بلغت أغلب المهرجانات الصيفية المراحل الأخيرة من عروضها هذه الصائفة... وقد ارتأينا في هذه الورقة الغوص في تفاصيل عدد من بين أبرز المهرجانات الدولية والبحث عن مدى حضور الفنان التونسي فيها، وبحثنا في ذات الوقت عن خصوصيات بعض المهرجانات التي اختارت التوجه إلى الإنتاج الخاص بحثًا عن التفرد والتميز عن بقية المهرجانات التي اكتشفنا أنها لا تزال تبحث عن الأسماء الفنية البارزة في عروضها.
وهذه هي الحصيلة:
أولى الملاحظات التي تشد الانتباه أن أغلب المهرجانات الدولية في برامج دوراتها هذه الصائفة استقطبت الثلاثي الفني الأكثر شهرة على الساحة الفنية الوطنية والعربية: لطفي بوشناق، صابر الرباعي، وزياد غرسة.
والطريف أن هذا الثلاثي يسجل غيابه هذه الصائفة عن مهرجان قرطاج الدولي، على اعتبار أننا في كل دورة نسجل حضور أحدهم أو اثنين معًا، وحتى الثلاثة في المهرجان.
وينفرد الفنان زياد غرسة ضمن هذا الثلاثي بافتتاحه لمهرجانين، وهما: المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية «21 جويلية» ومهرجان بوقرنين الدولي بحمام الأنف «27 جويلية»، ويقابله الفنان لطفي بوشناق بافتتاح مهرجان سليانة الدولي، والذي ينفرد بالحضور فيه ضمن الثلاثي. في حين يختتم صابر الرباعي مهرجان صفاقس الدولي يوم «19 أوت».
وتجمع مهرجانات المنستير وحمام الأنف الثلاثي: لطفي بوشناق، صابر الرباعي، وزياد غرسة. «وفي مهرجان المنستير كان أول المواعيد مع زياد غرسة في «22 جويلية»، ثم لطفي بوشناق في «5 أوت»، وصابر الرباعي يوم «14 أوت». وبالنسبة لمهرجان بوقرنين الدولي بحمام الأنف، فبعد الافتتاح مع زياد غرسة «27 جويلية»، يكون الموعد مع صابر الرباعي «11 أوت»، ثم لطفي بوشناق «13 أوت» الجاري.
ويغيب زياد غرسة عن مهرجان الحمامات الدولي مقابل حضور لطفي بوشناق أمس «31 جويلية»، وصابر الرباعي يكون الموعد معه يوم غد «2 أوت»، في حين يغيب عن مهرجان سوسة الدولي مقابل حضور زياد غرسة يوم «8 أوت»، ولطفي بوشناق «11 أوت» بالمهرجان. كما يشارك في مهرجان صفاقس الدولي يوم «7 أوت» إلى جانب صابر الرباعي الذي سيختتم المهرجان مقابل غياب زياد غرسة الذي ينفرد بالحضور في مهرجان بنزرت الدولي.
والخلاصة أنه من مجموع 9 مهرجانات دولية اخترناها كعينة في هذا المقال، نسجل حضور لطفي بوشناق في 5 منها، وزياد غرسة وصابر الرباعي لكل واحد منهما 4 مشاركات ليكون المجموع 13 عرضًا.
رؤوف ماهر ومرتضى الفتيتي
الحضور اللافت
إلى جانب الثلاثي الأنف الذكر، فإن المهرجانات الدولية راهنت أيضًا على فنانين استطاعوا أن يكسبوا أحقية الحضور في المهرجانات الدولية الصيفية. وهنا نستحضر سهرة رؤوف ماهر على ركح مهرجان قرطاج الدولي، إلى جانب بروز مرتضى الفتيتي في أكثر من مهرجان دولي، ولا غرابة أن يتم التجديد معهما إن صح التعبير في أكثر من مهرجان دولي.
فرؤوف ماهر نجده حاضرا في مهرجان بيلاريجيا الدولي «30 جويلية» إلى جانبه مرتضى الفتيتي يوم «4 أوت»، وقبله في مهرجان بوقرنين بحمام الأنف «28 جويلية»، وإلى جانبه في نفس المهرجان رؤوف ماهر «21 أوت»، ومهرجان صفاقس «3 أوت»، والى جانبه في هذا المهرجان مرتضى الفتيتي يوم «8 أوت». ويكون جمهور مهرجان ڤابس الدولي على موعد مع رؤوف ماهر في «16 أوت».
أمينة فاخت في بنزرت..
