إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عزوف في الإقبال أنتج غيابا للأقسام .. شعبة الرياضيات.. «صانعة العباقرة» مهدّدة بـ«الانقراض» !

مع اقتراب موعد العودة المدرسية للموسم الدراسي الجديد، عادت شعبة الرياضيات لتتصدّر الاهتمام بسبب النقص الحاصل في أقسام الرياضيات في عشرات المعاهد، حيث أن عزوف التلاميذ عن التوجّه لهذه الشعبة وتراجع أعداد الدارسين بها خلق أزمة توزيع الأقسام، حيث لا يتجاوز عدد الذين يريدون التوجّه إلى هذه الشعبة في معاهد كثيرة بين 5 أو 7 تلاميذ بما يصعّب على المؤسسات التربوية مهمة إحداث أقسام وتوفير إطار تربوي.. حيث يجب أن يكون هناك عدد كاف من التلاميذ في القسم الجديد مع الأخذ في الاعتبار الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي، ويجب أن يكون المعهد قادرا على توفير الإطار التربوي والمباني والموارد اللازمة لإحداث قسم جديد.

ويبقى القرار الأخير في فتح الأقسام الجديدة بيد وزارة التربية، التي قد تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل الميزانية والاحتياجات التربوية العامة، ورغم أنه لا يوجد عدد محدّد للتلاميذ يشترط في كل قسم إلا أن ما جرى العمل به أن لا يكون العدد أقلّ من 15 تلميذا، ولكن في بعض الأحيان ومع بعض الشعب التي تقلّص الإقبال عليها بشكل كبير مثل الرياضيات تم فتح أقسام بعشرة تلاميذ.

وتكمن الأزمة في عدم توفّر عدد كاف من التلاميذ في شعبة الرياضيات كأن لا يتجاوز عدد التلاميذ أحيانا 5 أو 7 حيث تصعب إمكانية فتح أقسام جديدة كما يحدث اليوم في عدة مناطق من الجمهورية، وفي المقابل يُجبر هؤلاء التلاميذ على التخلّي عن حلمهم في دراسة الرياضيات أو الانتقال إلى معاهد مجاورة لما في ذلك من مشقة كبيرة على الأولياء وعلى التلاميذ.

وعزوف التلاميذ وتراجع عدد الموجهين لشعب الرياضيات في السنوات الأخيرة بات يثير القلق والاستغراب خاصة وأن هذه الشعبة عُرفت دائما بتميّزها وهي تتصدّر نسب النجاح في أغلب دورات الباكالوريا ومنها الدورة الأخيرة تصدّرت شعبة الرياضيات نتائج الدورة الرئيسية، مسجّلة أعلى نسبة نجاح وطنية بلغت 74.93 بالمائة، بعد نجاح 5980 تلميذا من مجموع 8224 مترشحا، كما أن صاحب أعلى معدّل في الدورة الرئيسية محمد نصراوي حصل على 19.95 في شعبة الرياضيات، كما أن في السنوات الأخيرة حصلت شخصيات وطنية على تتويجات دولية معتبرة في مادة الرياضيات مثل البروفيسور إحسان اليانقي والبروفيسور علي البقلوطي وهما باحثان لامعان دوليا في الرياضيات.

وأمام هذا العزوف المحيّر وما رافقه من إشكاليات أطلقت وزارة التربية مع وزارة التعليم العالي في ماي 2024 مشروعا بالتعاون مع فرق بحث تتكون من دكاترة وباحثين ومتفقدين بيداغوجيين لمعرفة أسباب عزوف التلاميذ عن المواد العلمية وخاصة الرياضيات.

