إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة لـ«الصباح»: نثمن توجه وزارة الصحة نحو اعتماد التكنولوجيا ودعم الرقمنة والذكاء الاصطناعي

في ظل تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في العالم لم تعد الصحة التكنولوجية مجرّد خيار تكميلي، بل أصبحت أحد الأعمدة الأساسية لبناء منظومات صحية قادرة على مواجهة تحديات العصر، من زيادة الطلب على الخدمات الطبية إلى دقة التشخيص وسرعة التدخل العلاجي. وتعتبر الرقمنة والذكاء الاصطناعي والجراحة وتقنيات التصوير المتطورة من أبرز التوجهات التي أحدثت ثورة في طرق التشخيص والعلاج وإدارة الملفات الطبية، وفتحت المجال أمام متابعة المرضى عن بعد وتوفير الرعاية الصحية في أي وقت وأي مكان.

ويعتبر الاستثمار في الصحة التكنولوجية بمثابة المقاربة الحديثة التي تمهّد لمرحلة جديدة يكون فيها المريض محور الاهتمام، والخدمات أكثر ذكاءً وفعالية، بما يدعم تنافسية تونس إقليميًا ويعزز مكانتها كوجهة للسياحة الطبية والبحث العلمي.

وفي إطار تعزيز العدالة الصحية وتقريب خدمات طب الاختصاص من جميع التونسيين، أعلنت وزارة الصحة مؤخرا عن انطلاق برنامج وطني شامل لطب الأشعة عن بعد.

ويهدف البرنامج إلى ربط المستشفيات الجهوية بالمؤسسات الجامعية، إضافة إلى إنشاء منصة وطنية للتصوير الطبي عن بعد بإشراف وزارة الصحة، حيث استفاد، منذ 4 ديسمبر 2024، بالمستشفى الجهوي بجندوبة، أكثر من 221 مريضا بخدمات التصوير بالرنين المغناطيسي عن بُعد، ضمن شراكة مع المستشفى الجامعي الرابطة، مما ساعد على تسريع الفحوصات وتقليل معاناة التنقل.

 كما شهد المستشفى الجهوي بتوزر، إبرام اتفاقية شراكة مع المستشفى الجامعي الرابطة مكّنت المرضى من خدمات طب الأشعة عن بعد، مما قلّص مدة الانتظار وساهم في تحسين الخدمات. وانطلقت خدمات «السكانار» عن بعد يوم 3 جانفي 2025 للمستشفى الجهوي الصادق المقدم بجربة بالتعاون مع المستشفى الجامعي الحبيب ثامر، ما يتيح استجابة فورية لحالات المرضى.

كما انطلقت أيضا خدمات جهاز «السكانار» عن بعد يوم 2 جانفي 2025، بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة بالشراكة مع معهد صالح عزيز، لضمان تقارير طبية دقيقة وسريعة.

وتم بالتعاون مع المستشفى الجامعي شارل نيكول، توفير خدمات الأشعة عن بعد، بالمستشفى الجهوي بسليانة مما يساهم في تقريب الخدمات الطبية للمواطنين بالجهة.

ويهدف البرنامج إلى توسيع الربط ليشمل كافة المستشفيات الجهوية، بما يضمن العدالة الصحية بين الجهات، وبعث منصة وطنية للتصوير الطبي عن بعد وإنشاء منصة «Télé Radiologie» لتنسيق الخدمات الصحية بين المستشفيات، وتعزيز تبادل الخبرات الطبية، وتحقيق تشخيص سريع ودقيق للمرضى.

وفي نفس هذا السياق، تتجه تونس بخطى حثيثة من أجل الانخراط في التحول الرقمي، من خلال العمل على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وشراكاتها مع الدول الرائدة في هذا المجال.

تعاون تونسي كوري

وفي نفس سياق دفع الابتكار الصحي ومواكبة أحدث التقنيات الطبية، استقبل وزير الصحة مصطفى الفرجاني الإثنين 11 أوت 2025 بمقر الوزارة، سفير جمهورية كوريا الجنوبية LEE Tae-won. وقد شكّل اللقاء فرصة لبحث تعزيز التعاون في الرقمنة الطبية وتطوير التقنيات الصحية المتقدمة، وإطلاق برامج بحث مشتركة وابتكارات طبية،وتكوين الكفاءات وتبادل الخبرات في الجراحة الروبوتية، ودعم التحول الرقمي للمنظومة الصحية في تونس،والانفتاح على السياحة الطبية.

 وشدّد وزير الصحة على أن الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة هي مفتاح تحسين جودة الخدمات الصحية وجعل تونس قاطرة الابتكار الصحي في إفريقيا.

ومن جانبه، أكّد السفير الكوري دعم بلاده تطوير البنية التكنولوجية الصحية التّونسيّة. ويعكس هذا اللقاء ديناميكية الدبلوماسية الصحية ورؤية تونس للتموقع كـقطب طبي ذكي ومنفتح.