محمد الجبالي في سوسة
ولئن انتظر جمهور المهرجانات هذه الصائفة عودة قوية ولافتة للفنانة أمينة فاخت، وهي التي سبق لها أن أعلنت في أكثر من تصريح للمواقع الإلكترونية عزمها العودة من الباب الكبير للمهرجانات، وهي التي أعدت برنامجًا فنيًا متنوعًا لذلك، فإننا نجدها في الأخير قد اقتصر حضورها في المهرجانات الدولية على عرض وحيد في مهرجان بنزرت الدولي مبرمج ليوم «4 أوت». وفي المقابل، فإن محمد الجبالي، الذي سبق له التعبير عن الاستياء من موقف المشرفين على مهرجان قرطاج الدولي منه، وهو الذي كان يمني النفس بسهرة خاصة على ركح هذا المسرح الأثري العريق، اقتصر حضوره هذه الصائفة في المهرجانات الدولية على مهرجان سوسة الدولي «28 جويلية».
ونوال غشام التي اكتفت هذه الصائفة بالتواجد على ركح مهرجان قرطاج من خلال العرض الغنائي المشترك مع مجموعة من الفنانين «سهرة موسيقية» في تنفيذ موسيقى للفرقة الوطنية للموسيقى وكان ذلك في «28 جويلية»، مع الإشارة إلى أن نوال غشام كان لها أكثر من عرض خاص على ركح مهرجان قرطاج في دورات سابقة.
بين العودة والغياب
وشهدت هذه الصائفة عودة الفنانة صوفية صادق بعد غياب امتد على سنوات، واقتصر حضورها هذه الصائفة على مهرجان قرطاج الدولي يوم «13 أوت» احتفالًا واحتفاء بالعيد الوطني للمراة، وفي المقابل، فإن الغياب الأبرز يتمثل في الفنانة يسرى المحنوش التي اختارت وفق ما صرح بذلك والدها الشاعر الغنائي الحبيب المحنوش الركون إلى الراحة، كاشفًا في ذات الوقت على أنها تعمل على إعداد مشروع فني عربي كبير يتطلب التفرغ الكامل له.
أما على مستوى الفرق، فإن ما يلفت الانتباه في هذا المجال هو الغياب البارز للرشيدية التي دأبت على مدى سنوات طويلة أن تكون حاضرة وبقوة وتوهج، خاصة في مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية.
المهرجانات والإنتاج الخاص
ونشير من جهة أخرى إلى إحدى الميزات التي تنفرد بها بعض المهرجانات الصيفية الدولية، والتي تتمثل في اعتمادها «الإنتاج الخاص» بها. وفي هذا الإطار، فإن مهرجان بنزرت الدولي اختار أن يفتتح دورته هذه الصائفة بعرض «رحلة أجيال من خميس ترنان إلى فيصل رجيبة» من إنتاجه الخاص بالاشتراك مع المندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت. والعرض عبارة عن رحلة موسيقية عبر ثنايا التاريخ في مدينة بنزرت ومدنها المحيطة بها، جمعت بين الوتري والفلكلوري والصوفي، علماً وأن هذا العرض تم تقديمه في سهرة افتتاح المهرجان يوم «15 جويلية».
وينفرد مهرجان المنستير الدولي في دورته هذه الصائفة بإنتاجه عرضين وهما: «في رحاب الأندلس» بالاشتراك مع جمعية النوبة الأندلسية بالدار البيضاء. وتم عرضه في الافتتاح يوم «19 جويلية»، والعرض عبارة عن رحلة في أسرار وتفاصيل وخصوصيات الموروث الفني التونسي والأندلسي المغربي.
أما العرض الثاني الذي أنتجه مهرجان المنستير الدولي فهو «الرباط 2 يغني»، ويتميز هذا العرض بتواجد الفرقة الموسيقية فوق الركح مع قائد الفرقة، ويكون الجمهور هو العنصر الأساسي في العرض، بحيث يكون الجمهور الحاضر هو نجم الحفل أو المطرب الذي سيغني طيلة العرض. وقد تم تقديم العرض في سهرة «26 جويلية».
واختار مهرجان سوسة الدولي في دورته هذا الصيف أن يكون الافتتاح يوم «18 جويلية» بعرض موسيقي من إنتاجه وفاء لتقليد أسس له منذ أكثر من دورة، فكان عرض «مقام العشاق» الذي كتب أشعاره المولدي حسين، وأعد موسيقاه وأشرف على تنفيذه الدكتور خالد سلامة. والعرض عبارة عن رحلة موسيقية ذات طابع رومانسي حالم من خلال قصة حب بين طالب وطالبة في أحد المعاهد العليا للموسيقى.