أسباب العزوف

العزوف عن التوجه خاصة الى شعبة الرياضيات، معضلة تعاني منها المنظومة التربوية في السنوات الأخيرة رغم أهمية هذه الشعب في صناعة المستقبل وتميّز الاختصاصات الدراسية، وفي ماي الماضي أكّد المستشار العام في الإعلام والتوجيه المنصف الخميري، إن نتائج الدراسة التي قامت بها كل من وزارتي التربية والتعليم العالي بالشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس حول عزوف التلاميذ في تونس عن الشعب العلمية وخاصة شعبة الرياضيات، قد بيّنت أن نسبة التلاميذ الموجّهين سنويا إلى هذه الشعبة قد تضاءل حيث تراجعت نسبة المقبلين على هذه الشعبة من 20 بالمائة قبل نحو 25 سنة إلى 6 بالمائة في السنوات الأخيرة .

كما بيّنت الدراسة أن من أهم أسباب العزوف هو ضعف المكتسبات الأساسية للتلميذ التونسي في المرحلة الابتدائية وهو وما أكّده أيضا تقرير «اليونيسف» لسنة 2021 حيث أثبت التقرير أن 74 بالمائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة يعانون من ضعف فادح في مادة الحساب و 34 بالمائة يعانون من نقص فادح في القراءة والكتابة.

كما وأن نسبة التوجّه إلى شعبة الرياضيات تخفي الاختلال الحاصل في بعض الجهات التي تتذيّل الترتيب الوطني في نتائج الباكالوريا، ولمعالجة هذا العزوف وهذا الاختلال اتفق المشرفون على إعداد الدراسة أنه لابد من مقاربة جديدة ليكون أغلب المُوجّهين للمدرسة العليا لتكوين المعلّمين من خريجي الشعب العلمية لمعالجة الضعف الفادح في التحصيل بالنسبة للمرحلة الابتدائية، حيث من غير المنطقي الاعتماد على معلمين يعانون من ضعف في مادة الحساب لتدريس هذه المادة في المرحلة الابتدائية. بالإضافة إلى ضرورة تغيير منوال تكوين المدرسين والتقليص أكثر ما يمكن من التوجيه نحو الشعب الأدبية والاقتصاد والتصرّف خاصة وأن شعبة أساسية كشعبة الرياضيات باتت مهدّدة بالانقراض رغم ما توفّره هذه الشعبة من عروض تكوين في التعليم العالي عالية المردودية والجودة. 

وقد أكّد المستشار العام في الإعلام والتوجيه المنصف الخميري خلال الندوة الصحفية التي عقدتها وزارة التربية في ماي الماضي لتسليط الضوء على أسباب العزوف عن شعبة الرياضيات المؤهلة لفتح أفاق أكاديمية مهمة وطنية ودوليا أنه تم قبول حوالي ألف تلميذ من المتفوقين في الرياضيات في مدارس ومعاهد عليا، مثل معهد «باستور» بمدينة مرسيليا وبعض الجامعات الألمانية والفرنسية، إضافة إلى مؤسسات التميز في تونس مثل الأقسام التحضيرية في اختصاصات الهندسة المختلفة ومع ذلك لا يتوفّر العدد الكافي من تلاميذ شعبة الرياضيات لتغطية حاجيات بقية المؤسسات الجامعية التي تحتاج هذا النوع من الشعب الدراسية وخاصة في اختصاصات التصرّف والعلوم الأساسية والتكنولوجيا.

وهذا العزوف بسبب عدم توفّر المهارات الأساسية للتوجّه إلى الشعب العلمية، أنتج اختلالا داخل المنظومة التربوية وساهم أيضا في اختلال التوازن بين نوعية الخرّجين وحاجيات السوق التونسية من الكفاءات المختصّة بما يفرض اليوم التفكير في سياسة وطنية شاملة تقلّص التوجيه المفرط نحو شعب الآداب والاقتصاد مقابل عزوف شديد في الشعب العلمية إلى جانب وجود تفاوت كبير بين الجهات.