نحو إنشاء مركز إقليمي للبيوتكنولوجيا

ويذكر أن وزير الصحة مصطفى الفرجاني اجتمع الجمعة 8 أوت 2025، بعدد من الباحثين والخبراء في البيوتكنولوجيا، وقد تم بحث مشروع لإحداث مركز إقليمي للتكوين يوفّر مسارات تدريب عالية الجودة، ويفتح آفاق إنتاج المواد الحيوية وجلب الاستثمار وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية خاصة.

وأكد وزير الصحّة أن تونس تزخر بكفاءات علمية وخبرات صناعية تجعلها قادرة على أن تكون منصة إقليمية في مجال البيوتكنولوجيا، مشددًا على ضرورة تسريع الخطوات وتحويل هذا المشروع من فكرة إلى إنجاز، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ومن جهته ، قال رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، في تصريح لـ«الصباح» إن قطاع الصحة بصفة عامة هدفه الأساسي هو النهوض والتكفل بالمريض وحاليا هناك تحول رقمي موجود بالتوازي مع بروز الذكاء الاصطناعي الذي يساعد في جميع بلدان العالم على مزيد الاعتناء بمتلقي الخدمات الصحية.

وقال محدثنا أن التوجه نحو اعتماد الرقمنة عموما يعد عاملا ايجابيا من شأنه أن يساهم في ربح الوقت لمسدي الخدمات ومتلقي الخدمات الصحية خاصة فيما يتعلق بإمكانية التشخيص عن بعد وتطوير مجال اختراع الأدوية والبحوث العلمية.

كما ذّكر رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، بمخرجات منتدى الصيادلة الدولي الذي احتضنته تونس في أفريل الماضي والذي تم الحديث فيه عن الذكاء الاصطناعي والصيدلة وتم استدعاء العديد من الخبراء حول مزيد توضيح ودعم فكرة اعتماد الذكاء الاصطناعي في عالم الصيدلة والطب.

وقال رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، أنهم يثمنون توجه وزارة الصحة نحو اعتماد التكنولوجيا ودعم الرقمنة والذكاء الاصطناعي مؤكدا بالقول: «أيدينا ممدودة من أجل مزيد دعم وتطوير هذا التوجه». ودعا في نفس السياق إلى ضرورة أن تواكب النصوص التشريعية هذا التحول الرقمي بالتوازي مع تجهيز الإطارات الطبية وشبه الطبية بالتدريبات الضرورية على التوجه نحو اعتماد التكنولوجيا والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي عموما وذلك بالتوازي أيضا مع العمل على تغيير عقلية المريض من أجل استيعاب هذا التطور والتوجه في الطب.

أميرة الدريدي 

رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة لـ«الصباح»:     نثمن توجه وزارة الصحة نحو اعتماد التكنولوجيا ودعم الرقمنة والذكاء الاصطناعي

في ظل تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في العالم لم تعد الصحة التكنولوجية مجرّد خيار تكميلي، بل أصبحت أحد الأعمدة الأساسية لبناء منظومات صحية قادرة على مواجهة تحديات العصر، من زيادة الطلب على الخدمات الطبية إلى دقة التشخيص وسرعة التدخل العلاجي. وتعتبر الرقمنة والذكاء الاصطناعي والجراحة وتقنيات التصوير المتطورة من أبرز التوجهات التي أحدثت ثورة في طرق التشخيص والعلاج وإدارة الملفات الطبية، وفتحت المجال أمام متابعة المرضى عن بعد وتوفير الرعاية الصحية في أي وقت وأي مكان.

ويعتبر الاستثمار في الصحة التكنولوجية بمثابة المقاربة الحديثة التي تمهّد لمرحلة جديدة يكون فيها المريض محور الاهتمام، والخدمات أكثر ذكاءً وفعالية، بما يدعم تنافسية تونس إقليميًا ويعزز مكانتها كوجهة للسياحة الطبية والبحث العلمي.

وفي إطار تعزيز العدالة الصحية وتقريب خدمات طب الاختصاص من جميع التونسيين، أعلنت وزارة الصحة مؤخرا عن انطلاق برنامج وطني شامل لطب الأشعة عن بعد.

ويهدف البرنامج إلى ربط المستشفيات الجهوية بالمؤسسات الجامعية، إضافة إلى إنشاء منصة وطنية للتصوير الطبي عن بعد بإشراف وزارة الصحة، حيث استفاد، منذ 4 ديسمبر 2024، بالمستشفى الجهوي بجندوبة، أكثر من 221 مريضا بخدمات التصوير بالرنين المغناطيسي عن بُعد، ضمن شراكة مع المستشفى الجامعي الرابطة، مما ساعد على تسريع الفحوصات وتقليل معاناة التنقل.

 كما شهد المستشفى الجهوي بتوزر، إبرام اتفاقية شراكة مع المستشفى الجامعي الرابطة مكّنت المرضى من خدمات طب الأشعة عن بعد، مما قلّص مدة الانتظار وساهم في تحسين الخدمات. وانطلقت خدمات «السكانار» عن بعد يوم 3 جانفي 2025 للمستشفى الجهوي الصادق المقدم بجربة بالتعاون مع المستشفى الجامعي الحبيب ثامر، ما يتيح استجابة فورية لحالات المرضى.

