والمبكر لموسم البذر 2025-2026، انعقدت يوم الثلاثاء الماضي الجلسة الأسبوعية بمقر ديوان الحبوب، تحت إشراف الرئيسة المديرة العامة، وبحضور ممثلين عن مؤسسات تجميع الحبوب وشركات إنتاج البذور، إلى جانب الإدارات المعنية بالديوان.
وقد خُصص الجزء الأول من الجلسة لمتابعة تقدم موسم التجميع، حيث تم التداول في تطور كميات الحبوب المجمعة إلى غاية 4 أوت 2025، والتي بلغت 11,823 مليون قنطار، حيث أوشك الموسم على النهاية مع تراجع نسق القبول بالمراكز إلى أقل من 10 آلاف قنطار في اليوم، وسير عملية إجلاء الحبوب المجمعة المخصصة للاستهلاك، والتي بلغت 11,115 مليون قنطار، أي ما يمثل 96 % من إجمالي الكميات المجمعة؛ وتقدم عمليات خلاص مستحقات الفلاحين.
استعدادات لموسم البذر المقبل
أما الجزء الثاني من الجلسة، فقد خُصص لتدارس مدى تقدم الاستعدادات لموسم البذر، حيث تم التطرق إلى تطور عملية تجميع البذور الممتازة الخام، والتي بلغت حوالي 708 ألف قنطار إلى غاية 4 أوت 2025 (ما يمثل 4 % من الكميات المجمعة على الصعيد الوطني) وذلك لأول موسم، بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين خلال الموسم الفلاحي؛ وضبط الطلبات التقديرية للمجمعين بنقاط البيع والمتوفرات من بذور الحبوب المثبتة حسب الأنواع والأصناف، أخذًا بعين الاعتبار الحصص المحددة من قبل المصالح المختصة بالوزارة لكل الجهات لضمان حسن التوزيع وتلبية حاجيات الفلاحين. ومتابعة مدى تقدم عملية تكييف البذور من قبل شركات الإنتاج، وإصدار المنشور المنظم لتراتيب وإجراءات التزود وتوزيع بذور الحبوب المثبتة بالمراكز بعد تحيينه، وإصدار منشور المقايضة بعد الإعلان عن أسعار البذور المثبتة.
كما تم التأكيد على مواصلة عمليات الإجلاء لتلبية حاجيات البلاد من القمح والشعير العلفي من الإنتاج المحلي، وعلى ضرورة تهيئة ومداواة الفضاءات المزمع استغلالها لخزن البذور، ضمانًا لسلامتها إلى حين توزيعها.
هذا، وأفاد محمد رجايبية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى، في تصريح سابق لـ»الصباح»، أن الموسم يعتبر جيدًا، وذلك بعد 5 سنوات تقريبًا من الجفاف، حيث كان الإنتاج ضعيفًا، والموسم الحالي يعتبر جيدًا، وخير دليل على ذلك الأرقام التي بلغت في حدود 11.8 مليون قنطار، وخاصة بالنسبة للقمح الصلب الذي سيلبي بين 70 و75 بالمائة من حاجياتنا، حيث إن الصابة تتراوح بين 18 و20 مليون قنطار.
وأوضح رجايبية أن المؤشر الإيجابي للسنة الحالية هو الكمية الجيدة من البذور الممتازة التي بلغت قرابة 700 ألف قنطار من البذور الممتازة الخام، التي ستساهم بعد المداواة وتحضيرها في موسم فلاحي سيكون جيدًا، وستكون موضوعة على ذمة الفلاح للموسم القادم، حيث إن المطلوب الآن هو تثمين الكميات ووضعها مبكرًا بمراكز التجميع لتكون جاهزة مع بداية الموسم، مؤكدًا أن الممتازة هي عنصر رئيس في تحسين المردودية في قطاع الحبوب.
وأضاف رجايبية أن المبتغى الأول للموسم، وفي ظل تأثير التغيرات المناخية، أن يكون الموسم القادم ملائمًا على مستوى التغيرات المناخية، بمزيد نزول الأمطار بالكميات المطلوبة والمنتظمة، خاصة وأن بلادنا تعتمد، بالنسبة للزراعات الكبرى، على أكثر من 90 بالمائة من المساحات على التساقطات، وهي بالتالي مساحات «مطرية»، وسيقع تنظيفها ومداواتها لتحديد الكمية الصالحة. كما أكد محمد رجايبية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة مكلف بالزراعات الكبرى، أنه لا وجود لبذور مستوردة في بلادنا، ولدينا بذور ممتازة أو بذور ذاتية، حيث إن هناك اليوم قرابة 700 ألف بذور ممتازة خام، ومن المنتظر أن يخرج منها في حدود 600 ألف قنطار، إضافة إلى البذور الذاتية عند الفلاح.