إشعاع دولي في الرياضيات

رغم عزوف التلاميذ وتراجع وجود هذه الشعب وتقلّص الإقبال عليها إلا أن ذلك لم يمنع إشعاع تونس الدولي في هذه المادة، ومن آخر الإنجازات التونسية المسجّلة في الرياضيات هو إسناد الأكاديمية الملكية البريطانية جائزة «فايزر» المرموقة للبحث العلمي لسنة 2024 للباحث التونسي علي البقلوطي، عضو الأكاديمية التونسية للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة ورئيس مخبر البحث في «الرياضيات التطبيقية والتحليل التوافقي» بجامعة صفاقس، وبفضل البقلوطي حصلت تونس لأول مرة في تاريخها على الجائزة العلمية المرموقة التي يتنافس عليها سنويا باحثون يقدمون مساهمات مبتكرة في مجالات أبحاثهم وهذا التتويج يؤكد مجّددا قيمة البحث العلمي في مجال الرياضيات..

 وجائزة «فايزر» تعتبر من الجوائز العلمية المرموقة وهي جائزة عريقة تُمنح للبحوث المتفوقة دوليا في مادة الرياضيات منذ 1660 وقد مرّ بها أغلب العلماء والعباقرة في الرياضيات ومنهم «نيوتن»، ويذكر أن شروط الجائزة أن يقضي الباحث 15 عاما من البحث في بيئته المحلية وأن يقدم ورقات علمية ذات إشعاع محلي ودولي في ذات الوقت..

والى جانب تألّق البروفيسور علي البقلوطي حصل أيضا البروفيسور إحسان اليانقي على جائزة أفضل باحث في الرياضيات على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربي لعام 2024.

وهذا الإشعاع والتألّق الدولي للباحثين التونسيين في مجال الرياضيات يعكس أهمية هذا الاختصاص الذي كان في الستينات والسبعينات والثمانينات أحد أهم الرهانات التربوية التي كسبتها المدرسة التونسية واليوم يجب العمل بجدّ على إعادة هذا الاختصاص إلى صدارة اهتمام التلاميذ والأطفال لأن في ذلك صناعة ومراهنة على المستقبل.

 

منية العرفاوي

عزوف في الإقبال أنتج غيابا للأقسام ..     شعبة الرياضيات.. «صانعة العباقرة» مهدّدة بـ«الانقراض» !

مع اقتراب موعد العودة المدرسية للموسم الدراسي الجديد، عادت شعبة الرياضيات لتتصدّر الاهتمام بسبب النقص الحاصل في أقسام الرياضيات في عشرات المعاهد، حيث أن عزوف التلاميذ عن التوجّه لهذه الشعبة وتراجع أعداد الدارسين بها خلق أزمة توزيع الأقسام، حيث لا يتجاوز عدد الذين يريدون التوجّه إلى هذه الشعبة في معاهد كثيرة بين 5 أو 7 تلاميذ بما يصعّب على المؤسسات التربوية مهمة إحداث أقسام وتوفير إطار تربوي.. حيث يجب أن يكون هناك عدد كاف من التلاميذ في القسم الجديد مع الأخذ في الاعتبار الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي، ويجب أن يكون المعهد قادرا على توفير الإطار التربوي والمباني والموارد اللازمة لإحداث قسم جديد.

ويبقى القرار الأخير في فتح الأقسام الجديدة بيد وزارة التربية، التي قد تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل الميزانية والاحتياجات التربوية العامة، ورغم أنه لا يوجد عدد محدّد للتلاميذ يشترط في كل قسم إلا أن ما جرى العمل به أن لا يكون العدد أقلّ من 15 تلميذا، ولكن في بعض الأحيان ومع بعض الشعب التي تقلّص الإقبال عليها بشكل كبير مثل الرياضيات تم فتح أقسام بعشرة تلاميذ.

وتكمن الأزمة في عدم توفّر عدد كاف من التلاميذ في شعبة الرياضيات كأن لا يتجاوز عدد التلاميذ أحيانا 5 أو 7 حيث تصعب إمكانية فتح أقسام جديدة كما يحدث اليوم في عدة مناطق من الجمهورية، وفي المقابل يُجبر هؤلاء التلاميذ على التخلّي عن حلمهم في دراسة الرياضيات أو الانتقال إلى معاهد مجاورة لما في ذلك من مشقة كبيرة على الأولياء وعلى التلاميذ.