كما انطلقت أيضا خدمات جهاز «السكانار» عن بعد يوم 2 جانفي 2025، بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة بالشراكة مع معهد صالح عزيز، لضمان تقارير طبية دقيقة وسريعة.

وتم بالتعاون مع المستشفى الجامعي شارل نيكول، توفير خدمات الأشعة عن بعد، بالمستشفى الجهوي بسليانة مما يساهم في تقريب الخدمات الطبية للمواطنين بالجهة.

ويهدف البرنامج إلى توسيع الربط ليشمل كافة المستشفيات الجهوية، بما يضمن العدالة الصحية بين الجهات، وبعث منصة وطنية للتصوير الطبي عن بعد وإنشاء منصة «Télé Radiologie» لتنسيق الخدمات الصحية بين المستشفيات، وتعزيز تبادل الخبرات الطبية، وتحقيق تشخيص سريع ودقيق للمرضى.

وفي نفس هذا السياق، تتجه تونس بخطى حثيثة من أجل الانخراط في التحول الرقمي، من خلال العمل على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وشراكاتها مع الدول الرائدة في هذا المجال.

تعاون تونسي كوري

وفي نفس سياق دفع الابتكار الصحي ومواكبة أحدث التقنيات الطبية، استقبل وزير الصحة مصطفى الفرجاني الإثنين 11 أوت 2025 بمقر الوزارة، سفير جمهورية كوريا الجنوبية LEE Tae-won. وقد شكّل اللقاء فرصة لبحث تعزيز التعاون في الرقمنة الطبية وتطوير التقنيات الصحية المتقدمة، وإطلاق برامج بحث مشتركة وابتكارات طبية،وتكوين الكفاءات وتبادل الخبرات في الجراحة الروبوتية، ودعم التحول الرقمي للمنظومة الصحية في تونس،والانفتاح على السياحة الطبية.

 وشدّد وزير الصحة على أن الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة هي مفتاح تحسين جودة الخدمات الصحية وجعل تونس قاطرة الابتكار الصحي في إفريقيا.

ومن جانبه، أكّد السفير الكوري دعم بلاده تطوير البنية التكنولوجية الصحية التّونسيّة. ويعكس هذا اللقاء ديناميكية الدبلوماسية الصحية ورؤية تونس للتموقع كـقطب طبي ذكي ومنفتح.

نحو إنشاء مركز إقليمي للبيوتكنولوجيا

ويذكر أن وزير الصحة مصطفى الفرجاني اجتمع الجمعة 8 أوت 2025، بعدد من الباحثين والخبراء في البيوتكنولوجيا، وقد تم بحث مشروع لإحداث مركز إقليمي للتكوين يوفّر مسارات تدريب عالية الجودة، ويفتح آفاق إنتاج المواد الحيوية وجلب الاستثمار وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية خاصة.

وأكد وزير الصحّة أن تونس تزخر بكفاءات علمية وخبرات صناعية تجعلها قادرة على أن تكون منصة إقليمية في مجال البيوتكنولوجيا، مشددًا على ضرورة تسريع الخطوات وتحويل هذا المشروع من فكرة إلى إنجاز، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ومن جهته ، قال رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، في تصريح لـ«الصباح» إن قطاع الصحة بصفة عامة هدفه الأساسي هو النهوض والتكفل بالمريض وحاليا هناك تحول رقمي موجود بالتوازي مع بروز الذكاء الاصطناعي الذي يساعد في جميع بلدان العالم على مزيد الاعتناء بمتلقي الخدمات الصحية.

وقال محدثنا أن التوجه نحو اعتماد الرقمنة عموما يعد عاملا ايجابيا من شأنه أن يساهم في ربح الوقت لمسدي الخدمات ومتلقي الخدمات الصحية خاصة فيما يتعلق بإمكانية التشخيص عن بعد وتطوير مجال اختراع الأدوية والبحوث العلمية.

كما ذّكر رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، بمخرجات منتدى الصيادلة الدولي الذي احتضنته تونس في أفريل الماضي والذي تم الحديث فيه عن الذكاء الاصطناعي والصيدلة وتم استدعاء العديد من الخبراء حول مزيد توضيح ودعم فكرة اعتماد الذكاء الاصطناعي في عالم الصيدلة والطب.

وقال رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، أنهم يثمنون توجه وزارة الصحة نحو اعتماد التكنولوجيا ودعم الرقمنة والذكاء الاصطناعي مؤكدا بالقول: «أيدينا ممدودة من أجل مزيد دعم وتطوير هذا التوجه». ودعا في نفس السياق إلى ضرورة أن تواكب النصوص التشريعية هذا التحول الرقمي بالتوازي مع تجهيز الإطارات الطبية وشبه الطبية بالتدريبات الضرورية على التوجه نحو اعتماد التكنولوجيا والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي عموما وذلك بالتوازي أيضا مع العمل على تغيير عقلية المريض من أجل استيعاب هذا التطور والتوجه في الطب.

أميرة الدريدي