وحول كميات البذور، أعلن عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة مكلف بالزراعات الكبرى، أن الموسم القادم يعتبر مريحًا، وهناك مؤشرات إيجابية نظرًا للكميات الممتازة من البذور.
وبالتوازي، طالب محمد رجايبية بتوفير مستلزمات الإنتاج الضرورية بالكميات المطلوبة، وخاصة في الآجال المحددة، استعدادًا لانطلاق موسم الزراعات من بداية أكتوبر القادم، موعد انطلاق الزراعات العلفية، وفي نوفمبر المقبل أيضًا، موعد زراعات القمح الصلب.
أميرة الدريدي
تشهد تونس خلال السنة الحالية موسمًا استثنائيًا على مستوى تجميع الحبوب، فإلى غاية أوائل شهر أوت الجاري، بلغت الكميات المجمّعة 11,823 مليون قنطار، مع ترجيح بلوغ الإنتاج النهائي أرقامًا مرتفعة خلال الأيام المقبلة. وهو ما يجعل صابة هذا الموسم من بين الأفضل في السنوات الأخيرة، وفق ما أكده ديوان الحبوب، الذي أفاد بأن الكميات المجمعة تجاوزت معدل الكميات المجمعة خلال الخمس سنوات الأخيرة.
هذا وقد ساهمت الظروف المناخية بدورها، وسياسة الدولة في توسيع المساحات المزروعة، وتعزيز الإرشاد الفني للفلاحين، في تحقيق هذه القفزة النوعية التي قد تغطي حوالي 60 % من الحاجيات الوطنية، مقارنة بنسبة 30 % في مواسم سابقة.
واعتمد ديوان الحبوب، بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، خطة عمل دقيقة شملت زيارات ميدانية لمراكز التجميع في مختلف الولايات، ومتابعة مستمرة لعمليات الإجلاء من المراكز المكتظة، وتوفير البذور الممتازة استعدادًا للموسم المقبل، وقد تم تأمين حوالي 500 ألف قنطار من البذور الممتازة التي أثبتت مقاومة جيدة للأمراض وملاءمة للظروف المناخية.
وفي ظل هذه الكميات الوفيرة، تم في المقابل إصدار أمر حكومي لضبط أسعار الحبوب لموسم 2025، محددًا سعر القنطار بـ100 دينار للقمح الصلب و80 للقمح اللين، مع منح تشجيعية للتسليم السريع ومنح تخزين شهرية، في خطوة لدعم الفلاحين وتحفيزهم على الانخراط في الدورة الإنتاجية القادمة، الأمر الذي يمهّد لانطلاقة قوية للموسم الفلاحي المقبل 2025–2026.
وفي إطار متابعة تقدم موسم تجميع الحبوب صابة 2025 بمختلف مناطق الإنتاج، والاستعداد المحكم والمبكر لموسم البذر 2025-2026، انعقدت يوم الثلاثاء الماضي الجلسة الأسبوعية بمقر ديوان الحبوب، تحت إشراف الرئيسة المديرة العامة، وبحضور ممثلين عن مؤسسات تجميع الحبوب وشركات إنتاج البذور، إلى جانب الإدارات المعنية بالديوان.
وقد خُصص الجزء الأول من الجلسة لمتابعة تقدم موسم التجميع، حيث تم التداول في تطور كميات الحبوب المجمعة إلى غاية 4 أوت 2025، والتي بلغت 11,823 مليون قنطار، حيث أوشك الموسم على النهاية مع تراجع نسق القبول بالمراكز إلى أقل من 10 آلاف قنطار في اليوم، وسير عملية إجلاء الحبوب المجمعة المخصصة للاستهلاك، والتي بلغت 11,115 مليون قنطار، أي ما يمثل 96 % من إجمالي الكميات المجمعة؛ وتقدم عمليات خلاص مستحقات الفلاحين.