وعزوف التلاميذ وتراجع عدد الموجهين لشعب الرياضيات في السنوات الأخيرة بات يثير القلق والاستغراب خاصة وأن هذه الشعبة عُرفت دائما بتميّزها وهي تتصدّر نسب النجاح في أغلب دورات الباكالوريا ومنها الدورة الأخيرة تصدّرت شعبة الرياضيات نتائج الدورة الرئيسية، مسجّلة أعلى نسبة نجاح وطنية بلغت 74.93 بالمائة، بعد نجاح 5980 تلميذا من مجموع 8224 مترشحا، كما أن صاحب أعلى معدّل في الدورة الرئيسية محمد نصراوي حصل على 19.95 في شعبة الرياضيات، كما أن في السنوات الأخيرة حصلت شخصيات وطنية على تتويجات دولية معتبرة في مادة الرياضيات مثل البروفيسور إحسان اليانقي والبروفيسور علي البقلوطي وهما باحثان لامعان دوليا في الرياضيات.

وأمام هذا العزوف المحيّر وما رافقه من إشكاليات أطلقت وزارة التربية مع وزارة التعليم العالي في ماي 2024 مشروعا بالتعاون مع فرق بحث تتكون من دكاترة وباحثين ومتفقدين بيداغوجيين لمعرفة أسباب عزوف التلاميذ عن المواد العلمية وخاصة الرياضيات.

أسباب العزوف

العزوف عن التوجه خاصة الى شعبة الرياضيات، معضلة تعاني منها المنظومة التربوية في السنوات الأخيرة رغم أهمية هذه الشعب في صناعة المستقبل وتميّز الاختصاصات الدراسية، وفي ماي الماضي أكّد المستشار العام في الإعلام والتوجيه المنصف الخميري، إن نتائج الدراسة التي قامت بها كل من وزارتي التربية والتعليم العالي بالشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس حول عزوف التلاميذ في تونس عن الشعب العلمية وخاصة شعبة الرياضيات، قد بيّنت أن نسبة التلاميذ الموجّهين سنويا إلى هذه الشعبة قد تضاءل حيث تراجعت نسبة المقبلين على هذه الشعبة من 20 بالمائة قبل نحو 25 سنة إلى 6 بالمائة في السنوات الأخيرة .

كما بيّنت الدراسة أن من أهم أسباب العزوف هو ضعف المكتسبات الأساسية للتلميذ التونسي في المرحلة الابتدائية وهو وما أكّده أيضا تقرير «اليونيسف» لسنة 2021 حيث أثبت التقرير أن 74 بالمائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة يعانون من ضعف فادح في مادة الحساب و 34 بالمائة يعانون من نقص فادح في القراءة والكتابة.

كما وأن نسبة التوجّه إلى شعبة الرياضيات تخفي الاختلال الحاصل في بعض الجهات التي تتذيّل الترتيب الوطني في نتائج الباكالوريا، ولمعالجة هذا العزوف وهذا الاختلال اتفق المشرفون على إعداد الدراسة أنه لابد من مقاربة جديدة ليكون أغلب المُوجّهين للمدرسة العليا لتكوين المعلّمين من خريجي الشعب العلمية لمعالجة الضعف الفادح في التحصيل بالنسبة للمرحلة الابتدائية، حيث من غير المنطقي الاعتماد على معلمين يعانون من ضعف في مادة الحساب لتدريس هذه المادة في المرحلة الابتدائية. بالإضافة إلى ضرورة تغيير منوال تكوين المدرسين والتقليص أكثر ما يمكن من التوجيه نحو الشعب الأدبية والاقتصاد والتصرّف خاصة وأن شعبة أساسية كشعبة الرياضيات باتت مهدّدة بالانقراض رغم ما توفّره هذه الشعبة من عروض تكوين في التعليم العالي عالية المردودية والجودة. 