◗ محسن بن أحمد
بلغت أغلب المهرجانات الصيفية المراحل الأخيرة من عروضها هذه الصائفة... وقد ارتأينا في هذه الورقة الغوص في تفاصيل عدد من بين أبرز المهرجانات الدولية والبحث عن مدى حضور الفنان التونسي فيها، وبحثنا في ذات الوقت عن خصوصيات بعض المهرجانات التي اختارت التوجه إلى الإنتاج الخاص بحثًا عن التفرد والتميز عن بقية المهرجانات التي اكتشفنا أنها لا تزال تبحث عن الأسماء الفنية البارزة في عروضها.
وهذه هي الحصيلة:
أولى الملاحظات التي تشد الانتباه أن أغلب المهرجانات الدولية في برامج دوراتها هذه الصائفة استقطبت الثلاثي الفني الأكثر شهرة على الساحة الفنية الوطنية والعربية: لطفي بوشناق، صابر الرباعي، وزياد غرسة.
والطريف أن هذا الثلاثي يسجل غيابه هذه الصائفة عن مهرجان قرطاج الدولي، على اعتبار أننا في كل دورة نسجل حضور أحدهم أو اثنين معًا، وحتى الثلاثة في المهرجان.
وينفرد الفنان زياد غرسة ضمن هذا الثلاثي بافتتاحه لمهرجانين، وهما: المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية «21 جويلية» ومهرجان بوقرنين الدولي بحمام الأنف «27 جويلية»، ويقابله الفنان لطفي بوشناق بافتتاح مهرجان سليانة الدولي، والذي ينفرد بالحضور فيه ضمن الثلاثي. في حين يختتم صابر الرباعي مهرجان صفاقس الدولي يوم «19 أوت».
وتجمع مهرجانات المنستير وحمام الأنف الثلاثي: لطفي بوشناق، صابر الرباعي، وزياد غرسة. «وفي مهرجان المنستير كان أول المواعيد مع زياد غرسة في «22 جويلية»، ثم لطفي بوشناق في «5 أوت»، وصابر الرباعي يوم «14 أوت». وبالنسبة لمهرجان بوقرنين الدولي بحمام الأنف، فبعد الافتتاح مع زياد غرسة «27 جويلية»، يكون الموعد مع صابر الرباعي «11 أوت»، ثم لطفي بوشناق «13 أوت» الجاري.
ويغيب زياد غرسة عن مهرجان الحمامات الدولي مقابل حضور لطفي بوشناق أمس «31 جويلية»، وصابر الرباعي يكون الموعد معه يوم غد «2 أوت»، في حين يغيب عن مهرجان سوسة الدولي مقابل حضور زياد غرسة يوم «8 أوت»، ولطفي بوشناق «11 أوت» بالمهرجان. كما يشارك في مهرجان صفاقس الدولي يوم «7 أوت» إلى جانب صابر الرباعي الذي سيختتم المهرجان مقابل غياب زياد غرسة الذي ينفرد بالحضور في مهرجان بنزرت الدولي.
والخلاصة أنه من مجموع 9 مهرجانات دولية اخترناها كعينة في هذا المقال، نسجل حضور لطفي بوشناق في 5 منها، وزياد غرسة وصابر الرباعي لكل واحد منهما 4 مشاركات ليكون المجموع 13 عرضًا.
رؤوف ماهر ومرتضى الفتيتي
الحضور اللافت
إلى جانب الثلاثي الأنف الذكر، فإن المهرجانات الدولية راهنت أيضًا على فنانين استطاعوا أن يكسبوا أحقية الحضور في المهرجانات الدولية الصيفية. وهنا نستحضر سهرة رؤوف ماهر على ركح مهرجان قرطاج الدولي، إلى جانب بروز مرتضى الفتيتي في أكثر من مهرجان دولي، ولا غرابة أن يتم التجديد معهما إن صح التعبير في أكثر من مهرجان دولي.
فرؤوف ماهر نجده حاضرا في مهرجان بيلاريجيا الدولي «30 جويلية» إلى جانبه مرتضى الفتيتي يوم «4 أوت»، وقبله في مهرجان بوقرنين بحمام الأنف «28 جويلية»، وإلى جانبه في نفس المهرجان رؤوف ماهر «21 أوت»، ومهرجان صفاقس «3 أوت»، والى جانبه في هذا المهرجان مرتضى الفتيتي يوم «8 أوت». ويكون جمهور مهرجان ڤابس الدولي على موعد مع رؤوف ماهر في «16 أوت».
أمينة فاخت في بنزرت..