استعدادات لموسم البذر المقبل
أما الجزء الثاني من الجلسة، فقد خُصص لتدارس مدى تقدم الاستعدادات لموسم البذر، حيث تم التطرق إلى تطور عملية تجميع البذور الممتازة الخام، والتي بلغت حوالي 708 ألف قنطار إلى غاية 4 أوت 2025 (ما يمثل 4 % من الكميات المجمعة على الصعيد الوطني) وذلك لأول موسم، بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين خلال الموسم الفلاحي؛ وضبط الطلبات التقديرية للمجمعين بنقاط البيع والمتوفرات من بذور الحبوب المثبتة حسب الأنواع والأصناف، أخذًا بعين الاعتبار الحصص المحددة من قبل المصالح المختصة بالوزارة لكل الجهات لضمان حسن التوزيع وتلبية حاجيات الفلاحين. ومتابعة مدى تقدم عملية تكييف البذور من قبل شركات الإنتاج، وإصدار المنشور المنظم لتراتيب وإجراءات التزود وتوزيع بذور الحبوب المثبتة بالمراكز بعد تحيينه، وإصدار منشور المقايضة بعد الإعلان عن أسعار البذور المثبتة.
كما تم التأكيد على مواصلة عمليات الإجلاء لتلبية حاجيات البلاد من القمح والشعير العلفي من الإنتاج المحلي، وعلى ضرورة تهيئة ومداواة الفضاءات المزمع استغلالها لخزن البذور، ضمانًا لسلامتها إلى حين توزيعها.
هذا، وأفاد محمد رجايبية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى، في تصريح سابق لـ»الصباح»، أن الموسم يعتبر جيدًا، وذلك بعد 5 سنوات تقريبًا من الجفاف، حيث كان الإنتاج ضعيفًا، والموسم الحالي يعتبر جيدًا، وخير دليل على ذلك الأرقام التي بلغت في حدود 11.8 مليون قنطار، وخاصة بالنسبة للقمح الصلب الذي سيلبي بين 70 و75 بالمائة من حاجياتنا، حيث إن الصابة تتراوح بين 18 و20 مليون قنطار.
وأوضح رجايبية أن المؤشر الإيجابي للسنة الحالية هو الكمية الجيدة من البذور الممتازة التي بلغت قرابة 700 ألف قنطار من البذور الممتازة الخام، التي ستساهم بعد المداواة وتحضيرها في موسم فلاحي سيكون جيدًا، وستكون موضوعة على ذمة الفلاح للموسم القادم، حيث إن المطلوب الآن هو تثمين الكميات ووضعها مبكرًا بمراكز التجميع لتكون جاهزة مع بداية الموسم، مؤكدًا أن الممتازة هي عنصر رئيس في تحسين المردودية في قطاع الحبوب.
وأضاف رجايبية أن المبتغى الأول للموسم، وفي ظل تأثير التغيرات المناخية، أن يكون الموسم القادم ملائمًا على مستوى التغيرات المناخية، بمزيد نزول الأمطار بالكميات المطلوبة والمنتظمة، خاصة وأن بلادنا تعتمد، بالنسبة للزراعات الكبرى، على أكثر من 90 بالمائة من المساحات على التساقطات، وهي بالتالي مساحات «مطرية»، وسيقع تنظيفها ومداواتها لتحديد الكمية الصالحة. كما أكد محمد رجايبية، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة مكلف بالزراعات الكبرى، أنه لا وجود لبذور مستوردة في بلادنا، ولدينا بذور ممتازة أو بذور ذاتية، حيث إن هناك اليوم قرابة 700 ألف بذور ممتازة خام، ومن المنتظر أن يخرج منها في حدود 600 ألف قنطار، إضافة إلى البذور الذاتية عند الفلاح.
وحول كميات البذور، أعلن عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة مكلف بالزراعات الكبرى، أن الموسم القادم يعتبر مريحًا، وهناك مؤشرات إيجابية نظرًا للكميات الممتازة من البذور.
وبالتوازي، طالب محمد رجايبية بتوفير مستلزمات الإنتاج الضرورية بالكميات المطلوبة، وخاصة في الآجال المحددة، استعدادًا لانطلاق موسم الزراعات من بداية أكتوبر القادم، موعد انطلاق الزراعات العلفية، وفي نوفمبر المقبل أيضًا، موعد زراعات القمح الصلب.