وقد أكّد المستشار العام في الإعلام والتوجيه المنصف الخميري خلال الندوة الصحفية التي عقدتها وزارة التربية في ماي الماضي لتسليط الضوء على أسباب العزوف عن شعبة الرياضيات المؤهلة لفتح أفاق أكاديمية مهمة وطنية ودوليا أنه تم قبول حوالي ألف تلميذ من المتفوقين في الرياضيات في مدارس ومعاهد عليا، مثل معهد «باستور» بمدينة مرسيليا وبعض الجامعات الألمانية والفرنسية، إضافة إلى مؤسسات التميز في تونس مثل الأقسام التحضيرية في اختصاصات الهندسة المختلفة ومع ذلك لا يتوفّر العدد الكافي من تلاميذ شعبة الرياضيات لتغطية حاجيات بقية المؤسسات الجامعية التي تحتاج هذا النوع من الشعب الدراسية وخاصة في اختصاصات التصرّف والعلوم الأساسية والتكنولوجيا.

وهذا العزوف بسبب عدم توفّر المهارات الأساسية للتوجّه إلى الشعب العلمية، أنتج اختلالا داخل المنظومة التربوية وساهم أيضا في اختلال التوازن بين نوعية الخرّجين وحاجيات السوق التونسية من الكفاءات المختصّة بما يفرض اليوم التفكير في سياسة وطنية شاملة تقلّص التوجيه المفرط نحو شعب الآداب والاقتصاد مقابل عزوف شديد في الشعب العلمية إلى جانب وجود تفاوت كبير بين الجهات.

إشعاع دولي في الرياضيات

رغم عزوف التلاميذ وتراجع وجود هذه الشعب وتقلّص الإقبال عليها إلا أن ذلك لم يمنع إشعاع تونس الدولي في هذه المادة، ومن آخر الإنجازات التونسية المسجّلة في الرياضيات هو إسناد الأكاديمية الملكية البريطانية جائزة «فايزر» المرموقة للبحث العلمي لسنة 2024 للباحث التونسي علي البقلوطي، عضو الأكاديمية التونسية للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة ورئيس مخبر البحث في «الرياضيات التطبيقية والتحليل التوافقي» بجامعة صفاقس، وبفضل البقلوطي حصلت تونس لأول مرة في تاريخها على الجائزة العلمية المرموقة التي يتنافس عليها سنويا باحثون يقدمون مساهمات مبتكرة في مجالات أبحاثهم وهذا التتويج يؤكد مجّددا قيمة البحث العلمي في مجال الرياضيات..

 وجائزة «فايزر» تعتبر من الجوائز العلمية المرموقة وهي جائزة عريقة تُمنح للبحوث المتفوقة دوليا في مادة الرياضيات منذ 1660 وقد مرّ بها أغلب العلماء والعباقرة في الرياضيات ومنهم «نيوتن»، ويذكر أن شروط الجائزة أن يقضي الباحث 15 عاما من البحث في بيئته المحلية وأن يقدم ورقات علمية ذات إشعاع محلي ودولي في ذات الوقت..

والى جانب تألّق البروفيسور علي البقلوطي حصل أيضا البروفيسور إحسان اليانقي على جائزة أفضل باحث في الرياضيات على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربي لعام 2024.

وهذا الإشعاع والتألّق الدولي للباحثين التونسيين في مجال الرياضيات يعكس أهمية هذا الاختصاص الذي كان في الستينات والسبعينات والثمانينات أحد أهم الرهانات التربوية التي كسبتها المدرسة التونسية واليوم يجب العمل بجدّ على إعادة هذا الاختصاص إلى صدارة اهتمام التلاميذ والأطفال لأن في ذلك صناعة ومراهنة على المستقبل.

 

منية العرفاوي