محمد الجبالي في سوسة
ولئن انتظر جمهور المهرجانات هذه الصائفة عودة قوية ولافتة للفنانة أمينة فاخت، وهي التي سبق لها أن أعلنت في أكثر من تصريح للمواقع الإلكترونية عزمها العودة من الباب الكبير للمهرجانات، وهي التي أعدت برنامجًا فنيًا متنوعًا لذلك، فإننا نجدها في الأخير قد اقتصر حضورها في المهرجانات الدولية على عرض وحيد في مهرجان بنزرت الدولي مبرمج ليوم «4 أوت». وفي المقابل، فإن محمد الجبالي، الذي سبق له التعبير عن الاستياء من موقف المشرفين على مهرجان قرطاج الدولي منه، وهو الذي كان يمني النفس بسهرة خاصة على ركح هذا المسرح الأثري العريق، اقتصر حضوره هذه الصائفة في المهرجانات الدولية على مهرجان سوسة الدولي «28 جويلية».
ونوال غشام التي اكتفت هذه الصائفة بالتواجد على ركح مهرجان قرطاج من خلال العرض الغنائي المشترك مع مجموعة من الفنانين «سهرة موسيقية» في تنفيذ موسيقى للفرقة الوطنية للموسيقى وكان ذلك في «28 جويلية»، مع الإشارة إلى أن نوال غشام كان لها أكثر من عرض خاص على ركح مهرجان قرطاج في دورات سابقة.
بين العودة والغياب
وشهدت هذه الصائفة عودة الفنانة صوفية صادق بعد غياب امتد على سنوات، واقتصر حضورها هذه الصائفة على مهرجان قرطاج الدولي يوم «13 أوت» احتفالًا واحتفاء بالعيد الوطني للمراة، وفي المقابل، فإن الغياب الأبرز يتمثل في الفنانة يسرى المحنوش التي اختارت وفق ما صرح بذلك والدها الشاعر الغنائي الحبيب المحنوش الركون إلى الراحة، كاشفًا في ذات الوقت على أنها تعمل على إعداد مشروع فني عربي كبير يتطلب التفرغ الكامل له.
أما على مستوى الفرق، فإن ما يلفت الانتباه في هذا المجال هو الغياب البارز للرشيدية التي دأبت على مدى سنوات طويلة أن تكون حاضرة وبقوة وتوهج، خاصة في مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية.
المهرجانات والإنتاج الخاص
ونشير من جهة أخرى إلى إحدى الميزات التي تنفرد بها بعض المهرجانات الصيفية الدولية، والتي تتمثل في اعتمادها «الإنتاج الخاص» بها. وفي هذا الإطار، فإن مهرجان بنزرت الدولي اختار أن يفتتح دورته هذه الصائفة بعرض «رحلة أجيال من خميس ترنان إلى فيصل رجيبة» من إنتاجه الخاص بالاشتراك مع المندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت. والعرض عبارة عن رحلة موسيقية عبر ثنايا التاريخ في مدينة بنزرت ومدنها المحيطة بها، جمعت بين الوتري والفلكلوري والصوفي، علماً وأن هذا العرض تم تقديمه في سهرة افتتاح المهرجان يوم «15 جويلية».
وينفرد مهرجان المنستير الدولي في دورته هذه الصائفة بإنتاجه عرضين وهما: «في رحاب الأندلس» بالاشتراك مع جمعية النوبة الأندلسية بالدار البيضاء. وتم عرضه في الافتتاح يوم «19 جويلية»، والعرض عبارة عن رحلة في أسرار وتفاصيل وخصوصيات الموروث الفني التونسي والأندلسي المغربي.
أما العرض الثاني الذي أنتجه مهرجان المنستير الدولي فهو «الرباط 2 يغني»، ويتميز هذا العرض بتواجد الفرقة الموسيقية فوق الركح مع قائد الفرقة، ويكون الجمهور هو العنصر الأساسي في العرض، بحيث يكون الجمهور الحاضر هو نجم الحفل أو المطرب الذي سيغني طيلة العرض. وقد تم تقديم العرض في سهرة «26 جويلية».
واختار مهرجان سوسة الدولي في دورته هذا الصيف أن يكون الافتتاح يوم «18 جويلية» بعرض موسيقي من إنتاجه وفاء لتقليد أسس له منذ أكثر من دورة، فكان عرض «مقام العشاق» الذي كتب أشعاره المولدي حسين، وأعد موسيقاه وأشرف على تنفيذه الدكتور خالد سلامة. والعرض عبارة عن رحلة موسيقية ذات طابع رومانسي حالم من خلال قصة حب بين طالب وطالبة في أحد المعاهد العليا للموسيقى.